عيسى-قاسم

آية الله عيسى قاسم يدعو المعارضة البحرينية لتوحيد مواقفها ورفض قبول الحلول الشكلية

الاجتهاد: أصدر عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم، بيانا دعا فيه المعارضة لعدم الوقوف موقف المتفرج على سعي النظام من أجل إيجاد حل شكلي كاذب للأزمة السياسية في البحرين.
بيان آية الله قاسم حمل لوما واضحا للمعارضة، عبر قوله “وغريب هو أمر المعارضة التي تقف موقف المتفرج مما يحصل على الأرض من جانب نظام الحكم وكأنها تنتظر ما يصل إليه قرار الحكم في مصير الشعب الذي هو مصيرها، والقضية التي تحملت على المدى الطويل مسؤولية حمايتها”.

وفيما يلي النص الكامل لبيان آية الله الشيخ عيسى قاسم:
ليوم غير بعيد قد مضى، كان الحكم في البحرين غير مستعد نفسيا ولا عمليا ولا أن يتحدث ولو بكلمة واحدة عن إصلاح أو تغيير للوضع السياسي والحقوقي العام السيء الذي جاء من صناعة يديه.

أما اليوم فمع التغير في الوضع العالمي والإقليمي الضاغط على الحكم من النمط القائم في بلدنا؛ فقد أصبح التغيير لابد منه عمليا حفاظا على مصلحة البقاء لهذه الأنظمة ودرءا لمحاذير خطيرة.

والمعركة التي تخوضها هذه الأنظمة اليوم ليس لإسقاط المطالبة النهائية بعملية التغيير والتفكير بها. معركة هذه الأنظمة اليوم من أجل أن يأتي التغيير بأدنى مستوى ممكن، وشكليا ما أمكن، وأن تصب مختلف الجهود المكثفة على تجميع رأي عام يرضى بلون من ألوان الحل الشكلي الكاذب الذي لا يغير من واقع الظلم والتهميش الذي يعيشه الشعب شيئا.

الحكومة رؤيتها واضحة في هذا الأمر والطريق لتحقيقه واضح كذلك، وسعيها جاد وحازم في تحقيقه على الأرض، ووسائلها مدروسة ومتينة، وسياستها مشتغلة بالتحضير إلى الحلول الشكلية الهزيلة.

وغريب هو أمر المعارضة التي تقف موقف المتفرج مما يحصل على الأرض من جانب نظام الحكم وكأنها تنتظر ما يصل إليه قرار الحكم في مصير الشعب الذي هو مصيرها، والقضية التي تحملت على المدى الطويل مسؤولية حمايتها.

لا شيء من اللقاءات التفاهمية والدراسية بين الفصائل والنشطاء في ما يكون هو الصالح في مقابلة السعي الرسمي للإلتفاف على الوضع القاضي بالتغيير، ولا شيء من التنسيق وتجميع القوى وتوحيد الموقف في صالح انقاذ الوضع وإعادة الحقوق وإنجاح المطالب.

إنه انتظار غير مسؤول لما تصير إليه إرادة الآخر، واستسلام لما تنتجه إرادته التنفيذية، وربما كان ذلك من الانتظار لمعركة حادة بين أطراف من المعارضة لو جاء حل مفروض مهزوز من طرف الحكم وقد هيأ له مساحة من الرأي العام والمعارضة.

إذا كان الاتجاه لتحقيق استقرار وطني متصف بقابلية البقاء وإعطاء فرصة لبناء الوطن بناء قويا؛ فكل من المعارضة والحكومة مخطئان طريق الغاية بالتوافق على حل اسمي شكلي بغير مضمون جدي منصف للشعب معترف بمصدريته بالنسبة للحكومة بعد التسليم بعبوديته لخالقه الملزمة له بطاعته.

عيسى أحمد قاسم
١٨ سبتمبر ٢٠٢١م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky