الاجتهاد: عزى المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني حفظه الله بوفاة المحقق السيد محمد حسين الحسيني الجلالي رحمه الله الذي وافته المنية عشية السبت الخامس من ربيع الأول ١٤٤٢ هجرية في شيكاغو.
وجاء في برقية تعزية أرسلها مكتب المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله إلى أخيه المحقق حجة الإسلام السيد محمد رضا الحسيني الجلالي :
إنا لله إنا إليه راجعون
فضيلة العلامة المحقق حجة الإسلام السيد محمد رضا الحسيني الجلالي دامت تأييداته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فقد تلقيت بمزيد من الأسى والأسف نبأ وفاة أخيكم العلامة الجليل المحقق المتتبع حجة الإسلام السيد محمد حسين الحسيني الجلالي طاب ثراه، الذي قضى عمره الشريف في ترويج الدين والمذهب وخدمة العلم وأهله والسعي في إحياء التراث الإسلامي.
واني إذ أعزيكم وسائر أسرتكم الشريفة في هذا المصاب الجلل أسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد السعيد بواسع رحمته ورضوانه ويحشره مع اولیائه محمد وآله الطيبين الطاهرين وأن يمنحكم وسائر ذويه ومحبيه وعارفي فضله الصبر والسلوان ويجزل لكم الأجر والثواب.
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
علي الحسيني السيستاني
6 /ربيع / الثاني 1442
سيرة موجزة:
السيّد محمد حسين الحسيني الجلالي ابن الحجّة السيّد محسن الجلاليّ الحائريّ (1330ـ1396) ابن المقدّس السيد عليّ الجلالي الكشميري (1290ـ1367) ينتهي نسبه الى الحسين الأصغر(90ـ157) ابن الإمام زين العابدين علي السجّاد عليه السلام .
ولد في كربلاء ٢٨ محرّم ١٣٦٣هـ وحضر على أعلامها منهم: والده السيّد محسن، وأخيه الشهيد السيّد محمّد تقي، والشيخ عبدالكريم الشيرازي، والشيخ محمّد الشاهرودي، والسيّد عبدالله الخوئي، والشيخ مهدي الكابلي، والشيخ علي أكبر النائيني في الخطّ، والشيخ محمّد رضا الأصفهاني، والشيخ يوسف الخراساني، والشيخ علي العيثان الحجازي الحائري، والسيّد محمّد حسن آقا مير القزويني، والسيّد أسد الله الأصفهاني الهاشمي، والشيخ جعفر الرشتي،
حتّى أكمل السطوح العالية عند أساتذة الحوزة العلمية في كربلاء، ثمّ هاجر إلى النجف عام ١٣٧٩هـ
وحضر على أعلامها أبحاث الخارج الآيات: السيّد محسن الحكيم، والسيّد أبو القاسم الخوئي، والسيّد الميرزا حسن البجنوردي، والسيّد عبدالأعلى السبزواري، والشيخ الميرزا باقر الزنجاني، والسيّد علي العلاّمة الفاني، والسيّد محمّد الروحاني القمّي.
وانتقل إلى دولة قطر عام ١٣٩٣هـ ممثّلا من قبل المرجعيّة واشتغل بترويج الدين وإرشاد المؤمنين وقام بالوظائف الشرعية والمهام الدينية وكانت له حفاوة وإقبال من قبل الجماهير المؤمنة، حتّى هاجر إلى قم ١٣٩٦هـ
واستمرّ في الحضور على أعلامها منهم: الشيخ مرتضى الحائري. ثمّ هاجر إلى امريكا عام ١٣٩٩هـ واستقرّ بها مستمرّاً بنشاطاته المكثّفة في مجال التأليف والتحقيق وطبع الكتب النادرة وإرشاد الناس وهداية مجموعة إلى التشيّع فهو دام ظلّه بوحده حركة دؤوبة مستعيناً بالله ومتوكّلا عليه لا يفتر من العمل والنشاط، لايعتني بالقيل والقال دؤوباً في مسيرته العلمية والثقافية، وقد قدّم خدمات جليلة، وله مواقف مشرّفة، مستقلا في عمله لاينتمي إلى أي أحد أوجهة، وله إخلاص ملموس في عمله
وقد أسس (المدرسة المفتوحة) التي تقوم بالتعليم بالمراسلة في كافّة أنحاء العالم والقارتين الأمريكيتين وخاصّة الولايات المتّحدة، وقد نشر باسمها مجموعة كبيرة من الكتب القيّمة من مؤلّفاته ورسائل الخرّيجين، وباللغات المختلفة، وفيها عدد من ذخائر التراث الإسلاميّ القيّم، وسنورد قائمة ببعضها.