عاشُورْاءُ السَّنَةُ الثّالِثَةُ (1) ( لِطَلَبِ الإصلاح ) (أَنا أَحَقُّ مَنْ غَيَّر)

كما انَّ الإصلاح لا يعني المُخالفة فقط، فليس كلُّ مشروعٍ يتعارض مع العُرف أَو الواقع أَو الرّأي العام يعني بالضّرورة هُوَ إصلاحٌ، أَبداً، فقد يكون الغرَض مِنْهُ التّخالُف فقط على قاعدةِ [خالِف تُعرُف] بل قد يَكُون فسادٌ جديدٌ، خاصَّةً اذا تصدّى لهُ [مُصلِحٌ] معروفٌ عَنْهُ الفساد واشتهرَ بالفشل وتقلّب المزاج! وأكثر من ذَلِكَ عندما يتصوّر أَنّهُ يفعلُ خيراً. بقلم: نـــزار حيدر

موقع الاجتهاد: {لِطَلَبِ الإصْلاحِ} {أَنا أَحَقُّ مَنْ غَيَّر}
بهتَين العبارتَين حدّدَ الامامُ الحسينِ بنِ عليّ (ع) سِبْط رسول الله (ص) فلسفة نهضتهِ المباركة ودوافعها وأهدافها النّهائيّة.
كما رسمَ مواصفات المُصلح الذي يتحمّل المشروع الاصلاحي في الامّة.
فلا كلُّ من قال انا مصلح اصبح كذلك فكان جديراً بقيادة المشروع الاصلاحي! ولا كلُّ من ادّعى انّهُ يمتلكُ مشروعاً إصلاحياً فهو كذلك! ابداً! فللمشروعِ كما للمصلحِ معايير خاصّةً هي التي تنبّئنا ما اذا كان المشروع إصلاحياً بشكلٍ حقيقيٍّ او انّهُ مجرّد دعاية انتخابية جديدة يطلقها الفاسدون لخداع الرّأي العام! وما اذا كان صاحبهُ مصلحاً حقيقيّاً ام انّهُ فاسدٌ يتخفّى بزيٍّ جديدٍ لخداع السُّذّج في الامّة كذلك؟!.

فما الذي أرادَ الامامُ إِصلاحهُ؟ وكيفَ؟ ولماذا هُوَ، النّموذج، دونَ غيرهِ؟!.
اذا عُدنا الى القرآن الكريم فسنلحظ انّ الاصلاح هو هدف كلّ الرّسالات السّماويّة، ما يعني انَّ هنالكَ خَللٌ [فسادٌ] ما في الأَرْضِ يلزم إِصلاحهُ وتغييرهُ، اذا أَردنا أَن تواصِل الانسانيّة مسيرها التَّكاملي نحوَ السّعادة.
ولذلكَ قال تعالى متحِّدّثاً على لسانِ نبيّهِ شُعيب (ع) {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

ومن ذَلِكَ نفهم؛
أَوَّلاً؛ انّ الاصلاح يعني أَولاً تطابق الفِعْلِ مع القولِ، فَإِنَّ ايّ تناقضٍ بينهما يُعتبر بحدّ ذاتهِ خللٌ، فسادٌ، بحاجةٍ الى الإصْلاحِ.
ولذلكَ لم نرَ في سيرةِ رسول الله (ص) وأئمّة أهلُ الْبَيْتِ (ع) باعتبارهم أئمّة الاصلاح في محاربة الفساد، ايّ تناقُضٍ بين القولِ والفعل، أَبداً، ولقد كان أَميرُ المؤمنين (ع) ينبّه الى ذلك دائماً انطلاقاً من نَفْسهِ، فكان يَقُولُ {أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي، وَاللهِ، مَا أَحُثُّكُمْ عَلَى طَاعَة إِلاَّ وَأَسْبِقُكُمْ إِلَيْهَا، وَلاَ أَنْهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَة إِلاَّ وَأَتَنَاهَى قَبْلَكُمْ عَنْهَا} لانّ المُصلحَ يلزمهُ أن يُقدّم نَفْسَهُ أُنموذجاً في شخصهِ وسيرتهِ وكذلك في مشروعهِ الاصلاحي، فاذا كان المصلحُ متناقضاً في قولهِ وفعلهِ، اي مُنافقاً ومزدوَج الشّخصيّة! فعن ايِّ إصلاحٍ يبشّرنا؟!.
يَقُولُ الامام السّبط الحسن بنُ عليٍّ (ع) {إِنَّ من النّفاق إِختلافُ السّرّ والعلانية والقولِ والعملِ والمدخلِ والمخرجِ، وانَّ الأصلِ الذي يُبنى عليهِ النّفاق الكذِب}.
امّا نبيّ الله عيسى (ع) فقال مُخاطباً [العمائِم الفاسِدة] {يا عُلماءَ السّوءِ! تأمرونَ النّاسِ يصومونَ ويُصلّونَ ويتصدّقونَ ولا تفعلونَ ما تأمرونَ وتدرسونَ، من درسَ؛ أخفى، ما لا تَعْلَمُونَ! فيا سوءَ ما تحكُمونَ، تتوبونَ بالقولِ والأماني، وتعملونَ بالهوى، وما يُغني عنكم أَن تُنَقّوا جلودكُم وقلوبكم دَنِسةٌ}.

وقد كتبَ بعضُ الصَّالِحِينَ الى أخٍ لهُ [أمّا بعدُ، فعِظِ النّاس بفعلِكَ ولا تعِظهُم بقولِكَ].
دقّقوا بهويّة (الإصلاحيّين) تحت قُبّة البرلمان مثلاً، فستعرفونَ لماذا كُتِبَ على مشروعهِم الاصلاحي بالفشلِ مُسبقاً! لانّهم مجموعةٌ من اللّصوص والفاسدين والفاشلين وهم جزءٌ لا يتجزَّأ من المنظومة الفاسدة والفاشلة التي قادت البلد الى الهاوية، خاصّة وانّ بعضهم جزءٌ من [العِصابةِ الحاكمةِ] منذُ التغيير ولحدّ الآن، الأَمر الذي يعني ان لا شيء تغيّر فيهم سوى الشّعارات والأزياء والخطابات الفارغة، امّا الجوهر فواحدٌ لم يتغيّر!.
ولحرصِ الامام الحُسينِ (ع) على تقديمِ معاييرَ دقيقة في شخصيّة المُصلح كونهُ نموذجاً يُحتذى، قال لهم {أنا الحُسينُ بنُ عليٍّ وابنُ فاطمةَ بنتِ رَسُولِ الله (ص) نفسي مَعَ أَنفسكُم وأهلي مَعَ أهليكُم} ثمّ بعد ذَلِكَ قال لهُم {فَلكُم فِيَّ أُسوةٌ} فالنّموذج لا يُقدّم نَفْسَهُ بالخطابِ والكلامِ، وانّما بالفعلِ والعملِ والسّيرةِ، ولذلك لم يقُل لهم الامام إِتخذوني أُسوةً الا بعد ان ترجمَ ذلك بسيرتهِ وفعلهِ.

ثانياً؛ كما انَّ الاصلاح لا يعني المُخالفة فقط، فليس كلُّ مشروعٍ يتعارض مع العُرف أَو الواقع أَو الرّأي العام يعني بالضّرورة هُوَ إصلاحٌ، أَبداً، فقد يكون الغرَض مِنْهُ التّخالُف فقط على قاعدةِ [خالِف تُعرُف] بل قد يَكُون فسادٌ جديدٌ، خاصَّةً اذا تصدّى لهُ [مُصلِحٌ] معروفٌ عَنْهُ الفساد واشتهرَ بالفشل وتقلّب المزاج! وأكثر من ذَلِكَ عندما يتصوّر أَنّهُ يفعلُ خيراً.
يَقُولُ القرآنُ الكريم يتحدّث عن مثلِ هذه النّماذج {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ} وقولهُ تعالى {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا* أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}.

ولقد تجاوز الامام الحُسين (ع) في نهضتهِ المباركة كل هذا اللّغط والتّناقض والتصوّرات والاوهام عندما كتبَ في وصيّتهِ التي تركها في المدينةِ المنوّرةِ عند أخيهِ محمّد بن الحنفِيّة قبل ان يُغادرها في رحلة الشّهادةِ التي انتهت في عاشوراء عام ٦١ للهجرةِ، ذاكراً كلّ انواعِ [النّهضات] التي يظنّ النَّاسَ انّها نهضات حقيقيّة وقد شُبِّهَ لهم، كما هو الحال مع ما يفعلهُ [الاصلاحيّون] تحتَ قُبّة البرلمان بقولهِ عليه السّلام {إنّي لَم أخرُج أَشِراً ولا بَطِراً ولا مُفسِداً ولا ظالِماً}.

هذا يعني انّ هناكَ نوعٌ من [مشاريعِ الإصْلاحِ] هيَ شرٌّ وأُخرى هيَ بَطرٌ وثالثة هي فسادٌ بحدِّ ذاتها ورابعة هي ظلمٌ!.
انّ كلّ ذَلِكَ يدفعُنا الى ان نكون على حذرٍ من [مشاريعِ الاصلاحِ] فليس كلٌّ شَيْءٍ [مُدَعْبَل] هو جَوزٌ! أبداً، فللاصلاحِ معاييرَ وللمُصلحِ معاييرَ! ولتكن ذكرى الطّف وعاشوراء المقياس الحقيقي الذي نعرض عليهِ ما نراهُ او نسمع عَنْهُ او نقرأ عَنْهُ من [مشاريعِ الاصلاح] لنتثبّت من حقيقتها وواقعها، كمشروعٍ وكمُصلحٍ!.
ولو كانت الامّة واعيةً لواقعِ الاصلاحِ، متّخِذةً من نهضةِ عَاشُورَاءَ إِنموذجاً يُحتذى لما خدعَتها [مشاريعُ الاصلاحِ] لكلِّ من هبَّ ودبَّ مِمَّن ظلّوا يضحكونَ عليها بشعاراتِ اليسارِ تارةً وشعاراتِ القوميّةِ أُخرى، وأخيراً بشعاراتِ [الدّين المُزيّف] و [الطّائفيّة المقيتة] او بتقمُّص التّاريخ ورموزهُ [مُختارُ العصرِ ومَن لفَّ لفَّهُ] من هذه النّماذج الدّجالةِ التي وصفهم أَميرُ المؤمنين (ع) مرّةً بقولهِ {يَنْصُبُ حِبالَةَ الدّينِ لاصطِيادِ الدُّنيا} وهؤلاء هم بالمصطلحِ الحديثِ [تُجّار الدّين].

تخيّل كيف خدعَت [الوهابيَّة] النّاس فتصوَّروا أَنّها [حركةٌ إصلاحيَّةٌ] وهي التي تُعتبر من أشدِّ الحركات في التّاريخ فساداً وتدميراً سواء على صعيدِ العقيدةِ الفاسدةِ او على صعيدِ الادواتِ والوسائل! فهي اعتمدت مبدأ التّكفير واتّهام كلّ مَن يختلف معها بالشّرك والخروج من المِلّة، وبالتّالي أهدرت دمهُ واستباحت عِرضهُ ومالهُ وكلّ شَيْءٍ!.
وبهذهِ [العقيدةِ الفاسدةِ] والادواتِ الفاسدةِ ارتكبوا على مدى ثلاثة قرون كلّ انواع الجرائم التي يندى لها جبينُ الانسانيّة! حتى أنتجوا لنا كلّ هذا الارهاب الدّولي الأعمى، وحاضنتهُ نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرةِ العربيّةِ! ثمّ لازالَ البعض يعتبرها حركةً إِصلاحيّةً!.

ثالثاً؛ ليسَ على صاحب المشروع الاصلاحي الّا أَن يبذل كلَّ جُهدهِ من أجلِ إنجازهِ وتحقيقهِ وَلَيْسَ عليهِ بعد ذلك ان ينجح حتماً!.
هناكَ مشاريعَ إصلاحيّة يتمّ إنجازها في فترةٍ زمنيَّةٍ قصيرةٍ، وهناك مشاريعَ أُخرى يستغرق إنجازها جيلٌ او أَكثر، والاستعجالُ في الانجاز قد يُفْسِد المشروع ذاتهُ.
وانّ المدى الزّمني الذي يستغرقهُ الانجاز يعتمد على عواملَ كثيرة، منها وعي المجتمع وإدراكهُ ومنها حجم التّأثيرات المادّيّة في إِتّجاهات الرّأي العام، بالاضافة الى مدى عمق او سطحيّة المشروع الاصلاحي.
ولمّا كان المشروع الاصلاحي الذي نهضَ به ومن أجلهِ سيّد الشّهداء الامام الحُسين (ع) جذريّاً وشاملاً وتاريخيّاً، من جانب، ولشدّة التّأثيرات المادّيّة التي تركتها سياسات الأمويّين في المجتمع، بالتّرغيب والتّرهيب، لذلك كان من الطّبيعي انّ الانجاز او آثار الانجاز تأخذ وقتاً ليس بالقصيرِ لتظهر واضحة على أَرض الواقع، ثم لتستمرّ الى اليوم والى قيام السّاعة تتفيّأ بضلالِها الانسانيّة في كلّ مكانٍ وزمانٍ.

ولقد أَلمح الامام (ع) الى ذلك في رسالتهِ القصيرة التي بعثها الى بني هاشم بقولهِ {مَنْ لَحِقَ بِي مِنْكُم أسْتُشْهِد ومَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يَبْلُغَ الفَتْح}.
فعندما يَكُونُ [الخليفة] حاكمٌ ظالمٌ أرعن وإرهابي ثمّ يحكم بآسم الاسلام وبآسم رسول الله (ص) كالطّاغية الطّليق بن الطّليق مُعاوية بن ابي سُفيان ابْنُ هند آكلة الاكباد والتي واحدة من أعظم جرائمهِ وسوءاتهِ أخذ [البيعة] لابنهِ يزيد الذي يصفهُ المسعودي في [مروج الذَّهَب ومعادن الجَوهَر] الجزء الثّالث الصفحة ٦٧ تحت عنوان (فسوق يزيد وعُمّالهُ) بما نصَّهُ؛

[وَكَانَ يزيدٌ صاحبُ طرَبٍ وجوارحَ وكلابٍ وقرودٍ وفهودٍ ومنادمةٍ على الشّراب، وجلسَ ذاتَ يومٍ على شرابهِ وعن يمينهِ ابْنُ زيادٍ وذلكَ بعد قتلِ الحسين (ع) فأقبلَ على ساقيهِ فقال:
إسقِني شَربةً تُروِّي مُشاشـي
ثم مِـــلْ فآسقِ مثلها آبنِ زيادِ
صاحب السرِّ والأمانةِ عنــدي
ولتسـديدِ مغنَمي وجِــــــهادي
ثمَّ أمرَ المغنّين فغنّوا.
وغلبَ علي أصحابِ يَزيدٍ وعمّالهِ ما كان يفعلهُ مِن الفُسوقِ، وفي أيّامهِ ظهرَ الغناءُ بمكَّةَ والمدينة، واستُعملتِ الملاهي وأظهرَ النَّاسُ شِربَ الشَّرابِ].
عندما تَكُونُ هذهِ هي هويّة [الخليفة] فكيف تريدُ ان يترك المشروع الاصلاحي الذي قادهُ أَميرُ المؤمنين (ع) ومن بَعْدِهِ السّبط سيّد الشّهداء (ع) أثرهُ فوراً؟!.
بالتّأكيد لا يُمكن ان نتخيّل ذَلِكَ أبداً.

لقد وظّف الأمويّون (الدّين الذي زيّفوه) ليكونَ على مقاساتهِم، والسّلطة التي استخدمت اقسى أَنواع العنف والارهاب، والمال الذي كان ينثرونهُ على المتزلّفين والوصولييّن ويقطعونهُ ويمنعونهُ على مَن يعترض على سياساتهم ولو بالسّكوت! من أجل مسخ الهويّة وتهشيم الشّخصيّة، ولذلك كانت مهمّة المشروع الاصلاحي العلوي ومن بَعْدِهِ الحُسيني شاقّة جدّاً، لدرجةٍ انّهُ كان بحاجةٍ الى دمٍ طاهرٍ غزيرٍ يُحدِثُ هزَّةً عنيفةً في النُّفُوس ورجَّةً واسعةً في العقول، فكانت عاشوراء وكانت كربلاء وكان الحُسين السّبط عليه السّلام وأَهل بيتهِ وصحبهِ الميامين.

ولرسمِ جانبٍ من معالمِ السّياسة الأمويّة ونقف على صورةٍ من صورِها، تعالوا نقرأ جزءً من واحدةٍ من خُطَبِ أمير المؤمنين (ع) بهذا الصّدد، يَقُولُ (ع) {وَهذَا أَخُو غَامِد قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الاَْنْبَارَ، وَقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ البَكْرِيَّ، وَأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا.
وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، وَالاُْخْرَى المُعَاهَدَةِ، فيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلْبَهَا وَقَلاَئِدَهَا، وَرِعَاثَهَا، ما تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلاَّ بِالاسْتِرْجَاعِ وَالاِسْتِرْحَامِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ، مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ، وَلاَ أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ، فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِن بَعْدِ هَذا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً، بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً}.

وهو المنهج الامويّ الارهابي نَفْسَهُ الذي أنتجَ الذّبّاحين الارهابيّين الذين ارتكبوا مجزرة كربلاء في يَوْمِ عَاشُورَاءَ بحقّ سيّدِ شبابِ أَهْلِ الجنّة الامام الحُسين (ع) الذي قال عَنْهُ رَسُولُ الله (ص) وعن أخيهِ الحسَن السّبط (ع) {هَذْانِ رَيْحْانَتْايَ مِنَ الدُّنْيا} وهُما اللّذان يصفُ الجليلُ الأَعلى علاقتهُما برسولِ الله (ص) بقولهِ في آيةِ المباهلةِ {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَاوَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} في قِصّة المُباهلة المعروفة مع نصارى نجران في العام العاشر للهجرة، عندما اصطحبَ معهُ أَهْلَ بيتهِ وهم [إِبنتهُ فاطمة وصهرهُ عليّ وسبطاه الحَسن والحُسين] عليهمُ السّلام.

وهو نَفْسَهُ المنهج الامويّ الذي أنتجَ قبل ثلاثة قرونٍ الحزب الوهابي المحميّ بسُلطة (آل سَعود) الفاسدة الحاكمة في الجزيرة العربيّة ليُنتج لنا فيما بعد جماعات العُنف والارهاب التي آرتكبت نفس الجرائم التي يُشيرُ اليها خِطابُ أَميرِ المؤمنين (ع) أعلاهُ وأسوء!.

نتیجه تصویری برای نـــزار حيدر

نزار حيدر

مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن

المصدر: مركز نور للدراسات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky