مدرسة دارالعلم الصيفية.. مشاركة واسعة من مختلف الفئات في الدورة الثانية

خاص الاجتهاد: تستعدّ مدرسه دارالعلم الصيفية، وهي دورة صيفية تُقام بتنظيمٍ مشتركٍ بين الحوزة العلمية في خراسان والعتبة الرضوية المقدسة، لاستقبال جمهور عريض من طلاب الحوزة العلمية من مختلف أنحاء إيران وخارجها، في دورتها الثانية التي تُعقد في شهر محرم ١٤٤٦ من العام الحالي.

وتكتسب هذه الدورة بُعدًا دوليًا هذا العام، مع مشاركة طلاب من الحوزات العلمية في دولٍ أخرى، خاصةً من العراق ولبنان.

حدث علمي فريد
وأكدّ مدير مكتب رئاسة الحوزة العلمية في خراسان حجة الإسلام والمسلمين ميرزائي، على تميّز مدرسه دارالعلم الصيفية باعتبارها حدثًا علميًا فريدًا يُقام في جوار المرقد الرضوي الشريف. وأضاف أنّ هذه المدرسة تُتيح فرصةً ذهبيةً للطلاب الشباب للاستفادة من خبرات كبار العلماء والأساتذة في مختلف المجالات العلمية.

 

وأشار ميرزائي إلى أنّ الإقبال على المشاركة في هذه الدورة كان واسعًا، حيث تمّ قبول 300 طالبة من بين 800 متقدمة. كما أوضح أنّ هذه الدورة تتميز عن سابقتها بإضافة مدرستين متخصصتين هما: مدرسة “الأدب واللغة العربية” ومدرسة “المنطق ومنهجية البحث”.

برامج جانبية متنوعة
ولفت ميرزائي إلى أنّ المنظمين خصصّوا برامجًا جانبيةً متنوعةً للمشاركين، بالإضافة إلى المناهج الدراسية، تشمل زيارات علمية واستفادة من مكتبة أستان قدس رضوي ونسخها الخطية النادرة.

كما شدّد حجة الإسلام والمسلمين ميرزائي على أهمية دور الإعلام في إبراز هذه الظاهرة العلمية الكبيرة، مؤكدًا أنّ ذلك يُساهم في تحقيق التوجيهات السامية لقائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، الرامية إلى النهوض بالعلم والمعرفة.

مدرسة دار العِلم الصيفية تستفيد من القدرات العلمية والثقافية للحرم الرضوي

وأكدّ رئيس المنظمة العلمية والثقافية في العتبة الرضوية المقدسة أنّ مدرسه دارالعلم الصيفية تهدف إلى الاستفادة من القدرات العلمية والثقافية الهائلة لـ العتبة الرضوية المقدسة في نشر المعارف النبوية صلى الله عليه وآله وسلم والإمام الرضا عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام.

وأشار عبدالحميد طالبي، رئيس المنظمة، في مؤتمر صحفي عقد بمناسبة انعقاد الدورة الثانية من مدرسه دارالعلم الصيفية، التي تُقام بتنظيمٍ مشتركٍ بين الحوزة العلمية في خراسان والعتبة الرضوية المقدسة، إلى الدور المحوري الذي لعبه الإمام الرضا عليه السلام في نشر العلم والمعرفة.

وأوضح أنّ وجود الإمام الرضا عليه السلام في إيران أحدث ثورةً ثقافيةً وعلميةً، حيث خرّج من خلال مناظراته وتعليمه العديد من العلماء المرموقين. كما أشار إلى تأسيس العديد من المدارس حول الحرم الرضوي الشريف بعد استشهاده، مثل مدرسة ميرزا جعفر ومدرسة خيرات خان.

تعاون وثيق مع الحوزة العلمية
وأكدّ طالبي أنّ التعاون الوثيق بين العتبة الرضوية المقدسة والحوزة العلمية في خراسان، بما في ذلك تنظيم مدرسه دارالعلم الصيفية، يأتي تجسيدًا لتوجيهات الإمام الخامنئي، الذي شدّد على تعزيز التعاون بين المؤسستين. وأوضح أنّ هدف هذه المدرسة هو الاستفادة من الإمكانات الهائلة للعتبة الرضوية المقدسة في نشر المعارف النبوية صلى الله عليه وآله وسلم والإمام الرضا عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام.

وذكر طالبي أنّ مدرسه دارالعلم الصيفية ستشهد هذا العام إضافة مدرستين متخصصتين جديدتين، هما: مدرسة الأدب واللغة العربية ومدرسة المنطق ومنهجية البحث. وأضاف أنّ ذلك يأتي بعد تقييم تجربة العام الماضي والتشاور مع نخبة من الأساتذة. وأشار إلى أنّ هذه الخطوة سترفع عدد مدارس دارالعلم إلى خمسة، ممّا يُتيح استيعاب المزيد من الطلاب وتقديم فرص تعليمية متميزة في مجالات متنوعة.

آفاق تعاون واسعة
وأعرب طالبي عن أمله في تعزيز التعاون العلمي على الصعيدين الوطني والدولي من خلال مدرسه دارالعلم الصيفية. وأشار إلى أنّ المنظمة تسعى إلى إقامة تعاون علمي مع الحوزة العلمية في النجف على المدى الطويل. كما أكدّ على الاستفادة من وجود أساتذة من مختلف الدول في مشهد خلال فصل الصيف لتعزيز التبادل العلمي.

بدء الدورة الثانية لمدرسة دار العلم برسالة من آية الله مكارم الشيرازي

أشار الطالبي إلى أن الدورة الثانية من هذه المدرسة تبدأ في السادس والعشرين من يوليو/ تموز برسالة من المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي وستستمر حتى الثامن عشر من أغسطس، وسنستفيد في هذه الدورات من نمير علم علماء كبار مثل آية الله سبحاني وآملي لاريجاني وآية الله سيدان وغيرهم.

وشدد على زيادة التفاعلات بين الحوزتين العلميتين في خراسان وقم، قائلاً: نأمل في المستقبل البعيد أن يكون لدينا تفاعلات علمية مع الحوزة العلمية في النجف الأشرف وأن نفعّل المثلث الذي يضم حوزات مشهد وقم والنجف.

وفي الختام، أشار إلى حضور أساتذة من مختلف البلدان في هذه الدورة، قائلاً: سنستغل هذه الفرصة الصيفية التي يتشرف فيها أساتذة من مختلف البلدان بزيارة مشهد لزيادة التفاعلات العلمية.

مشاركة واسعة من مختلف الفئات

من جانبه، أوضح المعاون العلمي لحوزة خراسان العلمية، حجة الإسلام مهدی رضایی، أنّ الدورة الأولى من مدرسه دارالعلم الصيفية التي أقيمت العام الماضي شهدت مشاركة 350 طالبًا و150 طالبة.

وأضاف رضایی أنّ هذه الدورة تستهدف طلاب السطح الرابع من الحوزة العلمية، بالإضافة إلى الطلاب والباحثين في المراكز والمؤسسات الحوزوية المتخصصة، والنخب والأساتذة في المراحل التمهيدية والسطوح العليا.

وأضاف حجة الإسلام والمسلمين مهدي رضائي: تم تنفيذ العديد من الإجراءات، بما في ذلك في المجالات العلمية والثقافية والتربوية والإعلامية والدعم والتنفيذ، وتم دعوة 60 أستاذاً من مشهد وطهران وقم، ثم تم نشر دعوة للتسجيل، وسجل 1700 شخص في مدرسة دار العلم، وبعد مرحلة الانتقاء، تم قبول 800 شخص للمشاركة في دورات هذه المدرسة.

وتابع مشيراً إلى تاريخ وتراث الأنشطة العلمية والمزايا التنافسية للحوزة العلمية في خراسان: إن الاستفادة من مضجع الإمام الرضا (ع) ومكتبة العتبة الرضوية وجامعة الفردوسي والقدرات النخبة والجغرافيا المؤثرة للحوزة العلمية في خراسان، وتعيين أعضاء المجلس الأعلى من قبل القائد الأعلى للثورة، وقاعدة العلوم القرآنية، هي من بين المزايا التنافسية للحوزة العلمية في خراسان.

وأكد رضائي على أن دار العلم هي مؤسسة وهيئة علمية، وأن التنوع في مجالات المعرفة وتنوع الجمهور وحضور المتميزين من بين السمات المميزة لهذه المدرسة الصيفية

موضوعات متنوعة

وذكر رضایی بعض الموضوعات التي ستُناقش في الدورة الثانية من مدرسه دارالعلم الصيفية، وتشمل:

هندسة العلوم القرآنية والحديثية
أصول وأساليب ترجمة القرآن الكريم
التيارات والمناهج التفسيرية المعاصرة في العالم.
مباني موضوعية الفقه، أصول وضوابط موضوعية الفقه، منهج موضوعية الفقه في الفقهيات المتخصصة، عملية موضوعية الفقه في فقه الحكومة، تاريخ تطور العلوم العقلية ومستقبلها، علاقة العقل والشهود بالنقل في اكتساب المعارف الدينية،
وظائف العلوم العقلية
تصنيف العلوم العقلية
علم معاني القرآن الكريم
علم علامات القرآن الكريم
تاريخ المنطق في الإسلام
منهجية البحث في الدين
تاريخ المنطق قبل الإسلام والإسلام

دار العلم مؤسسة وهيئة علمية

وقال حجة الإسلام والمسلمين رضايي، في جزء آخر من هذا الاجتماع، مشيرًا إلى فكرة تأسيس مدرسة دار العلم: طرحت فكرة تأسيس هذه المدرسة من قبل متولي العتبة الرضوية المقدسة، وبعد ذلك تم تشكيل فريق عمل مشترك مع الحوزة العلمية في خراسان وتم وضع خطة أولية وعقد سلسلة من الاجتماعات الاستشارية، وبعد تلخيص الدراسات والإجراءات تم تنفيذها.

 1700 طالب من مختلف أنحاء إيران

کما أعلن رئيس الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية أنّ 1700 طالب حوزوي من مختلف أنحاء إيران سجلّوا للمشاركة في الدورة الثانية من مدرسه دارالعلم الصيفية التي تُقام في مدينة مشهد، حيث تمّ قبول 800 طالب من بينهم.

وأوضح حجة الإسلام محسن جهانگیری في تصريحٍ للصحفيين أنّ المشاركين في هذه الدورة ينقسمون إلى 300 طالبة و500 طالب.

وأشار إلى أنّ هذه المدرسة الصيفية قد انطلقت العام الماضي بناءً على اقتراح متولي العتبة الرضوية المقدسة، وستُعقد هذا العام أيضًا لمدة أسبوعين، بدءًا من ۲۶ يوليو/ تموز ٢٠٢٤، وذلك بالتعاون بين العتبة الرضوية المقدسة والحوزة العلمية في خراسان والجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية.

خمس مدارس متخصصة
وذكر جهانگیری أنّ الدورة الثانية من مدرسه دارالعلم الصيفية ستتضمن خمس مدارس متخصصة هي:

مدرسة الفقه وأصوله
مدرسة القرآن الكريم والحديث
مدرسة المنطق ومنهجية البحث
مدرسة العلوم العقلية
مدرسة الأدب واللغة العربية

وأشار جهانگیری إلى أنّ محتوى البرامج في هذه المدارس يتمّ تحديده من قبل الحوزة العلمية، بينما تُوكل مهمة الدعم والتنفيذ إلى الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية.

أهداف إنشاء مدرسة دار العلم

وقال رئيس الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية: تتكون الجامعة من مدرستين قديمتين هما “ميرزا جعفر” و”خيرات خان”، وتعود تاريخهما إلى أكثر من ثلاثمائة عام.

وأضاف حجة الإسلام والمسلمين محسن جهانگيري: كانت إحدى تطلعات متولي العتبة الرضوية هو أن تصبح هاتان المدرستان مركز اهتمام العلماء وطلاب الحوزة العلمية وأن تعود إلى عصر ازدهارها السابق.

وأشار إلى أن الأصل في عقد هذه المدرسة الصيفية كان بتوجيه من متولي العتبة الرضوية المقدسة، وقد تم التأكيد على استمرار هذه الدورات في العديد من الاجتماعات، ولهذا السبب تم التخطيط لتحسين هذه الدورات من الناحية الكمية والنوعية لكي تعقد الدورات القادمة من هذه المدرسة.

وذكر رئيس الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية أن الهدف من إنشاء هذه المدرسة هو تحويلها إلى ثاني حوزة شيعية في مجال إنتاج العلم والفقه، وتمهيد الطريق لحضارة إسلامية جديدة في العالم الإسلامي، وتخريج طلاب أكفاء يتمتعون بمنظمة علمية متطورة.

وتابع: في العام الماضي، كانت الدورة الأولى من هذه المدرسة مصحوبة بتجربة جيدة، وهذه السنة أيضًا تم التخطيط لها في إطار خمس مدارس، واحدة منها ستكون مخصصة للقرآن والحديث في إطار مدرسة دار العلم الصيفية، وسنستفيد في مدرسة القرآن والحديث الخاصة في الفترة الصباحية والمسائية من محاضرات أساتذة بارزين ومشهورين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky