أعمال شهر شعبان

أعمال شهر شعبان المعظم من كتاب” إقبال الأعمال” للسيد ابن طاووس (رحمه الله)

خاص الاجتهاد: أعمال شهر شعبان المعظم من كتاب” إقبال الأعمال” للسيد ابن طاووس (رحمه الله): الإقبالُ بالأعمالِ الحَسَنَةِ فيما يعمَلُ مَرَّةٍ في السَّنَةِ معروف باسمه المختصر إقبال الأعمال وهو من أهم كتب السيد ابن طاووس (رحمه الله) المتوفى سنة 664 هـ وهو مخصوص في الأدعية وأعمال السنة وزيارات المعصومين (عليهم السلام). كتبه وهو في سن الـ 60 من عمره.

ذكر ابن طاووس (رحمه الله) في مقدمة كتابه فلاح السائل أنه يريد كتابة تتميمات المصباح الكبير وهو كتاب جده الطوسي (رحمه الله) فكان كتاب إقبال الأعمال هو ثامنها، كتبه سنة 650 هـ، وهذا يعني أنه في سن الـ 60 تقريباً؛ حيث إن مولده كان سنة 589 هـ.

كتاب إقبال الأعمال من الكتب المهمة والمصادر الأولى في الأدعية، وعليه اعتمد علماء الشيعة حتى هذه العصور المتأخرة، فلا تجد كتاباً في مجال الأدعية والأعمال والأذكار في خصوص الأشهر وعلى وجه التحديد أشهر العبادة رجب، وشعبان، ورمضان، وذي الحجة إلاً وهو يستند إليه.

قال: وبالجملة للسيد رضي الدين علي بن طاووس بتأليفه أجزاء كتاب التتمات وجمعها من تلك الكتب حق عظيم على جميع الشيعة وكل من ألف بعده كتاباً في الدعاء فهو عيال عليه مغترف من حياضه متناول من موائده.

وفي ما يلي نقدم لكم

أعمال شهر شعبان المعظم
فهرس الفصول و محتواها

الباب التاسع فيما نذكره من فضل شهر شعبان وفؤاده وكمال موائده وموارده وفيه فصول:

فصل (1- 11) فيما نذكره من فضله بالمعقول والمنقول

واعلم أن شهر شعبان شهر عظيم الشأن، فيه ليلة أغاث الله جل جلاله بمولودها ما كاد ان يطفيه أهل العدوان من أنوار الاسلام والايمان، وسيأتي شرح موقعها في موضعها.

وهو كما كنا ذكرناه منزل من المنازل ومرحلة من المراحل، يسعد أهل التوفيق (1) بالظفر بفوائده والجلوس على موائده والورود على موارده، وكفاه شرفا ما نذكره من أن رسول الله صلى الله عليه وآله اختاره لنفسه الشريفة بصريح مقاله، ودعا لمن اعانه على صيامه بمقدس ابتهاله، فقال عليه السلام: شعبان شهري رحم الله من أعانني على شهري (2).

فمن شاء ان يدخل تحت ظل هذه الدعوة المقبولة والرحمة الموصولة فيساعد رسول الله صلى الله عليه وآله على شهره ويكون ممن شرفه لسان محمد صلى الله عليه المعظم بذكره.

فإذا دخلت في أول ليلة منه فأنت قد فصلت بين شهر رجب وفارقت ذلك الحمى وخرجت عنه، وتريد ان تلقى شهر رمضان وأنت مستعد له بطهارة الجوارح في السر والاعلان، وكن كما يليق بهذه الحال من الاستعداد بصلاح الأعمال وصواب المقال وصيانة نفسك عن أهوال الأعمال.

فصل (2) فيما نذكره من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وآله لشهر شعبان عند رؤية هلاله

روينا ذلك بإسنادنا إلى صفوان بن مهران الجمال قال لي أبو عبد الله عليه السلام حث من في ناحيتك على صوم شعبان، فقلت: جعلت فداك ترى فيها شيئا؟ فقال: نعم ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا ينادي في المدينة: يا أهل يثرب اني رسول الله إليكم، الا ان شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري.

ثم قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: ما فاتني صوم شعبان منذ(3) سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وآله ينادي في شعبان، فلن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله، ثم كان عليه السلام يقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله (4).

أقول: وقد قدمنا في الجزء الخامس في عمل كل شهر ما يختص بأول ليلة منه، وذكرنا في كتاب عمل كل شهر ما يدعا به عند رؤية هلال جميع الشهور فيعتمد على تلك الأمور (5)،

فإن لم يحضره فيقول إن شاء الله: اللهم إن هذا هلال شعبان (6) وقد ورد وأنت أعلم بما فيه من الاحسان، فاجعله اللهم هلال بركات وسعادات كاملة الأمان والغفران والرضوان وماحية الاخطار في الأحيان والأزمان، وحامية من اذى أهل العصيان والبهتان، وشرفنا بامتثال مراسمه (واحياء مواسمه) (7)، والحقنا بشمول مراحمه ومكارمه، وطهرنا فيه تطهيرا تصلح به للدخول على شهر رمضان، مظفرين بأفضل ما ظفر به أحد من أهل الاسلام والايمان برحمتك يا ارحم الراحمين.

ونذكر في أدعية شهر رمضان من الجزء السادس دعاء عند رؤية هلال كل شهر، فيدعى عند رؤية هلال شعبان بذلك.

فصل (3). فيما نذكره من صلاة في أول ليلة من شعبان 

وجدناه في مواهب السماح ومناقب أهل الفلاح، مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من صلى أول ليلة من شعبان مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و(قل هو الله أحد) مرة، فإذا فرغ من صلا ته قرأ فاتحة الكتاب خمسين مرة، والذي بعثني بالحق نبيا انه إذا صلى هذه الصلاة وصام العبد، دفع اله تعالى عنه شر أهل السماء وشر أهل الأرض وشر الشياطين والسلاطين، ويغفر له سبعين ألف كبيرة ويرفع عنه عذاب القبر ولا يروعه منكر ولا نكير ويخرج من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر، ويمر على الصراط كالبرق ويعطي كتابه بيمينه (8).

صلاة أخرى في أول ليلة من شعبان:

وجدناه في معادن ذخائر اليوم الآخر، مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من صلى أول ليلة من شعبان اثنتي عشر ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) خمس عشرة مرة، أعطاه الله تعالى ثواب اثني عشر ألف شهيد وكتب له عبادة اثنتي عشرة سنة وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وعطاه الله بكل آية في القرآن قصرا في الجنة (9).

صلاة أخرى في أول ليلة من شعبان:
وجدناها في مناهل الجود واكرام أهل الوفود، مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من صلى أول ليلة من شعبان ركعتين، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وثلاثين مرة (قل هو الله أحد)، فإذا سلم قال: اللهم هذا عهدي عندك إلى يوم القيامة، حفظ من إبليس وجنوده وأعطاه الله ثواب الصديقين (10).

صلاة أخرى في أول ليلة من شعبان والليلة الثانية والثالثة مع صيام نهارها:

وجدناها في صحف الدلالة على كرم مالك الجلالة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من صام ثلاثة أيام من أول شعبان ويقوم لياليها وصلى ركعتين، في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة رفع الله تعالى عنه شر أهل السماوات وشر أهل الأرضين وشر إبليس وجنوده وشر كل سلطان جائر، والذي بعثني بالحق نبيا انه يغفر الله له سبعين ألف ذنب من الكبائر فيما بينه وبين الله عز وجل ويدفع الله عنه عذاب القبر ونزعه وشدائده (11).

فصل (4) فيما نذكره من أحاديث في صوم شهر شعبان كله

فمن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه من كتاب ثواب الأعمال فقال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله: أي الصيام أفضل؟ قال: شعبان تعظيما لشهر رمضان (12).

وفي حديث آخر من كتاب ثواب الأعمال عن أم سلمة رضي الله عنها: ان النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما الا شعبان يصل به شهر رمضان (13).

ومن ذلك ما رويناه عن عدة طرق بها من كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: من صام شعبان كان له طهرا من كل زلة ووصمة وبادرة، قال أبو حمزة: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: ما الوصمة؟ قال: اليمين في المعصية والنذر في المعصية، قلت: فما البادرة؟ قال: اليمين عند الغظب والتوبة، بها الندم عليها (14).

ومن ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه من الكتاب فيما رواه عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم شعبان وشهر رمضان يصلهما وينهى الناس ان يصلوهما، وكان يقول: هما شهر الله وهما كفارة لما قبلهما وما بعدهما من الذنوب (15).

أقول: هما شهر الله، وفي الأحاديث: شعبان شهره عليه السلام، لأنه كلما كان له فهو لله جل جلاله، وقوله صلوات الله عليه: وينهى الناس ان يصلوهما، لعل المراد بذلك التخفيف عن الناس من موالات شهرين متتابعين، فيراد منهم ان يفصلوا بينهما بيوم أو يومين.

وينبه على ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي يفصل بين شعبان وشهر رمضان بيوم (16).

ومن ذلك ما روينا بإسنادنا إلى الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صوم شعبان حسن ولكن افصل بينهما بيوم، وفي حديث آخر: بيوم أو اثنين.

أقول: فان كنت تريد كمال السعادات بصوم شعبان كله والظفر بما فيه من العنايات، فأنت المستظهر لنفسه قبل الممات، وإن كان لك مانع مما أشرنا إليه فنحن ذاكرون فضائل أيام من شعبان فانظر ما تقدر على صومه منها، فاعتمد عليها.

فصل (5) فيما نذكره من فضل شهر شعبان بالمنقول، وفضل صوم أول يوم منه

بالرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه رضوان الله عليه من كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله بصريح المقال، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد تذاكر أصحابه عنده فضائل شعبان، فقال:

شهر شريف وهو شهري وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه، وهو شهر زاد فيه ارزاق العباد لشهر رمضان وتزين فيه الجنان، وإنما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه ارزاق المؤمنين، وهو شهر العمل فيه يضاعف الحسنة بسبعين، والسيئة محطوطة والذنب مغفور والحسنة مقبولة، والجبار جل جلاله يباهي به لعباده وينظر إلى صوامه وقوامه، فيباهي بهم حملة العرش.

فقام علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله صف لنا شيئا من فضائله لنزداد رغبة في صيامه وقيامه ولنجتهد للجليل عز وجل فيه، فقال صلى الله عليه وآله: من صام أول يوم من شعبان كتب الله له عز وجل سبعين حسنة الحسنة تعدل عبادة سنة (17).

فصل (6) فيما نذكره من فضل صوم يوم من شعبان من غير تعيين لأوله، وذكر فضله

روينا ذلك بإسنادنا إلى ابن بابويه من كتاب أماليه باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: صيام شعبان ذخر للعبد يوم القيامة، وما من عبد يكثر الصيام في شعبان الا أصلح الله له أمر معيشته وكفاه شر عدوه، وان أدنى ما يكون لمن يصوم يوما من شعبان ان تجب له الجنة (18).

فصل (7) فيما نذكره من صوم يوم أو يومين أو ثلاثة أيام منه

روينا بعدة أسانيد إلى الصادق عليه السلام قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شعبان شهري ورمضان شهر الله عز وجل، فمن صام يوما من شهري كنت شفيعه يوم القيامة، ومن صام يومين من شهري غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن صام ثلاثة أيام من شهري قيل له: استأنف العمل (19).

ومن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه فيما رواه عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن حزم الأزدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة، ومن صام يومين نظر الله إليه في كل يوم ولية في دار الدنيا ودام نظره إليه في الجنة، ومن صام ثلاثة أيام زار الله في عرشه في جنته كل يوم (20).

أقول: لعل المراد بزيارة الله في عرشه، أن يكون لقوم من أهل الجنة مكان من العرش، من وصل إليه يسمى زائر الله، كما جعل الله الكعبة الشريفة بيته الحرام، من حجها فقد حج الله.

وذكر الشيخ ابن بابويه رحمه الله في كتاب من لا يحضره الفقيه ان معنى هذا الحديث زيارة أنبياء الله وحججه في الجنان وان من زارهم فقد زار الله (21).
وقد وردت أحاديث كثيرة: ان زيارة المؤمن وعيادته واطعامه، وكسوته، منسوبة إلى أنها زيارة الله وموصوفة بأنها عملت مع الله.

فصل (8) فيما نذكره من فضل الصدقة والاستغفار في شهر شعبان 

روينا ذلك بإسنادنا إلى سعد بن عبد الله باسناده إلى داود بن كثير الرقي قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن صوم رجب فقال: أين أنتم عن صوم شعبان، فقلت له: يا بن رسول الله ما ثواب من صام يوما من شعبان؟ فقال: الجنة والله، فقلت: يا بن رسول الله ما أفضل ما يفعل فيه؟ قال: الصدقة والاستغفار، ومن تصدق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربي أحدكم فصيله حتى يوافي يوم القيامة وقد صار مثل أحد.

قال الشيخ أبو جعفر ابن بابويه في أماليه فيما رويناه باسناده إلى الحسن بن علي بن فضال قال: سمعت علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وآله يقول:من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم (22).

فصل (9) فيما نذكره من فضل التهليل ولفظ الاستغفار في شهر شعبان

وجدنا ذلك في كتب العبادات عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قال في شعبان ألف مرة: لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، كتب الله له عبادة ألف سنة، ومحى عنه ذنب ألف سنة ويخرج من قبره يوم القيامة ووجهه يتلألأ مثل القمر ليلة البدر وكتب عند الله صديقا.

ذكر لفظ الاستغفار كل يوم من شعبان: روينا ذلك بإسنادنا إلى محمد بن الحسن الصفار من كتاب فضل الدعاء باسناده فيه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم وأتوب إليه.

وفي رواية جدي أبي جعفر الطوسي رحمه الله: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه.
وفي رواية الصفار: يكتب في الأفق المبين، قال: قلت: ما الأفق المبين؟ قال: قاع بين يدي العرش فيها أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.

وفي رواية جدي الطوسي زيادة: كتبه الله في الأفق المبين، ثم اتفقا في اللفظ، وزاد الطوسي: عدد نجوم السماء (23).

فصل (10) فيما نذكره من الدعاء في شعبان،
مروي عن ابن خالويه أقول أنا: واسم ابن خالويه الحسين بن محمد، وكنيته أبو عبد الله، وذكر النجاشي انه كان عارفا بمذهبنا مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر وسكن بحلب (24).

وذكر محمد بن النجار في التذييل: وقد ذكرناه في الجزء الثالث من التحصيل، فقال عن الحسين بن خالويه: كان إماما أوحد افراد الدهر في كل قسم من أقسام العلم والأدب وكان إليه الرحلة من الأوقات وسكن بحلب وكان آل حمدان يكرمونه ومات بها قال: إنها مناجاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام، كانوا يدعون بها في شهر شعبان:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اسْمَعْ دُعَائِي إِذَا دَعْوَتُكَ وَ اسْمَعْ نِدَائِي إِذَا نَادَيْتُكَ وَ أَقْبِلْ عَلَيَّ إِذَا نَاجَيْتُكَ فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ وَ وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكِيناً [مسكيناً] لَكَ مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ رَاجِياً لِمَا لَدَيْكَ ثَوَابِي [تَرَانِي‌] وَ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَ تَخْبُرُ حَاجَتِي وَ تَعْرِفُ ضَمِيرِي وَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي وَ مَثْوَايَ وَ مَا أُرِيدُ أَنْ أَبْدَأَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي وَ أَتَفَوَّهَ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي وَ أَرْجُوهُ لِعَافِيَتِي‌

وَ قَدْ جَرَتْ مَقَادِيرُكَ عَلَيَّ يَا سَيِّدِي فِيمَا يَكُونُ مِنِّي إِلَى آخِرِ عُمُرِي مِنْ سَرِيرَتِي وَ عَلَانِيَتِي وَ بِيَدِكَ لَا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيَادَتِي وَ نَقْصِي وَ نَفْعِي وَ ضُرِّي

إِلَهِي إِنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْزُقُنِي وَ إِنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُنِي

إِلَهِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَ حُلُولِ سَخَطِكَ

إِلَهِي إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ

إِلَهِي كَأَنِّي بِنَفْسِي وَاقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ قَدْ أَظَلَّهَا حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ [فقلت‌] فَفَعَلْتَ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ تَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ

إِلَهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَى مِنْكَ بِذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ قَدْ دَنَا أَجَلِي وَ لَمْ يَدْنُ [يدنني‌] مِنْكَ عَمَلِي فَقَدْ جَعَلْتُ الْإِقْرَارَ بِالذَّنْبِ إِلَيْكَ وَسِيلَتِي إِلَهِي قَدْ جَرْتُ عَلَى نَفْسِي فِي النَّظَرِ لَهَا فَلَهَا الْوَيْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَهَا

إِلَهِي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيَّامَ حَيَاتِي فَلَا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَمَاتِي

إِلَهِي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَمَاتِي وَ أَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي إِلَّا الْجَمِيلَ فِي حَيَاتِي

إِلَهِي تَوَلَّ مِنْ أَمْرِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ عُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلَى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ

إِلَهِي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيَا وَ أَنَا أَحْوَجُ إِلَى سَتْرِهَا عَلَيَّ مِنْكَ فِي الْأُخْرَى

إِلَهِي قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ إِذْ لَمْ تُظْهِرْهَا لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ فَلَا تَفْضَحْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ

إِلَهِي جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِي وَ عَفْوُكَ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِي

إِلَهِي فَسُرَّنِي بِلِقَائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبَادِكَ

إِلَهِي اعْتِذَارِي إِلَيْكَ اعْتِذَارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ فَاقْبَلْ عُذْرِي [يَا كَرِيمُ‌] يَا أَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُسِيئُونَ

إِلَهِي لَا تَرُدَّ حَاجَتِي وَ لَا تُخَيِّبْ طَمَعِي وَ لَا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجَائِي وَ أَمَلِي

إِلَهِي لَوْ أَرَدْتَ هَوَانِي لَمْ تَهْدِنِي وَ لَوْ أَرَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعَافِنِي

إِلَهِي مَا أَظُنُّكَ تَرُدُّنِي فِي حَاجَةٍ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمُرِي فِي طَلَبِهَا مِنْكَ

إِلَهِي فَلَكَ الْحَمْدُ أَبَداً أَبَداً دَائِماً سَرْمَداً يَزِيدُ وَ لَا يَبِيدُ كَمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى

إِلَهِي إِنْ أَخَذْتَنِي بِجُرْمِي أَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ وَ إِنْ أَخَذْتَنِي بِذُنُوبِي أَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَ إِنْ [إذا] أَدْخَلْتَنِي النَّارَ أَعْلَمْتُ أَهْلَهَا أَنِّي أُحِبُّكَ

إِلَهِي إِنْ كَانَ [قَدْ] صَغُرَ فِي جَنْبِ طَاعَتِكَ عَمَلِي فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجَائِكَ أَمَلِي

إِلَهِي كَيْفَ أَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً وَ قَدْ كَانَ حُسْنُ ظَنِّي بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِي بِالنَّجَاةِ مَرْحُوماً

إِلَهِي وَ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمُرِي فِي شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ وَ أَبْلَيْتُ شَبَابِي فِي سَكْرَةِ التَّبَاعُدِ مِنْكَ

إِلَهِي فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ أَيَّامَ اغْتِرَارِي بِكَ وَ رُكُونِي إِلَى سَبِيلِ سَخَطِكَ

إِلَهِي وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ ابْنُ عَبْدِكَ [عبديك‌] قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إِلَيْكَ

إِلَهِي أَنَا عَبْدٌ أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُوَاجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيَائِي مِنْ نَظَرِكَ وَ أَطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ

إِلَهِي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَأَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلَّا فِي وَقْتٍ أَيْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ وَ كَمَا [كلما] أَرَدْتُ أَنْ أَكُونَ كُنْتَ فَشَكَرْتُكَ بِإِدْخَالِي فِي كَرَمِكَ وَ لِتَطْهِيرِ قَلْبِي مِنْ أَوْسَاخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ

إِلَهِي انْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نَادَيْتَهُ فَأَجَابَكَ وَ اسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَأَطَاعَكَ يَا قَرِيباً لَا يَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرِّ بِهِ وَ يَا جَوَاداً لَا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجَا ثَوَابَهُ إِلَهِي هَبْ لِي قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ وَ لِسَاناً يرفع [يَرْفَعُهُ‌] إِلَيْكَ صِدْقُهُ وَ نَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ

إِلَهِي إِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَ مَنْ لَاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُولٍ وَ مَنْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ‌ غَيْرُ مملوك [مَمْلُولٍ‌] إِلَهِي إِنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ وَ إِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ وَ قَدْ لُذْتُ بِكَ يَا إلهي [سَيِّدِي‌] فَلَا تُخَيِّبْ ظَنِّي مِنْ رَحْمَتِكَ وَ لَا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأْفَتِكَ

إِلَهِي أَقِمْنِي فِي أَهْلِ وَلَايَتِكَ مَقَامَ مَنْ رَجَا الزِّيَادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ

إِلَهِي وَ أَلْهِمْنِي وَلَهاً بِذِكْرِكَ إِلَى ذِكْرِكَ وَ [اجْعَلْ‌] هِمَّتِي فِي رَوْحِ نَجَاحِ أَسْمَائِكَ وَ مَحَلِّ قُدْسِكَ

إِلَهِي بِكَ عَلَيْكَ إِلَّا أَلْحَقْتَنِي بِمَحَلِّ أَهْلِ طَاعَتِكَ وَ الْمَثْوَى الصَّالِحِ مِنْ مَرْضَاتِكَ فَإِنِّي لَا أَقْدِرُ [أملك‌] لِنَفْسِي دَفْعاً وَ لَا أَمْلِكُ لَهَا نَفْعاً إِلَهِي أَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الْمُذْنِبُ وَ مَمْلُوكُكَ الْمُنِيبُ فَلَا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ وَ حَجَبَهُ [حجبك‌] سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ

إِلَهِي هَبْ لِي كَمَالَ الِانْقِطَاعِ إِلَيْكَ وَ أَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِهَا إِلَيْكَ حَتَّى تَخِرَقَ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَ تَصِيرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ

إِلَهِي وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ نَادَيْتَهُ فَأَجَابَكَ وَ لَاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلَالِكَ فَنَاجَيْتَهُ سِرّاً وَ عَمِلَ لَكَ جَهْراً إِلَهِي لَمْ أُسَلِّطُ عَلَى حُسْنِ ظَنِّي قُنُوطَ الْأَيَاسِ وَ لَا انْقَطَعَ رَجَائِي مِنْ جَمِيلِ كَرَمِكَ

إِلَهِي إِنْ كَانَتِ الْخَطَايَا قَدْ أَسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنِّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ إِلَهِي إِنْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكَارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَنِي الْيَقِينُ إِلَى كَرَمِ عَطْفِكَ إِلَهِي إِنْ أَنَامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِلِقَائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلَائِكَ

إِلَهِي إِنْ دَعَانِي إِلَى النَّارِ عَظِيمُ عِقَابِكَ فَقَدْ دَعَانِي إِلَى الْجَنَّةِ جَزِيلُ ثَوَابِكَ إِلَهِي فَلَكَ أَسْأَلُ وَ إِلَيْكَ أَبْتَهِلُ وَ أَرْغَبُ [وَ أَسْأَلُكَ‌] أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ وَ لَا يَنْقُضُ عَهْدَكَ وَ لَا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ وَ لَا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ

إِلَهِي وَ أَلْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الْأَبْهَجِ فَأَكُونَ لَكَ عَارِفاً وَ عَنْ سِوَاكَ مُنْحَرِفاً وَ مِنْكَ خَائِفاً مُرَاقِباً يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

ومن الدعاء كل يوم من شعبان عند الزوال ما رويناه بعدة طرق إلى جدي أبي جعفر الطوسي، ورواه محمد بن علي الطرازي في كتابه ووجدناه بخطه، فقالا فيما رويا عن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني أحمد بن محمد السياري، قال: حدثني العباس بن مجاهد، عن أبيه قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يدعو عند كل زوال من أيام شعبان وفي ليلة النصف منه ويصلي على النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصلوات [الدعاء]:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعِ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفِ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعْدِنِ الْعِلْمِ [و الصدق‌] وَ أَهْلِ بَيْتِ الْوَحْيِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الْفُلْكِ الْجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَهَا وَ يَغْرَقُ مَنْ تَرَكَهَا الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَ الْمُتَأَخِّرُ عَنْهُمْ زَاهِقٌ وَ اللَّازِمُ لَهُمْ لَاحِقٌ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدِ الْكَهْفِ الْحَصِينِ وَ غِيَاثِ المضطرين و المساكين [الْمُضْطَرِّ الْمُسْتَكِينِ‌] وَ مَلْجَإِ الْهَارِبِينَ وَ مُنْجِى الْخَائِفِينَ وَ عِصْمَةِ الْمُعْتَصِمِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً كَثِيرَةً طَيِّبَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضًا وَ لِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَدَاءً وَ قَضَاءً بِحَوْلٍ مِنْكَ وَ قُوَّةٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ وَلَايَتَهُمْ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ اللَّهُمَّ وَ اعْمُرْ قَلْبِي بِطَاعَتِكَ وَ لَا تُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَ ارْزُقْنِي مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَّرْتَ‌ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ بِمَا وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَ نَشَرْتَ عَلَيَّ مِنْ عَدْلِكَ وَ أَحْيَيْتَنِي تَحْتَ ظِلِّكَ

وَ هَذَا شَهْرُ نَبِيِّكَ سَيِّدِ رُسُلِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ شَعْبَانُ الَّذِي حَفَفْتَهُ بِالرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ الَّذِي كَانَ رَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَدْأَبُ فِي صِيَامِهِ وَ قِيَامِهِ فِي لَيَالِيهِ وَ أَيَّامِهِ بُخُوعاً لَكَ فِي إِكْرَامِهِ وَ إِعْظَامِهِ إِلَى مَحَلِّ حِمَامِهِ اللَّهُمَّ فَأَعِنَّا عَلَى الِاسْتِنَانِ بِسُنَّتِهِ فِيهِ وَ نَيْلِ الشَّفَاعَةِ لَدَيْهِ

اللَّهُمَّ فَاجْعَلْهُ لِي شَفِيعاً مُشَفَّعاً وَ طَرِيقاً إِلَيْكَ مَهْيَعاً وَ اجْعَلْنِي لَهُ مُتَّبِعاً حَتَّى أَلْقَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنِّي رَاضِياً وَ عَنْ ذُنُوبِي غَاضِياً وَ قَدْ أَوْجَبْتَ لِي مِنْكَ الْكَرَامَةَ وَ الرِّضْوَانَ وَ أَنْزَلْتَنِي دَارَ الْقَرَارِ وَ مَحَلَّ الْأَخْيَارِ.

فصل (11) فيما نذكره من فضل كل خميس في شعبان والصلاة فيه

أقول: إنما قدمت هذا الفصل من عمل أول يوم من شعبان لجواز أن يكون أول الشهر الخميس، فيجده الانسان مذكورا فيه، وان لم يكن أول الشهر الخميس فيكون المطلع عليه في أوائل أيامه، ذاكرا له وصل إليه ومحضوضا في جملة مهامة، استظهارا بذلك للعبادات وخوفا من الغفلات ومن شواغل الأوقات.

وجدنا هذه الرواية العظيمة الشأن في اعمال شعبان عن مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تتزين المساواة في كل خميس من شعبان، فتقول الملائكة: إلهنا اغفر لصائمه وأجب دعائهم، فمن صلى فيه ركعتين، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و(قل هو الله أحد) مائة مرة، فإذا سلم صلى على النبي صلى الله عليه وآله مائة مرة، قضى الله له كل حاجة من أمر دينه ودنياه، ومن صام فيه يوما واحدا حرم الله جسده على النار .

أقول: ووجدت في رواية عن النبي صلى الله وآله: ان من صام يوم الاثنين والخميس من شعبان جعل الله تعالى له نصيبا، فمن صام يوم الاثنين والخميس من شعبان قضى لله له عشرين حاجة من حوائج الدنيا وعشرين حاجة من حوائج الآخرة.

الهوامش
١ – أهل التصديق (خ ل).
٢ – مصباح المتهجد 2: 825.
3 – مذ (خ ل).
4 – مصباح المتهجد: ٨٢٥، عنه البحار ٩٧: ٧٩.
5 – شهر شعبان (خ ل).
6 – الدروع الواقية: ٢٩.
7 – ليس في بعض النسخ.
8 – عنه الوسائل 8: 100، مصباح الكفعمي: 539.
9 – عنه الوسائل ٨: ١٠٣.
10 – عنه الوسائل *: ١٠٤.
11 – عنه الوسائل ٨: ١٠٤.
12 – ثواب الأعمال: ٨٦.
13 – ثواب الأعمال: ٨٦.
14 – ثواب الأعمال: ٨٣، معاني الأخبار: ١٦٩، عنهما البحار ٩٧: ٧٤، مصباح المتهجد ٢: ٨٢٥.
15 – ثواب الأعمال: ٨٥، مصباح المتهجد ٢: ٨٢٨.
16 – ثواب الأعمال: ٨٤، عنه البحار 97: 76.
17 – ثواب الأعمال: ٨٦.
18 – أمالي الصدوق: ١١، عنه البحار ٩٧: ٦٨.
19 – أمالي الصدوق: ١٣، فضائل الأشهر الثلاثة: عنهما البحار ٩٧: ٦٨.
20 – ثواب الأعمال: ٨٤، مصباح المتهجد 2: 830.
21 – الفقيه ٢: ٩٣.
22 – أمالي الصدوق: 24.
23 – مصباح المتهجد ٢: ٨٢٩.
24- رجال النجاشي: ٦٧، الرقم: 161. 

فصل (12-13) فيما نذكره من عمل الليلة الثانية من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الثانية من شعبان خمسين ركعة، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة (قل هو الله أحد) والمعوذتين مرة، يأمر الله تعالى الكرام الكاتبين ان لا تكتبوا على عبدي سيئة إلى أن يحول عليه الحول، ويجعل الله تعالى له نصيبا في عبادة أهل السماء والأرض، والذي بعثني الحق نبيا لا يجتنب قيام تلك الليلة الا شقي أو منافق أو فاجر – وذكر فضلا كثيرا (1).

فصل (13) فيما نذكره من فضل صوم يومين من شعبان

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلوات الله عليه وآله قال: ومن صام يومين من شعبان حطت عنه السيئة الموبقة (2).

الهوامش

1- عنه الوسائل ٨: ١٠٠، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.

2- ثواب الأعمال: ٨٦، أمالي الصدوق: 29، عنهما البحار 97: 68.

فصل (14 - 15- 16) فيما نذكره من عمل الليلة الثالثة من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلوات الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الثالثة من شعبان ركعتين، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمسا وعشرين مرة (قل هو الله أحد)، فتح الله له يوم القيامة ثمانية أبواب الجنة وأغلق عنه سبعة أبواب النار وكساه الله ألف حلة وألف تاج (1).

فصل (15) فيما نذكره من فضل صوم ثلاثة أيام من شعبان 

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما رواه في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام ثلاثة أيام من شعبان رفع له سبعون درجة في الجنان من در وياقوت (2).

فصل (16) فيما نذكره من عمل اليوم الثالث من شعبان وولادة الحسين عليه السلام فيه

اعلم اننا كنا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما روينا من اختلاف من اختلف في وقت ولادة الحسين عليه أفضل الصلوات، واجتهدنا في تسمية الكتب التي روينا ذلك فيها والروايات، وإنما نتبع الآن ما وجدناه من تعيين الولادة بيوم الثالث من شعبان والعمل فيه بحسب الامكان.

روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فقال عند ذكر شعبان: اليوم الثالث منه فيه ولد الحسين بن علي عليهما السلام، خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد عليه السلام ان مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء:

اللهم إني أسألك بحق هذا المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته، بكته ملائكة السماء ومن فيها والأرض ومن عليها، ولما يطأ لابتيها (3).

قتيل العبرة (4) وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتله ان الأئمة من نسله، والشفاء في تربته، والفوز معه في اوبته (5)، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وعيبته، حتى يدركوا الأوتار، ويثأروا الثار(6) ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار، صلى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار.

اللهم فبحقهم إليك أتوسل، واسأل سؤال معترف مقترف مسيئ إلى نفسه مما فرط في يومه وامسه، يسألك العصمة إلى محل رمسه، اللهم وصل على محمد وعترته واحشرنا في زمرته وبوئنا معه دار الكرامة ومحل الإقامة.

اللهم وكما أكرمتنا بمعرفته، فأكرمنا بزلفته، وارزقنا مرافقته وسابقته، واجعلنا ممن يسلم لأمره، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره، وعلى جميع أوصيائه وأهل اصطفائه (7)، المعدودين (8) منك بالعدد الاثني عشر، النجوم الزهر والحجج على جميع البشر.

اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة، وانجح لنا فيه كل طلبة، كما وهبت الحسين لمحمد جده وعاذ فطرس بمهده، فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته ننتظر اوبته امين رب العالمين.
ثم تدعوا بعد ذلك بدعاء الحسين عليه السلام وهو آخر دعاء دعا به الحسين عليه السلام يوم الكوثر (9):

اللهم أنت متعالي المكان، عظيم الجبروت، شديد المحال، غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما يشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقته.

قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، ومدرك ما طلبت، وشكور إذا شكرت، وذاكر إذا ذكرت، أعدك محتاجا، وارغب إليك فقيرا، وافزع إليك خائفا، وابكي إليك مكروبا وأستعين بك ضعيفا وأتوكل عليك كافيا.

احكم بيننا وبين قومنا، فإنهم غرونا وخذلونا وغدرونا بنا وقتلونا، ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد بن عبد الله، الذي اصطفيته بالرسالة وائتمنته على وحيك، فاجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا برحمتك يا ارحم الراحمين.

قال ابن عياش: سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري: ان أبا عبد الله عليه السلام يدعو به في هذا اليوم وقال: هو من أدعية يوم الثالث من شعبان، وهو مولد الحسين عليه السلام (10).

الهوامش

1- عنه الوسائل 8: 100، مصباح الكفعمي: 539.

٢ – ثواب الأعمال: ٨٦، أمالي الصدوق: 29، عنهما البحار 97: 68.
3.اللابة:الحرة،وهي الأرض ذات الحجارة،والضمير اما راجع إلى المدينة أو إلى الأرض،والمراد قبل مشيه عليه السلام على الأرض.
4 – العبرة: الدمعة.
5 – اوبته: رجوعه.
6 – يثاروا الثار: يطلبون الدم.
7 – في المصباح: أصفيائه.
8 – الممدودين (خ ل).
9 – يوم كوثر – على بناء المجهول – أي صار مغلوبا بكثرة العدو.
10 – مصباح المتهجد ٢: ٨٢٦، عنه البحار ١٠١: ٣٤٧.

فصل (17 - 18) فيما نذكره من عمل الليلة الرابعة من شعبان

وجدنا مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الرابعة من شعبان أربعين ركعة، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمسا وعشرين مرة (قل هو الله أحد)، كتب الله له بكل ركعة ثواب ألف ألف سنة وبنى له بكل سورة ألف ألف مدينة وأعطاه الله ثواب ألف ألف شهيد (1).

فصل (18) فيما نذكره من فضل صوم أربعة أيام من شعبان

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلوات الله عليه وآله قال: ومن صام أربعة أيام من شعبان وسع الله عليه في الرزق (2).

الهوامش

1 – عنه الوسائل ٨: ١٠٠، المصباح الكفعمي: ٥٣٩.
2 – ثواب الأعمال: ٨٦، أمالي الصدوق: 29، عنهما البحار 97: 69. 

فصل (19- 20) فيما نذكره من عمل الليلة الخامسة من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلوات الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الخامسة من شعبان ركعتين، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمسمائة مرة (قل هو الله أحد)، فإذا سلم صلى على النبي سبعين مرة، قضى الله له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، وأعطاه الله بعدد نجوم السماء مدينة في الجنة (1).

فصل (20) فيما نذكره من فضل صوم خمسة أيام من شعبان 

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلوات الله عليه وآله قال: ومن صام خمسة أيام من شعبان حبب إلى العباد (2).

الهوامش

١ – عنه الوسائل ٨: ١٠٠، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.
٢ – ثواب الأعمال: ٨٦، أمالي الصدوق: 29، عنهما البحار 97: 69.

فصل (21 -22) فيما نذكره من عمل الليلة السادسة من شعبان

 وجدنا ذلك مرويا عن النبي صلوات الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة السادسة من شعبان أربع ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمسين مرة (قل هو الله أحد)، قبض الله روحه على السعادة ووسع عليه في قبره ويخرج من قبره ووجهه كالقمر وهو يقول: اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله (1).

فصل (22) فيما نذكره من فضل صوم ستة أيام من شعبان

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب أماليه وفي كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام ستة أيام من شعبان صرف عنه سبعون لونا من البلاء (2).

الهوامش

1 – عنه الوسائل 8: 101، مصباح الكفعمي: 539.
2 – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: ٢٩، عنهما البحار ٩٧: ٦٩. 

فصل (23-24) فيما نذكره من عمل الليلة السابعة من شعبان

 وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة السابعة من شعبان ركعتين، بفاتحة الكتاب مرة ومائة مرة (قل هو الله أحد)، في الركعة الثانية الحمد مرة وآية الكرسي مائة مرة، قال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن ولا مؤمنة صلى هذه الصلاة الا استجاب الله تعالى منه دعاءه وقضى حوائجه، وكتب له كل يوم ثواب شهيد ولا يكون عليه خطيئة (1).

فصل (24) فيما نذكره من فضل صوم سبعة أيام من شعبان 

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله، قال: ومن صام سبعة أيام من شعبان، عصم من إبليس وجنوده دهره وعمره (2). (3).

الهوامش

1 – عنه الوسائل ٨: ١٠١، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.
2 – وهمزه وغمزه (خ ل).
3 – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: 29، عنهما البحار 97: 69. 

فصل (25-26) فيما نذكره من عمل الليلة الثامنة من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الثامنة من شعبان ركعتين، يقرء في الأولى فاتحة الكتاب مرة وخمس مرات: (آمن الرسول – إلى آخره)، وخمس عشر مرة (قل هو الله أحد) وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرة و (قل إنما انا بشر مثلكم) مرة، وخمس عشر مرة (قل هو الله أحد) فلو كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر لا يخرجه الله من الدنيا الا طاهر وكأنما قرء التوراة والإنجيل والزبور والفرقان (1).

فصل (26) فيما نذكره من فضل صوم ثمانية أيام من شعبان

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام ثمانية أيام من شعبان لم يخرج من الدنيا حتى يسقى من حياض القدس (2).

الهوامش

١ – عنه الوسائل ٨: ١٠١، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.
٢ – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: 30 عنهما البحار 97: 69. 

فصل (27 -28) فيما نذكره من عمل الليلة التاسعة من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة التاسعة من شعبان أربع ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وعشر مرات (إذا جاء نصر الله والفتح)، حرم الله جسده على النار البتة، وأعطاه الله بكل آية ثواب اثني عشر شهيدا من شهداء بدر وثواب العلماء (1).

فصل (28) فيما نذكره من فضل صوم تسعة أيام من شعبان

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام تسعة أيام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه (2).

الهوامش

1 – عنه الوسائل 8: 101، مصباح الكفعمي: 539.
2 – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: ٣٠، عنهما البحار ٩٧: ٦٩.

فصل (29-30) فيما نذكره من عمل الليلة العاشرة من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة العاشرة من شعبان أربع ركعات يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة (وانا أعطيناك الكوثر) ثلاث مرات، فمن صلى هذه الصلاة يقول الله لملائكته: اكتبوا له مائة ألف حسنة وارفعوا له مائة ألف درجة وافتحوا له مائة ألف باب، ولا تغلقوا عنه أبد الأبد وغفر له ولأبويه ولجيرانه (1).

فصل (30) فيما نذكره من فصل صوم عشرة أيام من شعبان

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال:ومن صام عشرة أيام من شعبان ضرب على قبره أحد عشر منارة من نور (2).

الهوامش

٢ – عنه الوسائل ٨ – ١٠١، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.
٣ – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: 30، عنهما البحار 97: 69.

فصل (31-32) فيما نذكره من عمل الليلة الحادية عشر من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الحادية عشر من شعبان ثماني ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و (قل يا أيها الكافرون) عشر مرات، والذي بعثني بالحق نبيا لا يصليها الا مؤمن مستكمل الإيمان، وأعطاه الله بكل ركعة روضة من رياض الجنة (1).

فصل (32) فيما نذكره من فضل صوم أحد عشر يوما من شعبان 

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام أحد عشر يوما من شعبان ضرب على قبره أحد عشر منارة من نور – وقد تقدم مثله (2).

الهوامش

١ – عنه الوسائل ٨: ١٠١، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.
٢ – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: 30، عنهما البحار 97: 69.

فصل (33-34) فيما نذكره من عمل الليلة الثانية عشر من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الثانية عشر من شعبان اثنتي عشر ركعة، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و (ألهاكم التكاثر) عشر مرات، غفر الله تعالى له ذنوب أربعين سنة ورفع له أربعين درجة واستغفر له أربعون ألف ملك وله ثواب من أدرك ليلة القدر (1).

فصل (34) فيما نذكره من فضل صوم اثني عشر يوما من شعبان

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب ثواب الأعمال وأماليه باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام من شعبا اثنى عشر يوما زاره كل يوم في قبره تسعون ألف ملك إلي النفخ في الصور (2).

الهوامش

1 – عنه الوسائل 8: 101، مصباح الكفعمي: 539.
2 – ثواب الأعمال: ٨٧: أمالي الصدوق: – ٣٠، عنهما البحار ٩٧: ٦٩.

فصل (35-36) فيما نذكره من عمل الليلة الثالثة عشر من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الثالثة عشر من شعبان ركعتين، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة (والتين والزيتون) مرة، فكأنما أعتق مائتي رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وأعطاه الله براءة من النار، ويرافق محمد صلى الله عليه وآله وإبراهيم عليه السلام (1).

أقول: وقد كنا ذكرنا في الليالي البيض من رجب عملا جليلا يعمل به في هذه الليالي البيض من شعبان وشهر رمضان، فيؤخذ من ذلك المكان ويغتنم أوقات الامكان.

فصل (36) فيما نذكره من فضل صوم ثلاثة عشر من شعبان

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وفي كتاب ثواب الأعمال باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفرت له (2) ملائكة سبع سماوات (3).

الهوامش

1 – عنه الوسائل ٨: ١٠١ مصباح الكفعمي: ٥٣٩.
2 – استغفر الله له (خ ل).
3 – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: 30، عنهما البحار: 97: 69.

فصل (37 -38) فيما نذكره من عمل الليلة الرابعة عشر من شعبان

وجدناه مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من صلى في الليلة الرابعة عشر من شعبان أربع ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة والعصر خمس مرات، كتب الله له ثواب المصلين من لدن آدم إلى يوم القيامة، وبعثه الله تعالى ووجهه أضوء من الشمس والقمر، وغفر له (1).

فصل (38) فيما نذكره من فضل صوم أربعة عشر يوما من شعبان 

رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن صام أربعة عشر يوما من شعبان ألهمت الدواب والسباع حتى الحيتان في البحور ان يستغفروا له (2).

الهوامش

١ – عنه الوسائل ٨: ١٠١، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.
٢ – ثواب الأعمال: ٨٧، أمالي الصدوق: 30، عنهما البحار 97: 69. 

فصل (39 - 57) فيما نذكره من عمل الليلة النصف من شعبان

اعلم اننا ذاكرون من اعمال هذه الليلة السعيدة، بعض ما رويناه ورأيناه من العبادات الحميدة، ونجعلها بين يديك، فاختر لنفسك ما قد عرض لك الله جل جلاله من السعادة بذلك عليك، فسيأتي وقت يطوى فيه بساط الحياة بيد الوفاة، ويطوي فيه صحائف الأعمال، فلا تقدر على الزيادة في الاقبال.

وان توقفت نفسك عن العمل بجميع ما ذكرناه، أو تكاسلت واشتغلت بما ضره أكثر من نفعه، أو بما لا بقاء لنفعه من شواغل دار الزوال، فحدثها بما نذكره من المثال،
فتقول:

ما تقول لو أن بعض ملوك دار الفناء أحضرك مع الجلساء، وقدم بين يديك خلعا مختلفة السعود وأموالا مختلفة النقود، وكتبا باملاك وعقار وتواقيع بولايات صغار وكبار، وأنت محتاج إلى شئ من هذه السعادات المبذولات.

فمهما كنت فاعلا من الاستقصاء في طلب غايات تلك الزيادات، فليكن اهتمامك بما عرضه الله جل جلاله عليك، واحضره في هذه الليلة بين يديك من خلع دوام اقبالك وتمام آمالك ومساكنك الباقية التي تحتاج إليها، والذخائر التي تعلم انك قادم عليها على قدر اهتمامك بما بذله سلطان الدنيا لك وعرضه عليك، وبقدر التفاوت بين فناء المواهب الدنيا الزائلة ودوام بقاء مطالب الآخرة الكاملة.

والا متى نشطت عند العاجل وكسلت عند الآجل، فكأنك لست مصدقا بالبدل الراجح والرسول الناصح، وانك مصدق بذلك المطلوب، لكنك سقيم بعيوب القلوب والذنوب، فأنت كالمقيد المحجوب أو المطرود المغلوب، فاشتغل رحمك الله بدواء اسقامك وثبوت اقدامك.

فصل (40) فيما نذكره من أربع ركعات في ليلة النصف من شعبان بين العشائين

وجدنا ذلك مرويا عن داعي الله جل جلاله إلى امتثال مقاله محمد صلى الله عليه وآله قال: ومن صلى في الليلة الخامسة عشر من شعبان بين العشاءين أربع ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و (قل هو الله أحد) عشر مرات – وفي رواية أخرى إحدى عشر مرة – فإذا فرغ قال: يا رب اغفر لنا – عشر مرات، يا رب ارحمنا – عشر مرات، يا رب تب علينا – عشر مرات، ويقرء (قل هو الله أحد) إحدى وعشرين مرة.

ثم يقول: سبحان الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء وهو على كل شئ قدير – عشر مرات.

استجاب الله تعالى له وقضى حوائجه في الدنيا والآخرة، وأعطاه الله كتابه بيمينه، وكان في حفظ الله تعالى إلى قابل (1).

الهوامش

١ – عنه البحار: ٩٨: ٤٠٨، الوسائل ٨: ١٠٢، مصباح الكفعمي: ٥٣٩.

فصل (41) فيما نذكره من صلاة أربع ركعات أخرى في ليلة النصف من شعبان 

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه قال: الصلاة في ليلة النصف من شعبان أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد و (قل هو الله أحد) مائة مرة فإذا فرغت قلت:

اللهم إني إليك فقير، ومن عذابك خائف، وبك مستجير، رب لا تبدل اسمي ولا تغير جسمي، رب لا تجهد بلائي، رب لا تشمت بي أعدائي، أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برحمتك من عذابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك، جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك، وفوق ما يقول القائلون فيك، ثم ادع بما أحببت (1).

أقول: وروينا هذه الصلاة بإسنادنا أيضا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فقال في إسنادها ما هذا لفظه: وروى أبو يحيى الصنعاني عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، ورواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق به، قالا: إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات – وذكر تمام الحديث (2).

الهوامش

1 – عنه البحار ٩٨: ٤٠٨، رواه في الكافي ٣: ٤٦٩، التهذيب ٣: ١٨٥، مسار الشيعة: ٧٥، عنهم الوسائل ٨: ١٠٦.
2 – مصباح المتهجد: ٨٢٩، عنه البحار 98: 409، الوسائل 8: 107.

فصل (42) فيما نذكره من تسبيح وتحميد وتكبير، وصلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان 

روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن أبي يحيى، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان،

فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله، ويغفر لهم بمنه، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها، فإنها ليلة آلى الله عز وجل على نفسه أن لا يرد فيها سائلا ما لم يسأل الله معصية، وانها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه وآله.

فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله تعالى، فإنه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة وحمده مائة مرة وكبره مائة مرة (وهلله مائة مرة) (1)، غفر الله له ما سلف من معاصيه، وقضى له حوائج الدنيا والآخرة، ما التمسه وما علم حاجته إليه وان لم يلتمسه منه تفضلا على عباده.

قال أبو يحيى: فقلت لسيدنا الصادق عليه السلام: وأي شئ أفضل الأدعية؟

فقال: إذا أنت صليت العشاء الآخرة فصل ركعتين تقرء في الأولى الحمد وسورة الجحد، وهي (قل يا أيها الكافرون)، واقرأ في الركعة الثانية الحمد وسورة التوحيد، وهي (قل هو الله أحد)، فإذا أنت سلمت قلت: سبحان الله – ثلاثا وثلاثين مرة، والحمد لله – ثلاثا وثلاثين مرة، والله أكبر – أربعا وثلاثين مرة، ثم قل:

يا من إليه يلجأ (2) العباد في المهمات، وإليه يفزع الخلق في الملمات، يا عالم الجهر والخفيات، يا من لا يخفى عليه خواطر الأوهام، وتصرف الخطرات، يا رب الخلائق والبريات، يا من بيده ملكوت الأرضين والسماوات.

أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت، فيا لا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته، وعلمت استقالته فأقلته، وتجاوزت عن سالف خطيئته وعظيم جريرته، فقد استجرت بك من ذنوبي، ولجأت إليك في ستر عيوبي.

اللهم فجد علي بكرمك وفضلك، واحطط خطاياي بحلمك وعفوك، وتغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك، واجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك، واخترتهم لعبادتك، وجعلتهم خالصتك وصفوتك.

اللهم اجعلني ممن سعد جده (3)، وتوفر من الخيرات حظه، واجعلني ممن سلم فنعم، وفاز فغنم، واكفني شر ما أسلفت، واعصمني من الازدياد في معصيتك، وحبب إلي طاعتك وما يقربني منك (4) ويزلفني عندك.

سيدي إليك يلجأ الهارب، ومنك يلتمس الطالب، وعلى كرمك يعول المستقيل التائب، أدبت عبادك بالتكرم وأنت أكرم الأكرمين، وأمرت بالعفو عبادك وأنت الغفور الرحيم.

اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك، ولا تؤيسني من سابغ نعمك، ولا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك، واجعلني في جنة من شرار خلقك (5)، رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم والعفو والمغفرة، جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه، فقد حسن ظني بك، وتحقق رجائي لك، وعلقت نفسي بكرمك وأنت أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.

اللهم واخصصني من كرمك بجزيل قسمك، وأعوذ بعفوك من عقوبتك، واغفر لي الذنب الذي يحبس عني الخلق ويضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك وأنعم بجزيل عطائك (6)، وأسعد بسابغ نعمائك.

فقد لذت بحرمك، وتعرضت لكرمك، واستعذت بعفوك من عقوبتك وبحلمك من غضبك، فجد بما سألتك وأنل ما التمست منك، أسألك بك لا بشئ هو أعظم منك.

ثم تسجد وتقول عشرين مرة: يا رب يا الله – سبع مرات لا حول ولا قوة إلا بالله – سبع مرات، ما شاء الله – عشر مرات (7) لا قوة إلا بالله – عشر مرات، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وتسأل الله حاجتك، فوالله بها بعدد القطر لبلغك الله عز وجل إياها بكرمه وفضله (8).

رواية أخرى في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال: ثم تسجد وتقول عشرين مرة: يا رب يا رب صل على محمد وآل محمد (9) – سبع مرات، لا حول ولا قوة إلا بالله – سبع مرات، ما شاء الله – عشر مرات، لا قوة إلا بالله – عشر مرات، ثم تصلي على رسول الله (10) صلى الله عليه وآله وأهل بيته ما بدا لك، ثم تصلي بعد هذه الصلاة وقبل صلاة الليل الأربع ركعات بألف مرة (قل هو الله أحد) (11).

رواية أخرى في هذه السجدة بعد هذا الدعاء من كتاب محمد بن علي الطرازي:

وروى محمد بن علي الطرازي في كتابه أن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام صلى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان، ودعا بدعاء يا من إليه يلجأ العباد في المهمات – إلى آخره، ثم سجد فقال في سجوده: يا رب – عشرين مرة، يا الله – سبع مرات، يا رب محمد – سبع مرات، لا حول ولا قوة إلا بالله – عشر مرات (12).

ومما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي بعد السجدة التي رويناها عنه ما هذا لفظه وتقول:

إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون، وقصدك فيه القاصدون، وأمل فضلك ومعروفك الطالبون، ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا ومواهب، تمن بها على من تشاء من عبادك، وتمنعها من لم تسبق له العناية منك، وها أنا ذا عبدك الفقير إليك، المؤمل فضلك ومعروفك.

فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك، فصل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين، وجد علي بطولك ومعروفك يا رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين وسلم تسليما ان الله حميد مجيد، اللهم إني أدعوك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت انك لا تخلف الميعاد (13).

الهوامش

١ – لا يوجد في المصباح.
2 – ملجا (خ ل).
3 – الجدة: الحظ الحظوة.
4 – لديك (خ ل).
5- بريتك (خ ل).
6 – عطاياك (خ ل).
7 – ما شاء الله لا قوة الا بالله سبع مرات (خ ل).
8 – مصباح المتهجد 2: 831، عنه البحار 98: 408 – 411، رواه الشيخ في أماليه 1: 302، عنه البحار 97: 85، الوسائل 8: 106.
9 – بحق محمد وآل محمد (خ ل)..
10 – على النبي (خ ل).
11 – عنه البحار 98: 411.
12 – ما شاء الله سبع مرات، لا قوة الا بالله عشر مرات (خ ل).
13 – عنه البحار ٩٨: ٤١١، رواه في مصباح المتهجد: ٢: 830، عنه البحار 97: 88.

فصل (43) فيما نذكره من صلاة أربع ركعات أخرى في ليلة النصف من شعبان 

وجدناها في كتاب الطرازي فقال ما هذا لفظه: صلاة أخرى في ليلة النصف من شعبان: أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد وسورة الاخلاص خمسين مرة، وإن شئت قرأتها مائتين وخمسين مرة، فإذا سلمت فقل:

اللهم إني إليك فقير ومن عذابك خائف وبك مستجير، رب لا تبدل اسمي، رب لا تغير جسمي، ولا تجهد بلائي ولا تشمت بي أعدائي، اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك.

وأعوذ بك منك لا إله إلا أنت، جل ثناؤك لا احصي مدحتك ولا الثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك وفوق ما يقول القائلون، أن تصلي على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا (١).

وروينا هذه الأربع ركعات وهذا الدعاء بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي (٢)،واقتصر في قراءة كل ركعة منها بالحمد مرة و(قل هو الله أحد) مائتين وخمسين مرة، ولم يذكر التخيير.

وذكر الطرازي بعد هذه الصلاة والدعاء، فقال ما هذا لفظه: ومما يدعى به في هذه الليلة:

اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم، الخالق البارئ، المحيي المميت البدئ البديع، لك الكرم ولك الفضل، ولك الحمد ولك المن، ولك الجود ولك الكرم،، ولك الأمر وحدك لا شريك لك، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لي وارحمني، واكفني ما أهمني، واقض ديني ووسع علي رزقي (٣)، فإنك في هذه الليلة كل أمر تفرق ومن تشاء من خلقك ترزق، فارزقني وأنت خير الرازقين. فإنك قلت وأنت خير القائلين الناطقين: ﴿واسألوا الله من فضله﴾ (4)، فمن فضلك أسأل، وإياك قصدت، وابن نبيك اعتمدت، ولك رجوت، يا أرحم الراحمين (5).

الهوامش

١ – عنه البحار ٩٨: ٤١٢.
٢ – مصباح المتهجد ٢: ٨٣٠، عنه الوسائل ٨: ١٠٨، رواه في البحار ٩٧: ٨٧ عن أمالي الشيخ.
٣ – وسع على وارزقني (خ ل).
٤ – النساء: ٣٢.
5 – عنه البحار 98: 412.

فصل (44) فيما نذكره من فضل ليلة النصف من شعبان من أمر عظيم وصلاة مائة ركعة وذكر كريم

وجدنا ذلك في كتب العبادات وضمان فاتح أبواب الرحمات، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كنت نائما ليلة النصف من شعبان، فأتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد أتنام في هذه الليلة؟ فقلت: يا جبرئيل وما هذه الليلة؟ قال: هي ليلة النصف من شعبان، قم يا محمد.

فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ثم قال لي (1): ارفع رأسك فان هذه الليلة تفتح فيها أبواب السماء، فيفتح فيها أبواب الرحمة، وباب الرضوان، وباب المغفرة، وباب الفضل، وباب التوبة، وباب النعمة، وباب الجود، وباب الاحسان، يعتق الله فيها بعدد شعور النعم وأصوافها، ويثبت الله فيها الآجال، ويقسم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة، وينزل ما يحدث في السنة كلها.

يا محمد من أحياها بتسبيح وتهليل وتكبير ودعاء وصلاة وقراءة وتطوع واستغفار كانت الجنة له منزلا ومقيلا، وغفر الله لهما تقدم من ذنبه وما تأخر.

يا محمد من صلى فيها مائة ركعة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و (قل هو الله أحد) عشر مرات، فإذا فرغ من الصلاة قرأ آية الكرسي عشر مرات وفاتحة الكتاب عشرا وسبح الله مائة مرة، غفر الله له مائة كبيرة موبقة موجبة للنار، وأعطى بكل سورة وتسبيحة قصرا في الجنة، وشفعه الله في مائة من أهل بيته، وشركه في ثواب الشهداء وأعطاه ما يعطي صائمي هذا الشهر وقائمي هذه الليلة، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا.

فأحيها يا محمد، وأمر أمتك بأحيائها والتقرب إلى الله تعالى بالعمل فيها فإنها ليلة شريفة، لقد (2) أتيتك يا محمد وما في السماء ملك إلا وقد صف قدميه في هذه الليلة بين يدي الله تعالى، قال: فهم بين راكع وقائم وساجد وداع ومكبر ومستغفر ومسبح.

يا محمد إن الله تعالى يطلع في هذه الليلة فيغفر لكل مؤمن قائم يصلي وقاعد يسبح وراكع وساجد وذاكر، وهي ليلة لا يدعو فيها داع إلا استجيب له، ولا سائل إلا أعطي، ولا مستغفر إلا غفر له ولا تائب إلا يتوب عليه، من حرم خيرها يا محمد فقد حرم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو فيها فيقول:

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به رضوانك (3)، ومن اليقين ما يهون علينا به مصيبات الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا.

واجعل ثارنا على من ظلمنا، وانصرنا على منا عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا، برحمتك يا أرحم الراحمين (4).

أقول: وقد مضى هذا الدعاء في بعض مواضع العبادات وإنما ذكرنا هاهنا لأنه في هذه – ليلة نصف شعبان – من المهمات.

أقول: وفي رواية أخرى في فضل هذه المائة ركعة، كل ركعة بالحمد مرة وعشر مرات (قل هو الله أحد) ما وجدناه، قال راوي الحديث:
ولقد حدثني ثلاثون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أنه: من صلى هذه الصلاة في هذه الليلة نظر الله إليه سبعين نظرة، وقضى له بكل نظرة سبعين حاجة أدناها المغفرة، ثم لو كان شقيا وطلب السعادة لأسعده الله: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾ (5)، ولو كان والداه من أهل النار ودعا لهما اخرجا من النار بعد أن لا يشركا بالله شيئا، ومن صلى هذه الصلاة قضى الله له كل حاجة طلب وأعد له في الجنة مالا عين رأت، ولا أذن سمعت.

والذي بعثني بالحق نبيا من صلى هذه الصلاة يريد بها وجه الله تعالى جعل الله له نصيبا في أجر جميع من عبد الله تلك الليلة، ويأمر الكرام الكاتبين أن يكتبوا له الحسنات ويمحو عنه السيئات، حتى لا يبقى له سيئة، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى منزله من الجنة، ويبعث الله إليه(6) ملائكة يصافحونه ويسلمون عليه، ويحشر يوم القيامة مع الكرام البررة، فان مات قبل الحول مات شهيدا، ويشفع في سبعين ألفا من الموحدين، فلا يضعف عن القيام تلك الليلة إلا شقي (7).

إن قيل: ما تأويل أن ليلة نصف شعبان يقسم الآجال والأرزاق، وقد تظافرت (8) الروايات أن تقسيم الآجال والأرزاق ليلة القدر في شهر رمضان؟

فالجواب: لعل المراد أن قسمه الآجال والأرزاق التي يحتمل أن تمحي وتثبت ليلة نصف شعبان، والآجال والأرزاق المحتومة ليلة القدر، أو لعل قسمتها في علم الله جل جلاله ليلة نصف شعبان وقسمتها بين عباده ليلة القدر، أو لعل قسمتها في اللوح المحفوظ ليلة نصف شعبان وقسمتها بتفريقها بين عباده ليلة القدر.

أو لعل قسمتها في ليلة القدر وفي ليلة النصف من شعبان أن يكون معناه ان الوعد بهذه القسمة في ليلة القدر كان في ليلة نصف شعبان، فيكون معناه أن قسمتها ليلة القدر كان ابتداء الوعد به أو تقديره ليلة نصف شعبان، كما لو أن سلطانا وعد إنسانا أن يقسم عليه الأموال (9) في ليلة القدر وكان وعده به ليلة نصف شعبان، فيصح أن يقال عن الليلتين، أن ذلك قسم فيهما.

وروى عن السيد يحيى بن الحسين في كتاب الأمالي حديثا أسنده إلى مولانا علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: 
من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرة (قل هو الله أحد)، لم يمت قلبه يوم يموت القلوب، ولم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب الله، ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة، وثلاثون كانوا يعصمونه من الشيطان، وثلاثون يستغفرون له آناء الليل والنهار، وعشرة يكيدون من كاده (10).

الهوامش

1 – فقال لي (خ ل).
2 – وقد (خ ل).
3 – من رضوانك (خ ل).
4- عنه البحار ٩٨: ٤١٣، الوسائل ٨: ١٠٤.
5 – الرعد: ٣٩.
6 – له (خ ل).
7 – عنه البحار 98: 414.
8 – تظاهرات (خ ل).
9 – مالا (خ ل).
10 – عنه البحار 98: 415، الوسائل 8: 105.

فصل (45) فيما نذكره من قيام ليلة النصف من شعبان وصيام يومها

رويناه في الجزء الثاني من كتاب التحصيل في ترجمة أحمد بن المبارك بن منصور، باسناده إلى مولانا علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله:
إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء فيقول: الا مستغفر فاغفر له، الا مسترزق فارزقه، حتى يطلع الفجر .

فصل (46) فيما نذكره من صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان وأربع ركعات ومائة ركعة

رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمه الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر ولبس ثوبين نظيفين ثم خرج إلى مصلاه فصلى العشاء الآخرة، ثم صلى بعدها ركعتين يقرء في أول ركعة الحمد وثلاث آيات من أول البقرة وآية الكرسي وثلاث آيات من آخرها، ثم يقرء في الركعة الثانية الحمد (وقل أعوذ برب الناس) – سبع مرات، و (قل أعوذ برب الفلق) – سبع مرات، و (قل هو الله احمد) – سبع مرات، ثم يسلم ويصلي بعدها أربع ركعات، يقرء في أول ركعة يس، وفي الثانية حم الدخان، وفي الثالثة ألم السجدة، وفي الرابعة (تبارك الملك).

ثم يصلي بعدها مائة ركعة، يقرء في كل ركعة (قل هو الله أحد) عشر مرات والحمد لله مرة واحدة، قضى الله تعالى له ثلاث حوائج، اما في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة، ثم إن سأل ان يراني من ليلة رآني (1).

الهوامش

1 – عنه البحار 98: 415.

فصل (47) فيما نذكره من رواية سجدات ودعوات عن الصادق عليه السلام ليلة النصف من شعبان 

رويناها باسنادها إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما كان ليلة النصف من شعبان كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند بعض نسائه.

وروى الزمخشري في كتاب الفائق أن أم سلمة قال: تبعت النبي صلى الله عليه وآله فوجدته قد قصد البقيع ثم رجعت وعاد، فوجد فيها اثر السرعة في عودها، ولم يذكر الدعوات.

ثم قال الطوسي في رواية الصادق عليه السلام: فلما انتصف الليل قام رسول الله صلى الله عليه وآله عن فراشها، فلما انتبهت وجدت رسول الله صلى الله عليه وآله قد قام عن فراشها، فدخلها ما يتداخل النساء وظنت أنه قد قام إلى بعض نسائه، فقامت (1) وتلفقت بشملتها (2)، وأيم الله ما كان قزا ولا كتانا ولا قطنا ولكن كان سداه شعرا ولحمته أو بار الإبل، فقامت تطلب رسول الله صلى الله عليه وآله في حجر نسائه حجرة حجرة، فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا كثوب متلبط (3) بوجه الأرض،

فدنت منه قريبا فسمعته في سجوده وهو يقول: 
سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، هذه يداي وما جنيته على نفسي، يا عظيم يرجى لكل عظيم، اغفر لي العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم.

ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته يقول:

أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات والأرضون، وانكشفت له الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين من فجأة نقمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن زوال نعمتك، اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا، ومن الشرك بريئا، لا كافرا ولا شقيا.

ثم عفر خديه في التراب فقال: عفرت وجهي في التراب، وحق لي أن أسجد لك.

فلما هم رسول الله صلى الله عليه وآله بالانصراف هرولت إلى فراشها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فراشها وإذا لها نفس عال، فقال لها رسول الله: ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه؟ هذه ليلة النصف من شعبان، فيها تقسم الأرزاق، وفيها تكتب الآجال، وفيها يكتب وفد الحاج، وإن الله ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزي كلب (4) وينزل الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض بمكة (5).

الهوامش

1- قامت (خ ل).
2 – تلفق الشملة: ضم شقه منه إلى أخرى فخاطهما.
3 – تلبط الرجل: اضطجع وتمرغ.
4 – يعنى معزي بنى كلب وكانوا هم صاحب معزي.
5 (عنه البحار ٩٨: ٤١٥ – ٤١٧، رواه الصدوق في فضائل الأشهر الثلاثة: ٣: عنه البحار ٩٧: ٨٨ أورده أيضا في مصباح المتهجد 2: 841.

فصل (48) فيما نذكره من رواية أخرى بسجدات ودعوات عن النبي صلى الله عليه وآله ليلة النصف من شعبان

رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمة الله عليه رواها عن بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة التي كان عندي فيها فانسل من لحافي، فانتبهت فدخلني ما يدخل النساء من الغيرة، فظننت أنه في بعض حجر نسائه، فإذا أنا به كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجدا على أطراف أصابع قدميه، وهو يقول:

أَصْبَحْتُ إِلَيْكَ فَقِيراً خَائِفاً مُسْتَجِيراً فَلَا تُبَدِّلِ اسْمِي وَ لَا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَ لَا تُجْهِدْ بَلَائِي وَ اغْفِرْ لِي

ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ سَجَدَ الثَّانِيَةَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:

سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَ خَيَالِي وَ آمَنَ بِكَ فُؤَادِي هَذِهِ يَدَايَ بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَا عَظِيمُ تُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ اغْفِرْ لِي ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الْعَظِيمَ إِلَّا الْعَظِيمُ

ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ سَجَدَ الثَّالِثَةَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ

أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَ أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَ فَوْقَ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ

ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ سَجَدَ الرَّابِعَةَ فَقَالَ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ قَشَعَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ وَ صَلَحَ بِهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ أَنْ يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ أَوْ يَنْزِلَ عَلَيَّ سَخَطُكَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَ فُجْأَةِ نَقِمَتِكَ وَ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ وَ جَمِيعِ سَخَطِكَ لَكَ الْعُتْبَى فِيمَا اسْتَطَعْتُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ

قَالَتْ فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُ تَرَكْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ نَحْوَ الْمَنْزِلِ فَأَخَذَنِي نَفَسٌ عَالٍ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص اتَّبَعَنِي فَقَالَ مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِي قَالَتْ قُلْتُ كُنْتُ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَ تَدْرِينَ أَيَّ لَيْلَةٍ هَذِهِ هَذِهِ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فِيهَا تُنْسَخُ الْأَعْمَالُ وَ تُقْسَمُ الْأَرْزَاقُ وَ تُكْتَبُ الْآجَالُ وَ يَغْفِرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ أَوْ قَاطِعِ رَحِمٍ أَوْ مُدْمِنِ مُسْكِرٍ أَوْ مُصِرٍّ عَلَى ذَنْبٍ أَوْ شَاعِرٍ أَوْ كَاهِنٍ.

فصل (49) فيما نذكره من ولادة مولانا المهدي عليه السلام في ليلة النصف من شعبان وما يفتح الله جل جلاله علينا من تعظيمها بالقلب والقلم واللسان

اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف تفصيل هذه الولادة الشريفة، وروينا ما يتعلق بها في فصول لطيفة، فذكرنا فصلا في كشف شراء والدته عليها أفضل التحيات.
وفصلا في حديث الولادة والقابلة ومن ساعدها من نساء الجيران، ومن هاهنا نساء من الدار، بولدها العظيم الشأن عليه أفضل الصلوات.

وفصلا في حديث عرض مولانا الإمام الحسن العسكري لولده المهدي صلوات الله عليهما بعد الولادة بثلاثة أيام على من يثق به من خاصته الصالحين لحفظ اسرار الاسلام.
وفصلا فيمن بشر هاهنا صلوات الله عليه بولادة المهدي عليه السلام.
وفصلا بذكر العقيقة الجسيمة عن تلك الولادة العظيمة خبزا ولحما.
وفصلا فيمن اهدى إليه مولانا الحسن العسكري رأسا من جملة الغنم المتقرب بذبحها، لأجل عقيقة الولادة التي شهد المعقول والمنقول بمدحها.

وفصلا في حديث إقامة الحسن العسكري عليه السلام وكيلا في حياته يكون في خدمة مولانا المهدي عليه السلام بعد انتقال والده إلى الله جل جلاله ووفاته.
وأوضحنا تحقيق هذه الأحوال لم أعرف ان أحدا سبقنا إلى كشفها كما رتبناه من صدق المقال.

فصل (50) فيما نذكره [في بشارة النبي جده صلى الله عليه وآله بولادته وعظيم انتفاع الاسلام برئاسته] ان مولانا المهدي عليه السلام ممن أطبق أهل الصدق ممن يعتمد على قوله، بان النبي جده صلى الله عليه وآله بشر الأمة بولادته وعظيم انتفاع الاسلام برئاسته ودولته، وذكر شرح كمالها وما يبلغ إليه حال جلالها إلى ما لم يظفر نبي سابق ولا وصي لا حق، ولا بلغ إليه ملك سليمان عليه السلام الذي حكم في ملكه على الإنس والجن.

لان سليمان عليه السلام لما قال: ﴿هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك أنت الوهاب﴾ (١). ما قيل له: قد أجبنا سؤالك في اننا لا نعطي أحدا من بعدك أكثر منه في سبب من الأسباب، إنما قال الله جل جلاله: ﴿فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد﴾ (2).

والمسلمون مجمعون على أن محمدا صلى الله عليه وآله سيد المرسلين وخاتم النبيين اعطى من الفضل العظيم والمكان الجسيم، ما لم يعط أحد من الأنبياء في الأزمان ولا سليمان.

ومن البيان على تفصيل منطق اللسان والبيان ان المهدي عليه السلام يأتي في أواخر الزمان وقد تهدمت أركان أديان الأنبياء ودرست معالم مراسم الأوصياء وطمست آثار أنوار الأولياء، فيملأ الأرض قسطا وعدلا وحكما كما ملئت جورا وجهلا وظلما.

فبعث الله جل جلاله رسوله محمدا صلى الله عليه وآله ليجدد سائر مراسم الأنبياء والمرسلين ويحيي به معالم الصادقين من الأولين والآخرين ولم يبلغ أحدا منهم صلوات الله عليهم وعليه إلى أنه قام أحد منهم بجميع أمرهم بعدد رؤوسه ويبلغ به ما يبلغ هو عليه السلام إليه.

وقد ذكره أبو نعيم الحافظ وغيره من رجال المحافظ وغيره من رجال المخالفين وذكر ابن المنادي في كتاب الملاحم وهو عندهم ثقة امين، وذكره أبو العلى الهمداني وله المقام المكين، وذكرت شيعته من آيات ظهوره وانتظام أموره عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله ما لم يبلغ إليه أحد من العالمين.

وذلك من جملة آيات خاتم النبيين وتصديق ما خصه الله جل جلاله (3)، انه من فضله في قوله جل جلاله: ﴿ليظهره على الدين كله﴾ (4).

أقول: فينبغي أن يكون تعظيم هذه الليلة لأجل ولادته عند المسلمين والمعترفين بحقوق إمامته على قدر ما ذكره جده محمد صلى الله عليه وآله وبشر به المسعودين من أمته، كما لو كان المسلمون قد اظلمت عليهم أيام حياتهم، وأشرفت عليهم جيوش أهل عداوتهم، وأحاطت بهم نحوس خطيئاتهم.

فأنشأ الله تعالى مولودا يعتق رقابهم من رقها، ويمكن كل يد مغلولة من حقها، ويعطي كل نفس ما تستحقه من سبقها، ويبسط للخلائق في المشارق والمغارب بساطا متساوي الأطراف مكمل الألطاف مجمل الأوصاف، ويجلس الجميع عليه اجلاس الوالد الشفيق لأولاده العزيزين عليه، أو اجلاس الملك الرحيم الكريم لمن تحت يديه ويريهم من مقدمات آيات المسرات وبشارات المبرات في دار السعادات الباقية ما يشهد حاضرها لغائبها وتقود القلوب والأعناق إلى طاعة واهبها.

أقول: وليقم كل انسان لله جل جلاله في هذه الليلة بقدر شكر ما من الله عز وجل عليه بهذا السلطان وانه جعله من رعاياه والمذكورين في ديوان جنده والمسمين بالأعوان على تمهيد الاسلام والايمان واستيصال الكفر الطغيان والعدوان ومد سرادقات على تمهيد الاسلام والايمان واستيصال الكفر والطغيان والعدوان ومد سرادقات السعادات على سائر الجهات من حيث تطلع شموس السماوات والى حيث تغرب إلى أقصى الغايات والنهايات.

ويجعل من خدمته لله جل جلاله الذي لا يقوم الأجساد بمعانيها خدمة لرسوله صلى الله عليه وآله، الذي كان سبب هذه الولادة والسعادة وشرف رئاستها وخدمة لإبائه الطاهرين الذين كانوا أصلا لها وأعوانا على إقامة حرمتها وخدمة له صلوات الله عليه وآله، كما يجب على الرعية لمالك أزمتها والقيم لها باستقامتها وادراك سعادتها.

ولست أجد القوة البشرية قادرة على القيام بهذه الحقوق المعظمة المرضية الا بقوة من القدرة الربانية، فليقم كل عبد مسعود من العباد بما يبلغ إليه ما أنعم به عليه الله جل جلاله من القوة والاجتهاد.

الهوامش

١ – ص: ٣٥.
٢ – ص: ٣٦.
3 – إليه (خ ل).
4 – التوبة: ٣٣، الفتح: 28، الصف: 9.

فصل (51) فيما نذكره من الدعاء والقسم على الله جل جلاله بهذا المولود العظيم المكان ليلة النصف من الشعبان وهو:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنَا هَذِهِ وَ مَوْلُودِهَا وَ حُجَّتِكَ وَ مَوْعُودِهَا الَّتِي قَرَنْتَ إِلَى فَضْلِهَا فَضْلًا فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ وَ لَا مُعَقِّبَ لِآيَاتِكَ نُورُكَ الْمُتَأَلِّقُ وَ ضِيَاؤُكَ الْمُشْرِقُ وَالْعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْيَاءِ الدَّيْجُورِ الْغَائِبُ الْمَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُهُ

وَ كَرُمَ مَحْتِدُهُ وَ الْمَلَائِكَةُ شُهَّدُهُ [شهدائه‌] وَ اللَّهُ نَاصِرُهُ وَ مُؤَيِّدُهُ إِذَا آنَ مِيعَادُهُ وَ الْمَلَائِكَةُ أَمْدَادُهُ سَيْفُ اللَّهِ الَّذِي لَا يَنْبُو وَ نُورُهُ الَّذِي لَا يَخْبُو وَ ذُو الْحِلْمِ الَّذِي لَا يَصْبُو مَدَارُ الدَّهْرِ وَ نَوَامِيسُ الْعَصْرِ وَ وُلَاةُ الْأَمْرِ وَ الْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمُ‌ الذِّكْرُ وَ مَا يَنْزِلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ أَصْحَابُ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ تَرَاجِمَةُ وَحْيِهِ وَ وُلَاةُ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى خَاتِمِهِمْ وَ قَائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عَنْ عَوَامِلِهِمْ [عوالمهم‌] وَ أَدْرِكْ بِنَا أَيَّامَهُ وَ ظُهُورَهُ وَ قِيَامَهُ وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَنْصَارِهِ وَ اقْرِنْ ثَارَنَا بِثَارِهِ

وَ اكْتُبْنَا فِي أَعْوَانِهِ وَ خُلَصَائِهِ وَ أَحْيِنَا فِي دَوْلَتِهِ نَاعِمِينَ وَ بِصُحْبَتِهِ غَانِمِينَ وَ بِحَقِّهِ قَائِمِينَ وَ مِنَ السُّوءِ سَالِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ‌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‌ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَ عِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ وَ الْعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَ احْكُمْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ.

ومن الدعوات في هذه الليلة ما رويناه بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه قال: روي أن كميل بن زياد النخعي رأى أمير المؤمنين عليه السلام ساجدا يدعو بهذا الدعاء في ليلة النصف من شعبان.

أقول: ووجدت في رواية أخرى ما هذا لفظها: قال كميل بن زياد: كنت جالسا مع مولاي أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة ومعه جماعة من أصحابه فقال بعضهم:

ما معنى قول الله عز وجل: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‌ قال عليه السلام: ليلة النصف من شعبان، والذي نفس علي بيده انه ما من عبد الا وجميع ما يجري عليه من خير وشر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة، وما من عبد يحييها ويدعو بدعاء الخضر عليه السلام الا أجيب له.

فلما انصرف طرقته ليلا، فقال عليه السلام: ما جاء بك يا كميل؟ قلت: يا أمير المؤمنين دعاء الخضر، فقال: اجلس يا كميل، إذا حفظت هذا الدعاء فادع به كل ليلة جمعة أو في الشهر مرة أو في السنة مرة أو في عمرك مرة تكف وتنصر وترزق ولن تعدم المغفرة، يا كميل أوجب لك طول الصحبة لنا ان نجود لك بما سألت،

ثم قال: اكتب:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَ بِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَ خَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْ‌ءٍ وَ ذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْ‌ءٍ وَ بِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ بِهَا كُلَّ شَيْ‌ءٍ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَهَا شَيْ‌ءٌ وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ بِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْ‌ءٍ

وَ بِوَجْهِكَ الْبَاقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي غَلَبَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ بِعِلْمِكَ الَّذِي‌ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَ يَا آخِرَ الْآخِرِينَ

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ كُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ وَ أَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ وَ أَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ وَ أَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ [ذَلِيلٍ‌] خَاشِعٍ أَنْ تُسَامِحَنِي وَ تَرْحَمَنِي وَ تَجْعَلَنِي بِقِسْمِكَ رَاضِياً قَانِعاً وَ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ [الأمور] مُتَوَاضِعاً

اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ وَ أَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ حَاجَتَهُ وَ عَظُمَ فِيمَا عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ وَ عَلَا مَكَانُكَ وَ خَفِيَ مَكْرُكَ وَ ظَهَرَ أَمْرُكَ وَ غَلَبَ جندك [قَهْرُكَ‌] وَ جَرَتْ قُدْرَتُكَ وَ لَا يُمْكِنُ الْفِرَارُ مِنْ حُكُومَتِكَ اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً وَ لَا لِقَبَائِحِي سَاتِراً وَ لَا لِشَيْ‌ءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلًا غَيْرَكَ‌ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ‌ وَ بِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ تَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي وَ سَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَ مَنِّكَ عَلَيَّ

اللَّهُمَّ مَوْلَايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ وَ كَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلْتَهُ وَ كَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ وَ كَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ وَ كَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلًا لَهُ نَشَرْتَهُ

اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلَائِي وَ أَفْرَطَ بِي سُوءُ حَالِي وَ قَصُرَتْ بِي أَعْمَالِي وَ قَعَدَتْ بِي أَغْلَالِي وَ حَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي فقد أملي [بُعْدُ آمَالِي‌] وَ خَدَعَتْنِي الدُّنْيَا بِغُرُورِهَا وَ نَفْسِي بِخِيَانَتِهَا [بحمايتها] وَ مِطَالِي [مطالبي‌] يَا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لَا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعَائِي سُوءُ عَمَلِي وَ فِعَالِي وَ لَا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي [سريري‌] وَ لَا تُعَاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلَى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَوَاتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَ إِسَاءَتِي وَ دَوَامِ تَفْرِيطِي وَ جَهَالَتِي وَ كَثْرَةِ شَهَوَاتِي وَ غَفْلَتِي

وَ كُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي [بي‌] فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ رَءُوفاً وَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً إِلَهِي وَ رَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَ النَّظَرَ فِي أَمْرِي

إِلَهِي وَ مَوْلَايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوَى نَفْسِي وَ لَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوَى وَ أَسْعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ الْقَضَاءُ فَتَجَاوَزْتُ بِمَا جَرَى عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ من نقض [بَعْضَ‌] حُدُودِكَ وَ خَالَفْتُ بَعْضَ أَوَامِرِكَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَ لَا حُجَّةَ لِي فِيمَا جَرَى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ وَ أَلْزَمَنِي [فِيهِ‌] حُكْمُكَ وَ بَلَاؤُكَ

وَ قَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلَهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَ إِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي مُعْتَذِراً نَادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلًا مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لَا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَ لَا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي وَ إِدْخَالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ إِلَهِي فَاقْبَلْ عُذْرِي وَ ارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَ فُكَّنِي مِنْ شَدِّ [أسر] وَثَاقِي

يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي وَ رِقَّةَ جِلْدِي وَ دِقَّةَ عَظْمِي يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَ ذِكْرِي وَ تَرْبِيَتِي وَ بِرِّيِ وَ تَغْذِيَتِي هَبْنِي لِابْتِدَاءِ كَرَمِكَ وَ سَالِفِ بِرِّكَ بِي إِلَهِي سَيِّدِي وَ رَبِّي أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِي بِالنَّارِ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَ بَعْدَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ‌ وَ لَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ وَ اعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ وَ بَعْدَ صِدْقِ اعْتِرَافِي وَ دُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ

هَيْهَاتَ أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلَاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَ رَحْمَتُهُ وَ لَيْتَ شَعْرِي يَا سَيِّدِي وَ إِلَهِي وَ مَوْلَايَ أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً وَ عَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً وَ بِشُكْرِكَ مَادِحَةً وَ عَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلَهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً وَ عَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً وَ عَلَى جَوَارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطَانِ تَعَبُّدِكَ [توحيدك‌] طَائِعَةً فأشارت [وَ أَشَارَتْ‌] بِاسْتِغْفَارِكَ مُذْعِنَةً مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ وَ لَا أُخْبِرْنَا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ يَا رَبِّ

وَ أَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلَاءِ الدُّنْيَا وَ عُقُوبَاتِها وَ مَا يَجْرِي فِيهَا مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِهَا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَلَاءٌ وَ مَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ يَسِيرٌ بَقَاؤُهُ قَصِيرٌ مُدَّتُهُ فَكَيْفَ احْتِمَالِي لِبَلَاءِ الْآخِرَةِ وَ جَلِيلِ [و حلول‌] وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيهَا وَ هُوَ بَلَاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَ يَدُومُ مَقَامُهُ وَ لَا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَ انْتِقَامِكَ وَ سَخَطِكَ وَ هَذَا مَا لَا تَقُومُ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ

يَا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَ أَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ يَا إِلَهِي وَ رَبِّي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو وَ لِمَا مِنْهَا أَضِجُّ وَ أَبْكِي لِأَلِيمِ الْعَذَابِ وَ شِدَّتِهِ أَمْ لِطُولِ الْبَلَاءِ وَ مُدَّتِهِ فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي في العقوبات [لِلْعُقُوبَاتِ‌] مَعَ أَعْدَائِكَ وَ جَمَعْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَهْلِ بَلَائِكَ وَ فَرَّقْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَ أَوْلِيَائِكَ

فَهَبْنِي يَا إِلَهِي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ رَبِّي صَبَرْتُ عَلَى عَذَابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِرَاقِكَ وَ هَبْنِي صَبَرْتُ عَلَى حَرِّ نَارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرَامَتِكَ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ وَ رَجَائِي عَفْوُكَ

فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ أُقْسِمُ صَادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِهَا ضَجِيجَ الْآمِلِينَ [الآلمين‌] وَ لَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُرَاخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ وَ لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءً الْفَاقِدِينَ وَ لَأُنَادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ يَا غَايَةَ آمَالِ الْعَارِفِينَ يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ

يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصادفين [الصَّادِقِينَ‌] وَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ أَ فَتُرَاكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلَهِي وَ بِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُسْجَنُ [يسجر] فِيهَا بِمُخَالَفَتِهِ وَ ذَاقَ طَعْمَ عَذَابِهَا بِمَعْصِيَتِهِ وَ حُبِسَ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا بِجُرْمِهِ وَ جَرِيرَتِهِ وَ هُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ وَ يُنَادِيكَ بِلِسَانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ وَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ

يَا مَوْلَايَ فَكَيْفَ يَبْقَى فِي الْعَذَابِ وَ هُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَ هُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَ رَحْمَتَكَ أَمْ كَيْفَ تُحْرِقُهُ لَهَبُهَا وَ أَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ تَرَى مَكَانَهُ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُهَا وَ أَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ أَمْ كَيْفَ يتغلغل [يَتَقَلْقَلُ‌] بَيْنَ أَطْبَاقِهَا وَ أَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبَانِيَتُهَا وَ هُوَ يُنَادِيكَ يَا رَبَّهُ أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْهَا فَتَتْرُكَهُ فِيهَا

هَيْهَاتَ مَا ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ وَ لَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ وَ لَا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَ إِحْسَانِكَ فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ لَوْ لَا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ وَ قَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلَادِ مُعَانِدِيكَ لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّهَا بَرْداً وَ سَلَاماً وَ مَا كَانَ [كَانَتْ‌] لِأَحَدٍ فِيهَا مَقَرّاً وَ لَا مُقَاماً لَكِنَّكَ‌ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَهَا مِنَ الْكَافِرِينَ‌ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ‌

وَ أَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعَانِدِينَ وَ أَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً وَ تَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعَامِ مُتَكَرِّماً أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ‌ إِلَهِي وَ سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَهَا وَ بِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَهَا وَ حَكَمْتَهَا وَ غَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَهَا أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ اجترمته [أَجْرَمْتُهُ‌] وَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ كُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ وَ كُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ أَخْفَيْتُهُ و [أَوْ] أَظْهَرْتُهُ وَ كُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْبَاتِهَا الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي وَ جَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوَارِحِي

وَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ‌ عَلَيَّ مِنْ وَرَائِهِمْ وَ الشَّاهِدَ لِمَا خَفِيَ عَنْهُمْ وَ بِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ وَ بِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ وَ أَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ [تنزله‌] أَوْ إِحْسَانٍ فَضَّلْتَهُ [تفضله‌] أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ [تنشره‌] أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ [تبسطه‌] أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ أَوْ خَطَإٍ تَسْتُرُهُ يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ

يَا إِلَهِي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ مَالِكَ رِقِّي يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي يَا عَلِيماً بِفَقْرِي [بضري‌] وَ مَسْكَنَتِي يَا خَبِيراً بِفَقْرِي وَ فَاقَتِي يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ

أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَ قُدْسِكَ وَ أَعْظَمِ صِفَاتِكَ وَ أَسْمَائِكَ أَنْ تَجْعَلَ أَوْقَاتِي مِنَ [في‌] اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً وَ بِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً وَ أَعْمَالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً حَتَّى يَكُونَ أَعْمَالِي و إرادتي [وَ أَوْرَادِي‌] كُلُّهَا وِرْداً وَاحِداً وَ حَالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً يَا سَيِّدِي يَا مَنْ إِلَيْهِ مُعَوَّلِي يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوَالِي يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ

أقر [قَوِّ] عَلَى خِدْمَتِكَ جَوَارِحِي وَ اشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوَانِحِي وَ هَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ وَ الدَّوَامَ فِي الِاتِّصَالِ بِخِدْمَتِكَ حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيَادِينِ السَّابِقِينَ وَ أُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي الْمُبَارِزِينَ [المبادرين‌] وَ أَشْتَاقَ إِلَى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتَاقِينَ وَ أَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصِينَ وَ أَخَافَكَ مَخَافَةَ المؤمنين [الْمُوقِنِينَ‌] وَ أَجْتَمِعَ فِي جِوَارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ

اللَّهُمَّ وَ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَ مَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ وَ اجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عِبَادِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ وَ أَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ وَ أَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ ذَلِكَ إِلَّا بِفَضْلِكَ وَ جُدْ لِي بِجُودِكَ وَ اعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ وَ احْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ وَ اجْعَلْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً وَ قَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيّماً وَ مُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجَابَتِكَ وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَ اغْفِرْ زَلَّتِي فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلَى عِبَادِكَ بِعِبَادَتِكَ وَ أَمَرْتَهُمْ بِدُعَائِكَ وَ ضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجَابَةَ

فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي وَ إِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعَائِي وَ بَلِّغْنِي مُنَايَ وَ لَا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجَائِي وَ اكْفِنِي مِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ مِنْ أَعْدَائِي يَا سَرِيعَ الرِّضَا اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعَاءَ فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشَاءُ

يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ وَ ذِكْرُهُ شِفَاءٌ وَ طَاعَتُهُ غِناً ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ‌ الِهِ الرَّجَاءُ وَ سِلَاحُهُ الْبُكَاءُ يَا سَابِغَ النِّعَمِ يَا دَافِعَ النِّقَمِ يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ الْأَئِمَّةِ الْمَيَامِينِ مِنْ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً.

أقول: ومما يعمل ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء ما رويناه عن أبي القاسم رحمه الله من كتاب الزيارات عن سالم بن عبد الرحمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

مَنْ بَاتَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ بِأَرْضِ كَرْبَلَاءَ يَقْرَأُ أَلْفَ مَرَّةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَلْفَ مَرَّةٍ وَ يَحْمَدُ اللَّهَ أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ أَلْفَ مَرَّةٍ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَ سُلْطَانٍ وَ يَكْتُبَانِ لَهُ حَسَنَاتِهِ وَ لَا يُكْتَبُ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ وَ يَسْتَغْفِرَانِ لَهُ مَا دَامَا مَعَهُ.

فصل (52) فيما نذكره من فضل زيارة الحسين صلوات الله عليه ليلة النصف من شعبان 

اعلم أن سبب تأخيرنا ذكر هذه الزيارة في هذا الموضع من فصول عمل ليلة النصف من شعبان، وهذه الزيارة من أهم مهمات هذه الميقات، لان الذين يحتاجون في هذه الليلة إلى الصلوات والدعوات أكثر ممن يتهيأ لهم زيارة الحسين صلوات الله عليه وآله من الجهات، فقدمنا ما هو أعم نفعا للعباد في سائر البلاد وذخر ما يختص بالزيارة وما يحصل بها في هذه الخزانة المصونة لمن وفق لها، كما ذخر محمد صلوات الله عليه وآله وعلى عترته الطاهرين، وهو سيد الأولين والآخرين في آخرهم وهو مقدم عليهم أجمعين، فنقول:

فَنَقُولُ رَوَيْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّيِّ الْمُتَّفَقِ عَلَى صَلَاحِهِ وَ عِلْمِهِ وَ عَدَالَتِهِ تَغَمَّدَهُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ بِرَحْمَتِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ‌:

مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُصَافِحَهُ مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ فَلْيَزُرِ الْحُسَيْنَ ع لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ أَرْوَاحَ النَّبِيِّينَ يَسْتَأْذِنُونَ اللَّهَ فِي زِيَارَتِهِ فَيَأْذَنُ لَهُمْ فَطُوبَى لِمَنْ صَافَحَهُمْ وَ صَافَحُوهُ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الْمُرْسَلِينَ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِيمُ وَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ قُلْتُ لِمَ سُمُّوا أُولُو الْعَزْمِ قَالَ لِأَنَّهُمْ بُعِثُوا إِلَى شَرْقِهَا وَ غَرْبِهَا وَ جِنِّهَا وَ إِنْسِهَا.

ومن ذلك ما رويناه عن محمد بن داود القمي باسناده عن ابن أبي عمير، الذي ما كان في زمانه مثله، عن معاوية بن وهب، العبد الصالح المعظم في زهده وفضله، عن أبي عبد الله عليه السلام

قال: إذا كان أول يوم من شعبان نادى مناد من تحت العرش:

يَا وَفْدَ الْحُسَيْنِ لَا تُخْلُو لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ مِنْ زِيَارَةِ الْحُسَيْنِ ع فَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا فِيهَا لَطَالَتْ عَلَيْكُمُ السَّنَةُ حَتَّى يَجِي‌ءَ النِّصْفُ.

وَ مِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‌ يَا يُونُسُ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يُغْفَرُ لِكُلِّ مَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ ع مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَا قَدَّمُوا مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَ قِيلَ لَهُمْ اسْتَأْنِفُوا الْعَمَلَ قَالَ قُلْتُ هَذَا كُلُّهُ لِمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ ع فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ يَا يُونُسُ لَوْ خَبَّرْتُ النَّاسَ بِمَا فِيهَا لِمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ ع لَقَامَتْ ذُكُورٌ رِجَالٌ عَلَى الْخَشَبِ.

أقول: أقول: لعل معنى قوله ع لقامت ذكور رجال على الخشب أي كانوا قد صلبوا على الأخشاب لعظيم ما كانوا ينقلونه و يروونه في فضل زيارة الحسين ع في النصف من شعبان من عظيم فضل سلطان الحساب و عظيم نعيم دار الثواب الذي لا يقوم بتصديقه ضعف الألباب

و اعلم أن الذي استسلم له الحسين ع لما ادعي إلى الشهادة و بذله من نفسه العزيزة من الأمور الخارقة للعادة مع كونه عارفا بها قبل التعرض لها بما أخبر به جده و أبوه ص بتلك الأهوال على التفصيل لا يستكثر له مهما أعطاه الله جل جلاله و أعطى لأجله زائريه الساعين لله جل جلاله على ما يريده الحسين ع من التعظيم و التبجيل فالذي يستكثر العباد عند الله جل جلاله قليل فإنه جل جلاله القادر لذاته الرحيم لذاته الكريم لذاته الذي لا ينقصه مهما أعطى من هباته بل يزيد في ملكه زيادة عطاياه و صلاته

و من أهم المهمات إخلاص الزائرين في هذه و تطهير النيات و أن يكون الزيارة لمجرد أمر الله جل جلاله فالعبادة له جل جلاله بها و الطاعة له في الموافقة له في التعظيم لها و يكون إذا زار مع كثرة الزائرين فكأنه زار وحده دون الخلائق أجمعين فلا يكون ناظره و خاطره متعلقا بغير رب العالمين و هذا أمر شهد به صريح العقول من العارفين و قال جل جلاله‌ وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‌.

وَ مِنَ الْمَنْقُولِ مَا رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّيِّ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَا لِمَنْ زَارَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ع فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا عِنْدَهُ لَا عِنْدَ النَّاسِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ أَنَّهَا بِعَدَدِ شَعْرِ مِعْزَى كَلْبٍ ثُمَّ قِيلَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا قَالَ أَ تَسْتَكْثِرُ لِزَائِرِ الْحُسَيْنِ ع هَذَا كَيْفَ لَا يَغْفِرُهَا وَ هُوَ فِي حَدِّ مَنْ زَارَ اللَّهَ‌ عز وجل في عرشه .

وَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ الصَّادِقِ ع‌ يَغْفِرُ اللَّهُ لِزَائِرِ الْحُسَيْنِ ع فِي نِصْفِ شَعْبَانَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ.

فصل (53) فيما نذكره من لفظ زيارة الحسين عليه السلام في نصف شعبان

أقول: إن هذه الزيارة مما يزار بها الحسين عليه السلام أول رجب أيضا، وإنما اخرنا ذكرها في هذه الليلة لأنها أعظم، فذكرناها في الأشرف من المكان، وهي:
إذا أردت ذلك فاغتسل والبس أطهر ثيابك وقف على باب قبته عليه السلام مستقبل القبلة وسلم على سيدنا رسول الله وعلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن وعليه وعلى الأئمة من ذريته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، ثم ادخل وقف عند ضريحه وكبر الله تعالى مائة مرة وقل:

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ [الزَّهْرَاءِ] سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ وَلِيِّهِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفِيَّ اللَّهِ وَ ابْنَ صَفِيِّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ وَ ابْنَ حَبِيبِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا سَفِيرَ اللَّهِ وَ ابْنَ سَفِيرِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَازِنَ الْكِتَابِ الْمَسْطُورِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الزَّبُورِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ الرَّحْمَنِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا شَرِيكَ الْقُرْآنِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ حِكْمَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ وَ الْوِتْرَ الْمَوْتُورَ

السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكَ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي وَ نَفْسِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصِيبَةُ وَ جَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنَا وَ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقَامِكُمْ وَ أَزَالَتْكُمْ عَنْ مَرَاتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهَا بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي وَ نَفْسِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

أَشْهَدُ لَقَدِ اقْشَعَرَّتْ لِدِمَائِكُمْ أَظِلَّةُ الْعَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الْخَلَائِقِ وَ بَكَتْكُمُ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ وَ سُكَّانُ الْجِنَانِ وَ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ عَدَدَ مَا فِي عِلْمِ اللَّهِ لَبَّيْكَ دَاعِيَ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغَاثَتِكَ وَ لِسَانِي عِنْدَ اسْتِنْصَارِكَ فَقَدْ أَجَابَكَ قَلْبِي وَ سَمْعِي وَ بَصَرِي‌

سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ فَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلَادُ وَ طَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ فِيهَا وَ طَهُرَ حَرَمُكَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَ الْعَدْلِ وَ دَعَوْتَ إِلَيْهِمَا وَ أَنَّكَ صَادِقٌ صِدِّيقٌ صَدَقْتَ فِيمَا دَعَوْتَ إِلَيْهِ وَ أَنَّكَ ثَارُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ

وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَنْ أَبِيكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَنْ أَخِيكَ الْحَسَنِ وَ نَصَحْتَ وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرَ جَزَاءِ السَّابِقِينَ

وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ صَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ الرَّشِيدِ قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ وَ أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ صَلَاةً نَامِيَةً زَاكِيَةً مُبَارَكَةً يَصْعَدُ أَوَّلُهَا وَ لَا يَنْفَدُ آخِرُهَا أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلَادِ أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ.

ثم قبل الضريح وضع خدك الأيمن عليه والأيسر، ودر حول الضريح، فقبله من أربع جوانبه، ثم امض وقف على ضريح علي بن الحسين عليه السلام مستقبل القبلة وقل:

السَّلَامُ مِنَ اللَّهِ وَ السَّلَامُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَنْبِيَائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَ جَمِيعِ أَهْلِ طَاعَتِهِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَوَّلَ قَتِيلٍ مِنْ نَسْلِ خَيْرِ سَلِيلٍ مِنْ سُلَالَةِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى أَبِيكَ إِذْ قَالَ [أَبُوكَ‌] قَتَلَ اللَّهُ قَوْماً قَتَلُوكَ يَا بُنَيَّ مَا أَجْرَأَهُمْ عَلَى الرَّحْمَنِ [اللَّهِ‌] وَ عَلَى انْتِهَاكِ حُرْمَةِ الرَّسُولِ عَلَى الدُّنْيَا بَعْدَكَ الْعَفَا

أَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ حُجَّةِ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِينِهِ حَكَمَ اللَّهُ عَلَى قَاتِلِيكَ وَ أَصْلَاهُمْ‌ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً وَ جَعَلَنَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ مُلَاقِيكَ وَ مُرَافِقِيكَ وَ مُرَافِقِي جَدِّكَ وَ أَبِيكَ وَ عَمِّكَ وَ أَخِيكَ وَ أُمِّكَ الْمَظْلُومَةِ الطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَ قَاتَلَكَ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُرَافَقَتَكُمْ فِي دَارِ الْخُلُودِ وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

السَّلَامُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ السَّلَامُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَسَنِ السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ

السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ السَّلَامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ عَقِيلٍ السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَقِيلٍ السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ

السَّلَامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ عَقِيلٍ السَّلَامُ عَلَى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ الْمُصْطَفَى

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الشُّكْرِ وَ الرِّضَا السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ اللَّهِ وَ رِجَالَهُ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ وَ الْبَلْوَى وَ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى بَصِيرَةٍ فِي سَبِيلِهِ

أَشْهَدُ أَنَّكُمْ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‌ وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ‌ فَمَا ضَعُفْتُمْ وَ مَا [لا] اسْتَكَنْتُمْ حَتَّى لَقِيتُمُ اللَّهَ عَلَى سَبِيلِ الْحَقِّ وَ نَصْرِهِ وَ كَلِمَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ

صَلَّى اللَّهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماً فُزْتُمْ وَ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ‌ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً أَبْشِرُوا بِمَوَاعِيدِ اللَّهِ الَّتِي لَا خُلْفَ لَهَا إِنَّهُ‌ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ

أَشْهَدُ أَنَّكُمُ النُّجَبَاءُ وَ سَادَةُ الشُّهَدَاءِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ قُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ أَنْتُمُ السَّابِقُونَ وَ الْمُجَاهِدُونَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَنْصَارُ رَسُولِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ وَ أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

ثم التفت فسلم على الشهداء فقل:

السَّلَامُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيِّ السَّلَامُ عَلَى حُرِّ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيِّ السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ الْقَيْنِ

السَّلَامُ عَلَى حَبِيبِ بْنِ مَظَاهِرٍ السَّلَامُ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ عَوْسَجَةَ السَّلَامُ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ سِمْعَانَ السَّلَامُ عَلَى بُرَيْرِ بْنِ خُضَيْرٍ السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ

السَّلَامُ عَلَى نَافِعِ بْنِ هِلَالٍ السَّلَامُ عَلَى مُنْذِرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ الْجَعْفَرِيِّ [الْجُعْفِيِ‌] السَّلَامُ عَلَى عُمَرَ بْنِ قَرَظَةَ الْأَنْصَارِيِّ السَّلَامُ عَلَى أَبِي ثُمَامَةَ الصَّيْدَاوِيِّ [الصائدي‌] السَّلَامُ عَلَى جُونٍ [عون‌] مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ عُرْوَةَ

السَّلَامُ عَلَى سَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ السَّلَامُ عَلَى مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَائِرِيِّ السَّلَامُ عَلَى حَنْظَلَةَ بْنِ سَعْدٍ الشَّيْبَانِيِّ [الشَّامِيِ‌] السَّلَامُ عَلَى قَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ الْكَاهِلِيِّ السَّلَامُ عَلَى بِشْرِ بْنِ عُمَرَ الْحَضْرَمِيِّ السَّلَامُ عَلَى عَابِسِ [عايش‌] بْنِ شِيبٍ الشَّاكِرِيِّ السَّلَامُ عَلَى حَجَّاجِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْجُعْفِيِّ

السَّلَامُ عَلَى عَمْرِو بْنِ خَلَفٍ وَ سَعِيدٍ مَوْلَاهُ السَّلَامُ عَلَى حَسَّانَ بْنِ الْحَارِثِ السَّلَامُ عَلَى مُجَمِّعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَائِدِيِّ السَّلَامُ عَلَى نُعَيْمِ بْنِ عَجْلَانَ

السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ السَّلَامُ عَلَى عُمَرَ بْنِ أَبِي كَعْبٍ السَّلَامُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَوْفٍ الْحَضْرَمِيِّ السَّلَامُ عَلَى قَيْسِ بْنِ مُسْهِرٍ الصَّيْدَاوِيِّ

السَّلَامُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ [قروة] الْغِفَارِيِّ السَّلَامُ عَلَى غَيْلَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَامُ عَلَى قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيِّ السَّلَامُ عَلَى عُمَيْرِ بْنِ كَنَّادٍ السَّلَامُ عَلَى جَبَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَى مُسْلِمِ بْنِ كَنَّادٍ السَّلَامُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَزْدِيِّ السَّلَامُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ حَمَّادٍ الْمُرَادِيِّ السَّلَامُ عَلَى عَاهِرِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ مَوْلَاهُ مُسْلِمٍ

السَّلَامُ عَلَى بَدْرِ بْنِ رَقِيطٍ وَ ابْنَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ وَ عُبَيْدِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَى رُمَيْثِ بْنِ عُمَرَ السَّلَامُ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ مَالِكٍ السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ سَيَّارٍ السَّلَامُ عَلَى قَاسِطٍ وَ كَرِشٍ ابْنَيْ زُهَيْرٍ

السَّلَامُ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ عَتِيقٍ السَّلَامُ عَلَى عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ السَّلَامُ عَلَى مَنِيعِ بْنِ زِيَادٍ السَّلَامُ عَلَى نُعْمَانَ بْنِ عَمْرٍو السَّلَامُ عَلَى جُلَاسِ بْنِ عَمْرٍو السَّلَامُ عَلَى عَامِرٍ بْنِ حليدة [خليدة] [جُلَيْدَةَ]

السَّلَامُ عَلَى زَائِدَةَ بْنِ مُهَاجِرٍ السَّلَامُ عَلَى شَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْشَلِيِّ السَّلَامُ عَلَى حَجَّاجِ بْنِ يَزِيدَ السَّلَامُ عَلَى جوين [جُوَيْرِ] بْنِ مَالِكٍ السَّلَامُ عَلَى ضُبَيْعَةَ بْنِ عَمْرٍو السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ بَشِيرٍ السَّلَامُ عَلَى مَسْعُودِ بْنِ الْحَجَّاجِ

السَّلَامُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ حَسَّانَ السَّلَامُ عَلَى جُنْدَبِ بْنِ حُجَيْرٍ السَّلَامُ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ السَّلَامُ عَلَى زُهَيْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ السَّلَامُ عَلَى قَاسِمِ بْنِ حَبِيبٍ

السَّلَامُ عَلَى أَنَسِ بْنِ كَاهِلٍ الْأَسَدِيِّ السَّلَامُ عَلَى حُرِّ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيِّ السَّلَامُ عَلَى ضَرْغَامَةَ بْنِ مَالِكٍ السَّلَامُ عَلَى زَاهِرٍ [زاهد] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ

 السَّلَامُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَقْطُرَ رَضِيعِ الْحُسَيْنِ السَّلَامُ عَلَى مُنْجِحٍ مَوْلَى الْحُسَيْنِ السَّلَامُ عَلَى سُوَيْدٍ مَوْلَى شَاكِرٍ

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الرَّبَّانِيُّونَ أَنْتُمْ خِيَرَةُ اللَّهِ اخْتَارَكُمُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنْتُمْ خَاصَّتُهُ اخْتَصَّكُمُ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلَى الدُّعَاءِ إِلَى الْحَقِّ وَ نَصَرْتُمْ وَ وَفَيْتُمْ وَ بَذَلْتُمْ مُهَجَكُمْ مَعَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَنْتُمْ سُعَدَاءُ سَعِدْتُمْ وَ فُزْتُمْ بِالدَّرَجَاتِ فَجَزَاكُمُ اللَّهُ مِنْ أَعْوَانٍ وَ إِخْوَانٍ خَيْرَ مَا جَازَى مَنْ صَبَرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ هَنِيئاً لَكُمْ مَا أُعْطِيتُمْ وَ هَنِيئاً لَكُمْ به [بِمَا] حُيِّيتُمْ [حببتم‌] طَافَتْ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَةُ وَ بَلَغْتُمْ بِهَا شَرَفَ الْآخِرَةِ

فَإِذَا أَرَدْتَ وِدَاعَهُ ع فَقُلْ مَا رَأَيْنَاهُ فِي بَعْضِ وِدَاعَاتِهِ [وداعه‌]:

السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا خَالِصَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلَ الظَّمَاءِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا غَرِيبَ الْغُرَبَاءِ يَا عَزِيزَ الْغُرَمَاءِ

السَّلَامُ عَلَيْكَ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ وَ لَا قَالٍ فَإِنْ أَمْضِ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ وَ إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكَ وَ رَزَقَنِي اللَّهُ الْعَوْدَ إِلَى مَشْهَدِكَ وَ الْمُقَامَ بِفِنَائِكَ وَ الْقِيَامَ فِي حَرَمِكَ وَ إِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكُمْ وَ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.

فصل (54) فيما نذكره من صلاة ليلة النصف من شعبان عند الحسين عليه السلام

اعلم اننا كنا نؤثر ان نذكر هذه الصلاة قبل وداع زيارة نصف شعبان لئلا يقع الاشتغال عنها بالزيارة والوداع ومفارقة الامكان، ولكنا رأينا تقدم لفظ الزيارة هاهنا من المهمات وتأخير وداعها عنها خلاف العادات، فذكرناها بالقرب مما يختص بالحسين صلوات الله عليه ليقطع نظر الراغب في عملها فيعتمد عليه، وهي صلاة الحسين صلوات الله عليه.

وقد قدمناها في عمل يوم الجمعة من عمل الأسبوع في الجزء الرابع في دعائها زيادة على ما أشرنا إليه، وهي منقولة من خط محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال ما هذا لفظه:

ونقلت من خط الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون أحسن الله توفيقه ما ذكر انه حذف اسناده قال: ومن صلاة ليلة النصف من شعبان عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليه أربع ركعات، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة و (قل هو الله أحد) خمسين مرة ويقرأهما في الركوع عشر مرات، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك، كما تفعل في صلاة التسبيح، وتدعو بعدها وتقول:

أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي اسْتَجَبْتَ لِآدَمَ وَ حَوَّاءَ حِينَ‌ قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ‌ وَ نَادَاكَ نُوحٌ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ نَجَّيْتَهُ وَ آلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَ أَطْفَأْتَ نَارَ نُمْرُودَ عَنْ خَلِيلِكَ إِبْرَاهِيمَ فَجَعَلْتَهَا عَلَيْهِ‌ بَرْداً وَ سَلاماً

وَ أَنْتَ الَّذِي اسْتَجَبْتَ لِأَيُّوبَ حِينَ نَادَاكَ‌ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‌ فَكَشَفْتَ مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَيْتَهُ‌ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ‌ وَ ذِكْرى‌ لِأُولِي الْأَلْبابِ‌

وَ أَنْتَ الَّذِي اسْتَجَبْتَ لِذِي النُّونِ حِينَ نَادَاكَ‌ فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ‌ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْغَمِّ وَ أَنْتَ الَّذِي اسْتَجَبْتَ لِمُوسَى وَ هَارُونَ دَعْوَتَهُمَا حِينَ قُلْتَ‌ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما وَ أَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَ قَوْمَهُ وَ غَفَرْتَ لِدَاوُدَ ذَنْبَهُ وَ نَبَّهْتَ قَلْبَهُ وَ أَرْضَيْتَ خَصْمَهُ رَحْمَةً مِنْكَ [وَ ذِكْرَى‌]

وَ أَنْتَ الَّذِي فَدَيْتَ الذَّبِيحَ‌ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ‌ حِينَ‌ أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ‌ فَنَادَيْتَهُ بِالْفَرَجِ وَ الرَّوْحِ وَ أَنْتَ الَّذِي نَادَاكَ زَكَرِيَّا نِداءً خَفِيًّا قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَ قُلْتَ‌ وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كانُوا لَنا خاشِعِينَ‌

وَ أَنْتَ الَّذِي اسْتَجَبْتَ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لِتَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِكَ رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي أَهْوَنَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ وَ اسْتَجِبْ لِي كَمَا اسْتَجَبْتَ لَهُمْ بِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ وَ طَهِّرْنِي وَ تَقَبَّلْ صَلَاتِي وَ حَسَنَاتِي وَ طَيِّبْ بَقِيَّةَ حَيَاتِي وَ طَيِّبْ وَفَاتِي وَ اخْلُفْنِي فِيمَنْ أُخَلِّفُ وَ احْفَظْهُمْ رَبِّ بِدُعَائِي وَ اجْعَلْ ذُرِّيَّتِي ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً تَحُوطُهَا بِحِيَاطَتِكَ مِنْ كُلِّ مَا حُطْتَ مِنْهُ ذُرِّيَّةَ أَوْلِيَائِكَ وَ أَهْلَ طَاعَتِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا رَحِيمُ [يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ‌]

يَا مَنْ‌ هُوَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ وَ [هُوَ] عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ رَقِيبٌ وَ مِنْ كُلِّ سَائِلٍ قَرِيبٌ وَ مِنْ كُلِّ دَاعٍ مِنْ خَلْقِهِ مُجِيبٌ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي‌ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ تَمْلِكُ الْقُدْرَةَ الَّتِي عَلَوْتَ بِهَا فَوْقَ عَرْشِكَ وَ رَفَعْتَ بِهَا سَمَاوَاتِكَ وَ أَرْسَيْتَ بِهَا جِبَالَكَ وَ فَرَشْتَ بِهَا أَرْضَكَ وَ أَجْرَيْتَ بِهَا الْأَنْهَارَ وَ سَخَّرْتَ بِهَا السَّحَابَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ خَلَقْتَ بِهَا الْخَلَائِقَ أَسْأَلُكَ‌ بِعَظَمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ أَضَاءَتْ بِهِ الظُّلُمَاتُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَكْفِيَنِي أَمْرَ مَنْ يُعَادِينِي وَ أَمْرَ مَعَادِي وَ مَعَاشِي

وَ أَصْلِحْ يَا رَبِّ شَأْنِي وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَ أَصْلِحْ أَمْرَ وُلْدِي وَ عِيَالِي وَ أَغْنِنِي وَ إِيَّاهُمْ مِنْ خَزَائِنِكَ وَ سَعَةِ رِزْقِكَ وَ فَضْلِكَ وَ ارْزُقْنِي الْفِقْهَ فِي دِينِكَ وَ أَنْفِعْنِي بِمَا نَفَعْتَ بِهِ مَنِ ارْتَضَيْتَ مِنْ عِبَادِكَ وَ اجْعَلْنِي‌ لِلْمُتَّقِينَ إِماماً كَمَا جَعَلْتَ إِبْرَاهِيمَ فَإِنَّ بِتَوْفِيقِكَ يَفُوزُ الْمُتَّقُونَ وَ يَتُوبُ التَّائِبُونَ وَ يَعْبُدُكَ الْعَابِدُونَ وَ بِتَسْدِيدِكَ وَ إِرْشَادِكَ نَجَا الصَّالِحُونَ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَ أَنْتَ وَلِيُّهَا وَ مَوْلَاهَا وَ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا

اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَهَا رَشَادَهَا وَ تَقْوَاهَا وَ نَزِّلْهَا مِنَ الْجِنَانِ أَعْلَاهَا وَ طَيِّبْ وَفَاتَهَا وَ مَحْيَاهَا وَ أَكْرِمْ مُنْقَلَبَهَا وَ مَثْوَاهَا وَ مُسْتَقَرَّهَا وَ مَأْوَاهَا أَنْتَ رَبُّهَا وَ مَوْلَاهَا اللَّهُمَّ اسْمَعْ وَ اسْتَجِبْ بِرَحْمَتِكَ وَ مَنْزِلَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ الْحُجَّةِ الْقَائِمِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ عِنْدَكَ وَ بِمَنْزِلَتِهِمْ لَدَيْكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

فصل (55) فيما نذكره من بيان صفات صلاة الليل في ليلة النصف من شعبان

روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه فيما ذكره عند ذكر شهر شعبان في عمل ليلة النصف منه، فقال: ما هذا لفظه: فإذا صليت صلاة الليل فصل ركعتين وادع بهذا الدعاء وقل:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعِ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفِ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعْدِنِ الْعِلْمِ وَ أَهْلِ بَيْتِ الْوَحْيِ وَ أَعْطِنِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أُمْنِيَّتِي وَ تَقَبَّلْ وَسِيلَتِي فَإِنِّي بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ أَوْصِيَائِهِمَا إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ وَ عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَ لَكَ أَسْأَلُ يَا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّينَ يَا مَلْجَأَ الْهَارِبِينَ وَ مُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ وَ نَيْلِ الطَّالِبِينَ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَاةً كَثِيرَةً طَيِّبَةً تَكُونُ لَكَ رِضًا وَ لِحَقِّهِمْ قَضَاءً اللَّهُمَّ اعْمُرْ قَلْبِي بِطَاعَتِكَ وَ لَا تُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَ ارْزُقْنِي مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ بِمَا وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ وَاسِعُ الْفَضْلِ وَازِعُ الْعَدْلِ لِكُلِّ خَيْرٍ أَهْلٌ

ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْ:

اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَدْعُوُّ وَ أَنْتَ الْمَرْجُوُّ وَ رَازِقُ الْخَيْرِ وَ كَاشِفُ السُّوءِ الْغَفَّارُ ذُو الْعَفْوِ الرَّفِيعِ وَ الدُّعَاءِ السَّمِيعِ أَسْأَلُكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْإِجَابَةَ وَ حُسْنَ الْإِنَابَةِ وَ التَّوْبَةَ وَ الْأَوْبَةَ وَ خَيْرَ مَا قَسَمْتَ فِيهَا وَ فَرَقْتَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فَأَنْتَ بِحَالِي زَعِيمٌ عَلِيمٌ وَ لِي [وَ بِي‌] رَحِيمٌ امْنُنْ عَلَيَّ بِمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ عِبَادِكَ وَ اجْعَلْنِي مِنَ الْوَارِثِينَ وَ فِي جِوَارِكَ [كنفك‌] مِنَ اللَّابِثِينَ فِي دَارِ الْقَرَارِ وَ مَحَلِّ الْأَخْيَارِ

ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْ

سُبْحَانَ الْوَاحِدِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ الْقَدِيمِ الَّذِي لَا بَدْءَ لَهُ الدَّائِمِ الَّذِي لَا نَفَادَ لَهُ الدَّائِبِ الَّذِي لَا فَرَاغَ لَهُ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ خَالِقِ مَا يُرَى‌ وَ مَا لَا يُرَى عَالِمِ كُلِّ شَيْ‌ءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ السَّابِقِ فِي عِلْمِهِ مَا يَهْجُسُ الْمَرْءُ فِي وَهْمِهِ‌

سُبْحانَهُ وَ تَعالى‌ عَمَّا يُشْرِكُونَ‌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُعْتَرِفٍ بِبَلَائِكَ الْقَدِيمِ وَ نَعْمَائِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ أَنْبِيَائِكَ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ أَصْفِيَائِكَ وَ أَحِبَّائِكَ وَ أَنْ تُبَارِكَ لِي فِي لِقَائِكَ

ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْ:

يَا كَاشِفَ الْكَرْبِ وَ مُذَلِّلَ كُلِّ صَعْبٍ وَ مُبْتَدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا وَ يَا مَنْ مَفْزَعُ الْخَلْقِ إِلَيْهِ وَ تَوَكُّلُهُمْ عَلَيْهِ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ وَ ضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ابْدَأْ بِهِمْ فِي كُلِّ خَيْرٍ وَ افْرِجِ هَمِّي وَ ارْزُقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَ حَلَاوَةَ ذِكْرِكَ وَ شُكْرَكَ وَ انْتِظَارَ أَمْرِكَ انْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً [رحمة] مِنْ نَظَرَاتِكَ وَ أَحْيِنِي مَا أَحْيَيْتَنِي مَوْفُوراً مَسْتُوراً وَ اجْعَلِ الْمَوْتَ لِي جَذَلًا وَ سُرُوراً وَ اقْدِرْ لِي وَ لَا تُقَتِّرْ فِي حَيَاتِي إِلَى حِينِ وَفَاتِي حَتَّى أَلْقَاكَ مِنَ الْعَيْشِ سَئِماً وَ إِلَى الْآخِرَةِ قَرِماً إِنَّكَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ

ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ قُلْ بَعْدَهُمَا قَبْلَ قِيَامِكَ إِلَى الْوَتْرِ

اللَّهُمَّ رَبَ‌ الشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ وَ اللَّيْلِ إِذا يَسْرِ بِحَقِّ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمَقْسُومِ فِيهَا بَيْنَ عِبَادِكَ مَا تَقْسِمُ وَ الْمَحْتُومِ فِيهَا مَا تَحْتِمُ أَجْزِلْ فِيهَا قِسَمِي وَ لَا تُبَدِّلِ اسْمِي وَ لَا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَ لَا عَنِ الرُّشْدِ عَمًى وَ اخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ وَ الْقَبُولِ يَا خَيْرَ مَرْغُوبٍ إِلَيْهِ وَ مَسْئُولٍ-

ثُمَّ قُمْ وَ أَوْتِرْ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ دُعَاءِ الْوَتْرِ وَ أَنْتَ قَائِمٌ فَقُلْ قَبْلَ الرُّكُوعِ

اللَّهُمَّ يَا مَنْ شَأْنُهُ الْكِفَايَةُ وَ سُرَادِقُهُ الرِّعَايَةُ يَا مَنْ هُوَ الرَّجَاءُ وَ الْأَمَلُ وَ عَلَيْهِ فِي الشَّدَائِدِ الْمُتَّكَلُ‌ مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‌ وَ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ‌ وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ‌ كَيْفَ أَخَافُ وَ أَنْتَ رَجَائِي وَ كَيْفَ أَضِيعُ وَ أَنْتَ لِشِدَّتِي وَ رَخَائِي

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا وَارَتِ الْحُجُبُ مِنْ جَلَالِكَ وَ جَمَالِكَ وَ بِمَا أَطَافَ الْعَرْشُ مِنْ بَهَاءِ كَمَالِكَ وَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ الثَّابِتِ الْأَرْكَانِ وَ بِمَا تُحِيطُ بِهِ قُدْرَتُكَ مِنْ مَلَكُوتِ السُّلْطَانِ يَا مَنْ لَا رَادَّ لِأَمْرِهِ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ‌ اضْرِبْ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَعْدَائِي سِتْراً مِنْ سِتْرِكَ وَ كَافِيَةً مِنْ أَمْرِكَ يَا مَنْ لَا تَخْرِقُ قُدْرَتَهُ عَوَاصِفُ الرِّيَاحِ وَ لَا تَقْطَعُهُ بَوَاتِرُ الصِّفَاحِ وَ لَا تَنْفُذُ فِيهِ عَوَامِلُ الرِّمَاحِ

يَا شَدِيدَ الْبَطْشِ يَا عَالِيَ الْعَرْشِ اكْشِفْ ضُرِّي يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ وَ اضْرِبْ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَنْ يَرْمِينِي بِبَوَائِقِهِ وَ يَسْرِي [و يسر] إِلَيَّ طَوَارِقُهُ بِكَافِيَةٍ مِنْ كَوَافِيكَ وَ وَاقِيَةٍ مِنْ دَوَاعِيكَ وَ فَرِّجْ هَمِّي وَ غَمِّي يَا فَارِجَ غَمِّ يَعْقُوبَ وَ اغْلِبْ لِي مَنْ غَلَبَنِي يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ‌ وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى‌ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ‌ يَا مَنْ نَجَّى نُوحاً مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ‌

[وَ] يَا مَنْ نَجَّى لُوطاً مِنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ يَا مَنْ نَجَّى هُوداً مِنَ الْقَوْمِ الْعَادِينَ يَا مَنْ نَجَّى مُحَمَّداً مِنَ الْقَوْمِ الْمُسْتَهْزِئِينَ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ شَهْرِنَا هَذَا وَ أَيَّامِهِ الَّذِي كَانَ رَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَدْأَبُ فِي صِيَامِهِ وَ قِيَامِهِ مَدَى سِنِيهِ وَ أَعْوَامِهِ أَنْ تَجْعَلَنِي فِيهِ مِنَ الْمَقْبُولِينَ أَعْمَالَهُمْ الْبَالِغِينَ فِيهِ آمَالَهُمْ وَ الْقَاضِينَ فِي طَاعَتِكَ آجَالَهُمْ

وَ أَنْ تُدْرِكَ بِي صِيَامَ الشَّهْرِ الْمُفْتَرَضِ شَهْرِ الصِّيَامِ عَلَى التَّكْمِلَةِ وَ التَّمَامِ وَ اسْلَخْهَا بِانْسِلَاخِي مِنَ الْآثَامِ فَإِنِّي مُتَحَصِّنٌ بِكَ ذُو اعْتِصَامٍ بِأَسْمَائِكَ الْعِظَامِ وَ مُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ الْكِرَامِ أَهْلِ النَّقْضِ وَ الْإِبْرَامِ إِمَامٍ مِنْهُمْ بَعْدَ إِمَامٍ مَصَابِيحِ الظَّلَامِ وَ حُجَجِ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ الْأَنَامِ عَلَيْهِمْ مِنْكَ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامُ

اللَّهُمَّ وَ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ الْمَشَاعِرِ الْعِظَامِ أَنْ تَهَبَ لِيَ اللَّيْلَةَ الْجَزِيلَ مِنْ عَطَائِكَ وَ الْإِعَاذَةَ مِنْ بَلَائِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ الْأَوْصِيَاءِ الْهُدَاةِ الدُّعَاةِ الرُّعَاءِ وَ أَنْ لَا تَجْعَلَ حَظِّي مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ تِلَاوَتَهُ وَ اجْعَلْ حَظِّي مِنْهُ إِجَابَتَهُ‌ إِنَّكَ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ.

أقول و رأيت في كتاب عتيق بمشهد مولانا علي ع رواية نافلة الليل على هذه الصفات و الدعوات عن مولانا زين العابدين ع و فيها أن هذا الفصل يقوله من بعد الفراغ من ركعة الوتر و هو اللهم يا من شأنه الكفاية إلى آخره.

فصل (56) فيما نذكره من تمام احياء ليلة النصف من شعبان وما يختم به من التوصل في سلامتها من النقصان

اعلم أن من وفق  [للعمل‌] كلما [كما] ذكرناه على الوجه الذي يليق بمراقبة الله جل جلاله وذكر العقل والقلب بان الله جل جلاله يراه فإنه يستبعد ان يبقى معه شئ من هذه الليلة المذكورة خاليا عن الأعمال المبرورة، وإن كان له عذر عن بعض ما رويناه وشرحناه أو كان عمله له على عادة أهل الغفلة في صورة العمل والقلب مشغول بدنياه، فربما بقي معه وقت من هذه الليلة فإياه، ثم إياه ان يضيعه بما يضره من الحركات والسكنات أو بما لا ينفعه بعد الممات.

فقد قدمنا في الروايات المتظاهرات ان هذه الليلة من الأربع ليال التي تحيى بالعبادات،

وَ رَأَيْتُ فِي حَدِيثٍ خَاصٍّ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحْيَا لَيْلَةَ الْعِيدِ وَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ.

فان غلبك النوم بغير اختيارك حتى شغلك عن بعض عبادتك ودعائك واذكارك، فليكن نومك لأجل طلب القوة على العبادة كنوم أهل السعادة ولاتنم كالدواب على العادة، فتكون متلفا بنوم الغافلين ما ظفر به من احيائها من العارفين.

واما ما يختم به هذه الليلة:

فقد قدمنا عدة خاتمات لأوقات معظمات فاعمل على ما قدمناه، ففيه كفاية لمن عرف مقتضاه، ونزيد هاهنا ان نقول الآن إذا كان أواخر هذه الليلة نصف شعبان،

فاجعل تسليم أعمالك إلى من تعتقد انه داخل بينك وبين الله جل جلاله في آمالك وتوسل إليه وتوجه إلى الله جل جلاله باقبالك عليه، في أن يسلم عبادتك من النقصان ويحملها بالعفو والغفران، ويفتح بها (لها) أبواب القبول ويرفعها في معارج درجات المأمول، ولا تحسن ظنك بنفسك وبطاعتك.

فكم من عمل قد عملته في دنياك بغاية اجتهادك وإرادتك ثم بانت لك في من العيوب، وغلط العقول والقلوب ما تعجب من الغفلة عنه، فكيف إذا كان الناظر في عملك الله جل جلاله الذي لا يخفى عليه شئ منه.

فصل (57) فيما نذكره من فضل صوم خمسه عشر يوما من شعبان 

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر ابن بابويه فيما ذكره في كتاب أماليه وكتاب ثواب الأعمال باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: وَ مَنْ صَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ نَادَاهُ رَبُّ الْعِزَّةِ وَ عِزَّتِي لَا أَحْرَقْتُكَ بِالنَّارِ.

فصل (58) فيما نذكره من عمل الليلة السادسة عشر من شعبان‌

وَجَدْنَا ذَلِكَ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ السَّادِسَةَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَرَّةً وَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي مَنْ صَلَّى هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ أَعْطَيْتُهُ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتُكَ عَلَى نُبُوَّتِكَ وَ بَنَى لَهُ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ قَصْرٍ.

فصل (59) فيما نذكره من فضل صوم ستة عشر يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ فِي كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أَطْفَى اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ بَحْراً مِنَ النِّيرَانِ.

فصل (60) فيما نذكره من عمل الليلة السابعة عشر من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إِحْدَى وَ سَبْعِينَ مَرَّةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ سَبْعِينَ مَرَّةً فَإِنَّهُ لَا يَقُومُ مِنْ مَقَامِهِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ وَ لَا يَكْتُبُ عَلَيْهِ خَطِيئَةً.

فصل(61) فيما نذكره من فضل صوم سبعة عشر يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ غُلِّقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ النِّيرَانِ كُلُّهَا.

فصل(62) فيما نذكره من عمل الليلة الثامنة عشر من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَضَى اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَاجَةٍ يَطْلُبُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَ إِنْ كَانَ قَدْ خَلَقَهُ شَقِيّاً فَجَعَلَهُ سَعِيداً وَ إِنْ مَاتَ فِي الْحَوْلِ مَاتَ شَهِيداً.

فصل (63) فيما نذكره من فضل صوم ثمانية عشر يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ كُلُّهَا.

فصل(64) فيما نذكره من عمل الليلة التاسعة عشر من شعبان‌

 وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ التَّاسِعَةَ عَشَرَ مِنْ شَعْبَانَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ‌ خَمْسَ مَرَّاتٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَ مَا تَأَخَّرَ وَ يَتَقَبَّلُ مَا يُصَلِّي بَعْدَ ذَلِكَ وَ إِنْ كَانَ لَهُ وَالِدَانِ فِي النَّارِ أَخْرَجَهُمَا.

فصل(65) فيما نذكره من فضل صوم تسعة عشر يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أُعْطِيَ سَبْعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ مِنَ الْجِنَانِ مِنْ دُرٍّ وَ يَاقُوتٍ.

فصل(66) فيما نذكره من عمل الليلة العشرين من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً فَوَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَرَى فِي الْمَنَامِ وَ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ يُحْشَرُ مَعَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ.

فصل(67) فيما نذكره من فضل صوم عشرين يوما من شعبان‌

14 رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ زُوِّجَ تِسْعِينَ أَلْفَ زَوْجَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ.

فصل(68) فيما نذكره من عمل الليلة الحادية و العشرين من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الْحَادِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ- ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَ يَرْفَعُ لَهُ بِعَدَدِ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَجَاتِ وَ يَمْحُو عَنْهُ مِنَ السَّيِّئَاتِ بِعَدَدِ ذَلِكَ.

فصل (69) فيما نذكره من فضل صوم إحدى و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ رَحَّبَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَ مَسَحَتْهُ بِأَجْنِحَتِهَا.

فصل (70)فيما نذكره من عمل الليلة الثانية والعشرين من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى اسْمَهُ فِي أَسْمَاءِ الصِّدِّيقِينَ وَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَةِ الْمُرْسَلِينَ وَ هُوَ فِي سِتْرِ اللَّهِ تَعَالَى.

فصل (71) فيما نذكره من فضل صوم اثنين و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ اثْنَيْنِ وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ كُسِيَ سَبْعِينَ أَلْفَ حُلَّةٍ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ‌.

فصل(72) فيما نذكره من عمل الليلة الثالثة و العشرين من شعبان‌

 وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ مَرَّةً يَنْزِعُ اللَّهُ تَعَالَى الْغِلَّ وَ الْغِشَّ مِنْ قَلْبِهِ وَ هُوَ مِمَّنْ‌ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ‌ وَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ تَعَالَى وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَ ذَكَرَ حَدِيثاً طَوِيلًا.

فصل (73) فيما نذكره من فضل صوم ثلاثة و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ ثَلَاثَةً وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أُتِيَ بِدَابَّةٍ مِنْ نُورٍ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ قَبْرِهِ فَيَرْكَبُهَا طَيَّاراً إِلَى الْجَنَّةِ.

فصل (74)فيما نذكره من عمل الليلة الرابعة و العشرين من شعبان‌

 وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَ النَّجَاةِ مِنَ الْعَذَابِ وَ عَذَابِ الْقَبْرِ وَ الْحِسَابِ الْيَسِيرِ وَ زِيَارَةِ آدَمَ وَ نُوحٍ وَ النَّبِيِّينَ وَ الشَّفَاعَةِ.

فصل(75) فيما نذكره من فضل صوم أربعة و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ أَرْبَعَةَ وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ- شُفِّعَ فِي سَبْعِينَ أَلْفاً مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ.

فصل(76) فيما نذكره من عمل الليلة الخامسة و العشرين من شعبان‌

 وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الْخَامِسَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ أَلْهَيكُمُ التَّكَاثُرُ مَرَّةً أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ثَوَابَ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ ثَوَابَ سَبْعِينَ نَبِيّاً.

فصل (77)فيما نذكره من فضل صوم خمسة و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ يُعْطَى بَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ.

فصل(78) فيما نذكره من عمل الليلة السادسة و العشرين من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ السَّادِسَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ آمَنَ الرَّسُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ عَافَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ آفَاتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ يُعْطِيهِ اللَّهُ تَعَالَى سِتَّةَ أَنْوَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

فصل (79)فيما نذكره من فضل صوم ستة و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ سِتَّةً وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ.

فصل(80) فيما نذكره من عمل الليلة السابعة و العشرين من شعبان‌

وَجَدْنَا ذَلِكَ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَ رَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَ تَوَّجَهُ بِتَاجٍ مِنْ نُورٍ.

فصل(81)فيما نذكره من فضل صوم سبعة و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ سَبْعَةً وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ.

فصل (82)فيما نذكره من تأكيد صيام ثلاثة أيام من آخر شعبان‌

اعلم أننا قدمنا أنه يستحب لمن صام شهر شعبان أن يفصل بينه و بين شهر رمضان بيوم أو يومين و ذكرنا هاهنا ما فتح علينا من تأويل ذلك و نحن نورد فضل هذه الأيام الثلاثة من آخره و لعلها يختص لمن لم يصم شهر شعبان كله.

رَوَيْنَاهَا بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَيْهِ مِنْ كِتَابِ مَنْ لَا يَحْضُرُهُ الْفَقِيهُ فِي ثَوَابِ صَوْمِ شَعْبَانَ- فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ قَالَ الصَّادِقُ ع‌ مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ آخِرِ شَعْبَانَ وَ وَصَلَهَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ صِيَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.

فصل(83) فيما نذكره من عمل الليلة الثامنة و العشرين من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ الثَّامِنَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ [الْمُعَظِّمِ‌] أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مَرَّةً يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْقَبْرِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ أَهْوَالَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

فصل (84)فيما نذكره من فضل صوم اليوم الثامن و العشرين من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ‌ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ ثَمَانِيَةً وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

فصل(85) فيما نذكره من عمل الليلة التاسعة و العشرين من شعبان‌

 وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَلَّى فِي اللَّيْلَةِ التَّاسِعَةِ وَ الْعِشْرِينَ مِنْ شَعْبَانَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَ أَلْهَيكُمُ التَّكَاثُرُ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ثَوَابَ الْمُجْتَهِدِينَ وَ ثَقَّلَ مِيزَانَهُ وَ يُخَفِّفُ عَنْهُ [عليه‌] الْحِسَابَ وَ يَمُرُّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ.

فصل(86) فيما نذكره من فضل صوم تسعة و عشرين يوما من شعبان‌

رَوَيْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: وَ مَنْ صَامَ تِسْعَةً وَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ نَالَ رِضْوَانَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ.

فصل(87) فيما نذكره من عمل الليلة الثلاثين من شعبان‌

وَجَدْنَاهُ مَرْوِيّاً عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الثَّلَاثِينَ مِنْ شَعْبَانَ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ص مِائَةَ مَرَّةٍ فَوَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ مَدِينَةٍ فِي جَنَّةِ النَّعِيمِ وَ لَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ عَلَى إِحْصَاءِ ثَوَابِهِ مَا قَدَرُوا وَ قَضَى اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حَاجَةٍ.

فصل(88) فيما نذكره من فضل صوم يوم الثلاثين من شعبان‌

رَوَيْنَا ذَلِكَ بِإِسْنَادِنَا إِلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ أَمَالِيهِ وَ كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ: وَ مَنْ صَامَ يَوْمَ الثَّلَاثِينَ مِنْ شَعْبَانَ نَادَاهُ جَبْرَئِيلُ ع مِنْ قُدَّامِ الْعَرْشِ يَا هَذَا اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ عَمَلًا جَدِيداً فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى وَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِكَ وَ الْجَلِيلُ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ لَوْ كَانَ ذُنُوبُكَ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ قَطْرِ الْأَمْطَارِ وَ وَرَقِ الْأَشْجَارِ وَ عَدَدَ الرَّمْلِ وَ الثَّرَى وَ أَيَّامِ الدُّنْيَا لَغَفَرْتُهَا لَكَ‌ وَ ما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ بَعْدَ صِيَامِكَ شَهْرَ شَعْبَانَ.

فصل (89)فيما نذكره مما يختم به شهر شعبان‌

اعلم أننا ذكرنا في الجزء الخامس عند عمل كل شهر ما لا غنى لمن يريد مراقبة الله جل جلاله عنه و روينا أخبارا أن عمل كل شهر يرفع إلى الله جل جلاله في آخر خميس منه فينبغي الاجتهاد في آخر خميس من شعبان في تطهير سرائرك التي هي عيار الأعمال في الزيادة و النقصان و الأعمال بالنيات و تستدرك فارطها و تتم نقصانها بغاية الإمكان و تعرضها مع ما يصل الجهد إليه عرض الخائف من ردها عليه فإن لم يكن في أعمالنا إلا أن نشاطنا لمطالبنا الدنيوية و اشتغالنا بشهواتها الطبيعية أرجح من مهمات الله جل جلاله و من مراداته و فرحنا بقضاء حاجتنا الفانية أكثر من سرورنا بخدمة الله عز اسمه و طاعاته

و هذا سقم ظاهر لا ريب فيه و بعيد أن تخلو الأعمال من دواهيه و يكون تسليم عملك آخر يوم خميس من شعبان إلى الذين تعرض عليهم الأعمال في ذلك اليوم من ثواب الرحمن و يسلمها إليهم تسليم ضيفهم و عبدهم و ضيعة [صنيعة] رفدهم و رعيتهم الهارب من نفسه و هواه و من عدل مولاه إلى الدخول في ظلهم و التمسك بأذيال مجدهم و فضلهم و مع عرض الأعمال آخر خميس من هذا الشهر كما ذكرناه فلا بد أن تعرضها في أجزاء الشهر عرضا آخر بالاستظهار الذي حررناه فلقد قدمنا في الجزء الأول من هذا الكتاب ما يدل على ما يعرفه الإنسان من نفسه من سوء الآداب على مالك يوم الحساب.

فَرُوِّينَا أَنَّهُ يُنَادِي مَلَكٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ أَيُّهَا النَّاسُ قُومُوا إِلَى نِيرَانِكُمُ الَّتِي أَوْقَدْتُمُوهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ فَأَطْفِئُوهَا بِصَلَاتِكُمْ.

و أنت تعلم ما بين الظهرين و بين العشاءين من الوقت اليسير و مع هذا فهذا الحديث يقتضي أنه ما يسلم العبد فيما بين هذين الوقتين من حال يقتضي استحقاق النار و خطرها الكبير فاعرض من عمل هذا الشهر السعيد عند آخر يوم منه عرض أعمال لئام العبيد على مولاهم العظيم المجيد و عرض أعمال أهل الإباق و التشرد و الجفاء على مالك ما عاملهم بغير الصفاء و الوفاء و ستر العيوب و التجاوز عن المعاجلة عن الذنوب

يقول سيدنا السيد الإمام الأوحد البارع الورع الفاضل الكامل‌ الفقيه العلامة أوحد دهره و فريد عصره علامة الوقت رضي الدين ركن الإسلام شرف السادة جمال العارفين أفضل المجتهدين سند الطائفة بن البتول و قرة عين الرسول ذو الحسبين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس أسعده الله بالإقبال و القبول و بلوغ المأمول بمحمد و آله

و هذا آخر ما اقتضاه حكم الامتثال لمراسم الموفق لنا و مالك العناية بنا في ذكر الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة واحدة كل سنة في هذا المجلد من الفضل المجدد و الثواب المخلد و عسى أن يقول بعض أهل الكسالة و الجاهلين بمعرفة مالك الجلالة و حقوق صاحب الرسالة و المحجوبين عن علم ما بين أيدي العباد من أحوال الخاتمة و أهوال المعاد إن في أيديهم المصباح و غيره من المصنفات ما ليس عندهم نشاط للرغبة إليه فأي حاجة كانت إلى زيادة عليه

فأقول إن الذي أودعناه كتابنا هذا ما هو مجرد زيارات و عبادات و لا كان المقصود جمع صلوات و دعوات و إنما ضمناه ما لم يعرف فيما وقفنا عليه المخالف و المؤالف مثل الذي هدانا الله جل جلاله بتصنيفه إليه من كيفيات [كيفية] معاملات الله جل جلاله بالإخلاص في عبادته و من عيوب الأعمال التي تفسد العمل و تخرجه من طاعة الله جل جلاله إلى معصيته و من ترتيب الأبواب و الفصول على وصف غريب في المأمول و المقبول و من ذكر أسانيد لبعض ما يستغرب من الروايات و من فضائل كانت مستورة للعبادات و من تعظيم الله جل جلاله تعظيما يستصغر معه عمل كل عامل و من تعظيم لرسوله ص يعرف به قدر حقه الكامل و من تعظيم لنوابه ص بما لم نجد مثله مجتمعا في كتب الأواخر و الأوائل و إذا وقفت على ما اشتمل عليه وجدت تحقيق ما أشرنا إليه.

فصل‌

مع أنني أقول إن الله جل جلاله أنزل كتبه الشريفة و بعث رسله ص بالعبادات و السعادات المنيفة و علم أن أكثر عباده لا يقبلون و لا يعلمون و لا ينتفع بذلك إلا الأقلون‌ و لم يمنعه إعراض الأكثرين و لا جهل الجاهلين و لا معاندة الجاحدين من إنزال الكتب و إرسال المرسلين و نحن على ذلك السبيل سائرون و به مهتدون و مقتدون و إليه ناظرون و بين يديه حاضرون و له عاملون و إليه داعون و به راضون و إلى القدوم عليه صائرون‌ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ‌.

فصل‌

و اعلم أنه لو كان علم إنسان أن قماشا قد كسد بين العباد في بلد من البلاد حتى لا ينفق بينهم و لو بذل صاحبه فيه غاية الاجتهاد و يعلم أنه يأتي يوم ينفق ذلك القماش فيه و يبلغ اليسير منه أضعاف ثمنه لطالبيه فهل يمنعه من لم يعرف ما عرف مما يئول حال القماش [من يحصل القماش‌] إليه و تأليفه و إحرازه و الحرص عليه و نحن على يقين أن لهذا الذي صنفناه وقت نفاق و ميدان سباق و عقبات ندامات على التفريط في تحصيل القماش الذي رغبنا في جمعه و دعونا العباد إلى نفعه.

فصل‌

مع أن الذي عملنا هذا العمل لأجله قد كان سلفنا أجره أكثر من استحقاقنا على فعله و أعطانا في الحال الحاضرة ما لم تبلغ آمالنا إلى مثله و وعدنا وَعْدَ الصِّدْقِ‌ بما لا تعلم‌ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ‌ من فضله فقد استوفينا أضعاف أجره ما صنفناه و وضعناه [وصفناه‌] و مهما حصل بعد ذلك إذا عمل عامل بمقتضاه و رغب فيما رغبناه فهو مكسب على ما وهبناه و مثال ما ذكرناه أن يستأجر بعض الملوك بناء يبني له دارا لحسب [بحسب‌] رضاه و يسلم إليه أجرته أضعاف ما يستحقه على ما بناه فإن البناء لما [لا] يهم بسكنى الدار بعد فراغه منها و ليس عليه التوصل في أن يسكنها الناس أو يعرضوا عنها.

فصل‌

و نحن كان مرادنا من هذا العمل امتثال أمر مولانا جل جلاله في دعاء عباده إلى مراده و تعظيم جلاله و حقوق إسعاده و إرفاده و تعظيم رسوله صلوات الله عليه و آله و نوابه في بلاده و كان أقصى آمال هذه الأعمال أن يرضاها الله جل جلاله لخدمته و أن يرانا أهلا لعبادته و أن يشرفنا بإثبات اسمنا في الدعاة إلى طاعته و أن يذكرنا في حضرة رحمته و نرجو أن نكون قد ظفرنا بما هو جل جلاله أهله و شملنا حلمه و كرمه و فضله.

فصل‌

الثماني مجلدات لم يكن لها عندي مسودات على عادة من يريد التصنيف و يرغب في التأليف و إنما كان عندنا ناسخ نملي ما يجريه الله جل جلاله على خاطرنا من المقال و ما يفتحه على سرائرنا من أبواب الإقبال أو نكتبه في رقيعات و ينقله الناسخ في الحال و أما ما كنا نحتاج إلى روايته من الأخبار المنقولات أو نذكره من الدعوات فتارة كنا نميله [نمليه‌] على الناسخ من الكتاب الذي روينا عنه أو أخذناه منه و تارة ندل الناسخ على المواضع التي نريد خدمة الله جل جلاله فضل أطرافها و تكميل أوصافها فينقلها من أصولها كما عرفناه من تحصيلها فالمبيضة التي كتبها الناسخ في [هي‌] مسودة المصنفات المذكورات فإن وجد فيها خلل فلعل ذلك لأجل هذه القاعدة المخالفة لعادات المصنفين.

فصل‌

و يقول الآن العبد المملوك لمالك رقه و القادر على عتقه قد امتثلت مرسومك اللهم فيما اعتمدت عليه مجتهدا بك في الإخلاص فيما هديتني إليه و أنا أعرضه [أعرض عنه‌] بوسيلة رحمتك على أيدي من ذكرته فيه من خاصتك و من لم أذكره من الرسائل [الوسائل‌] إلى موافقة إرادتك و أسألك أن تقبل ما عملته بما وهبتني من قوتك و صنفته بهدايتك أفضل ما قبلته ممن شرفته بإقبالك عليه و أتحفته و عرفته قدر المنة عليه و ألهمته ما تريد منه و ترضى به عنه و قد بعثت بهذا العمل إمام القدوم إليك و أنا مشتاق إلى لقائك و المجي‌ء إليك

تخلفت ستين سنة في دار الفناء يشغلني عنك شي‌ء من الأهوال و قد خفت من قولك جل جلالك‌ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ‌ فآمني مما أحب إلى الأمان منه يا من لا يخيب لديه السائلون و كان آخر هذا الإملاء الصادر عن المراحم و العواطف الإلهية يوم الإثنين ثالث عشر من جمادى الأول سنة خمسة و ست مائة و نحن ضيوف معروف شرف الأبواب الحسينية و جيران تحف الأعتاب المقدسة و قد زهرنا [بهرنا] جلالة استصلاح الله جل جلاله لنا ثوابه و تأهيلنا لمشافهة بوابه [ثوابه‌]

و الحمد لله جل جلاله كما هو أهله جل جلاله و نسأله أن يختم لنا بما هو أهله برحمته [أهل رحمته‌] و جوده و فضله و صلواته على سيدنا و جدنا محمد بن عبد الله سيد المرسلين و على سلفنا [سادتنا] و ملوكنا و آله و أهل بيته الطاهرين المعصومين و المهديين الخيرين الفاضلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky