الإمام الخميني

الحياة السياسية للإمام الخميني “ره” / بقلم محمد حسين رجبي + تحميل pdf

الاجتهاد: لقد بذل مؤلف كتاب الحياة السياسية للإمام الخميني “ره” قصارى جهده من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من المصادر والمراجع، وتُقَدّر ” بأكثر من 126 مرجعا ومصدرا»، تتناول المدة ما بين 1900 – 1977م، وكذلك راجع المؤلف بعض الوثائق والمستندات المتوافرة لديه، وبعض وثائق السافاك المنشورة حول الإمام في خلال الأعوام ما قبل انتصار الثورة الإسلامية، فأثبتها للتوثيق، والتقى عددا من المقربين للإمام “قدس سره” وتلاميذه، ليطلع عن كثب على نهضة الإمام الخميني”قدس سره” في مرحلة ما قبل عام 1960م، مما أكسبت البحث طابعًا أكاديميًا ووثائقيًا.

في مثل هذا اليوم منذ 33 عاماً، توفي قائد الثورة الإسلامية في إيران، الإمام روح الله الموسوي الخميني (قدس سره)، والذي استطاع بفضل قيادته لهذه الثورة، قلب المعادلات في المنطقة، التي كادت أن تصبح مستعمرة أمريكية إسرائيلية، أقلّ حدودها من النيل إلى الفرات.

فكان مشروعه إقامة نظام سياسي يعبّر عن نظرية إسلامية مختلفة، عما كان عليه الحال طوال التاريخ، في ظل ما يسمى بدول الخلافة الإسلامية (الأموية – العباسية – المماليك – العثمانية).

فالإمام الخميني (رض) في ظل الصراع القائم ما بين النظريتين السياسيتين الليبرالية والشيوعية، قدّم نظرية الإسلام السياسي القائمة على ولاية الفقيه. والتي أثبتت بعد حوالي الـ 43 عاماً من نجاحها، أنها قادرة على الاستمرار والصمود والتطور، رغم كل أشكال الحروب والضغوط التي تعرضت لها، بل شكلّت الأخيرة عاملاً مؤثراً ودافعاً، للمبدأ الذي بات منتشراً في أغلب دول المنطقة: “تحويل التهديد إلى فرصة”.

كتاب “الحكومة الإسلامية”: تأسيس نظرية ولاية الفقيه / محمد يسري أبو هدور

كما استطاعت نقض كل ما كان سائداً في تلك الفترة من أفكار، تحصر الدين الإسلامي في الطقوس العبادية، وتروج لمبدأ فصل الدين عن الدولة، وتدّعي بأن شقاء دول المنطقة كان بسبب الإسلام حصراً. فيما أعلن الإمام عكس ذلك بشجاعة أن “سياستنا عين ديننا، وديننا عين سياستنا”.

لذلك، تكمن أهمية كتاب “الحياة السياسية للإمام الخميني (رض)” للكاتب محمد حسين رجبي، في أنه يعرض قراءة للحياة السياسيّة للإمام، ويعرّف بمبادئه في الفكر السياسيّ الذي يمثّل الفكر الإسلاميّ الأصيل والخالص في السياسة والحكم.

 

مقدمة المركز

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

يقول – تعالى -: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (1).

عن الإمام الكاظم “عليه السلام”: «رجلٌ من أهل قُم، يدعو الناس إلى الحقّ، يجتمع معه قوم کزبر الحديد، لا تزلّهم الرياح العواصف، ولا يملّون من الحرب، ولا يجبنون، وعلى الله يتوكّلون، والعاقبة للمتقین»(2).

تتميز شخصية الإمام الخميني “قدس سره” بأبعاد متعدّدة، فهو الفقيه والعارف والفيلسوف والمتكلم، والقائد ورجل السياسة. وتتكامل هذه الأبعاد لتشكّل معًا هذه الشخصية الاستثنائية في تاريخ الأمة الإسلامية.

ومن هذه الشخصية المتكاملة والسامية، ينبع فكره السياسيّ. فهو فكر إسلامي أصيل خالص، يستقيه من أصول الإسلام وتعاليم القرآن، ويتمحور حول ضرورة إقامة الحكومة الإلهية الإسلامية العادلة، وتأسيس نظام سياسي في عصر الغيبة، يرتكز دستوره على أحكام القرآن الكريم والشريعة المقدسة.

ويتجلى فكره السياسي في مواقفه في مواجهة النظام الملكيّ الظالم والمستبد، والقوى الغربية المستكبرة التي تسعى للهيمنة على ثروات الشعوب، وخطبه وأحاديثه في مبادئ الحكم والسياسة.

وقد قام المؤلف بجمعها في كتاب «الحياة السياسية للإمام الخميني “قدس سره”، الصادر في دمشق، في الثالث من ذي القعدة 1414هـ، الموافق فيه 1993/04/24م.

حيث ضمّن هذا الكتاب القيّم خطبًا وبيانات وتوجيهات وتوصيات صادرة عن الإمام “قدس سره”، يسجّلها بدقة وأمانة، ويشفعها بتحليلات تبيّن مضامينها والأفكار والمبادئ التي تشتمل عليها.

وانطلاقا من أهمية الكتاب، وكونه مرجعا في قراءة الحياة السياسية للإمام الخميني “قدس سره”، ومعرفة مبادئه في الفكر السياسي الذي يمثل الفكر الإسلامي الأصيل والخالص في السياسة والحكم، ارتأينا إعادة طباعة الكتاب ونشره بعد مرور ثلاثة قرون على صدور الطبعة الأولى تقريبا، راجين من الله أن ينتفع به أبناء هذا الجيل من رجال السياسة والفكر والشباب المؤمن المجاهد طلاب الحق والعدالة والحرية، وأن يتمسكوا بمبادئه المرتكزة على الدين والعدل والحرية والاستقلال عن هيمنة الدول المستكبرة، وذلك بعد مراجعة نصوصه والتثبّت منها، وتعديلها عند اللزوم، ومطابقة النص الأصلي في اللغة الفارسية، أو ما يكون أصح لغةً في العربية، وإضافة ترجمة ثانية إذا اقتضت الحاجة.

مركز المعارف للتأليف والتحقيق

 

مقدمة المترجم

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ (1)

تنبع أهمية كتب السير والتاريخ من مدى إظهارها للحقائق، وتتبُّع طبيعة الشخصية التي تتناولها، وآفاق عناها الذاتي، وأبعاد حضورها التاريخي. لذلك، لا نبالغ إذا عددنا هذا الكتاب، الذي نضعه بين أيدي القراء، واحدا من الكتب ذات الشأن والأهمية.

إنه كتاب الحياة السياسية للإمام الخميني “قدس سره” الذي ألّفه السيد محمد حسن رجبي، وهو كتاب مفعم بالحقائق، حافل بالفوائد النظرية والعمليّة، يتعامل مع الأحداث بموضوعية. وقد ضمّنه الكاتب كلّ ما توافر لديه من خطب وبیانات وتوجيهات وتوصيات للإمام “قدس سره”، يسجلها بمنتهى الدقة والأمانة، ويشفعها بتحليلات تنطوي على رصيد قدراته وكفاءاته، ليُطلع الرأي العام العالميّ والإسلاميّ على أبعاد هذه الشخصية التي غيرت مجرى التاريخ.

فالإمام “قدس سره” من الشخصيات الاستثنائية ذات الخصب والعمق، تتعدد فيها الجوانب بتناغمٍ يقل نظيره، فهو أستاذ الفقه والأصول والفلسفة والأخلاق، وهو المفگر والمؤلف والأديب والخطيب، وهو العارف العابد العاشق السالك، ثم هو إلى ذلك كله، أبرع مَنٍ فهم السياسة جزءا لا يتجزأ من الدين، وبُعدًا حيويًّا يحقّق أهداف الشريعة في استنقاذ البلاد والعباد، واستئصال الشر والفساد.

وهكذا استطاع أن يجمع في شخصه مرجع التقليد الذي يستوعب الزمان والمكان، والمجدد الذي يرتقبه المسلمون في كل قرن، وقائد حركة الأمة، وأن ينطلق ليزلزل عرش الطغاة، ويفجر أول ثورة إسلامية كبرى، ويؤسس أول جمهورية إسلامية حقيقية.

وبأنفاسه الثورية، دخل المسلمون عصرا جديدا من اليقظة والحيوية والمقاومة، وصار الإسلام الراية التي تظلّل ثوريّي العالم، والشجي الذي يعترض في حلوق المستكبرين جميعا، ويهدد أحلامهم وأطماعهم.

ولا يمكن لأحد بعد ذلك أن يدرس عصرنا الحاضر، وأن يدرس تاريخ البشرية المعاصر، والسياسة العالمية، وموقع الإسلام والمسلمين فيها، بمعزل عن الدراسة المعمقة لحياة الإمام “قدس سره” في السياسية.

وهكذا تظهر، أكثر فأكثر، أهمية هذا الكتاب، والفراغ الذي يسدّه في المكتبة العالمية عموماً، والإسلامية خصوصًا.

وعندما وقع الكتاب بين يدي، قرأته، ووجدت أن هناك حاجة ماسّة لترجمته إلى اللغة العربية، ليتسنّى للقارئ العربي الاطلاع على مضمون هذا الكتاب القيم.

لقد بذل المؤلف قصارى جهده من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من المصادر والمراجع، وتُقَدّر ” بأكثر من 126 مرجعا ومصدرا»، تتناول المدة ما بين 1900 – 1977م، وكذلك راجع المؤلف بعض الوثائق والمستندات المتوافرة لديه، وبعض وثائق السافاك المنشورة حول الإمام في خلال الأعوام ما قبل انتصار الثورة الإسلامية، فأثبتها للتوثيق، والتقى عددا من المقربين للإمام “قدس سره” وتلاميذه، ليطلع عن كثب على نهضة الإمام في”قدس سره” في مرحلة ما قبل عام 1960م، مما أكسبت البحث طابعًا أكاديميًا ووثائقيًا.

لقد عمدتُ إلى كتابة بعض الحواشي؛ وذلك من أجل تبسيط بعض الأفكار، وتوضيح بعض النقاط، وشرح خلفيات الحوادث، فرجعت إلى عدد من الكتب المنشورة باللغة الفارسية حول الثورة الإسلامية وحياة الإمام”قدس سره” توخّيًا للدقة.

يشتمل الكتاب على واحد وثلاثين فصلا، يتحدث فيها الكاتب عن الموضوعات الآتية:

المرحلة من ولادة الإمام “قدس سره” حتى عام 1945م، عرض موجز عن أوضاع البلاد حتى انقلاب رضا خان وموقف الإمام “قدس سره” من رضا خان، الأوضاع السياسية بعد رضا خان وغياب القيادة الدينية عن الساحة السياسية، الحديث عن آراء الإمام “قدس سره” في کتاب کشف الأسرار، وبخاصة ولاية الفقيه.

السياسة الداخلية والخارجية للشاه، الكتل والأحزاب السياسية من -1953 1963م ومواقف الإمام فيه من الشاه، اعتقال الإمام في وإطلاق سراحه، خصائص الحركة الجهادية للإمام “قدس سره” ، ونهج الشاه بعد إبعاد الإمام “قدس سره” وحتى عام 1971م، حياة الإمام “قدس سره” في المنفى، مواقف الإمام “قدس سره” تجاه تحرکات الشاه، وتجاه النظام العراقي وقضية ترحيل الإيرانيين من العراق، الإمام”قدس سره” والحرب الإسرائيلية العربية، اتساع رقعة الفقر في إيران في الأعوام 1973 – 1978م، فتوى حرمة الانتماء إلى حزب الرستاخیز، وتحريم التاريخ الشاهنشاهي، تغيرات السياسة الأمريكية الخارجية وانفتاح الأجواء السياسية في إيران، استشهاد نجل الإمام “قدس سره” الأكبر السيد مصطفى، وانفجار بركان الثورة الإسلامية، مجزرة 9 كانون الثاني في قم (19 دي)، وحادثة 9 شباط في تبريز (29 بهمن)، وأربعينيات متتالية واستمرار الثورة، إعلان الأحكام العرفية في أصفهان، حكومة الوفاق الوطني، مجزرة الثامن من أيلول (17 شهریور) ومحاصرة منزل الإمام “قدس سره” في النجف.

في الختام، لا يفوتني أن أشكر كل من أمدّني بالعون وآزرني بالمعاضدة لإخراج هذا الكتاب، وأتقدم بالشكر للأستاذ عبد الله حسّون العليّ على مراجعته للنص العربي، والله من وراء القصد. 

فاضل عبّاس بهزاديان

دمشق 3 ذي القعدة 1414هـ ( 24 / 4 / 1993م)

 

فهرس الكتاب

الحياة-السياسية-للإمام-الخميني

الحياة-السياسية-للإمام-الخميني

 

تحميل الكتاب:

hayat_seyaseya.pdf الحياة السياسية للإمام الخميني

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky