الاجتهاد: بحضور مراجع الدين والعلماء وطلاب الحوزة العلمية أقيم صباح اليوم الخميس ملتقى تكريم الشخصية العلمية للقدوة الفضيلة والفقاهة والمرجع الديني آية الله السيد محمد هادي الميلاني رحمه الله في قم المقدسة.
تخليداً للشخصية العلمية والفقهية للمرجع الديني آية الله السيد محمد هادي الميلاني رحمه الله أقيم صباح اليوم – ٢٩ ربيع الاول ١٤٣٨هـ ملتقى تكريم الشخصية العلمية لآية الله السيد محمد هادي الميلاني رحمه الله في قم وذلك بحضور المراجع الدين آية الله وحيد الخراساني وآية الله شبیري الزنجاني وآية الله مکارم شیرازی وآیة الله استادی وآیة الله الشیخ جعفر السبحانی والسيد فاضل الميلاني وكثير من علماء الحوزة العلمية من مشهد وقم.
وقال المرجع الديني آية الله وحيد الخراساني تلميذ آية الله الميلاني: إن أكثر صفة لفتت انتباهي في شخصية آية الله الميلاني هي كثرة ولائه وحبه لأئمة أهل البيت (ع)
وبين آية الله العظمى وحيد الخراساني ابعاد شخصية المرحوم آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني (ره) بمناسبة الاحتفاء بهذه الشخصية العظيمة، قائلاً: كان آية الله الميلاني جوهرة غير معروفة وقد وصل إلى مرحلة الكمال في الاعتقادات والأخلاق والأعمال وأكثر صفة لفتت انتباهي في شخصيته هي كثرة ولائه وحبه لأئمة أهل البيت (ع).
وتابع آية الله وحيد الخراساني، قائلاً: إنّ آية الله الميلاني جاهد جهاداً كبيراً في ترويج المعارف الإسلامية الأصيلة وثقافة أهل البيت (ع) خلال مرجعيته في مدينة مشهد بإيران وكان ثابت الشخصية بحيث لم يتأثر بأي حركة وتيار.
وحول استقراره في مدينة مشهد قال آية الله الخراساني: يوم من الأيام طلب مني آية الله الميلاني أن أرجع إلى مدينة مشهد بعد أن استقريت في مدينة النجف في العراق لاكمال الدراسة، وقال لي: لمواصلة المسيرة أرجو منك أن تأتي إلى مدينة مشهد، وأنا قبلت من دون أي مناقشة، فمن كرمه ولطفه استأجر منزلاً لي في مدينة مشهد.
وفي نفس السياق قال سماحته: في يوم من الأيام كنت جالساً مع آية الله الميلاني في منزله فقال لي: أنا لا أرى جلال هذه الروضة – روضة الإمام علي بن موسى الرضا (ع) – بقبته الذهبية، بل أرى جلالها في الحوزة العلميّة وخلال هذا الفترة التي عشتها في مشهد بذلت كل الجهود لتعزيز شرف وإعتزاز الحوزة العلميّة في مدينة مشهد.
وشدد آية الله وحيد الخراساني على ضرورة التعرّف على شخصية آية الله الميلاني العظيمة، قائلاً: إنّ آية الله الميلاني لم يكن معروفا في عصره وقد كان عالماً ثبوته أكثر غزارة من عالم اثباته، وطالباً للخير والآخرة ومعرضاً عن الدنيا ولذاتها.
وفي جانب آخر من الملتقى أشار المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر السبحاني إلى التراث الثمين لآية الله الميلاني وقال: كان للمرحوم الميلاني مؤلفات قيّمة التي تعبر عن مدى سعة إطلاعه بمختلف العلوم.
كما تحدث آية الله السبحاني في هذا الملتقي عن مجالات التعلمية والتربوية للمرحوم الميلاني و قال : لقد أنشأء آية الله الميلاني نظاماً تعليمياً جديدا في الحوزة العلمية. كما تلمذ على يده مجموعة من العلماء منهم: الشيخ حسين وحيد الخراساني، السيد إبراهيم علم الهدى، السيد عباس الصدر، الشيخ محمد تقي الجعفري و …
وعلى هامش الملتقى أزيح الستار عن مجموعة كتب آية الله الميلاني التي تم تأليفها في 17مجلدا
آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني
ولد السيد محمد هادي الميلاني في السابع من شهر محرم الحرام عام 1313 هـ في مدينة النجف الأشرف، كان والده آية الله السيد جعفر من المراجع الكبار والشخصيات البارزة في القرن الرابع عشر الهجري. أمّا جده السيد أحمد الميلاني فقد كان من العلماء المعروفين
دراسته وأساتذته:
ـ بدأ الدراسة في سن الطفولة فأكمل المقدمات عند أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، منهم الشيخ الهمداني، والملا حسن التبريزي وآخرين. ـ درس السطوح عند مجموعة من العلماء الكبار من أمثال الشيخ ابراهيم السالياني، و السيد جعفر الأردبيلي، والشيخ علي الايرواني ، و الشيخ غلام علي القمي ( السامرائي )، والشيخ أبي القاسم المامقاني ـ درس البحث الخارج في الفقه والأصول عند آية الله العظمى شيخ الشريعة الاصفهاني، وآية الله العظمى ضياء الدين العراقي. ـ درس الفلسفة عند آية الله السيد حسين البادكوبي، وآية الله محمد حسين الغروي. ـ درس الاخلاق عند الشيخ علي القاضي، و عبد الغفار المازندراني. ـ درس علم المناظرة والتفسير عند العلامة المجاهد آية الله الشيخ البلاغي ( قدس سره ). ـ درس علم الرياضيات عند السيد أبي القاسم الخونساري. وبهذه التحصيلات يكون السيد محمد هادي قد جمع بين المعقول والمنقول.
آثاره العلمية:
له كثير من المؤلفات القيّمة التي تعبر عن مدى طول باعه وسعة إطلاعه بمختلف العلوم، نذكر منها:
1 ـ تفسير سورة الجمعة والتغابن.
2 ـ مئة وعشر أسئلة .
3 ـ محاضرات في فقه الإمامية: (عشرة اجزاء).
4 ـ قادتنا كيف نعرفهم؟: في ذكر سيرة وفضائل أهل البيت (تسعة أجزاء).
5 ـ حاشية على العروة الوثقى: إلى آخر كتاب الإعتكاف.
6 ـ نخبة المسائل: رسالة عملية.
7 ـ مختصر الأحكام.
8 ـ مناسك الحج.
وفاته:
إنتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة آخر شهر رجب المرجب من عام 1395 هـ ق، في مدينة مشهد المقدسة، ودفن على بعد سبعة أمتار من المرقد الشريف للإمام علي الرضا ( عليه السلام ).