الميرزا جعفر الطباطبائي الحائري

إقامة ندوة بحثيّة حول تراث العلّامة الميرزا جعفر الطباطبائي الحائري في كربلاء

الاجتهاد: أقيم صباح اليوم (الجمعة 8 جمادى الآخرة 1442هـ الموافق 22-1-2021م ) على قاعة الإمام الحسن –عليه السلام-  في العتبة العباسية المقدسة ندوة علميّة بعنوان (تراث العلّامة الميرزا جعفر بن علي نقي الطباطبائي الحائري قدس سره)؛ لتسليط الضوء على تحقيق نماذج من تراثه المخطوط.

استَهَلَّ مركزُ تُراثِ كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة، عامَهُ الجديد بندوةٍ بحثيّة كانت بعنوان: (تراثُ العلّامة الميرزا جعفر بن علي نقي الطباطبائي الحائري قُدّس سرّه)؛ لتسليطِ الضوءِ على تحقيقِ نماذجَ من تراثِه المخطوطِ، وذلك صباح هذا اليوم الجمعة (8 جمادى الآخرة 1442هـ) الموافق لـ(22 كانون الثاني 2021م) وعلى قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) بحضور عددٍ من الأكاديميّين والمختصّين المهتمّين بالشأن التراثيّ، فضلًا عن حضورِ ممثّلين عن إدارةِ العتبةِ العبّاسية المقدّسةِ وأقسامِها، وحظيت بتغطيةٍ إعلاميّةٍ جيّدةٍ من قِبل بعض الوكالاتِ الإخباريّةِ والقنوات الفضائيّة.

ابتُدِئت الندوةُ بقراءةِ آياتٍ مباركاتٍ من الذكرِ الحكيمِ، تلتها كلمةٌ لـمديرِ مركزِ تُراثِ كربلاء الدكتورِ إحسان علي الغريفيّ، الذي بيّن فيها قائلاً:

إنّ تحقيق التراث والاعتناء به وطباعته ونشره، يُعدّ عاملاُ مهمّاً في رفد الدراسات الحديثة والباحثين بمعلوماتٍ من شأنها الإسهام في تطوير مسيرة البحث العلميّ، وإيجاد حلقة وصلٍ بين الماضي والحاضر؛ فضلاً عن إثراء المكتبة الإسلاميّة بمزيدٍ من الكنوز والذخائر التي كانت مخبَّأةً قبل أن تُشرق عليها شمسُ التحقيق؛ لتعيدها إلى النور بحُلّةٍ جديدة ورصينة؛ إذ يُعدّ التحقيق خير وسيلةٍ لإحياء التراث، وحفظ المدوّنات التي تركها علماؤنا الأوائل، وحمايتها من الضياع أو التلف، أو وقوع تصحيفٍ أو تحريفٍ أو انتحالٍ لتنير طريق الباحثين بأحاديث الثقات، وتبيّن عظمة ما قام به علماؤنا القدماء من جهودٍ وتضحياتٍ في سبيل العلم والتعليم، وتبيّن نوعيّة اهتمامهم وانشغالهم”.

وأكّد: “أنّ إحياء التراث يُعدّ مسؤوليّةً كبيرة وعظيمة تقع على عاتق الأفراد والمؤسّسات التي تتصدّى له، فينبغي للمؤسّسات المعنيّة بالتراث أن تشمّر عن سواعدها لإحياء هذه المخطوطات وتحقيقها، أو نسخها لتكون مادّةً جاهزةً للتحقيق”.

“إنّ جهود مركز تراث کربلاء في إحياء التراث المخطوط، إحدى المحاور الرئيسة التي تشتمل عليها خططه وبرامجه المستقبليّة، وهو يسعى إلى تنفيذها بدقّةٍ وبخُطى حثيثة؛ لإبراز التراث المشرِق لمدينة الإمام الحسين(عليه السلام)، فمن هذا المنطلق شرع في تحقيق المخطوطات والرسائل التي تحوي الخزين العلميّ والمعرفيّ لتراث علماء مدينة كربلاء المقدّسة..”

مبيّناً: “نحن اليوم نتشرّف بحضوركم ولقائكم في جوار المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، لننهل من معين بركاته ونستمع إلى ما حقّقه مركزُ تراث کربلاء، من تراث أحد أعلام الأُسَر العلميّة في مدينة كربلاء المقدّسة، وهو العلّامة السيّد ميرزا جعفر بن الميرزا علي نقي بن السيّد حسن، المعروف بالحاج آقا بن السيد محمد المجاهد بن السيد علي الطباطبائي الحائري، المشهور بصاحب الرياض”.

لتبدأ بعد ذلك الجلسةُ البحثيّةُ بإدارةِ الأستاذِ الدكتور علي طاهر الحليّ، وكانت بحوثها على النحو الآتي:
– البحثُ الأوّلُ بعنوان: (ببليوغرافيا رسائل العلّامة الميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ)، للباحثِ السيدِ محمد جاسم الموسويّ.
– البحث الثاني بعنوان: (قراءة في رسالة منجزات المريض للميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ)، للباحث الشيخ محمد الظالميّ.
– البحث الثالث بعنوان: (قراءة في رسالة سقوط الوتيرة في السفر للميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ) للشيخ جاسم السيلاويّ.
– البحث الرابع بعنوان: (قراءة في رسالة طلاق المريض للميرزا جعفر الطباطبائيّ الحائريّ)، للشيخِ أحمد الحميداوي الموسوم.

هذا وقد كانت أبوابُ النقاش مفتوحةً طيلة وقت الجلسةِ؛ إذ تداخل الحاضرون مع الباحثين بصورةٍ مباشرةٍ، وأغلبُ المداخلاتِ كانتْ قيّمةً وأثرتْ الموضوعَ بإضاءاتٍ وإضافاتٍ مهمّةٍ، وقد عبّر المختصّون عن إعجابِهم بمضامين الندوةِ وأبحاثِها، وأعربوا عن شُكرِهم وامتنانِهم لإدارةِ مركزِ تُراثِ كربلاء على هذه النشاطاتِ التي تَبثُّ الروحَ في الساحةِ الفكريّةِ الكربلائيّةِ، وتُحرّك المعنيّين إلى تقديمِ المزيد في رحابِ مدينةِ سيّدِ الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).

ترجمة العلّامة الميرزا جعفر الطباطبائي الحائري بما نصّ عليه المحقّق الشيخ آقا بزرك الطهراني رضوان اللّه عليه . في طبقات أعلام الشيعة .

السيّد الآقا ميرزا جعفر الطباطبائي ( 1255 . 1321 ) هو السيّد الآقا ميرزا جعفر بن الميرزا عليّ نقيّ بن السيّد حسن الملقَّب بالحاج آقا ابن السيّد المجاهد الطباطبائي الحائري ، سبط السيّد رضا آل بحر العلوم ، و صهر خاله السيّد عليّ مؤلف « البرهان » ، علاّمة متبحّر وفقيه جليل .

ولد في كربلاء ( 1255 ) ونشأ بها ، فأخذ الأوليات والمقدمات عن أعلام الفضل ورجال العلم ، ورحل إلى النجف فتلمَّذ على خاله السيّد عليّ مؤلف « البرهان » ، والعلاّمة الميرزا عبد الرحيم النهاوندي والسيّد حسين الكوهكمري ، وله الرواية عن جماعة كتبوا له الإجازات بخطوطهم على ظهر مجموعة من رسائله الفقهية ، وهم : السيّد حسين بحر العلوم ، السيّد عليّ بحر العلوم ، السيّد مهدي القزويني ، الشيخ زين العابدين المازندراني، عمُّه السيّد الميرزا زين العابدين الطباطبائي، الفاضل الإيرواني، الفاضل الأردكاني، الشيخ محمّد حسن آل يس، الميرزا أبوتراب القزويني، الشيخ جعفر التستري، الميرزا محمّد هاشم الچهارسوقي ، الميرزا حسين الخليلي و غيرهم . و تواريخ هذه الإجازات من ( 1291 ) إلى ( 1300 ) إلاّ الثلاثة الأخيرة فإنّها بعد الثلاث مأة .

انتهت إليه الرئاسة في كربلاء بعد والده ، وصار من أعاظم العلماء ومراجع الأمور ، وتوفّي بها فجأة ، في ظهيرة الأربعاء 22 صفر ( 1321 ) .

وله تصانيف كثيرة في الفقه والأصول وغيرهما، ورسائل في الحبوة، وميراث العم، والإعراض عن الملك ، ومعنى « أجمعت العصابة » ، وفي إقرار المريض، وفي أنّ سلام مخرج لاغيره، وفي شرطية المسافة للقصر ، وفي سقوط الوتيرة في السفر، وفي أنّ الأربعة مسافة، وفي القضاء عن الميّت، وفي كراهة لبس السواد، وفي مشكوك الكرِّية بلا حالة سابقة، وفي نجاسة أهل الكتاب، وفي طهارة العصير العنبيّ، وفي طهارة عرق الجنب من الحرام، وفي طهارة ولد الزنا، وفي اجتماع المحدث والجنب والميت على ماء لا يفي إلا لواحد، وفي منجّزات المريض، وفي طلاق المريض، وفي حكم المقيم بعد تجاوز المسافة، وفي الفائتة في وقت الفريضة ، وفي الغسالة .
وله شعر طبع بعضه في آخر « المجالس النظامية » مع تقريظه له .

والجدير بالذكر أنّ هذه الإجازات الإثني عشر التي بين يدي القارئ الكريم هي ما كتبها أساتذة المجاز والأعلام المعاصرين له ، بخطوطهم على مجموعة من رسائله بخطّه (هذه المخطوطة موجودة عند شيخنا البحاثة الجليل السيّد عليّ الحسيني الصدر حفظه اللّه ، والمصورة منها موجودة في خزانة مكتبة مركز إحياء الميراث الإسلامي في قم برقم ۳۰۰ . وقد قمنا بالتعريف حول المجموعة في فهرس المركز ، المطبوع بقم سنة ۱۴۱۹ ه ق ( ۱۳۷۷ ه ش ) فراجع المجلد الأول منه ، الصفحة ۳۵۷ . ۳۶۰ .) .

وعنوان الإجازات هكذا:
1 . إجازة السيد علي آل بحر العلوم الغروي الطباطبائي الذي هو خال المجاز ؛ أجازه في 3 محرّم 1291 .
2 . إجازة ثان له ؛ أجازه بعد ملاحظة رسائل المجاز في 24 ذي الحجّة 1296 .
3 . إجازة السيّد مهدي القزويني الشهير بالفؤاد چلبي ؛ أجازه سنة 1292 في الحرة.
4 . إجازة الشيخ زين العابدين المازندراني ؛ أجازه في 28 صفر سنة 1290 .
5 . إجازة ملا محمّد إيرواني ؛ أجازه في سنة 1299 .
6 . إجازة ميرزا زين العابدين آل سيد عليّ الطباطبائي ابن عمّ المجاز ؛ أجازه سنة 1292 .
7 . إجازة ملا محمّد حسين الأردكاني ؛ أجازه في الكربلاء 6 ربيع الثاني 1292 .
8 . إجازة المولى أبو تراب القزويني ؛ أجازه في غرّة رجب 1292.
9 . إجازة الشيخ محمّد حسن آل ياسين الكاظمي ؛ أجازة في ذي الحجّة 1301 .
10 . إجازة الشيخ جعفر التستري ؛ أجازه سنة 1291 .
11 . إجارة السيّد محمّد هاشم الموسوي الإصفهاني الخوانساري ؛ أجازه في نصف رجب 1389 .
12 . إجازة الحاج ميرزا حسين الخليلي ؛ أجازه في 10 ذي الحجّة 1313 .

وفاته:

توفي السيد جعفر الطباطبائي قدس سره في يوم السبت الموافق للثاني والعشرين من شهر صفر المظفر من عام 1321هـ عن عمرٍ ناهز الثالثة والستين عاماً ، ودُفن مع أبيه في المقبرة المعروفة بكربلاء مقابل مقبرة السيد محمد المجاهد .

المصدر: شبكة الكفيل العالمية + الاحتهاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky