الاجتهاد: إن الوقت الحالي بمتغيراته وتحدياته الكبيرة يمثل فرصة جيدة لإحياء هذه المناسبة، خصوصاً وان الحوزة والمرجعية تتعرض اليوم لهجمة شرسة تحاول النيل من هيبتها والمساس بمكانتها الروحية في قلوب المسلمين، لافتاً الى أهمية ان تتناسب تلك الفعاليات مع مستوى المناسبة المحتفى بها وان تتسع رقعة المشاركة الى عدة محافظات نظرا لسعة تأثير الحوزة العلمية في النجف الاشرف ومكانتها على الصعيد المحلي والعالمي.
دعا المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في العراق إلى الاستعداد لإحياء ذكرى الالفية الأولى لتأسيس الحوزة العلمية في النجف الأشرف، مستذكراً دور العلماء الماضين وجهودهم المخلصة في الحفاظ على الوجود الإسلامي فضلاً عن رسم الملامح الصحيحة للرسالة الإسلامية السمحاء في عصر الغيبة الكبرى بعيداً عن التشويه والتزييف الذي يقوم به الأعداء.
وأكدَّ سماحته على ضرورة أن يكون لعلماء الحوزة الشريفة والمؤسسات الإسلامية والنخب الاكاديمية دور محوري في احياء هذه المناسبة العظيمة من خلال القيام بعدة فعاليات منها:
إقامة المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية لاستذكار سير العلماء الماضين واستعراض مواقفهم في المنعطفات التاريخية الحرجة التي واجهت الامة الإسلامية من أجل استنباط العبر والدروس منها الحافلة بالجهد والمثابرة ومواجهة التحديات ، وتصنيف التراث الكبير الذي انتجته الحوزة العلمية في مختلف حقول العلم والمعرفة وطباعة نماذج منها، وغيرها من الفعاليات”
وأشار آية الله اليعقوبي” الى ان الوقت الحالي بمتغيراته وتحدياته الكبيرة يمثل فرصة جيدة لإحياء هذه المناسبة، خصوصاً وان الحوزة والمرجعية تتعرض اليوم لهجمة شرسة تحاول النيل من هيبتها والمساس بمكانتها الروحية في قلوب المسلمين، لافتاً الى أهمية ان تتناسب تلك الفعاليات مع مستوى المناسبة المحتفى بها وان تتسع رقعة المشاركة الى عدة محافظات نظرا لسعة تأثير الحوزة العلمية في النجف الاشرف ومكانتها على الصعيد المحلي والعالمي .
وتجدر الإشارة الى ان سماحة المرجع اليعقوبي حث عدة شخصيات حوزوية وأكاديمية على الاستعداد لهذا الحدث الهام .. خصوصاً مع وجود سعة كافية من الوقت، فلا زلنا في عام 1441هـ وذكرى المناسبة تمتد الى عام 1447هـ (تاريخ انتقال الشيخ الطوسي قدس سره من بغداد الى النجف الاشرف عام 447هـ) .
وكمبادرة منه للحث والتشجيع على ذلك وجه سماحته بإعادة طباعة الكتب والبحوث التي تتناول تاريخ الحوزة النجفية ومراحل تطورها وتأثيرها على الحوزات الأخرى وريادتها العالمية ومواقفها الحاسمة إزاء الاحداث السياسية والاجتماعية والصراعات الفكرية والأيديولوجية ، وابتدأت اللجنة المعنية بنشر كتاب (مدرسة النجف وتطور الحركة الإصلاحية فيها) والذي ألفه المرحوم الشيخ محمد مهدي الآصفي في ذكرى وفاة استاذه المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر (قدست اسرارهم) والذي قدم له الأستاذ ماجد الغرباوي ليكون باكورة التحضيرات والاستعداد لذكرى تأسيس هذه الحاضرة العلمية العريقة”
الشيخ أبو جعفر الطوسي، الملقّب بشيخ الطائفة، هو من ألمع العلماء وأرفعهم شأناً، وله مؤلّفات متنوّعة في شتّى العلوم، وهو شخصيّة علميّة فذّة ملأت الدّنيا وشغلت النّاس إلى اليوم.
وُلِدَ الشيخ الطوسي سنة 385 هجريّة في شهر رمضان، في خراسان في ناحية طوس، ونشأ فيها وترعرع بين أهلها إلى أن بلغ الثالثة والعشرين من عمره. عندها، عزم على الهجرة إلى العراق، فنزل في العاصمة بغداد العام 408 هجرية، وبقي مقيماً في العراق إلى آخر عمره، حيث لعب دوراً نشيطاً في الحياة الفكريّة العامّة، وقام بتأسيس الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، وتوفي هناك سنة 460 هجرية، وله قبرٌ معروف.
يذكر ان الشيخ ابي جعفر الطوسي وبعد مغادرته بغداد، توجّه صوب مدينة النجف الأشرف، ودخلها في العام 448 هجرية، حيث جعل من حياته العلمية حياة ملؤها النشاط والعطاء، وأنشأ مدرسة علميّة كبرى في النجف، مستفيداً من موهبته وتجربته العلمية الضّخمة، ومستغلاً الجوّ الهادئ الذي كانت تنعم به هذه المدينة، بسبب بعدها عن مسارح الأحداث والتيارات السياسية المتصارعة. وظلّ الشيخ الطوسي ملازماً التدريس حتى آخر عمره الشريف.