عباس علي زارعي السبزواري الوحدة الإسلامية

مبادئ تعزيز الوحدة الإسلامية.. من محبة أهل البيت إلى الأوجه المشترکة في العقیدة والفقه

الاجتهاد: أكد استاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم المقدسة حجة الاسلام عباس علي زارعي السبزواري بأنه یجب علی العلماء والمفکرین الإسلامیین أن یعملوا علی تعزیز وتوطید العلاقات بین المسلمین ویشجّعوا صناع القرار وقادة الدول الإسلامیة علی تفعیل هذه العلاقات والتأکید علی القواسم المشترکة في سبیل إنشاء الوحدة وتعزیزها والتأکید علی توطید الوشائج بین المسلمین.

وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه “حجة الاسلام عباس علي زارعي السبزواري” شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار “التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف”.

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيمز

قال الله تبارك وتعالی في کتابه الکریم: واعتصموا بحبل الله جمیعا ولاتفرقوا

أیها السادة! موضوع حدیثنا یتعلق بالوحدة الإسلامیة بین المسلمین ومؤتمر الوحدة الإسلامیة. فقد أسعی في الفرصة التي أتیحت لي أن أتحدث حول أهم قضیة حول هذا الموضوع وأقدّم تقریراً للمکونات والمبادئ التي من شأنها أن توحّد بین المسلمین أو تعزز هذه الوحدة أو تحافظ علیها.

أود أنّ أقول لکم أن هناك مبادئ وأسس یجب مراعاتها بوصفها مکونات تعزز الوحدة الإسلامیة وتعمل علی توطید أواصر الوحدة بین أفراد المجتمع الإسلامي؛ وهي مبادئ یجب الإلتزام بها وتعزیزها.

المبدأ الأول هو محبة أهل البیت(علیهم السلام). لاشك أنّ المسلمون بکافة أطیافم وجمیع الفرق والمدارس الفکریة تعترف بفضل أهل البیت (علیهم السلام) وهو مبدأ لا ینکره أحد. فالتعبیر عن حب أهل البیت مبدأ لا حیاد عنه في الشریعة الإسلامیة؛ وأنّ هناك الکثیر من آیات القرآن الکریم والروایات الدینیة التي تؤکد علی حبّ آل رسول الله (علیهم السلام).

وأوضح: من بین الآیات الکریمة نذکر قوله تعالی: ولا أسألکم علیه أجراً إلّا المودّة في القربی. فقد تنصّ هذه الآیة علی وجوب مودّة أهل البیت وهي من المبادئ والمسلمات القارّة لدی المسلمین.

فقد قال رسول الله أنّ أجر هدایته الناس إلی الإسلام هو المودة في أهل بیته. فضلا عن ذلك ثمّة الکثیر من الروایات الموثوقة لدی الشیعة والسنة التي تؤکد علی هذا المبدأ وتعتبره أمراً لا محید عنه ولا یختلف علیه إثنان.

إذن هناك الکثیر من الروایات في کتب السنة تؤکد علی حب أهل البیت، ومن بینها تجدر الإشارة إلی قول رسول الله (ص) حین قال:ألا ومن مات علی حب آل محمد مات شهیداً مات مغفوراً مات تائباً.

وقال: القضیة الثانیة التي یمکن اعتبارها من الأسس وأرکان تعزیز الإتحاد بین المسلمین، هو مبدأ الأوجه المشترکة في العقیدة والفقه. فلا شك لدینا أنّ الشیعة والسنة لدیهم قواسم مشترکة عدیدة في العقائد وفي الفقه وأبواب الفقه.

فحبذا لو اجتمع الشیعة والسنّة علی هذه القواسم المشترکة وذکرها في الخطابات، والمقالات، والکتب ودراستها والتعریف بها للمسلمین. فلا شك في أنّ اعتماد هذه السیاسة سیشکل بیئة مناسبة لهذا الإتحاد المرجو ویعزز التضامن بین المسلمین.

وأكمل قائلا: النقطة الثالثة التي یمکن اعتبارها إحدی مبادئ الإتحاد وإحدی أسس هذه الوحدة في مواضع کثیرة هي تعزیز العلاقات بین الدول الإسلامیة وأخذ الشریعة الإسلامیة بعین الإعتبار في العلاقات بین هذه الدول.

لا یرقی إليّ الشك أنّ العلماء والمفکرین یؤکدون في حدیثهم في المؤتمرات، وفي المقالات التي یکتبونها، في الکتب التي یضعونها، في لقاءاتهم مع قادة الدول الإسلامیة، یؤکدون علی تعزیز الوحدة بین المسلمین وتعزیز العلاقات بینها وتوسیع نطاق هذه العلاقات لتشمل القطاعات المتعددة.

کما لا أشك في أنّه لو تعززت أواصر الدول الإسلامیة وعملت الدول علی توطید العلاقات، فإنّ هذا سوف ینعکس تلقائیاً علی الأمة الإسلامیة والشعوب الإسلامیة ویؤثر في تقلیص أسباب الشقاق والتفرقة وتنحصر دائرتها.

وأكد أنه یجب علی العلماء والمفکرین الإسلامیین أن یعملوا علی تعزیز العلاقات في کتاباتهم، ورسائلهم التي یوجّهونها إلی القادة والرؤساء وفي لقاءاتهم بقادة وزعماء الدول الإسلامیة، وفي المؤتمرات والمحاضرات التي یلقونها في مختلف المناطق، وفي کل نشاطاتهم یؤکدون علی توطید العلاقات بین المسلمین ویشجّعوا صناع القرار وقادة الدول الإسلامیة علی تفعیل هذه العلاقات والتأکید علی القواسم المشترکة في سبیل إنشاء الوحدة وتعزیزها والتأکید علی توطید الوشائج بین المسلمین.

وأضاف: المبدأ الرابع الذي یجب أن نؤکد علیه کمبدأ مؤثر في إنشاء الوحدة وصیانة ما توصلت إلیه الأمة من إتحاد، وتعزیز أواصر المودّة والمحبة، هو تشجیع دور المؤثرین وأصحاب الأدوار الإیجابیة في صیانة الوحدة والعاملین علی الإتحاد بین المسلمین.

نحن نعلم أنّ العالم الإسلامي یزخر بالعلماء والمفکرین، والباحثین، والمتابعین للشأن الإسلامي الذین یسعون في سبیل الإتحاد بین المسلمین في إطار المحاضرات، والمقالات، والکتب وقد حققوا خطوات جبّارة في هذا السبیل ولایزالون یبذلون مساعیهم في هذا السبیل.

هذه الخطوات من شأنها أن تکون مؤثرة. فیاحبذا لو خصص القائمون علی هذا المؤتمر جانباً منه إلی التعریف بکل من سعی في سبیل الوحدة الإسلامیة وبذل جهوداً لتوحید المسلمین. حبذا لو عرّفنا هؤلاء إلی المجتمع الإسلامي للتعریف بمساعیهم ونشر کتبهم ومقالاتهم.

وقال: یجدر بي أن أطرح إقتراحي هنا للسادة القائمین علی مؤتمر الوحدة الإسلامیة وکل من یحمل هاجس وحدة المسلمین أن نعلن للشعب، والعلماء، والمراکز البحثیة، والآکادیمیة، والحوزات العلمیة، أن یختاروا الکتاب الأفضل في مجال الوحدة الإسلامیة والتصویت له لاختیاره کأفضل کتاب في هذا المجال وتقدیم جوائز للکاتب.

فهذه المقالات التي توضع في هذا المجال، والکتب التي تؤلّف یجب أن تکون تحت إشراف مجموعة من العلماء والباحثین لتقییم هذه الکتب وإعطاء نسبة مئویة لها وتقییم مدی تأثیرها علی الوحدة الإسلامیة وإعلانها ککتاب العام لأفضل کتب الوحدة الإسلامیة وتعیین جوائز ومحفّزات للکتّاب والمؤلفین لتکریم جهودهم ومساعیهم في سبیل الوحدة الإسلامیة وتکریم هؤلاء في مؤتمرات الوحدة الإسلامیة وتکریم القائمین علی تقییم الکتاب وترشیحه.

المصدر: تنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky