ولاية الفقيه الدستور الالهي للمسلمين

تعريف بكتاب: ولاية الفقيه الدستور الإلهي للمسلمين .. للسيد علي عاشور

الاجتهاد: الولاية العامة للفقيه وظيفة عملية ومنصب اعتباري جعله الله تعالى – في حالة غياب النبي والأئمة عليهم السلام – للفقهاء الجامعين لشرائط الفقاهة وتتحد صلاحية النبي والإمام والفقيه و لاتتحد المنزلة والفضل.

والفقيه هو المجتهد الجامع لشرائط الفتوى والحكم، العادل الورع الذي لم ينكب على الدنيا ولا حريصاً عليها، العارف بأهل زمانه والمواكب لتطوره.

ويقول الإمام الخميني: “ولا ينبغي أن يساء فهم ما تقدم، فيتصور أحد أن أهلية الفقيه للولاية ترفعه إلى منزلة النبوة أو إلى منزلة الأئمة؛ لأن كلامنا هناك يدور حول المنزلة والمرتبة، وإنما يدور حول الوظيفة العملية، فالولاية تعني حكومة الناس وإدارة الدولة وتنفيذ أحكام الشرع، وهذه مهمة شاقة، ينوء بها من هو أهل لها من غير أن ترفعه فوق مستوى البشر”.

أفكار يطرحها الإمام الخميني حول الفقيه وولايته فتح من خلالها الباب للخوض فيها، فإنها أبحاث علمية وأدلة شرعية عليها، مع شيء من تفضيلات الحكومة وتشكيلاتها كما سوف يتبين للقارئ في هذا الكتاب، يخوض المؤلف في هذه الأفكار ويفصلها بالشكل المطلوب مع ذكر الفروع المستحدثة المختلفة في الولاية والحكومة وتسلسل أوامرها على الشكل الهرمي مروراً بشروط الولي والمرجعية واتحادهما، مع تحديد ذلك في هذا الزمان.

مختتماً بوعد الله بأهل قم في رايات خراسان وكونهم حجة الله في آخر الزمان، وبحزب الله الرسالي، كمفهوم قرآني واجب التطبيقات في كل العالم، ومن ثم تسليط الضوء على حزب لبنان الله كمصدق لهذا المفهوم، وكونهم حجة على العالم الإسلامي وسوط الله في أرضه، مع بيان دستوره الرسالي في رقي المجتمعات.

تمهيد المؤلف:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ… . وقال عز من قائل: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر وادون من حاد الله ورسوله… .

أربع آيات ترسم المنهج الرسالي العميق، تحدد مفهوم الأولياء المحبين الله تعالى والمحب لهم الله، لا يخافون في الله لومة لائم، لا يتولون من حارب الله حتى لو كانوا أباء هم فكتب الله في قلوبهم الإيمان ثم أيدهم بروح منه أولئك حزب الله الغالبون.

إبتدأت الآية الأولى بوعد الله في آخر الزمان بقوم جبلهم بحبه يحملون قلوب كزبر الحديد على الكافرين، صفتهم الجهاد الخالي من الخوف.

ثم ربطهم سبحانه بآية الولاية لله وللرسول ولأميرالمؤمنين ، أميرالكرم والجهاد، فوصف الموالين له بأنهم حزب الله الغالبون الذين لا يتولون أهل الكتاب.

 

ولاية الفقيه الدستور الإلهي للمسلمين

أما آية المجادلة فإنها أيضا تكلمت عن قوم لايتولون أهل الكتاب بل يتولون الذين آمنوا فأيدهم الله بالروح منه فوصفهم أيضا بأنهم حزبه المفلحون.

فنجد أن الآيات تحدثت عن مفاهیم:

1. الولاية: أولا لله ثم للرسول ثم للأئمة ثم منهم للذین آمنوا.

2. آثار التولي الصحيح: حب الله للمتولي، ورضاه عنه واعطاءه الروح المنسوبة إليه سبحانه وتأييده بها.

3. صفة المتولين: أذلة على المؤمنين، أعزة على الكافرين، حبهم لله ورضاهم عنه توليهم للمؤمنين فقط، يجاهدون ولا يخافون.

4. وعد الله في آخر الزمان بحزب الله: الرسالي في رايات خراسان والشام.

5. مفهوم حزب الله القرآني: والغالبونه والمفلحون.

وسوف نشرع في تبيين هذه المفاهيم مع ما يرتبط بها، مع رعاية الإختصار قدر الإمكان، مستمدين من الله العون والتسديد إنه لطيف بعباده، وصلى الله على رسوله وآله الطاهرين ما سبح لله فلك آخر.

تلبية نداء الإمام الخميني فال في ذیل بحث ولاية الفقيه: «وقد طرحنا الموضوع على بساط البحث فعلى أجيال الغد أن تتعمق بعزم و ثبات وروح مثابرة لا سبيل لليأس والقنوط إليها، وسيوققون بإذن الله إلى التوصل إلى تشكبل الحكومة و تنظیم سائر الشؤون بتبادل وجهات النظر المخلصة الموضوعية النزيهة.

كان هذا الكلام لسماحة الإمام قبل انتصار الثورة الإسلامية بسنوات، وروحي فداه كان يقصد ما يقول، ففعلا وفقت أجيال الخميني المستقبلية لتشكيل الحكومة الإسلامية التي أمر بها الله تعالى.

أما الأفكار التي طرحها الإمام حول الحكومة والتي فتح لنا الباب للخوض فيها، فإنها أبحاث علمية وأدلة شرعية عليها مع شيء من تفصيلات الحكومة وتشكيلاتها كما سوف تبينه في موضعه، وسوف نخوض في هذه الأفكار و نفصلها بالشكل المطلوب مع ذكر الفروع المستحدثة، والمباني المختلفة في الولاية والحكومة.

وتسلسل أوامرها على الشكل الهرمي أو غيره . مرورا بشروط الولي والمرجعية واتحادهما، مع تحديد ذلك في هذا الزمان .

ونختم بوعد الله بأها قم في رايات خراسان وكونهم حجة الله في أخر الزمان، وبحزب الله الرسالي – كمفهوم قرآنی واجب التطبيق في كل العالم – وتسليط الضوء على حزب الله لبنان كمصداق لهذا المفهوم، وكونهم حجة على العالم الإسلامي وسوط الله في أرضه، مع تبیین دستوره الرسالي في رقي المجتمعات.

تعريف الفقيه وولايته

الولاية العامة للفقيه وظيفة عملية ومنصب اعتباري جعله الله تعالى – في حالة غياب النبي والأئمة علي – للفقهاء الجامعين لشرائط الفقاهة.

وتتحد صلاحية النبي والإمام ، والفقيه كما يأتي، ولا تتحد المنزلة والفضل.

والفقيه هو المجتهد الجامع الشرائط الفتوى والحكم العادل الورع الذي لم ينكب على الدنيا ولا حريصا عليها، العارف بأهل زمانه والمواكب التطوره.

قال الإمام الخميني: ولا ينبغي أن يساء فهم ماتقدم، فيتصور أحد أن أهلية الفقيه للولاية نرفعه إلى منزلة النبوة أو إلى منزلة الأئمة؛ لأن كلامنا هنا لا يدور حول المنزلة والمرتبة، وإنما يدور حول الوظيفة العملية، فالولاية تعني حكومة الناس وإدارة الدولة وتنفيذ أحكام الشرع، وهذه مهمة شاقة، ينوء بها من هو أهل لها من غير أن ترفعه فوق مستوى البشر.

ولاية الفقيه أمر اعتباري جعله الشرع، كما تعتبر الشرع واحد ما قبما على الصغار، فالقيم على شعب بأسره لا تختلف مهمته عن القيم على الصغار، إلا من ناحية الكمية، وإذا فرضنا النبي والإمام لا قيمة على الصغار فإن مهمتهما في هذا المجال لا تختلف كم ولاكيفة عن أي فرد عادی آخر إذا عين للقيمومة على نفس واولئك الصغار، وكذلك قیمومتهما على الأمة بأسرها من الناحية العملية لا تختلف عن قيمومة أي فقيه عالم عادل في زمن الغيبة.

 

فهرس المحتويات

 

 

 

الكتاب: ولاية الفقيه الدستور الإلهي للمسلمين.

المؤلف: السيد علي عاشور.

الطبعة الاولي: 1422 هـ ق/ 2001 م.

عدد الصفحات: 390.

الناشر: دار الهادي.

 

تحميل الكتاب:

77 . 9

http://ijtihadnet.net/wp-content/uploads/2020/01/ولاية-الفقيه-الدستور-الإلهي-للمسلمين-السيد-علي-عاشور.pdf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky