الاجتهاد: دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى وجود مؤسسات اجتماعية تساعد الأبناء والبنات في اختيار شريك الحياة عبر التوعية بالمقاييس الصحيحة التي تضمن جودة الحياة الزوجية.
وتابع: من يقوم بهذا الدور له أجر وثواب كبير عند الله وله تأثير إيجابي في تعزيز تماسك المجتمع لأنه يساعد على إقامة كيان زوجي مستقر سعيد.
جاء ذلك خلال مداخلة مسجلة لسماحته في موسم حسينية الحاج احمد بن خميس الثقافي 1444هـ ضمن اللقاء الحواري مع الاستاذ سعيد حبيب كايد، بعنوان: مشروع القلوب الطاهرة للتزويج، وذلك لاستعراض تجربة وتاريخ المشروع وتطلعاته المستقبلية.
وأشار سماحة الشيخ حسن الصفار إلى أن اهتمام الإنسان باختياراته في الأمور يتفاوت حسب أهمية ذلك الأمر، فحينما يريد أن يختار شيئا لغرض مؤقت ومصلحة محدودة، فإن اهتمامه بالتدقيق فيه سيكون محدودًا أيضا.
وتابع: وإن وقع في خطأ في اختياره في مثل هذا الأمر فإن تلافي الخطأ يكون ممكنًا والتداعيات محدودة.
وأوضح أن اختيار الشريك في الحياة الزوجية من الأمور المهمة التي يجب التدقيق والتفكير السليم فيها، “لأن الخطأ هنا قد يسبب مشاكل تسلب سعادة الحياة واستقراراها”.
وأضاف: الدين والعقل يوجهنا إلى أن هناك مقياسًا أساس في اختيار شريك الحياة هو أن يكون ذا مرجعية قيمية سلوكية صالحة.
وأبان أن كل ماعدا ذلك من جمال ومال ونسب يأتي في المرتبة الثانية.
وتابع: أن يكون الشريك (الزوج/ الزوجة) له مرجعية قيمية في حياته ومواقفه وسلوكه أمر مهم يضمن استقرار الحياة الزوجية.
وعن أهمية هذه المرجعية القيمية قال سماحته: العلاقة الزوجية علاقة مفتوحة في مختلف المجالات وبالتالي فإن الإنسان يأتمن شريك حياته على حياته ومستقبله وأسراره وخصوصيات شخصيته.
وتابع: ينبغي أن يكون هذا الشريك ذا مرجعية قيمة أخلاقية ليحافظ على هذه الأمانة.
وأضاف: المطلوب في الشريك ليس فقط أن يكون وسيمًا جميلًا له وظيفة وثروة ومنصب، مؤكدًا أن كل هذا لا يجدي نفعًا إذا لم تكن له مرجعة قيمية سلوكية في حياته. واستشهد بما ورد عن النبي : «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ».
وقال: إن المرأة الملتزمة بالقيم الدينية يتمكن الإنسان منحها كل وده وحبه وأسراره مستشهدًا بما ورد عن النبي : «فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ».
واستدرك الشيخ الصفار: قد لا تتكامل في أحد الشريكين منذ البداية هذه الصفة بالدرجة المطلوبة، لكن أن يكون مهيئً لتمثل هذه الصفة هذا امر أساس.
وأبان أن الإنسان قد يكون بحاجة إلى من يساعده في التعرف على شريك الحياة الذي يمتلك هذه الصفة الأساس بالإضافة إلى الصفات الأخرى المهمة.
وتابع: لذلك من المفضّل أن يلجأ إلى من يستشيره ممن هم حوله من أهله واقربائه أو أصدقاءه.
وأضاف: ومن هنا تأتي أهمية وجود مؤسسات اجتماعية يمكن للإنسان أن يرجع إليها فتعطيه الرأي وتشير عليه في هذا المجال.
هذا وقد تضمن البرنامج بالإضافة إلى مداخلة سماحة الشيخ الصفار، ريبورتاجًا مصورًا لمشروع القلوب الطاهرة للتزويج، ومشهدًا تمثيليًا.
يذكر أنه وضمن موسم الحسينية الثقافي لعام 1444 هجرية استضافت حسينية الحاج احمد بن خميس الاستاذ سعيد حبيب كايد في لقاء حواري بعنوان مشروع القلوب الطاهرة للتزويج و ذلك لاستعراض تجربة و تاريخ المشروع و تطلعاته المستقبلية و تضمن البرنامج كذلك مداخلة لسماحة الشيخ حسن الصفار