الغدير

المرجع نوري الهمداني: أكبر تضييع للحق في التاريخ هو إنكار الغدير

خاص الاجتهاد: اعتبر المرجع الديني آية الله الشيخ حسين نوري الهمداني “دام ظله” أنّ عيد غدير خم فرصة مناسبة للتعريف بالإسلام الأصيل، وقال: إنّ أكبر تضييع للحق في التاريخ هو إنكار الغدير، وهذا الإنكار أدى إلى تعرض الإسلام لضربات مهلكة وخسارة فادحة، وكان سبباً في حرمان البعض من نعمة ولاية المعصوم(عليه السلام)، وهو أمر سوف تبقى تبعاته إلى يوم القيامة، وهذه المسألة هي أكبر تضييع للحق في التاريخ.

وتابع سماحته حديثه مشيرا إلى مكانة الإمامة وأهمية قضية الغدير، وقال: الغدير قضية عقلية تدخل في مسائل التوحيد، والإمامة جزء أساس من الاعتقاد بالتوحيد، والمجتمع بلا إمامة وولاية سوف يكون مصيره الزوال، عيد الغدير عيد تاريخي ومصيري إلى يوم القيامة، وهو موضوع توحيدي مهم.

وأضاف سماحة آية الله نوري الهمداني مشيرا إلى ضرورة معرفة المكانة الرفيعة والممتازة لأمير المؤمنين(عليه السلام): الإمام علي (عليه السلام) مكمل للنبوة ولهداية البشر، وعليه تكون معرفة عمود الدين هذا من الضروريات، علينا أن نصون الغدير ونحافظ عليه حتى لا يحصل ما حصل في الماضي من انحرافات في معرفته وتعريفه، فالغدير هو الموضوع الأساس للشيعة.

واعتبر سماحته أنّ حفظ نتائج وآثار الغدير من الواجبات المهمة، وأضاف: إذا ما أبدى المؤمنون والموالون اهتماما أكبر؛ ليصبح الغدير كما عاشوراء شاملا وعاما، فلا شك أنّ مسألة الغدير ستصل إلى وضع أفضل.

واعتبر هذا المرجع الكبير أنّ الوضع الحالي في العالم حساس للغاية، وقال مخاطبا طلاب العلوم الدينية: اليوم أعداء الإسلام يقومون بكل ما يمتلكون من قوة بمجابهة الثورة والعمل ضدها، ويريدون بأي ثمن وضع إيران تحت الضغوطات، ويجب أن ندرك أنّه تقع على عاتق الحوزات العلمية وطلابها مسؤوليات جسام.

وتابع قائلا: أنا اليوم كما في السابق أوكد على ضرورة صون الثورة الإسلامية في إيران، ويجب تبيين ثمار وخدمات الثورة للناس، ويجب المحافظة على منجزات الثورة وهي منجزات هامة للغاية، وإلى جانب ذلك يجب تحديد نقاط الضعف والقصور، ونصح المسؤولين وتذكيرهم وإرشادهم.

وقال آية الله نوري الهمداني: لا نشك أنّ علمائنا الأبرار وعلى مرّ التاريخ قد اهتموا بالسياسة الإسلامية؛ ولكن بصور وأشكال مختلفة، ومع الأخذ بالاعتبار ظروف زمانهم، فنجد مثلا في زمن معين الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة (رحمة الله عليه) يواجه رضا خان بدراية وحنكة خاصة ويتمكن من صون الحوزة العلمية، وكان من ثمرات حوزته الإمام الخميني(رحمة الله عليه)، وفي وقت آخر يعملون مثل ما عمل أستاذنا الكبير آية الله السيد البروجردي الذي اتخذ مواقف حازمة ونبّه تلك التنبيهات المهمة مما أجبر السلطة البهلوية على التراجع عن بعض إجراءاتها، وثم نجد مثال الإمام الخميني(رحمه الله) الذي استطاع إيجاد تغيير وتحول عظيم وأعاد العزة والثقة بالنفس للناس، وقدم القوى العظمى كدول ممثلة للاستكبار، ونظم المستضعفين في مواجهتهم، والسيد قائد الثورة يتابع إلى اليوم هذا الأصل، فجميع هؤلاء العلماء الكبار عملوا بواجباتهم ولكن كلٌّ بحسب ظروف زمانه ووفقا لمقتضيات ذلك الزمان.

كما أكدّ سماحته على ضرورة تحلي المسؤولين باليقظة، وقال: يجب أن يعم لاتحاد والوفاق يبين مختلف فئات المجتمع، وعلى المسؤولين أن يتجنبوا الفرقة والاختلاف ويحرصوا على الوحدة والتآلف، ويبذلوا قصارى جهودهم في خدمة المواطنين، وذلك لأن المواطنين هم الأصل في كلّ شيء.

وأضاف سماحته: لقد وصف أمير المؤمنين(عليه السلام) الناس بعمود الدين، وبيّن لنا الإمام السجاد(عليه السلام) أنّ خدمة الناس هي أشرف العبادات، وبناء على ذلك يجب أن نقدر المواطنين حق قدرهم وهم الذين وقفوا جميع وجودهم في خدمة النظام والثورة، ويجب تقديم أفضل الخدمات لهم، وعلى المسؤولين تذكر عبارة الإمام الخميني(ره) الذي قال “الناس أولياء نعمتنا”، وعليهم أن يجعلوا هذا الكلام المأخوذ من ثقافة أهل البيت عليهم السلام نصب أعينهم.

وتابع سماحته حديثه مشيرا إلى بعض المشكلات الحالية، وقال: يقع على عاتق المسؤولين الحاليين العمل الجاد على تحسين مستوى معيشة المواطنين، والعمل على حل مشكلة البطالة، والمساعدة في تهيئة مقدمات زواج الشباب، وفي المجموع العمل على حفظ كرامة الشعب.

وفي هذا اللقاء أقيمت مراسم تعمم خمسون طالبا من طلاب العلوم الدينية.

 

المصدر: موقع سماحة المرجع الديني آية الله نوري الهمداني على النت بالفارسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky