المسجد-الأقصى

الأزهر يدين جرائم الكيان الصهيوني / ماذا يجري في المسجد الأقصى؟

الاجتهاد: أدان الأزهر إرهاب الكيان الصهيوني واعتداءاته المتكررة في حق الفلسطينيين العزل، والسماح لأفراد هذا الكيان باقتحام المسجد الأقصى وانتهاك ساحاته المباركة.

وأضاف الأزهر في بيان أن إقدام الكيان الصهيوني، على هذه الانتهاكات على مرأى ومسمع دولي وصمت عالمي مخجل، هو تطبيق فاضح لسياسات الكيل بمكيالين، وترك الفلسطينيين لقمة سائغة في فم هذا الكيان المفترس دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان والإنسانية.

وأكد الأزهر أن إقدام الكيان الصهيوني على قتل الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الفلسطينية في شهر رمضان المبارك تحت لافتة محاربة الإرهاب؛ هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنسانية، وشاهد عيان على ضعف هذا الكيان الإرهابي ووحشيته في آن واحد.

وتقدم الأزهر بخالص عزائه وصادق مواساته إلى الشعب الفلسطيني وأسر الشهداء، داعيًا الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته، وأن يربط على قلوب أهلهم وذويهم وقلوب المسلمين في كل بقعةٍ من بقاع الأرض، وأن يعجل بشفاء المرضى وخروج الأسرى الأبرياء من سجون الظلم، وأن يعيد الحق المغصوب لأصحابه. وأن يحفظ فلسطين والقدس والمسجد الأقصى من بطش الجبابرة ويقيهم كل مكروه وسوء.

ماذا يجري في المسجد الأقصى؟ 

هذا واقتحم الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى اليوم ما أدى إلى اشتباكات مع المصلين أسفرت عن 160 مصاباً منهم بسبب الاعتداء عليهم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط.

اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى وتدنيسه اليوم ليس المرة الأولى فهي واقعة متكررة يشاركهم في تنفيذها المستوطنون الذين يعملون للسيطرة على أولى القبلتين لممارسة طقوسهم وشعائرهم التلمودية الداعية لذبح القرابين، بهدف إقامة هيكلهم المزعوم الذي نفت كل لجان الآثار وجوده داخل حدود ثالث الحرمين.

فما حقيقة ما يجري في القدس والمسجد الأقصى؟.. يجيب عن السؤال تقرير مطول نشره موقع الجزيرة نت، اليوم أوضح خلاله أن هناك أكثر من 42 جماعة ومؤسسة صهيونية تعمل على اقتحام الأقصى، وتسعى لإعادة بناء الهيكل المزعوم، فكيف تدير هذه الجماعات عمليات الاقتحام وتنسقها مع شرطة الاحتلال؟

وقبل شهرين، وفي ذات الموقع (المنطقة الشرقية)، وتحديداً في 14 ديسمبر 2021، كان شرطي مرافق لمجموعة مقتحمين يتجول بينهم ويحدق في وجوههم بتركيز لمنعهم من التمتمة أو الصلاة بصوت مرتفع، وحين ضبط أحدهم يفعل ذلك، اقترب منه وهدده بإخراجه من المسجد إن كررها.

قصتان حقيقيتان متناقضتان، وثقها ونشرها مستوطنون مقتحمون للأقصى يندرجون ضمن ما تعرف بجماعات الهيكل أو المعبد، لكنهم يتفاوتون في رضاهم أو سخطهم على أداء رجال شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي تسيطر على أبواب المسجد وتتكفل بتأمين مجموعات المستوطنين خلال اقتحامهم بمساعدة فرق القوات الخاصة.

ورغم مساندة شرطة الاحتلال للمستوطنين والمتطرفين اليهود في اقتحام المسجد الأقصى كلما أرادوا ذلك، إلا أن هناك جماعات أخرى منهم غير راض عن أداء شرطة دولتهم.

ويهاجم التيار الذي يترأسه توم نيساني مراراً وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومير بارليف، ويقول إنه منذ توليه منصبه “أُبعد نشطاء جبل الهيكل دون سبب كاف”.

ويقول نيساني إنه أبعد 6 أشهر بحجة أن وجوده في الأقصى “يؤدي إلى إصابة جسدية أو أضرار في الممتلكات”، ويوثق تعرّض الشرطة المتكرر لطاولته التي نصبها على مدخل حائط البراق احتجاجا على إبعاده.

ويبدي هذا التيار انزعاجه من التفتيش الأمني قبيل اقتحام الأقصى، ويدّعي تعمّد الشرطة تأخير بعض المقتحمين وتعرضهم لتفتيش جسدي، وإخراج بعضهم منه عنوة، إضافة إلى مقاطع فيديو لمشادات كلامية بين المقتحمين والشرطة داخل الأقصى وعلى أبوابه، وصولاً إلى رفع قضايا ضد بعض أفراد الشرطة، والمشاركة في مناقشات لجنة الأمن الداخلي الإسرائيلي في الكنيست حول الترتيبات الأمنية في الأقصى.

ويوضح الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص أن كل مقتحمي المسجد الأقصى ينتمون إلى تيار الصهيونية الدينية لمؤسسها الحاخام أبراهام كوك، الذي يعيد تفسير النصوص التوراتية على أسس صهيونية دينية، ويتعامل مع الصهيونية وكأنها المخلّص المنتظر. وعلى عكس بعض التيارات الدينية، تتبنى الصهيونية الدينية فكرة وجوب دخول “جبل الهيكل” -أي المسجد الأقصى- قبل مجيء “المسيح” المنتظر، وصولاً إلى فكرة “توريط الرب”، وحتمية إقامة الهيكل و”تحقيق الطهارة” أولا حتى يأتي المخلص.

توسع هذا التيار وازداد مريدوه من الحاخامات وأتباعهم الذين ينتمي غالبيتهم للتيار القومي الديني، مع تباينهم في درجة التدين، حتى أمسوا اليوم أكثر من 42 جماعة ومؤسسة تعمل على اقتحام الأقصى وتسعى لإعادة بناء الهيكل المزعوم.

– “أمناء جبل الهيكل”

أولى الجماعات نشأة هي “أمناء جبل الهيكل” لمؤسسها جرشون سلمون، وجماعة “معهد الهيكل” لمؤسسها يسرائيل أرئيل، التي تعتبر المؤسسة الأم لجماعات الهيكل، وتواليها الجمعيتان الاستيطانيتان البارزتان “عطيرت كوهنيم” و”إلعاد”، ولاحقا نشأت جماعة “نساء لأجل الهيكل”، و”طلاب لأجل الهيكل” برئاسة توم نيساني، وجماعة “تراث جبل الهيكل”، كما أدى ائتلاف الجماعتين السابقتين إلى تأسيس جماعة “جبل الهيكل بأيدينا” (بيدينو).

المسجد الأقصى

شرطة الاحتلال في القدس

تنقسم رتب شرطة الاحتلال في القدس إلى الآتي: قائد شرطة لواء القدس، وقائد منطقة البلدة القديمة، وضابط الأماكن المقدسة، وضابط “الحرم القدسي” (أي المسجد الأقصى)، والأخير يتبع لمن سبقه ضمن تراتبية هرمية تصل إلى قائد لواء القدس، ويعتبر نفسه مدير الأقصى، وينظر إلى الأوقاف الإسلامية أنها هيئة خاصة تحت سيطرته.

ويؤكد الباحث ابحيص لـ”الجزيرة نت” أن شرطة الاحتلال شهدت عملية تحوّل منذ عام 2000، حيث كانت قبل هذا العام تمنع اليهود من دخول الأقصى إلا بأوامر وتنسيقات محددة، لكن بعده شهد العكس مقابل تقييد دخول المصلين المسلمين إلى أقصى حد، وفتح المجال للاقتحامات خلال الأعياد اليهودية حتى لو تزامنت مع مناسبات إسلامية دينية كشهر رمضان.

وتحاول شرطة الاحتلال الظهور إعلامياً بمظهر الجهة المحايدة العادلة التي تقف على مسافة واحدة من الطرفين، وتحاول “فرض الأمن والنظام” في المسجد الأقصى، على اعتبار أنه مكان مقدس لليهود أيضاً ويحق لهم دخوله والصلاة فيه.

أسباب تباين جماعات الهيكل

ويوضح ابحيص أن جماعات الهيكل تتبع إستراتيجيتين مختلفتي الظاهر متكاملتي الباطن. فالتيار الأول يمثله المقتحم الراضي الذي يمدح الشرطة ويتودد لها مثل آساف فريد ويهودا غليك، والثاني يمثله المقتحم المتذمر الساخط الذي يطالب دائماً بالمزيد وينتقد الشرطة باستمرار لدفعها للعمل أكثر لصالح الجماعات مثل رفائيل موريس وتوم نيساني.

إضافة إلى سعي الجماعات المتواصل لاختراق الشرطة والحكومة من فوقها، فتدعو أفرادها للانتساب إلى سلك الشرطة، وتتقرب من وزراء الأمن الداخلي وسياسيين في حكومة الاحتلال لتمرير مصالحهم في الأقصى مثل أمير أوحانا وآفي دختر وتساحي هنغبي.

وتواجه القدس مخططات تهويد متسارعة، تمهد لها مصادرات للأراضي تحت زعم التطوير، وسعي إلى مصادرة بيوت آلاف المقدسيين لتنقل إلى مستوطنين يهود، كما تعمل السلطات الإسرائيلية على هدم منازل بدعوى عدم ترخيصها.

وكشف تصوير حصري لحلقة (2021/11/15) من برنامج “للقصة بقية” بقناة الجزيرة عن مخططات إسرائيلية غير معلنة تحت غطاء التنقيب عن الآثار، إذ تتحرك جمعيات استيطانية، تثار حولها علامات استفهام عديدة، لتنفذ عمليات قضم لأساسات بيوت المقدسيين، وحفر لأنفاق، وبناء لأساسات بيوت استيطانية مستقبلية تحل محل بيوت الفلسطينيين الآيلة للسقوط بعد نهش بنيتها التحتية.

وفي أغسطس الماضي بدأت إسرائيل إقامة مصعد في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية المحتلة) يسهل على المستوطنين اقتحامه، وذلك رغم الاعتراضات الفلسطينية.

وصادق وزير الدفاع الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، في الثالث من مايو/أيار 2020، على وضع اليد على مناطق ملاصقة للمسجد الإبراهيمي لإنشاء المصعد الذي أقره مجلس التنظيم الأعلى (إحدى أذرع الإدارة المدنية الإسرائيلية بالضفة المحتلة).

ويقول الفلسطينيون إن قرار إسرائيل إنشاء مصعد في المسجد الإبراهيمي يعد انتهاكا للقرارات الأممية، لأنه يغيّر هوية المسجد التاريخية ومعالمه، بوصفه موروثا تجب حمايته.

وفي يوليو 2017، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسـكو إدراج الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي، بحسب موقع الجزيرة نت في تقرير سابق.

ومنذ عام 1994، يُقسَّم المسجد -الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام- إلى قسمين: قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود. وذلك إثر قيام مستوطن بقتل 29 فلسطينيا في صلاة الفجر، في 25 فبراير من العام ذاته.

وتسعى إسرائيل للاستيلاء بشكل كامل على الحرم الإبراهيمي، الأمر الذي يناقض القوانين الدولية، في وقت يقول فيه الفلسطينيون إن بلدية الخليل هي التي تمتلك الصلاحيات في الحرم الإبراهيمي، بناء على اتفاقات أوسلو (1993)، وليست إسرائيل.
 

المصدر: الشرق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky