الاجتهاد: كل من رأى المسيرات المليونية في إيران يقر أنه لم تحصل مثل هذه المسيرات لا في التاريخ ولا في الحاضر لأي زعيم من زعماء العالم، وهذا يعبر عن تجذر الخط وأهمية ارتباط الناس بهذا الخط”.
أحيا “حزب الله” ذكرى أربعين عضو قيادة منطقة البقاع في الحزب الشيخ رضا غريب، في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك، في حضور وزير الصحة العامة حمد حسن، النواب: حسين الحاج حسن، علي المقداد، إبراهيم الموسوي وإيهاب حمادة، نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ومسؤول منطقة البقاع حسين النمر، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، وفاعليات دينية واجتماعية.
وألقى الشيخ قاسم كلمة استهلها بموعظة دينية، معتبرا أن “السياسة بلا موعظة لا قيمة لها، لأن الموعظة تصحح المسار والطريق”.
ثم رثى الراحل قائلا: “الشيخ رضا غريب عمل بروحية الإسلام المحمدي الأصيل، والتحق بمسيرة الجهاد في حزب الله منذ البداية، وكان من الرعيل الأول الذي حمل مهمة تأسيس هذا العمل لمصلحة الاستمرار في نهج صحيح ومستقيم”.
“ورأى أن أميركا هي مسبب الأزمات والمصائب والفوضى ومشاكل الشعوب في منطقتنا وفي العالم في الزمن المعاصر” |
وحقيقة يطلق عليها الشيطان الأكبر، وهذه صفة واقعية وصحيحة، لأنه ما من بلد تدخلت فيه أميركا إلا وخربته، بلد تدخل إليه لتسرق النفط، وبلد تدخل إليه لتسرق الاقتصاد، وبلد تدخل إليه لتسرق القرار السياسي، بحيث أن كل بلدان العالم لها مشاكل مع الإدارة الأميركية، من روسيا إلى الصين إلى فنزويلا إلى البلدان العربية والإسلامية. وحتى أصدقاء أميركا لهم مشاكل معها، والغدة السرطانية إسرائيل قائمة بسبب أميركا.
أميركا تشارك الشعوب لتسلبهم خيراتهم ولا تعطيهم شيئا، لم تعط أميركا وعدا وصدقت به، وتوقع معاهدات وتخالفها من بدايتها إلى نهايتها، كما حصل بالاتفاق النووي، كل ذلك من موقع التسلط والاستئثار، إذا، أميركا هي مسببة للمشاكل وليست صانعة للحلول”.
وقال: “الحمد لله الذي أكرمنا بالشهادة العظيمة للفريق الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي ومن معهما، لأن هذه الشهادة أوجدت حياة جديدة، وأثمرت دماء طاهرة، وحركت الملايين في الشارع في إيران والعراق وفي أماكن أخرى، لتقول الحناجر بلغة واحدة لا لأميركا في منطقتنا، وهذه من ثمار شهادة الحاج قاسم، حيث تحولت الدماء إلى عطاءات وحيوية.
كل من رأى المسيرات المليونية في إيران يقر أنه لم تحصل مثل هذه المسيرات لا في التاريخ ولا في الحاضر لأي زعيم من زعماء العالم، وهذا يعبر عن تجذر الخط وأهمية ارتباط الناس بهذا الخط”.
أضاف: “بالأمس رأينا المسيرات المليونية في العراق ليقول الشعب العراقي، إنه يرفض الاحتلال الأميركي، وليقول إنه مع إيران في نهجها من أجل الاستقلال والمقاومة، وضد الاحتلال الأميركي والاحتلالات المختلفة، وهذه قوة حقيقية. أميركا تخطط، ولكن لا يعني هذا أنها ستنجح، وأننا على ضعفنا نصمد ونصبر، ويعطينا الله تعالى النتائج العظيمة والإيجابية بصبرنا وبصمودنا”.
وسأل: “من قال إن أميركا تقرر فتنج؟ أميركا قررت حربا ضد لبنان من خلال إسرائيل سنة 2006 وفشلت، وأميركا قررت أن تأتي بداعش إلى المنطقة لتخضع الجميع بسلاح التكفير، فانكسر التكفير والتكفيريون، وخسرت أميركا، وقررت أميركا بأساطيلها أن تهدد وترعب، وإذ بالجمهورية الإسلامية تسقط لها طائرة، وتقصف قاعدتها عين الأسد، ولا تستطيع أميركا أن ترد على هذه العزة والصمود، لأنها تعلم أن إيران لن تسكت وسترد إذا ردت أميركا، وهذا دليل أننا بإمكاننا أن نصنع مستقبلنا بدون تدخل أميركا وبدون شروطها”،
مضيفا: “ومن قال لكم في لبنان إن أميركا لها آراء، وهي التي تقرر شكل الحكومة وكيفية العمل فيها؟ أثبتت التجارب أن الحكومة تشكلت بإرادة الشعب اللبناني وخياراته، ولم تشكل على القياس الأميركي، أعجب ذلك أميركا أم لم يعجبها، وضعت الشروط أم لم تضع الشروط”.
وقال: “لو أجرينا مقارنة بين محور المقاومة وأميركا وإسرائيل خلال 30 سنة ماضية، يتبين أننا تقدمنا في محور المقاومة، وأن أميركا وإسرائيل تراجعا في هذه المواجهة، لأننا أصحاب حق، ولنا إرادة أن نواجه بحقنا”، داعيا إلى أن “نكون يقظين، لأن إسرائيل تحاول أن تستغل انشغال العالم في هذه المعركة الوهمية، التي صنعتها أميركا في البلدان المختلفة، من أجل أن تسرق فلسطين وأرض فلسطين، وتشرعن هذا البلد لكيانها، وتحاول أن تصرف النظر بأنها صديقة العالم، ويجتمعون معها ويأتون إليها، بينما الآخرون هم الذين يخالفون الاتجاه الدولي”،
مؤكدا “لن ننسى أن إسرائيل محتلة، ولن نتوقف عن مقاومة إسرائيل، وسنبقى مع المقاومين الشرفاء، نعمل للتحرير والحماية، من أجل أن نحصل على حقوقنا غير منقوصة، ومن أجل أن نساعد المقاومين في منطقتنا ليحصلوا على حقوقهم غير منقوصة”.
وتطرق إلى الشأن الحكومي، فقال: “أما الحكومة اللبنانية، فالحمد لله أنها أبصرت النور في زمن قياسي، بالمقارنة مع الحكومات الأخرى، التي تطلبت أشهرا طويلة”، مؤكدا أن “هذه الحكومة هي حكومة لبنان، لأن اختيارها تم من خلال المجلس النيابي، من خلال ممثلي الشعب، وفق الآليات الدستورية المعروفة، أما أن يقولوا عنها حكومة اللون الواحد، أو حكومة الحزب، أو حكومة فريق، فهذه الدعايات لا قيمة لها، ولا تغير في المعادلة شيئا، لكنها صرخاتهم من ألم تشكيل الحكومة لمصلحة لبنان، لأن بعض الأفرقاء في لبنان يقبلون بالفوضى ويساهمون بالفوضى، على أن تكون الحكومة نشطة وتعمل من أجل مصلحة لبنان، لأنهم ليسوا جزءا منها، هذه مشكلتهم وليست مشكلة الحكومة”.
وأكد: أن “الحكومة تقيم بعملها، وهي تقدم برنامجها، ويجب أن نعطيها الفرصة الكاملة لتقول ما لديها، وتعمل على أساس الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية والأزمات المجتمعة، التي نعيشها. بعض الرافضين للحكومة لا يعجبهم العجب، ويفضلون الفوضى، لأنهم ليسوا شركاء، أو لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في تشكيل الحكومة، أنا أعتقد أن الحكومة ستنهض، وكل هذا الصراخ لا يقدم ولا يؤخر”.
وقال: “بعض المشاغبين والمعتدين على الأملاك العامة والخاصة، لا يستطيعون تغيير مسار بلد، ولا خيارات شعب، هذه الحكومة يجب أن تأخذ فرصتها لتقدم وتعمل لمصلحة الناس”.
أضاف: “بكل وقاحة يتحرك وزير الخارجية الأميركي بومبيو، ليبدي قلقا من حزب الله في لبنان على الحكومة، في الوقت الذي عاش لبنان كل هذا القلق بسبب التدخل الأميركي في شؤونه، وخرجت الحكومة بصيغتها الحالية بسبب مشاركة حزب الله الفعالة بالتعاون مع الأفرقاء، مع الذين يريدون إعمار ونهضة البلد، على كل حال، علينا أن نمشي ولا نلتفت كثيرا إلى الاتهامات من هنا وهناك”.
وختم: “نحن مصممون أن نعمل لمصلحة الناس، والحكومة بكل أطرافها تتحمل المسؤولية الكاملة لتحقيق مطالب الحراك الشعبي والناس، من الذين تظاهروا صادقين ومتألمين، ويجب أن يلحظ هذا دائما. ولكن على الحكومة أن لا تلتفت كثيرا إلى أولئك الذين لا يريدون إلا الفوضى في لبنان، نحن من أنصار قيام الدولة ونجاح الحكومة، ولسنا من أنصار أصحاب الفوضى للمصالح الذاتية، وإن شاء الله تنجح هذه الحكومة في عملها، وعلينا أن نعطيها الفرصة”.
المصدر: وكالة الوطنية للإعلام + الاجتهاد.