الغدير والتأسيس لحكومة الإمام علي (عليه السلام) في فكر المستشرقين؛ عنوان مقالة كتبها الباحث كريم جهاد الحساني في العدد الثامن من مجلة: دراسات استشراقية. وقد جاءت عناوين البحث كالآتي: مفهوم الغدير في المنظومة الاستشراقية-مناهج المستشرقين في دراسة شخصية الحاكم الإمام علي ع- الدراسات الاستشراقية التي تبنت الغدير لتأسيس الحكومة الإسلامية.
إعادة نشر/ موقع الاجتهاد: جاءت هذه المحاولة من الدراسة المتواضعة لرسم صورة متكاملة عنها، وهدفها الابتعاد عن هذه الاختلافات، والبحث في أروقة الفكر الاستشراقي وعلى مرور الزمن، وقد ألقت بظلالها على مواقف وكتابات علماء ومؤرخو المستشرقين من الغرب، أسهمت أقلامهم بمعالجة التأسيس لحكومة الإمام علي (ع) على المسلمين، ومن خلال هذه المواقف تشكلّت لدينا وثيقة تاريخية في الاستدلال على أصالة ومشروعية التأسيس للحكومة الإسلامية من خلال الاعتراف بواقعة «الغدير».
وقد اقتضت صورة البحث أن يطرح مفهوم الغدير بشكل تمهيدي في المنظومة الاستشراقية، ثم بعدها التعرّف على مناهج المستشرقين في دراسة شخصية الحاكم ألا وهو الإمام علي(ع) لتسنّمه هذا المنصب المهم، ثم اللجوء إلى الدراسات الاستشراقية التي تبنت الغدير لتأسيس الحكومة الإسلامية بعد رسول الإسلام محمد (ص) .
وقد جاءت عناوين البحث كالآتي:
مفهوم الغدير في المنظومة الاستشراقية.
مناهج المستشرقين في دراسة شخصية الحاكم ـ الإمام علي(ع).
الدراسات الاستشراقية التي تبنت الغدير لتأسيس الحكومة الإسلامية.
مفهوم الغدير في المنظومة الاستشراقية:
لقد أصبح الاستشراق اليوم علماً له كيانه ومنهجه، ومدارسه وفلسفته، ودراساته ومؤلفاته، وأغراضه وأتباعه، ومعاهده ومؤتمراته، فصار حقاً على الباحث أن يُعنى بتحديد المفاهيم والأفكار التي تبّنتها تلك الأقلام؛ إذ لعب الاستشراق دوراً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية، عبر قرون طويلة، وكان له من النتائج السلبية والإيجابية ما يعرفه المتخصصون في الدراسات الاستشراقية والمثقفون وغيرهم.
وتناولت نهضة المستشرقين التراث الإسلامي عن طريق جمع الوسائل المتاحة في الحصول على المعلومات، ولم يقفوا منه عندها فيموت بين جدران المكتبات والمتاحف والجمعيات، وإنما عمدوا إلى دراسته وتحقيقهِ ونشره وترجمته وتصنيفه من حيث النشأة والتطور.
وقد خاضَ المستشرقون في مجال الدراسات العربية الإسلامية من جوانب متعددة، فدرسوا الإسلام ومنهجه، والسيرة النبوية وحضارة العرب فكراً وفناً وأدباً وفلسفةً وتاريخاً وجميع العلوم التي عرفها العرب والمسلمون.
لذلك عكفت البحوث الاستشراقية على دراسة أغلب الوقائع التي جرت في صدر الإسلام، والتي لعبت دوراً في تاريخ المسلمين، واتخذ من هذه البحوث منهجاً سارَ عليها المهتمون في الشؤون الإسلامية.
وقد حَفلَ التاريخ الإسلامي كثير من الوقائع المهمة والتي مثلّت تحولاً خطيراً في الواقع السياسي الإسلامي، وكان لموضوع الخلافة الدور البارز في ظهور الخلافات السياسية التي أصبحت نقطة الخلاف والانقسام عند المسلمين، وأدى بالتالي إلى ظهور تلك الوقائع في صدر الإسلام وجلبت الويلات على المسلمين.
وواقعة « الغدير »هي إحدى تلك الوقائع التي لها شأن في التاريخ الاسلامي، فهي ليست واقعة عابرة أو حادثة سطحية احتوت البساطة في مجرياتها، بل هي الحادثة الأكبر عمقاً في مجرى الرسالة الإسلامية والأكثر تأثيراً في سير خطّها الطويل والتي أسست لبناء حكومة المسلمين في مختلف المجالات الإسلامية والبحوث الدينية، كالسيرة والتاريخ والتفسير والحديث والفلسفة والأدب ولذلك من أن يأتي ذكرها وحتى اللغة أيضاً، وبما ان الاتجاه الاستشراقي لدراسة التاريخ الإسلامي كان ينطلق من الإيمان بأن محمد (ص) نبي الله بل هو خاتم الأنبياء والرسل، وان القرآن هو كتاب إلهي مُصدّق نزل على صدر نبي آخر الزمان.
تحميل المقالة
الغدير والتأسيس لحكومة الإمام علي (ع) في فكر المستشرقين
المصدر: مركز الدراسات الإستراتيجية
http://www.iicss.iq/