الاجتهاد: من اللازم على مسؤولي الصحة والقائمين على مراسم العزاء التقيد الصارم بالضوابط الصحية أثناء التخطيط وإعداد الترتيبات اللازمة لمشاركة المؤمنين في شعائر العزاء
أجوبة آية الله العظمى شبيري الزنجاني عن أسئلة حول إقامة الشعائر الحسينية في شهر محرّم الحرام في ظلّ انتشار فيروس كورونا
فيما يلي نصّ الأسئلة الواردة في هذا الموضوع وأجوبة سماحته:
بسم الله الرحمن الرحيم
1. مع حلول شهر محرّم الحرام وأيام عزاء سيد الشهداء عليه السلام، وبالنظر إلى استمرار حالة التحذير من انتشار فيروس كورونا، وتأكيد الأخصائيين في المجال الصحي على ضرورة تجنب إقامة التجمّعات، ما الذي ينبغي فعله على المؤمنين والموالين بالنسبة إلى إحياء هذه المناسبة وإقامة الشعائر الحسينية في هذه الأيام؟
ج: کلّ عمل یوجب تقوية الشعائر الإلهية والقيم الدينية بالنظر إلى ظروف الزمان فهو عمل مطلوب، وإنّ إعلاء ذكر أهل البيت (عليهم السلام) ولا سيما سيد الشهداء (عليه السلام) الضامن لبقاء الشريعة المقدسة هو من أعظم الشعائر الإلهية ومن أفضل القربات.
من اللازم على مسؤولي الصحة والقائمين على مراسم العزاء التقيد الصارم بالضوابط الصحية أثناء التخطيط وإعداد الترتيبات اللازمة لمشاركة المؤمنين في شعائر العزاء واكتسابهم البركات والآثار الروحية لإحياء ذكر مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وأصحابه الشهداء.
كما على عموم الناس الالتزام بالعمل بالإرشادات الصحية حتى لا يعرضوا أنفسهم والآخرين للخطر.
أخیراً نوصي وسائل الإعلام الملتزمة والمراكز الدينية أن تعمل على نقل مجالس معارف أهل البيت (عليهم السلام) ومجالس العزاء للمؤمنين الذين لا يحضرون هذه المجالس لأيّ سبب كان، مع مراعاة اختلاف العادات والأذواق في عملية النقل هذه، ليكون في ذلك رضا الباري تعالى والمعصومين (عليهم السلام).
2.هل يجب على المواكب والقائمين على مجالس العزاء التقيد بالبروتوكولات الصحية المعلنة من قبل مقر مواجهة فيروس كورونا؟
ج: يلزم مراعاة القواعد الصحية لدرء الخطر.
3. ما حكم مشاركة البعض في مراسم العزاء دون مراعاة الإرشادات الصحية؟
لا يجوز ترک إرشادات المذکورة إذا كان هناك احتمال عقلائي للإصابة بهذا الفيروس أو نقله للآخرين، وإن لم يكن الاحتمال قوياً.
4. نذر بعض الناس الإطعام وإقامة مراسم العزاء في شهر محرّم الحرام، ولا يمكن أداء النذر هذا العام بسبب انتشار فيروس كورونا وضرورة مراعاة التباعد الاجتماعي، فما هو الحكم في مثل هذه الظروف؟
ج: في هذا الصدد يجب مراعاة الأمور التالية:
1. إذا تحقق النذر الشرعي بشروطه _ومنها ذكر اسم الله مع صيغة النذر_ يجب العمل على أساسه، ولا يجوز تغييره.
2. لا يلزم مراعاة الأمور التي كانت في ذهن الناذر حين النذر ولم تدخل في إنشاء النذر؛ مثلا إذا كان في ذهنه إقامة مراسم العزاء بصورة عامة، ولكنّه لم يذكر هذا المعنى في متعلق النذر فلا يلزم إقامة مراسم العزاء والإطعام بصورة عامة؛ بل يمكنه إقامة مجلس العزاء ومأدبة الإطعام مع مراعاة الإرشادات الصحية ودعوة عدد من الأقارب؛ فيكون بذلك قد عمل بنذره.
3. لا يلزم العمل ببعض متعلقات النذر التي لا يمكن أداؤها حاليا. نعم إذا لم يمكن مراعاة الخصائص التي لوحظت في متعلق النذر على نحو التعدد (لا أنّ أداء النذر مقيد بها) مع إمكانية الإتيان بأصل العمل فهنا يجب العمل بأصل النذر.
المصدر: موقع مكتب سماحة المرجع الديني آية الله السيد موسى شبيري الزنجاني”حفظه الله”