الفقه والعقل

مراسم إزاحة الستار عن كتاب” الفقه والعقل” لآية الله عليدوست

خاص الاجتهاد: اقيمت يوم الإثنين (12 يونيو 2017م) وبحضور طلاب وأساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة مراسم إزاحة الستار عن كتاب ” الفقه والعقل ” لآية الله الشيخ ابوالقاسم عليدوست.

وفي هذا الحفل الذي اقيم في حديقة العلوم و التكنولوجيا بقم المقدسة، قال رئيس معهد اديب فقه الجواهري؛ حجة الاسلام حسيني كمال آبادي أن هذا الكتاب يعد مغزى الدراسات و البحوث لآية الله عليدوست. لأنه عندما ندرس كتابيه ” فقه مصلحت ” و ” فقه وعرف ” (بالفارسية ) نرى أن كتاب “الفقه والعقل” هو المصدر الرئيسي لهذين الكتابين.

وقال كمال آبادي: قمنا بترجمة هذا الكتاب الثمين والقيم الى اللغة العربية لاستفادة طلاب العلوم الدينية والدارسين والباحثين في مجال العلوم الفقهية والعلوم المرتبطة بها.

وفي هذا الإجتماع، قام أستاذ البحث الخارج وعضو جمعية مدرسي حوزة قم العلمية ومؤلف الكتاب؛ آية الله الشيخ ابوالقاسم عليدوست، وكذلك الأستاذ الباحث ورئيس تحرير مجلة فقه أهل البيت ( عليهم السلام) الشيخ خالد الغفوري، و كذلك معاون البحوث في المعهد العالي لأبحاث الثقافة والفكر الإسلامي في إيران الدكتور محمود حكمت نيا، قاموا بدراسة الكتاب و نقده.

كلمة آية الله الشيخ ابوالقاسم عليدوست:
بداية أشكر جهود كل من معهد أديب فقه الجواهري، وحديقة العلوم والتكنولوجيا وكذلك المعهد العالي لأبحاث الثقافة والفكر الإسلامي، ومؤسسة “بوستان كتاب” التابع لمكتب الإعلام الإسلامي بقم المقدسة، لمساهمتها في إصدار و نشر هذا الكتاب.
تم ترجمة كتاب “فقه وعقل” إلى اللغتين الأردية والروسية ونعمل حالياَ بترجمتها الى الإنجليزية. الفرق بين هذه الترجمة ( من الفارسية الى العربية) والترجمات الأخرى للكتاب هو أنه قمت أنا شخصيا بالإشراف و إدارتها.

يعود تأليف هذا الكتاب إلى أربعين سنة ماضية عندما كنت أدرس أصول الفقه. لم يكن لدور العقل في استنباط الأحكام مكان معلوم قبل تدوين كتاب ” اصول الفقه” للعلامة المظفر، ولم يكن في كتاب الرسائل والكفاية بحث مستقل حول العقل وكان يُبحث عنها في مجالات قليلة وفقا للبحث.
لقد أورد العلامة المظفر مباحث العقل في كتابه على نهج استاذه المرحوم الإصفهاني، لذلك خصص القسم الثاني من كتابه لمباحث العقل و سماه المقصد الثاني في الملازمات العقلية.

فقه وعقل
إبداعات الكتاب

أ: الدفاع المعتدل عن العقل، لذلك قدمنا بطرح قسم باسم المعالجة ومعرفة الشبهات.
ب: خلق مصطلحات كثيرة في الكتاب ولأول مرة، وتوضيح المصطلحات الموجودة، منها الشرح الدقيق والمتقن للبحث المولوي و الإرشادي في أصول الفقه.

 

 

كلمة الأستاذ الشيخ خالد الغفوري؛ رئيس تحرير مجلة فقه اهل البيت علیهم السلام

عندما نلقی نظرة علی مصدر حدیثی ألا وهو الکافي نجد أنّ اول حدیث في هذا الکتاب یتحدث عن العقل: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام، قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَدْبِرْ، فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقَاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ، وَ لَا أَكْمَلْتُكَ إِلَّا فِي مَنْ أُحِبُّ، أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَ إِيَّاكَ أَنْهى‏، وَ إِيَّاكَ أُثِيبُ وَ إِيَّاكَ أُعَاقِبُ». (الكافي (ط دارالحديث)، ج‏1، ص: 24)

هذا الحدیث المبارک یدعو إلی الفخر؛ فهذا الباب (باب العقل والجهل) غائب في مجامیع الحدیثیة لإخواننا السنة. و هذا الحدیث فیه بعد ایجابی یرکّز علی أهمیة العقل، ولکن فیه بعد آخر اذا نظرنا من زاویة أخری نری أن ورائه بُعد مخیف یبدو أن الصواب و العقاب یوم القیامة اذا کان علی اساس العقل سوف یکون شدیدا.

و من هذه المقدمة ننطلق الی الحدیث عن هذا الکتاب القیّم. لدینا معاییر بمعرفة قیمة الإنجازات العلمیة، منها کون الإنجاز العلمی‌ یملأ فراغاً فی المکتبة الإسلامیة و لایکون تکراراً لما هو موجود. و في هذا المجال تنقل نکتة ظریفة عن السید الصدر “قدس سره” أنه عندما یهدی له بعض الکتب یفتحها ویطالعها فیها مطالعة اجمالیة، فإن رأی الکتاب یخلو من نکتة مهمة یغلق الکتاب ویضعها إلی جانب و یقول: «عباراتنا شتی و حسنک واحد»، یعبر بتعبیر مؤدب و محترم عن بعض الکتابات التی هي تکرار لما کتبه الأولون سوی أحیانا یکون دور الکتاب تغییر عباراتت أو هیکلیة. إنّا بحاجة إلی کتابات تملأ الفراغات و لسنا بحاجة إلی کتب تکراریة.

المعیار الآخر کون الإنجاز العلمي له ثمرات مهمة نظریة أو عملیة. فإذا انعدمت الثمرة أو کان الثمرة محدودة فسوف یقل قیمة هذا الإنجاز العلمی‌ مهما کان دقیقاً.

الأمر الثالث، مستوی الدقة العلمیة ومدی انطباق الإنجاز العلمی‌ علی القواعد والمنهج المحدد. طبعا لایخلو کتاب من إشکال، لکن تتفاوت الإنجازات قرباً وبعداً عن القواعد و الالتزام بالقواعد العلمیة.

ونحن إذا طرحنا هذا الإنجاز العلمی‌ المهم علی هذه المعاییر، سوف نجد أن هذا الکتاب قد ملأ فراغاً في المکتبة الإسلامیة لقلة البحث عن العقل و الدلیل العقلی و دور العقل في البحث الفقهي و الأصول. بل إن معنی الدلیل العقلی مرّ بمراحل، و نحن اذا ألقینا نظرة علی أول کتاب اصولي للإمامیة «التذکرة لأصول الفقه» للشیخ المفید نری أنه یطلق مصطلح العقل و الدلیل العقلی علی الاستصحاب وبقیت هذه الفکرة مهیمنة علی الفکر الأصولی إلی فترة زمینة لیست قصیرة و لفّ الدلیل العقلی الإبهام وأعطي له معانی متأرجهة بین الإدراک العقلی و بین حکم العقلاء.

و قد نری حتی بعض المعاصرین قد لایفرّق بین حکم العقلاء و بین حکم العقلي في بعض المباحث.

فنحن بحاجة إلی کتاب یضع الأمور في نصابها الصحیح، سیّما ونحن ندعي أن العقل هو أحد الأدلة الأربعة. دلیل بهذه المثابة وبهذه الخطورة یحتاج علی الأقل أن یوضّح دور هذا الدلیل و نحن بحاجة إلی هذا الانجاز العلمي و یکون البحث بحث موضوعي من ناحیة، وکل ما هو یرتبط بالدلیل العقلي ینبغي أن یوضح من ناحیة هیکلیة محددة.

من ناحیة أخری نحن بحاجة الی الفکر المنظومي علی المستوی الاصولي و الفقهي. فإن الفکر المجتزأ و الرؤیة المجتزأة لها آفات کثیرة یقع الانسان فی تناقضات قد یخرج عن المنهج الذی قد تعهّد به أوّلاً. ثم أثناء البحث في غیاب الرؤیة المنظومیة یقع في تناقضات أحیاناً و لایستطیع الخروج من بعض الإحراجات.

نجد هذا الکتاب قدّم لنا هیکلیة منطقیة في دور العقل و مراتب العقل و أیضاً هذا الإنجاز فیه نقاط و أبعاد کثیرة ابداعیة نظیر دور العقل التسبیبي و العقل الترخیصي. بل نفس فکرة العقل الاستقلالي و العقل الآلي لم تطرح بهذا الشکل الذی وضّحه الشیخ آیت الله علیدوست فی کتابه هذا.

الکتاب بأهمیته و قیمته العلیمة، أنا أعتقد أن تؤخذ له دراسات و جلسات علی مستوی مقالات وأن تکون مقالات نقدیة للکتاب لإبراز نقاط القوة وما اکثر ما فیه نقاط قوة وبیان بعض الإشکالیات في الکتاب و بیان المقترحات لتطویر هذا المشروع.

و في الحقیقة هذا الکتاب یمثّل مشروعاً و هذا المشروع بحاجة إلی الإدانة. و بعض المقترحات التی اقترحها فضیلة الدکتور تقع في هذا السیاق. لانعتبر أنها عملا نهائیاً بل إنها وضع الأمور في نصابها حتی نبدأ خطوات أخری لمعالجة بعض الأمور المیدانیة والأمور التی هی محلّ ابتلاء للفرد والمجتمع.

الترجمة بالنسبة إلی هذا الکتاب خطوة مهمة جدا بالنسبة الی عالمنا العربي. و المکتبة العربیة هی بحاجة الی هذا النوع من الکتب من اجل سدّ هذا الفراغات من ناحیة و من ناحیة منجهة تلاقح افکار بین الفضاء و الجو العربي و الجو الإیراني علی المستوی العلمي.

شعار تصدیر الثورة لاتکون بالسلاح لکن تکون بالفکر و العلم؛ هذا في الحقیقة مفردة من مفردات هذا الشعار لتصدیر الثورة الاسلامیة وایضا النهوض بمستوی الحوزات العلمیة الأخری خارج ایران، فإن الحوزة العلمیة من جملة رسالتها و اهدافها أن تمدّ ید العون لحوزات أخری سیما الحوزة النجف العریقة بعدما تعرضت ما تعرضت من زلازل و ابتلائات.

امتیازات هذه الترجمة: هی ترجمة بلغة العصریة لأنّ الشيء المتعارف کتابة الکتب الاصولیة و الفقهیة بلغة قدیمة. الحمد لله سمة المعاصرة واضح في هذه الترجمة من أول صفحة إلی آخره. نعم، هناک بعض الإشکالات في الترجمة بحاجة إلی التعدیل و طبیعة العمل العلمي هذا؛ اذا أراد الانسان أن یبقی معصوم أن لایعمل أفضل.

ویمکن علاج هذه النقاط الجزئیة و الهامشیة في طبعات أخری. هناک بعض نقاط قد تکون جزئیة في نفسها و لکن ربما تقلل من قیمة الأثر بنظر صاحب اللغة الأصلیة ربما یستخف بالکتاب أحیانا بسبب اشتباهات جزئیة أو لا تکون اشتباها أحیانا باعتبار نحن تآلفنا علی بعض الأسالیب في الحوزة ربما لا تکون مأنوسة في ذهن المخاطب غیر الحوزوی.

و أنا أؤکّد علی ضرورة التألیف بالکتاب و النقد العلمی‌ وبیان نقاط القوة و المقترحات لهذا الکتاب حتی في العالم العربي إذا کان جلسة تعریف هذا الکتاب أو اصدار مقالات بتعریف هذا الکتاب، باعتبار أن الکتاب یمثّل مشروعا معرفیّاً یتعلق بمسألة حساسة تعمّ الاستنباط و هی قضیة مرکزیة في الحوزة العلمیة و لها الدور الأکبر في تعمیم اتجاه الفکر الاسلامی‌ في عالمنا المعاصر.

هيكلة الكتاب

يتضمن الكتاب على مقدمة واربعة اقسام. و تحتوي المقدمة على سبع نقاط ترتبط بموضوع الكتاب.

ففي القسم الأول من الكتاب، درس المؤلف العقل بغض النظر عن استعماله في استنباط الأحكام الشرعية، وتطرق في ثلاثة فصول مستقلة، الى ماهية العقل و تقسيماته وآثاره و آلياته.

وفي القسم الثاني من الكتاب الذي يتشكل من فصلين، يبحث المؤلف عن الإستعمال الإستقلالي للعقل في استنباط الأحكام الشرعية، وكذلك قاعدة الملازمة بين العقل وحكم الشرع و مواردها.

اما القسم الثالث من الكتاب يدرس فيه الإستعمال غير الإستقلالي للعقل في ثلاثة فصول وهي: الإسعمال الآلي، والإستعمال الترخيصي – التأميني والإستعمال التسببي.

واختص المؤلف القسم الأخير من كتابه الذي يتشكل من فصلين، بالشكوك والأضرار المحتملة من تأثير وفاعلية العقل في استنباط الأحكام الشرعية. كما في الخاتمة قام بذكر نقاط حول الاجتهاد المنضبط و الفني.

غلاف الكتاب:

الكتاب : الفقه والعقل ( مترجم من الفارسية)

المؤلف: آية الله الشيخ ابوالقاسم عليدوست

الطبعة : الأولى

إصدار : مؤسسة بوستان كتاب

السعر: 25.000 تومان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky