يقترح المؤتمرون تأسيس «المنظمة العالمية للحضارة الإسلامية الحديثة» لتتولى مسؤولية نشر الفكر الحضاري المستقبلي للأمة الإسلامية / يؤكد المؤتمرون على ضرورة فضح التشيع البريطاني وأبواقه والتسنن الأمريكي وأبواقه، ويشدّدون على ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة تجاه هذه الأبواق.
موقع الاجتهاد: إختتم المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في دورته الثلاثين اعماله اليوم السبت 17 ديسمبر 2016 المصادف 17 ربيع الاول 1438 بمشاركة مئات الشخصيات العلمائية والاكاديمية في العاصمة الايرانية طهران تحت عنوان “الوحدة الاسلامية وضرورة التصدي للتيارات التكفيرية”، مؤكدا على ضرورة دراسة ظاهرة التكفير دراسة اجتماعية ونفسية .
كما تناول البيان الختامي مؤامرات ومخططات الاستكبار العالمي لتمزيق صفوف المسلمين واذلالهم ، مستنكرا بشدة فتاوي التكفير الصادرة من وعاظ السلاطين ، مؤكدين ان التيارات التكفيرية الارهابية هي حصيلة التخلف الحضاري الذي فرض على العالم الاسلامي .
كما حذر المؤتمرون من خطر المشروع التكفيري على القضية الفلسطينية لتهميشها وتناسيها .
فيما يلي نص البيان الختامي :
بحول الله وقوته وعونه أقيم بطهران المؤتمر الثلاثون للوحدة الإسلامية في أيام المولد النبوي الشريف (15-17 ربيع الأول 1438هـ) الموافق لـ(15 – 17 كانون الأول ديسمبر 2016م) تحت عنوان: «الوحدة وضرورة مجابهة التيارات التكفيرية». افتتح المؤتمر بكلمة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتلتها كلمات الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب وكلمات الوفود المشاركة. وحفلت هذه الدورة بجلسات وفعّاليات تحت العناوين التالية:
الأول: جلسة المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، فقد عقد اجتماعه بحضور أعضائه من إيران وسائر بلدان العالم، وناقش التحديات التي تواجه المسلمين في عصرنا الراهن، ودرس ما انجزه المجمع خلال العام الماضي، و وجّه نحو مشاريع ضرورية من شأنها رأب الصدع ورتق الفتق في العالم الإٍسلامي.
الثاني: اجتماع لجنة المساعي الحميدة، وضمت اللجنة كبار الشخصيات الفاعلة في مجتمعاتها من أجل معالجة الاختلافات وبؤر الفتنة التي تظهر في عالمنا الإسلامي بين الفينة والأخرى، أو الإصلاح بين الأخوين المختلفين أو المتنازعين.
الثالث: اجتماع لجنة علماء المقاومة، وضمّ ثلة من العلماء الذين يؤمنون بضرورة صيانة روح المقاومة لدى أبناء الأمة، ويرون أن «الحياة» في المقاومة، وأن بقاء الأمة واستمرار مسيرتها الحضارية تتوقف على ما في كيانها من مقاومة أمام عوامل الهدم والإبادة والإذلال. وتدارست اللجنة ما يواجه المقاومة من سهام التهم والتشويه، وأكدت على أن هذه الهجمة التي تواجهها المقاومة إنما هو نتيجة انتصاراتها على العوامل المضادة.
الرابع: الاجتماع العاشر للمجلس الأعلى للصحوة الإسلامية ودرس تحديات الاحتواء ومحاولات المسخ والتشوية والاختراق التي تواجه صحوة الأمة الإسلامية، ودرس سبل مواجهتها.
الخامس: مهرجان فيلم الوحدة الإسلامية وتعيين الفائزين الاوائل بين المنتجين.
السادس: اجتماع الجمعية العامة للمجمع، وهو الاجتماع المحوري في هذه الدورة، وقد انتظم في أربع لجان كما نصّ عليها قانون الجمعية وهي:
التحديات، والاعلام، والاقليات، والمرأة. وقدمت هذه اللجان نتائج أعمالها إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر لتندرج في البيان الختامي للمؤتمر.
