دراسات علمية

صدر حديثا العدد السابع عشر من مجلة دراسات علمية في النجف الأشرف

خاص الاجتهاد: صدر عن المدرسة العلمية (الآخوند الصغرى) في النجف الأشرف العدد السابع عشر من مجلة ( دراسات علمية ) وهي مجلة نصف سنوية تعنى بنشر كل ما يهم طالب الأبحاث العليا في الحوزة العلمية, من الفقه والأُصول والرجال والحديث ونحوها.

كلمة العدد: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

کنجمة الصباح عندما تطالعها في موضعها كل صباح لتطل عليك في كل الأحوال، لا يؤخرها عن مطلعها تقلب الأرض والإنسان في حوادث الدهر وتغير الأزمان، هكذا هي أعداد مجلة دراسات علمية ، تسير في نسقها وتتهادى في فلكها بعمل المشتغلين فيها والكاتبين في موضوعاتها، ثم لما تصل إلى مطلعها من الشهور تضيء في سماء النشر والتحقيق، باعثة ضياء نتاجها في أرجاء وأروقة محال صدورها، فتستريح لرؤيتها النفوس، وتستأنس بمطالعة موضوعاتها و تحقيقاتها الأذهان المتشوقة للأنوار المتفتحة من أكمام قرائح الباحثين فيها.

إن ما يميز هذا العدد السابع عشر من مجلة دراسات علمية أنه يخرج في وضع محلي وعالمي غير مسبوق، إذ أطبق الوباء العالمي لمرض كورونا (کوفید- ۱۹) على البلدان ولم يستثن كبيرها ولا صغيرها.

ولما كان المسبب لذلك الوباء كائنا من صنف الفايروسات يدق عن أن يحصر أو يشاهد، ولا سبقت لأهل الاختصاص خبرة في معالجة أعراضه وتتبع آثاره القاتلة لبعض النفوس – رغم معرفة الأطباء والمختصين في الكائنات الدقيقة بنمط وبائیتها وانتشارها بين الناس – اقتضت حكمتهم – وهم البصيرون بأساليب محاصرة أشباهه ونظائره – أن يتباعد الناس ويهجعوا ويظلوا في بيوتهم ويعزلوا أجسادهم عن أماكن المخالطة والتجمعات؛ لمحاصرة الوباء وتقليل فرص انتشاره السريع بين البشر، فانشلت الأعمال وتعطلت الأسفار، وساد أغلب البلدان رکود وکساد كبير.

وقد ألقي هذا الوضع بظلاله على عمل المجلة أيضا، وأعاق العزل الاجتماعي من إنجاز بعض مهام إعدادها، ورغم ذلك كان الإصرار والعزم على إنجازها بموعدها، متحديا الظروف المحيطة والحالة العامة باعتماد طرق وآليات مستحدثة.

ومن حيث إن أغلب أعداد هذه المجلة تقع في أيدي المختصين بهذه العلوم التي تهتم بنشرها فللمجلة دعوة مستمرة للفضلاء والباحثين إلى الكتابة والتحقيق في مختلف المجالات التي ترعاها من الفقه وأصوله، والحديث ورجاله و درایته، بالإضافة إلى تحقيق التراث المخطوط مما له صلة بهذه الموضوعات، فإن ما يدور في أذهان جملة من الباحثين والمهتمين هو زاد هذه المجلة ونميرها، وما تدبجه يراعات ثلة من اليقظين النشطين في مضمار التحقيق في التراث والتعدين في منابع الفكر الفقهي والأصولي لهو الفصوص التي فيها يسلك عقدها، ولكتابات هؤلاء النخبة في كل الأحوال عائدة مهمة و محصول واضح.

فعلى مستوى ذاتهم أنهم أقاموا أنفسهم على جادة ينفتح منها أفق لمستقبل أيامهم، ما كانوا يستشرفونه لولا محاولاتهم ومجاهداتهم هذه، كما أنهم صاروا بذلك نفسه سببا لتحريك الأنهار الراكدة وتنسيم الأجواء الخاملة، وهذه فائدة عامة وعائدة مهمة لها أثر إيجابي على الأجواء البحثية في المؤسسات العلمية.

ومن هنا نحث الأفاضل والمتقدمين في سعيهم العلمي ليدخلوا الباب الذي فتحته المجلة، ويخوضوا هذه التجربة بتنوعها وثمارها المختلفة، ولا يكتفوا بالنظر إلى فيء ظلال أقرانهم، وليلحقوا بهذا المضمار، فإن كرهوا مشقته فقد نکره شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا، وقد علمت التجارب أصحابها أن عوائدها رهائن النيات والعزائم .

وتتصدر هذا العدد من مجلة دراسات علمية ثلاثة بحوث فقهية،

الأول في تحديد سن البلوغ في الأنثى ويستعرض الباحث فيه مفصلا الأقوال وأدلتها، ثم محاكمتها.
أما البحث الثاني فيدور حول مناقشة الشهرة العظيمة على اشتراط وجود الإمام المعصوم “عليه السلام” في وجوب صلاة العيدين.

وفي البحث الثالث يتناول الباحث مسألة استثناء الواقف منافع الوقف لنفسه من حيث صحة ذلك الاستثناء وعدمه بعد احتيال منافاة ذلك الاستثناء لمفهوم الوقف.

ثم يستعرض هذا العدد – بعد الفقه – بحثين في أصول الفقه، الأول صغروي في تحديد سعة وضيق موضوع الحكم الشرعي بلحاظ المناسبة الارتكازية مع نفس طبيعة ذلك الحكم، وهو من مباحث الألفاظ الراجعة إلى أساسيات الفهم العرفي وكيفية تلقي فهم مدلولات الألفاظ من الأدلة بعد صبها في وعاء الحكم.

ثم يطالعنا البحث الثاني في حلقته الأخرى، وهو بحث کبروي في حجية السيرة العقلائية كأحد مصادر الإثبات الأصولي لحجج الفقه، ولا يخفى ما في هذا الموضوع من الأهمية نظرة إلى غياب الاستدلال بهذا الدليل عند السابقين وكونه من التفاتات متأخري المتأخرين.

ثم إن المجلة مستمرة في نشر حلقات شيقة يتتبع بعض الباحثين فيها المنهج الذي على أساسه بني الفقيه العظيم صاحب کتاب الجواهر في الفقه في مجلداته الكثيرة جرحه وتعديله لرجال الحديث ومصادره، لتنقيح اعتبار الروايات التي تعتبر أهم مستند لمسائل الفقه، وفي هذا العدد ننشر الحلقة الثالثة والأخيرة من ذلك البحث.

وأخيرا، وكما في كل عدد نختم بمسك من تراث العلماء، فمسك هذا العدد يتضوع من مخطوطة بقلم الفقيه الكبير شيخ الشريعة الأصفهاني “قدس سره” الذي يؤاتي إحياء واحد من مؤلفاته في هذا العدد الذكرى المئوية الميلادية للثورة العراقية الكبرى (ثورة العشرين) المدوية ضد الإنكليز إبان احتلالهم للعراق، فلا يكاد يذكر التاريخ المعاصر لهذا البلد والحوادث التي جرت فيه منذ احتلال الإنكليز له وحتى اندلاع ثورة العشرين إلا واسم هذا الشيخ العظيم بارز في حركة الجهاد ضد الاحتلال وقيادة الثورة.

والمخطوطة التي احتفى بها العدد حول قاعدة اعتني بها أهل المعقول وناقشها المهتمون من الأصوليين بالفلسفة ونسجوا حولها بعض المباحث الأصولية، وهي قاعدة (الواحد لا يصدر عنه إلا واحد)، تناول المخطوطة قلم التحقيق في المجلة لأحد الفضلاء ليخرجها من أدراج الانتظار إلى فضاء النشر والتحقيق، لتأخذ مكانها في الكتب والمصادر الأصولية.

ونود أن نقدم عبارات العرفان للجنة العلمية الموقرة لصبرها ومطاولتها في تتبع البحوث طيلة هذه السنين والأعداد المتوالية من غير كلل ولا ملل، فزاد الله في توفيقهم ونفع بعلمهم، كما نتقدم بالشكر إلى كل المساهمين في تحرير ومراجعة وتصحيح بحوث المجلة والساهرين عليها لتخرج بأحسن صورة، ومن الله سبحانه نستمد العون والتوفيق، وما توفيقنا إلا به عليه توكلنا وإليه ننيب.

 

محتويات العدد

كلمة العدد
هيئة التحرير

1- سن البلوغ في الأنثى/ 1
الشيخ وسام عبد الرسول

2- وجوب صلاة العيدين وشرط حضور المعصوم
الشيخ فاضل الحساني

3- استثناء الواقف المنافع لنفسه/1
الشيخ أمجد رياض

4- القرائن المعنوية العامة وأثرها في الدلالة (مناسبة الحكم و الموضوع أنموذجا)/1
الشيخ علي الجزيري

5- السيرة العقلائة/2
الشيخ نجم الترابي

6- رجال الجواهر/3
الشيخ علي الغزي

7- قائدة ( الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد) للفقيه الكبير الشيخ فتح الله الأصفهاني المعروف بشيخ الشريعة/ تحقيق الشيخ قاسم الطائي.

 

متوفّر الآن:
انتشارات الامام الخوئي (رض): قم المشرّفة – شارع ارم – فرع ١٦ مقابل حسينية ارك
٠٢٥٣٧٨٣٨٢١٢

وقريباً جدّاً في جميع مراكزنا للنشر في العراق ولبنان والكويت والبحرين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky