خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
الرئيسية / خاص بالموقع / 22 تقرير خبري خاص / المرجع نوري الهمداني: الإمام الخميني حطم الهيبة الزائفة للاستكبار
جائزة الإمام الخميني العالمية

المرجع نوري الهمداني: الإمام الخميني حطم الهيبة الزائفة للاستكبار

خاص الاجتهاد: انطلقت في العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، فعاليات الدورة الأولى لـ “جائزة الإمام الخميني (قده) العالمية“، وسط حضور حاشد من كبار العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم. وقد استهل المؤتمر أعماله برسالة هامة وجهها المرجع الديني سماحة آية الله الشيخ حسين نوري الهمداني، شدد فيها على الأبعاد الكونية لنهضة الإمام الراحل.

وأشار سماحته في رسالته إلى أن الإمام الخميني لم يكن مجرد فقيه تقليدي، بل كان “فيلسوفاً متميزاً وسياسياً منقطع النظير”، استطاع في ذروة القطبية الأحادية أن يحطم الهيبة الزائفة للاستكبار العالمي، ويفتح فصلاً جديداً من العلاقات الدولية القائمة على الأخلاق ونصرة المظلوم. وأكد سماحته أن الإمام نجح في إخراج نظرية “ولاية الفقيه” من بطون الكتب إلى حيز التطبيق العملي، مما خلق نموذجاً سياسياً رائداً استنهض الشعوب المستضعفة.

فلسطين.. القضية المركزية العابرة للحدود
وفي محور الدفاع عن الحقوق، أكد المرجع نوري الهمداني أن الإمام الخميني جعل من قضية فلسطين بوصلة العالم الإسلامي الأولى، معتمداً في ذلك على مدرسة أمير المؤمنين (ع) التي لا تعترف بالحدود الجغرافية في نصرة المظلومين. وشدد على أن تفكير الإمام كان يهدف دائماً إلى استعادة ثقة المسلمين بأنفسهم في مواجهة غطرسة القوى العظمى.

الاستمرارية والتركة التاريخية
واختتم المرجع نوري الهمداني رسالته بالتأكيد على أن الجمهورية الإسلامية، التي تدار اليوم بحكمة وبصيرة سماحة الإمام الخامنئي”دام ظله”، هي الذكرى الأبرز والتركة الأهم التي خلفها الإمام الراحل، مشيراً إلى أن النظام الإسلامي القائم على “السيادة الشعبية الدينية هو الثمرة الحقيقية لهذا النهج العلمائي الشجاع.

 

نص رسالة المرجع الديني سماحة آية الله نوري الهمداني كما يلي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ عَلَی سَیِّدِنا وَ نَبِیِّنَا أَبِی ‌الْقَاسِمِ المصطفی مُحَمَّد، وَ عَلَی أهلِ بَیتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ، سيما بقیة اللهِ فِي الأرضین، وَ لعنةُ اللهِ على أعدائهم أجمعین إلى یوم الدین.

تحية وسلاما لذلك المجمع الموقر المنعقد بحضور العلماء والمفكرين. إن تكريم وتبجيل شخصية فذة وبارزة في العصر الحاضر، فقيه كبير وسياسي منقطع النظير، وفيلسوف متميز؛ أعني آية الله الإمام الخميني (رحمة الله عليه)، هو عمل جليل وجدير بالتقدير.

إن جميع الأمم والشعوب تُعظم علماءها وتبذل جهدها في تكريمهم، ولكن لم يحثّ دينٌ على إكرام العالم وإجلاله كما فعل الإسلام. فقد ورد في القرآن الكريم الثناء على العلم والعلماء في ثمانين موضعاً، منها قوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. كما أشادت بهذا المقام الرفيع أحاديثُ جمة وروايات متعددة، بلغت من السمو أن قال النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): «إنَّ اَكْرَمَ العِبادِ إلَی اللهِ بَعْدَ الاَنبیاءِ العُلَماءُ». وبناءً على ذلك، فإن التعريف بعالم إسلامي يكتسب أهمية فائقة، ليتسنى الحديث عن أبعاد شخصيته المختلفة، وتقديمه كنموذج ومنارٍ سار على نهج الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام).

إن الشخصية التي اجتمعتم اليوم للتعريف بها تمتلك أبعاداً متعددة؛ فمن الجانب العلمي وبشهادة الكثير من أعاظم الدين، كان (قدس سره) “كوكباً درياً” في سماء الفقاهة، ويُعد في علم الأصول والفلسفة والعرفان الإسلامي من كبار أعلام عصره، بل ومن أبرز رجالات القرون الأخيرة. رجلٌ استطاع أن يفتح صفحة جديدة من السياسة والأخلاق أمام ساسة العالم، ونفخ روح الثقة بالذات في نفوس الشعوب المظلومة، وأطلق شرارة مقارعة الاستكبار في زمنٍ بلغت فيه سلطة الاستكبار ذروتها، فحطم هيبتهم الزائفة، وألقى رسمياً بنظام “القطب الواحد” في مزبلة التاريخ، ليفتح أمام العالم فصلاً جديداً من العلاقات السياسية والثقافية في الساحة الدولية.

ظلت لسنوات طويلة، نظرية “ولاية الفقيه” موضوعاً علمياً حبيس صفحات الكتب، ولم تتوفر الأرضية لتطبيقها، أو لم يكن هناك من يملك القدرة أو الأمل في إرسائها، إلا أن هذا الرجل الإلهي، بتدبيره السامي وشجاعته، تمكن من إخراج هذه النظرية إلى حيز التطبيق. ولقد استطاع الإمام الراحل (ره) أن يبرز كأملٍ لكل المحرومين والمستضعفين في العالم، ودخل الميدان متوكلاً ومعتمداً على كلام مولى الموحدين وأمير المؤمنين (عليه السلام) الذي أكد أن الحدود الجغرافية ليست معياراً في الدفاع عن المظلوم، وأننا نهبّ لنصرة المظلوم أينما ارتفع صوته. وانطلاقاً من هذا البيان، طرح سماحته قضية فلسطين ومحاربة الصهيونية، وأعلن مراراً أن قضية فلسطين هي “القضية الأولى” للعالم الإسلامي، ووقف إلى جانب المحرومين في الدول الأخرى؛ فسطع هذا الفكر الإنساني والأخلاقي والإسلامي في العالم المعاصر، ليكون مصداقاً لقول أمير البيان علي (عليه السلام): «وَ لاَ يَحْمِلُ هَذَا اَلْعَلَمَ إِلاَّ أَهْلُ اَلْبَصَرِ وَ اَلصَّبْرِ وَ اَلْعِلْمِ بِمَوَاضِعِ اَلْحَقِّ».

إن التعريف بالآثار العلمية والعرفانية للإمام الخميني (ره) اليوم هو أمر لازم وضروري للغاية. وإن هذا النظام الإسلامي، الذي يُدار بنفس فكر مؤسسه من قبل فقيه شجاع وتقي، من أهل البصيرة والسياسة؛ أعني سماحة آية الله الخامنئي، هو أبرز تركة وذكرى للإمام، وقد قام على تجلي “السيادة الشعبية الدينية” والاعتماد على الإسلام العزيز.

إنني إذ أشكر جميع القائمين على هذا المؤتمر المحترم، لا سيما “رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية”، أسأل الله متعال التوفيق للجميع.

حسين نوري الهمداني

 

 

هذا وأقيمت الدورة الأولى من «جائزة الإمام الخميني (قدس سره) العالمية» بمبادرة من منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، وبمشاركة مؤسسة تنظيم ونشر تراث سماحة الإمام الخميني (قدس سره)، وذلك بهدف تبيين ونشر فكر وسيرة مفجّر الثورة الإسلامية الكبرى. وبدأت الدورة يوم الأربعاء السابع عشر من كانون الأول 2025، في قاعة مؤتمرات القادة بطهران. وخلال هذا الحفل تم تكريم شخصيات إيرانية ودولية بارزة ساهمت في الترويج لفكر الإمام الخميني (قدس سره) ونهجه قولاً وعملاً.

وقد جرى اختيار الفائزين في هذه الدورة بعد اجتيازهم عمليات دقيقة ومتخصصة من التقييم والتحكيم، من بين نخبة من الشخصيات المتميزة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ممن كان لهم دور فاعل ـ نظرياً وعملياً ـ في مواصلة مسيرة الإمام الخميني (قدس سره). وتُقدّم هذه الجائزة بهدف عرض نماذج مؤثرة وتعزيز خطاب فكر الإمام الراحل على المستويين الوطني والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *