الاجتهاد: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. إنتقل إلى رحمة الله تعالى سماحة العلامة الفاضل السيد فاضل الحسيني الميلاني عن عمر ناهز ٨٢ سنة.
نسأل الله تعالى أن يحشره مع سادته ومواليه صلوات الله عليهم أجمعين.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لقطات من مسيرة حياة الفقيد الراحل الحجة السيد فاضل الحسيني الميلاني رحمه الله
ولادته ونشأته:
وُلد السيد فاضل السيد عباس الحسيني الميلاني في كربلاء يوم ٥ جمادى الثانية سنة ١٣٦٣ هـ من أسرتين علميتين معروفتين.
فجده لأبيه هو المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد هادي الميلاني قدس سره، أما جدّه لأمه فهو آية الله السيد محمد صادق القزويني قدس سره.
دراسته:
أكمل سماحة السيد الدراسة الابتدائية والمتوسطة في النجف الأشرف حيث يروي في مقابلة خاصة أجريت معه:
(بتوجيه من والدي- قدس سره-، بدأت بدراسة النحو والصرف منذ كوني طالبا ً في الخامس الابتدائي، ومن هنا نشأت عندي فكرة الجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الأكاديمية، حيث جمعت بين دراستي الفقه والأصول وبقية العلوم الإسلامية على يد أساتذة أجلاء أخصّ بالذكر منهم: الشيخ كاظم التبريزي، والشيخ مجتبى اللنكراني، والشيخ مسلم الملكوتي.
إلى أن التحقت بالأبحاث العالية في الفقه والأصول فحضرت دورة كاملة في الأصول لدى مرجع الطائفة آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) وذلك في الفترة الممتدة من ١٩٦٢ إلى ١٩٧٠.
أما الدراسة الجامعية فقد درستُ في كلية الفقه وتخرجت منها سنة ١٩٦٨ بدرجة امتياز، ممّا أهلّني للتدريس في الكلية لسنتين قبل هجرتي إلى خراسان.
وفي نفس الوقت كنت أدرس في كلية الحقوق بالجامعة المستنصرية)
وهكذا أكمل سماحته المشوار العلمي حيث كانت المحصلة درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة أكسفورد في بريطانيا.
مراحل حياته كما يراها رحمه الله:
يلخص السيد فاضل الميلاني المراحل التي مرّ بها بعد مرحلة الطفولة إلى أربع:
الأولى: في النجف الأشرف، حيث قضى فيها ٢٠ سنة، وهي بين السابعة والسابعة والعشرين من العمر، استثمر الوقت فيها بشكل جيد في الدراسة، وتنتهي هذه المرحلة بالعام ١٩٧٠.
الثانية: في مشهد المقدسة، حيث سافر في العطلة الصيفية مجدّداً العهد بجدّه السيد الميلاني (قده)، لكن سماحة السيد أمره بالبقاء فحطّ الرحل بجوار الإمام الرضا عليه السلام، هذه المرحلة استمرت ١٣ سنة، مثّلت قمة النشاط الحوزوي له.
الثالثة: في سوريا منطقة السيدة زينب عليها السلام ورغم أن فترة بقائه في سوريا لم تتجاوز الثلاث سنوات، أي من سنة ١٩٨٣ إلى سنة ١٩٨٦، إلا أنه شرع بتدريس البحث الخارج في الحوزة العلمية الزينبية.
الرابعة: في لندن حيث زارها لأول مرّة أواخر سنة ١٩٨٦ لغرض الدراسة في مرحلة الدكتوراه. في المراحل الأولى من وصوله إلى لندن شعر سماحته بحاجة كبيرة إلى خدمة المسلمين وتوفير المستلزمات الثقافية والاجتماعية للجالية الإسلامية، لذا كتب إلى مرجع الطائفة السيد الخوئي قدس سره، باستعداده للقيام بهذه النشاطات، مستلهما ً من سماحته التوجيهات والإرشادات اللازمة.
نشاطه الحوزوي في لندن، والبحث الخارج:
ولكي لا ينقطع عن العمل الحوزوي البحت، بدأ مشواراً علمياً مع عدد من الفضلاء قبل [٣٥] سنة، فدرّسهم (المكاسب) للشيخ الأنصاري ثم الحلقة الثالثة في أصول الفقه للشهيد الصدر أعلى الله مقامه، وشطراً من (كفاية الأصول) ثم انتهى إلى مرحلة البحث الخارج التي هي أعلى مرحلة في الدراسات الحوزوية.
مؤلفاته:
ألّف وحقق وترجم العديد من الكتب وتنوعت بين البحوث التخصصية الفقهية كتقريرات أبحاث جدّه المرجع الميلاني، وبين العقائدية والفلسفية والاجتماعية، وقد طُبع قسم كبير منها.
وفاته:
انتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم شهادة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ٢٨ صفر عام ١٤٤٦ هـ.
الفاتحة لروحه الطاهرة
تم اقتباس هذه الترجمة من موقع السيد الراحل قدس سره مع تصرّف قليل
المصدر قناة الفوائد ولطائف العوائد