الاجتهاد: أثار موضوع أداء العبادات الإسلامية عبر منصة ميتافيرس الافتراضية ومدى شرعيتها، جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض فرصة لزيارة الأماكن المقدسة والتعرف إلى المشاعر الإسلامية فيها وتقبيل الحجر الأسود.
وابتكرت المملكة العربية السعودية في فضاء Metaverse محاكاة الكعبة ومواقع الحج في الكون الافتراضي. فيما بدأ المستخدمون الذين زاروا الكعبة المشرفة في ميتافيرس يطرحون أسئلة للحصول على معلومات من رئاسة الشؤون الدينية التركية “ديانت” حول ما إذا كان ذلك مرتبطًا بالعبادة.
وقال رمزي بيرجان المدير العام لخدمات الحج والعمرة في “ديانت”، إنّه لا يوجد ما يسمى بالحج الافتراضي والعبادة عبر منصة ميتافيرس غير واردة، لكن من الممكن زيارة الكعبة المشرفة ورؤية أقسامها افتراضياً، وذلك لزيادة العلم والمعرفة بفريضة الحج الإسلامية.
وجاءت تصريحات بيرجان بعد بيان للمملكة العربية السعودية أوضحت فيه أن الحجر الأسود سيتم فتحه للزوار في عالم (ميتافيرس) الافتراضي، لكن المسؤول الديني التركي أوضح أن علماء الشريعة قالوا: إن زيارة مواقع الحج في العالم الرقمي قد تكون مفيدة لكنها لن تحل محل العبادة أبداً.
وأكد بيرجان أن الحج سيكون كما أعلنت عنه السعودية من حيث التاريخ والأعداد الممكنة، وليس كما يشاع على ميتافيرس، مضيفاً أن لا توجد في المنصة الافتراضية عبادة حقيقية، فمثلاً لا بدّ أن تلمس القدم أرض “عرفات” ليحتسب الحج.
وأوضح في هذا الصدد “مثلما نزور متحفًا للآثار في إسطنبول بنظارات ثلاثية الأبعاد، فإن الرحلة داخل أماكن العبادة هناك في المملكة العربية السعودية هي عمل برنامج. يتم ذلك للترويج للكعبة المشرفة.”
وكانت السعودية دشنت في وقت سابق مبادرة “الحجر الأسود الافتراضي”، حيث يصبح بالإمكان لمس الحجر افتراضياً عبر تقنية الـVR، وذلك ضمن مبادرة تهدف لاستخدام الواقع الافتراضي والتجارب الرقمية التي تشير إلى محاكاة الواقع الحقيقي، حيث يمكن استخدام التقنيات الجديدة من أجل رقمنة الحج والعمرة.
وأشار الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبد الرحمن السديس إلى أهمية إنشاء بيئة محاكاة افتراضية لمحاكاة أكبر عدد ممكن من الحواس مثل الرؤية والسمع واللمس وحتى الشم، بهدف زيارة الأماكن المقدسة في الحرمين الشريفين.
من جهتها ذكرت عضو هيئة التدريس في جامعة 29 مارس بإسطنبول د.خديجة بوينو كالن، أن قضية الحج الافتراضي يجب أن يُنظر إليها على أنها فرصة وليست عبادة، وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون الذهاب إلى الأراضي المقدسة لسبب ما ستكون فرصة فريدة للزيارة عبر الإنترنت، لكنها لا تُسقط الواجب في أداء العبادة عن المسلم.
وتابعت أن الحج لا يكون إلا كما قال الرسول الكريم، فيجب فيه أداء العبادات من طواف ورجم وعرفات بحضور الجسد حقيقة وليس خيالاً، فمثلاً الذين يتناولون الطعام في أحد الأماكن افتراضياً على “ميتافيرس” لا يمكنهم أبداً الشعور بالشبع، وكذلك العبادات أيضاً لا تجوز في العالم الرقمي.
المصدر: أحوال تركيا