السابع: موضوع الوحدة ضرورة مجابهة التيارات التكفيرية. وهو العنوان الرئيس لهذه الدورة من المؤتمر. وتناولت اوراق المؤتمر هذا الموضوع تحت عناوين: الفكر التكفيري، وتداعيات التكفير على وحدة المسلمين، وأخطار التكفير على القضية الفلسطينية، والعقبة التي يشكلها التكفير أمام ما تصبو إليه الأمة من بناء «الحضارة الإسلامية الحديثة».
هذا وقد حظي المؤتمرون بلقاء سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي والاستماع إلى كلمته التوجيهية القيّمة.
وبعد التداول خرج المشاركون بالقرارات والتوصيات التالية:
1- ضرورة تكثيف جهود العلماء والمفكرين وتعاضدها من أجل تقديم الصورة الصحيحة الناصعة للإسلام ومفاهيمه الإنسانية انطلاقاً من فهم معمّق أصيل إحيائي للقرآني والسنّة.
2- ضرورة تشكيل مراكز دراسات نفسية واجتماعية وفكرية للانحرافات العقائدية التي يتبناها التكفيريون ولأمراضهم النفسية وعقدهم الاجتماعية للخروج بنتائج عملية لمعالجة هذه الظاهرة الخطرة ولتجفيف عوامل ظهورها.
3- التأكيد على أهمية رصد وسائل الإعلام التي تنشر الفكر التكفيري وتبيين منابع تمويلها، والاهتمام بالردّ على ما تثيره من شبهات.
4- يدين المؤتمرون ما يصدر من فتاوى تكفيرية عن وعاظ السلاطين، ويطالبون العلماء والمفكرين والمراكز الإسلامية اتخاذ موقف بشأن هذه الفتاوى، وبيان زيفها ومن يقف وراءها، وارتباطها تاريخياً ومالياً بالشجرة الملعونة في العالم الإسلامي.
5- تناول المؤتمرون ما قام به تيار التكفير وما يقوم به من دور في تمزيق صفوف المسلمين، واستعداء هذا المذهب على ذاك، وما أدى إليه من شحناء وبغضاء وتقاتل وسفك دماء، وأكدوا على أن التكفير يشكل أكبر خطر أمام وحدة المسلمين، ولابد للمهتمّين بتقريب المذاهب وبوحدة فصائل الأمة أن يجعلوا مواجهة التكفيريين في رأس قائمة اهتماماتهم.
6- استعرض المؤتمرون ما يكيده المستعمرون وطواغيت العالم للمسلمين لإذلالهم وتمزيق صفوفهم، وبينوا الارتباط الوثيق بين أعداء الأمة الدوليين والإقليميين وبين التيارات التكفيرية، وطالبوا الأمة الإسلاميةأن تتحلى باليقظة والحذر والبصيرة أمام هذا المخطط الاستعماري الجديد.
7- شجب المؤتمرون شعارات التكفيريين التي تتظاهر بالدفاع عن مذهب معين وبالعداء لمذهب آخر، وأكدوا أن الإرهاب التكفيري لا دين له، وطالبوا علماء المذاهب بأجمعهم أن يدينوا هؤلاء الإرهابيين التكفيريين ويعلنوا براءتهم منهم.
8- أكد المؤتمرون أن تيار الإرهاب التكفيري يشكل خطراً جسيماً على القضية الفلسطينية ويؤدي إلى نسيانها وتهميشها، وإلى تشجيع العدوّ الصهيوني ليمارس المزيد من عمليات البطش والتنكيل بأهلنا في فلسطين، لذلك فإن الأمة أمام هذه الموجة الإرهابية التكفيرية يجب أن تصعّد اهتمامها بالقضية الفلسطينية، وعلى الفصائل الفلسطينية أن تتخذ كل ما يلزم لسدّ الطريق أمام هذا التآمر الجديد على قضيتنا المصيرية.
9- من أهداف المخططين للتيارات التكفيرية تشويه ما تقوم به المقاومة الإسلامية والوطنية من نضال وصمود وجهاد واستشهاد من أجل القضية الفلسطينية لذلك ينبغي توعية الأمة على البون الشاسع بين ما يقوم به المدافعون عن الأرض والعرض والقيم الإنسانية، وبين هذا التيار الوحشي الذي يستهدف الأبرياء، ويحرق الأخضر واليابس، ويبيد الحرث والنسل، ويعتدي على الآمنين، ويقدم أبشع صورة عن الإسلام والمسلمين.
10- أكد المؤتمرون على أن التيارات التكفيرية الإرهابية هي حصيلة التخلّف الحضاري الذي فرض على العالم الإسلامي بعد سقوط المسلمين أمام الغزو الاستعماري. ومن هنا فإن استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية الحديثة هو السبيل الأمثل للقضاء على هذه الظواهر الشاذة وأمثالها.
11- أشار المؤتمرون إلى الكلمة القيمة التي ألقاها الإمام الخامنئي حفظه الله أمام ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية في العام الماضي حيث أكد على بناء الحضارة الإسلامية الحديثة، واعتبروا ذلك تأكيداً من سماحته على ارتباط وحدة الأمة بالحضارة الإسلامية الحديثة. وهذا يدعو إلى مزيد من الاهتمام بالشأن الحضاري لمستقبل الأمة.
12- في هذه الظروف المتأزمة المرّة التي أوجدها التيار التكفيري يتوجّب على علماء الأمة مضاعفة الجهود لتفعيل حركة الإحياء الإسلامي وحثّ الأمة نحو هدفها الكبير المتمثل بوحدة الدائرة الحضارية الإسلامية والاستئناف الحضاري.
13- يقترح المؤتمرون تأسيس «المنظمة العالمية للحضارة الإسلامية الحديثة» لتتولى مسؤولية نشر الفكر الحضاري المستقبلي للأمة الإسلامية. ويطالبون كل ذوي الفكر الحضاري الأصيل من أبناء الأمة التعاون مع هذه المنظمة بعد إقامتها.
14-أدان المؤتمرون ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تهمة التحريض الطائفي وأكدوا أن مسيرة هذه الدولة المباركة تشهد أنها وقفت إلى جانب المظلومين والمستضعفين بغض النظر عن انتمائهم الطائفي بل والديني، ولا أدلّ على ذلك من مواقفها من الشعب الفلسطيني المظلوم ومن المسلمين في البوسنة والهرسك ومن قضايا كثيرة تجاوزت فيها الطائفية ووقفت من منطلق رسالي إلى جانب المظلومين.
15- طالب المؤتمرون الكشف عمّا في تاريخنا القديم والمعاصر من مشاريع إحيائية وحضارية و وحدوية لإبراز الاهتمام الحضاري للمسلمين، ودفع ما يثيره التكفيريون الإرهابيون من شبهات تجاه الإسلام والمسلمين.
16- يدين المؤتمرون ما يتعرض له العالم الإسلامي من تكريس للتجزئة الطائفية والقومية والإقليمية، ويطالبون المخلصين من أبناء الأمة بالتأكيد على وحدة الدائرة الحضارية، وعلى أن هذه الأمة أمة واحدة في ثقافتها وآدابها وتطلعاتها وآمالها وآلامها، وفي هذه الصورة فقط تستطيع أن تنتسب إلى النبي الخاتم (عليه أفضل الصلاة والسلام) وإلا فهي ليست منه في شيء.
17- يؤكد المؤتمرون على ضرورة فضح التشيع البريطاني وأبواقه والتسنن الأمريكي وأبواقه، ويشدّدون على ضرورة التحلي بالوعي والبصيرة تجاه هذه الأبواق.
18 – يبارك المؤتمرون انتصارات مقاومة الشعب العراقي والشعب السوري ضد الإرهاب ويعقدون الأمل على الله وعلى تضحيات الشعبين ودعم الأمة الإسلامية في تطهير البلدين من الإرهاب تماماً.
19- يدين المؤتمرون ما يتعرض له الشعب اليمني من قتل يومي وتدمير وإهلاك للحرث والنسل، ويطالبون المحافل الدولية التدخل الفوري لانقاذ الشعب اليمني المقاوم الصامد الصابر البطل مما يتعرض له من عدوان.
20- يعرب المؤتمرون عن أساهم وأسفم لما يحدث في البحرين من انتهاك لحقوق المواطنين ومن ممارسات قسرية بحقّ الآمنين، ويطالبون بالاستجابة لمطاليب الشعب البحريني في حقوقه الوطنية المشروعة.
21- يدعوا المؤتمر وزارت التربية والتعليم في العالم الإٍسلامي وضع مسألة وحدة المسلمين والتقريب بين مذاهبهم مادةً في الكتب الدراسية ويطالب بإقامة مؤتمرات والمؤسسات التقريبية في جميع أرجاء العالم من أجل نشر ثقافة التقريب.
22- يدين المؤتمرون ما يمارسه الإرهابيون التكفيريون من ممارسات مقيتة تجاه الأقليات غير المسلمة في عالمنا الإسلامي، ويؤكدون أن المسلمين كانوا متعايشين بسلام و وئام مع غير المسلمين من أصحاب الأديان الإلهية الأخرى في جميع البلدان الإسلامية، وأن غير المسلمين كان لهم الدور المشهود في حركة الحضارة الإسلامية.
23- يدين المؤتمرون ما تتعرض له الأقليات المسلمة من اضطهاد في بعض البلدان الغربية وما تواجهه من تهديد وتخويف، ويطالبون حكومات تلك البلدان الالتزام بشعاراتها في احترام الحريات وكرامة الإنسان تجاه مواطنيها المسلمين.
24- يشجب المؤتمرون ما يتعرض له المسلمون في بعض البلدان من تقتيل وتشريد واضطهاد مثل المسلمين في ميانمار، كما يدينون سكوت المحافل الدولية تجاه ما ينزل بالمسلمين هناك.
25 – يطالب المؤتمرون باحترام حرية المرأة في ارتداء زيها الإسلامي وفي حفظ عزّتها وكرامتها ويدينون أي انتهاك لهذه الحرية ويؤكدون أن الشريعة الإسلامية استهدفت صيانة المرأة في شخصيتها الإنسانية وكرامتها وفي النهوض بدورها الرائد في بناء الجيل والمجتمع العزيز الكريم.
26- أكد المؤتمرون أن الواجب يفرض علينا ونحن نختتم العقد الثالث من مؤتمر الوحدة الإسلامية أن نقف بإجلال واحترام أمام روّاد التقريب الذين توفّاهم الله سبحانه ممن كانت لهم جهود مشكورة في حقل التقريب نستذكر منهم بدون ذكر الالقاب: الشيخ عبدالمجيد سليم والشيخ محمود شلتوت والسيد حسين البروجردي والشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء والشيخ محمد تقي القمي والسيد روح الله الموسوي الخميني والسيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمود كفتارو والشيخ محمد مهدي الآصفي والسيد مرتضى العسكري تغمدهم الله برحمته وجزاهم الله عنّا خير الجزاء.
27- تقدم المؤتمرون بالشكر الجزيل والثناء الجميل للجمهورية الإسلامية الإيرانية لما تبذله من جهود في حقل وحدة الأمة وتقريب مذاهبها الإسلامية، ويثنون بشكل خاص على الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني رائد التقريب والإحياء في عالمنا المعاصر، وعلى خلفه العبد الصالح الإمام الخامنئي قائد الثورة الإسلامية لما يتخذه من مواقف رائدة لإحباط فتن التفرقة والدعوة بالعمل واللسان إلى وحدة الأمة وعزّتها وكرامتها واستعادة دورها في الساحة البشرية.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ O.
طهران 15-17 ربيع الأول 1438