جاء حديث الشيخ خالد الملا في الندوة المفتوحة التي عقدت مؤسسة الامام علي (ع) في لندن بمناسبة احتفالات عيد الغدير وبحضور ممثل المرجعية العليا في اوربا وجمع من العلماء والمفكرين والسياسيين، تحت عنوان (المستجدات السياسية واثر فتوى المرجعية على التلاحم الوطني في العراق).
موقع الاجتهاد: وقال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا بداية لابد من الاشارة الى يوم الغدير وعيده الاغر وهذا اليوم يدفعنا الى الحديث الى شخصية سيدنا على بن ابي طالب عليه السلام والذي لايختلف اثنان على علو قدره ونبل إمامته وقيادته وشجاعته وقربه الى رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم،
ولابد ان نوظف هذه المناسبات في تقاربنا ووحدتنا وأن نقف صفاً واحدا امام التحديات المتنوعة ونسأل انفسنا اينا اخذ باخلاق (علي) وتواضعه وحرصه على الناس واموالهم ليجد نفسه هل هو مع (علي)، اما في خندق أخر وهذا الحديث يدفعنا أن نفهم ان فتوى المرجعية الدينية الرشيدة بالجهاد الكفائي هي الخنجر الذي قطع رأس الارهاب في العراق ، فنهاية داعش السريعة التي تنبأت مراكز القرار الدولية أنها قد تطول الى ثلاثين عاما حسمت خلال شهور قلائل بفضل الاندفاع الشعبي المستند الى الفتوى المباركة والتي انقذت العملية السياسية بل العراق باكمله من الخوض في بحر من الدماء .
واضاف الملا : لقد جاءت الفتوى المباركة في توقيت مناسب بل وعجيب للغاية لتقلب كل الموازين وتعبث بمقدرات الاعداء وحساباتهم وتجهز على افكارهم الشريرة والمريضة والعابثة ، فلا يوجد في الكون من كان يمكنه ان يشحذ همم الملايين من ابناء العراق ليصبحوا على الساتر الاول في مقارعة ابشع عدو في التاريخ المعاصر مثل جيش الفتوى كما اسميه …جيش الفتوى تمكن من تحقيق غايات مهمة للامة يمكن ان اوجزها باختصار:
اولا : اوقف المد الداعشي الذي وصل الى حدود محافظة بابل وطرق ابواب بغداد وحاذى محافظتي النجف وكربلاء من جهة الصحراء بفعل الهمة العالية والاندفاع السريع للتصدي.كما انه انقذ محافظة ديالى من السقوط بالكامل في يد داعش ماكان سيمثل كارثة كبرى بفعل ما كان التنظيم سيركتبه من مجازر بحق اهلها .
ثانيا : اسهم التشكيل السريع للجيش العقائدي للحشد الشعبي في بث الرعب في قلوب الارهابيين ونشر الرعب في اوصالهم بعد ان كانت معنوياتهم في اعلى مستوياتها بعد سقوط الموصل تلتها صلاح الدين في ايدي التنظيم الارهابي.
ثالثا : لقد ضغطت الفتوى على القوى السياسية لتعيد اصطفافها في خانة محاربة الارهاب بعد التسيب الذي ساد المشهد السياسي في الفترة التي سبقت ورافقت ظهور داعش فكانت جميع تلك القوى تشعر بهيبة الشعب العراقي وقدرته الجديدة على الصمود والتضحية ما اسهم في نقل العملية السياسية من ملعب القوى السياسية الى ارادة الشارع .
رابعا : لقد قضت الفتوى على احلام تفتيت وحدة العراق وعملت على ايجاد المناخات الملائمة لولادة واقع جديد يتحد فيه الجميع لمقاتلة عدو مشترك واحد ممثلا بالارهاب .
خامسا : بعد اعوام من بث الفرقة والتمزيق والحرب الطائفية والمذهبية نجحت الفتوى في خلق مناخات وطنية مهمة حين قاتل ابن الجنوب دفاعا عن المناطق السنية وضحى بدماءه لاستعادتها من ايادي المرتزقة والارهابيين وهذا نقل المعركة الى مواقع متقدمة اختلفت فيها الخنادق فبدلا من ان يتقاتل الاخوة فيما بينهم صار الجميع يقاتلون عدوا واحدا اسمه داعش .
المصدر: مؤسسة الامام علي (ع) في لندن