الاجتهاد: قال عالم الدّين البحرينيّ البارز العلامة «الشيخ محمود العالي»، إنّ كلام وزير العدل حول ملكيّة الأوقاف ووثائقها خطير جدًا، لأنّه يجعل مجموعة كبيرة من الوفقيّات في معرض التّهديد، ومصادرتها بحجّة عدم وجود وثيقة رسميّة لها.
منامة بوست: وأكّد «الشّيخ العالي» أنّ «الوقفيّة لا تستمدّ شرعيّتها من خلال ورقة، بل تستمدّ ذلك من خلال الواقف، فلا يجوز بيع هذا الوقف أو نقله أو التصرّف فيه بدون الجهة الموقوف عليها»، وأنّ «شرعيّة الوقف والأحكام المترتّبة عليه تستند على الواقف ما دام مستوفيًا للشّرائط، ففي كلّ الفقه الإسلاميّ، لا يوجد أحد يقول بأنّ الوقف لا يكون وقفًا له حرمته، وتترتّب عليه الآثار الشرعيّة إلا إذا كان يحمل وثيقة رسميّة».
وأضاف أنّ أيّ دولة مسؤولة عن حماية الأوقاف، باستصدار الوثائق اللازمة لا تعقيد الموضوع، ومسؤوليّتها حفظ الأوقاف وحمايتها، ولا نحتاج إلى كثير من العناء لإثبات الوقفيات، فبعضها مسجّلة في دفتر «العلامة السيد عدنان *»، الذي أثبت الكثير من الوقفيات، والكثير منها مشهورة ومعروفة ومتعارف بين الأهالي على أنّها أوقاف» – على حدّ قوله.
ولفت إلى أنّ مصادرة الوقفيات يؤدّي إلى انعدام الثّقة مع السّلطات، والمطلوب هو بناء الثّقة، وهذا يتطلّب القضاء على كلّ عوامل التأزيم – حسب تعبيره.
وجاءت تصريحات «الشّيخ العالي» خلال الملتقى الشبابيّ في «مسجد جمّالة»، بمنطقة البلاد القديم في العاصمة المنامة
هذا والمزيد من الاوقاف الجعفرية تتم مصادرتها من قبل الحكومة او المتنفذين في النظام البحريني، لم تعد هناك حرمة للاوقاف، وهذا يثير جملة اسئلة عن اسباب وابعاد استهداف المكون الرئيس للشعب البحريني.
في حين ان هناك معاناة للشيعة لعدم قدرتهم على تسجيل الكثير من الاوقاف رسمياً بسبب مماطلة السلطة، وبدلاً من توثيق الاوقاف غير المسجلة رسمياً تتواصل المصادرات الحكومية لها من دون حرج كما قال سابقاً العلامة محمد صنبور.
* ما هو دفتر السيد عدنان؟
-هو السيد عدنان السيد عدنان بن علوي القاروني التوبلاني، أحد علماء البحرين الكبار الذين اشتهروا بالفقاهة والفضل والبراعة، عاش في الفترة (1884 – 1929م)، وله عدّة مؤلفات، ويقع قبره في مقبرة أبي عنبرة في البلاد القديم.
-مؤسس الأوقاف الجعفرية (1927 – 1928م).
-كان قاضياً في أيامه، وشغل منصب رئاسة الأوقاف الجعفرية، وإدارة أموال القاصرين.
-وعن سجلّه الذي سُمّي بإسمه، فقد بذل “رحمه الله” جهداً كبيراً في حفظ الأوقاف المعروفة ضمن فترة توليه الأوقاف.
-قام بعملية مسح كاملة وشاملة لجميع الأوقاف في جميع قرى ومدن البحرين، وتحديد حدودها وذكر الواقفين لها، وبيان أوجه الصرف لها.
– يعتبر “سجل السيد عدنان” وثيقة تاريخية ومرجعاً أساسياً تستند إليه إدارة الأوقاف في تسجيل أراضيها وأملاكها غير الموثقة.
-بعد وفاته، فُتح الباب للتدخلات الحكومية في إدارة الوقف الشيعي، وبشكل تدريجي كانت الحكومة بدايةً تقوم بتعيين رؤساء للأوقاف الجعفرية من فئة التجار، ولاحقاً باتت تعيينات مجالس الإدارات المتعاقبة تأتي على شكل ترضيات ومكافآت للموالين الشيعة.
-طالب علماء البحرين بإرجاع إدارة الأوقاف إلى يد الناس بوصفها مؤسسة أهلية، لكن نفوذ الحكومة وسطوتها لم تتراجع.