فقه المقاومة

تعريف بكتاب: فقه المقاومة ؛ دراسة مقارنة .. لأحمد شفيعي‌ نيا / تحميل PDF

الاجتهاد: من أهم الموضوعات التي تعيشها ساحاتنا الإسلامية هو موضوع المقاومة المسلحة التي بدأت مع بزوغ بوادر الصحوة الإسلامية المعاصرة وأخذت مناهجها الجديدة، كما تترائي من خلال الاهتمام المكثف الذي توليه وسائل الإعلام المعادية في اعلاناتهم المختلفة. ولذا اقتضت الضرورة أن نعرف ماهية المقاومة الحقيقية الواجبة عند المدرستين: الشيعية والسنية، مفهومة ومصداقا وحكمة؛ من خلال بيان آراء علماء المدرستين المستندة إلى الأدلة المعتبرة عندهم، وعليه نجد أنفسنا ندخل في البحث على مستوى واسع من البحوث الفقهية.  المؤلف: الشيخ أحمد شفيعي‌ نيا

یقول فضيلة الشيخ الدكتور أحمد مبلغي رئيس المركز العالي للدراسات التقريبية التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في بداية الكتاب:

الكتاب الذي بين يديكم – فقه المقاومة – يمثل جهداً علمية قام بتأليفه حجة الإسلام والمسلمين أحمد شفيعي نيا، وهو بحق أثر توافر على مطالب علمية مفيدة حول الموضوع يجدر على القارئ مطالعته.

وفي الوقت الذي نثمن جهود المؤلف التي بذلها في هذا الإطار، نشكر جميع الإخوة کادر مركز الفقه والأصول الذين تابعوا فصول الكتاب، وحرصوا على أن يخرج بأفضل حلله، خدمة لهذه الأمة التي بعثها الله سبحانه أمة وسطا من بین الأمم.

مقدمة المؤلف: نشهد هذه الأيام ظاهرة أن الكفار من الغرب والشرق قد جمعوا حزبهم واستجلبوا خيلهم وأدواتهم لتعريض أسس الإسلام وبيضته لخطر الزوال والبوار، من خلال شن الهجمات على البلدان الإسلامية لتخريبها، أو أن يتسلطوا عليها، والاعتداء على المسلمين بمصادرة حرياتهم، و تعریض دمائهم للهدر وأعراضهم للهتك وأموالهم للنهب.

مما دفع المسلمين إلى الجهاد والمقاومة لدفع الكفار بما لهم من الأذى والخطر، وصيانة دينهم وأنفسهم وبلادهم من التعرض للخطر الداهم إلا أن مفهوم و مصادیق هذا الجهاد والمقاومة قد تعرضا لتشويه كبير من قبل المخالفين والمعاندين.

إذ كثيراً ما نسمع أن يتهم قوم بالارهاب، مع أنهم يجاهدون في سبيل خلاص أنفسهم من أيدي الاستعمار والاستبداد، أو أن يوصفوا بالإخلال بالأمن العالمي، في حين أنهم يجاهدون التحرير بلادهم من الاحتلال، أو يرموا بالاتهامات الواهية كقتل الناس، في الوقت الذي يقتلون هم ويذبحون رجالا ونساء في وضح النهار و تحت عناوین مختلفة، أو يتهموا بأنهم ينقضون حقوق البشر، والحال أنهم قد حرموا عن حقوقهم الإنسانية البسيطة.

هذا ومن جانب آخر نرى أن المقاومة لم تحظ باهتمام مناسب بین المسلمين، كأنهم نسوا التصريحات التي وردت في القرآن الكريم من الوعد في حق المجاهدين والمقاومين، ومن الوعيد للتاركين لهما.

وما روی من اهتمامات الرسول الأعظم الله وتأكيداته على الجهاد والمقاومة، وعلى المستوى القول والعمل بما ملا تاریخ صدر الإسلام بغزواته وسراياه ضد جبهات الكفر والشرك والنفاق.

ولعل ما ساعد على تفاقم هذا الوضع ما نرى من بعض العلماء الذين يرجئ منهم أن يحركوا الأمة الإسلامية نحو المقاومة، وتضحية النفس في سبيل الله، أنهم لم يكونوا بالمستوى الذي يصونون أنفسهم من هذه الغفلة التي حدثت في ساحة المقاومة وعليه، فمن أهم الموضوعات التي تعيشها ساحاتنا الإسلامية هو موضوع المقاومة المسلحة التي بدأت مع بزوغ بوادر الصحوة الإسلامية المعاصرة وأخذت مناهجها الجديدة، كما تترائي من خلال الاهتمام المكثف الذي توليه وسائل الإعلام المعادية في اعلاناتهم المختلفة.

ولذا اقتضت الضرورة أن نعرف ماهية المقاومة الحقيقية الواجبة عند المدرستين: الشيعية والسنية، مفهومة ومصداقا وحكمة؛ من خلال بيان آراء علماء المدرستين المستندة إلى الأدلة المعتبرة عندهم، وعليه نجد أنفسنا ندخل في البحث على مستوى واسع من البحوث الفقهية الرائجة سائلا الله تعالى أن يوفقني لسبیل مرضاته.

ولا يخفى على القارء الكريم، أن مفردة «المقاومة» أخص من مفردة الجهاد؛ حيث أن الجهاد يشمل کلا قسميه من الابتدائي والدفاعي (المقاومي). والبحث هنا يدور حول القسم الثاني بالذات.

في هذا الكتاب مواقف عديدة التي تتعرف مفاهيم والمصلطلحات وتبيّن المطالب الفقهية و الشرعية حول المقاومة بما يلي:

الموقف الأول: تعريف هوية هذه المقاومة، وما هي خلفياتها، وما يرتبط بها من العناصر الدخيلة، للوصول الي مستوى عال من الوعي والانتباه في التعرف بالموضوع.

الموقف الثاني: تعريف حكم هذه المقاومة والإحاطة بالموقف الشرعي تجاهها، لكي نقف على موقف الإسلام من هذه المقاومة؟ تعريف واجبنا الشرعي في العمل بهذه الظاهرة. والفصل الثاني قد تصدی بیان الأدلة التي استدل بها في هذا المجال، وإثبات شرعية المقاومة.

الموقف الثالث: بیان مفهوم المقاومة المدنية، والمراد منه، من خلال طرح جملة بحوث متعلقة بمسائل الجهاد والمقاومة غير العسكرية، في مجال السياسة والاقتصاد والتربية والاعلام و ….. وسائر المسائل والقضايا التي تمس واقع المسلمين المدني، وقد تصدى الفصل الثالث بیان

الموقف الرابع: البيان الفقهي – مستندة إلى الأدلة وأقوال فقهاء الفريقين – الدراسة بعض مناهج المقاومة المعاصرة التي وقع اليوم مثارة للاختلاف بین المسلمين، والاشكال من قبل الأعداء والمخالفين، كالعمليات الاستشهادية، واستخدام أسلحة الدمار الشامل، والفصل الرابع هو المتصدي لبيان هذه الدراسة الفقهية.

الموقف الخامس: البيان الفقهي لتمايز المقاومة عن الجهاد الابتدائي، والتعرف من خلالها على أهمية المقاومة وفرقها من الجهاد الابتدائي، استنادا إلى الأدلة وأقوال الفقهاء من الفريقين وقد تصدى الفصل الخامس بيان هذه المهمة.

الموقف السادس: ومما يستشكل به الأعداء على الإسلام، بل يتهمونه به هو:  أن الإسلام دين السيف والدم، والمسلمون هم الذين شهروا السيف أمام الناس وأخافوهم واسترهبوهم، وجاءوا بظلم واعتداء واخلال عظيم للأمن العالمي.

فلكي ندفع هذه التهمة عن ساحة الإسلام والمسلمين، ونثبت فقهية أن مبدء الصلاح والسلم من المبادئ الإنسانية التي قبلها الإسلام، واحترمها وأكدها. والفصل السادس قد تصدی بیان هذا المبدأ ضمن دراسة فقهية موسعة.

الموقف السابع: بيان الموقف الشرعي من المقاومة، أي نريد أن نعين موقفنا الشرعي تجاه هذه المقاومة الظاهرة في الشارع الإسلامي الراهن، و تجاه المقاومين؛ بأنه هل نشجع هذه المقاومة أم نخطئها أم نهدئها ولانتعاون معها؟ وهذا ما يمكن تسميته بفقه التعامل مع المقاومة، أو مسئولية الامة تجاه المقاومة الشرعية المبحوث عنه في الفصل السابع.

بذل المؤلف جهدا في سبيل طرح منهجية البحث، والتعرض إلى موضوعات ومسائل جديدة متعلقة بالبحث بما يلي:

1. الطابع المقارن للبحث، حيث صبت الجهود في هذا الاتجاه، خاصة وأن وجود الأعداء في طول البلاد الاسلامية، وأهدافهم الشيطانية الرامية إلى محو الإسلام، و ضرب المسلمين، سواء الشيعة منهم والستة، من الأخطار والتحديات التي تواجه مسلمي العالم اليوم.

2. اعتماد المزيد من الأدلة العقلية والنقلية المعتبرة والمقبولة عند الكل، من خلال الاعتماد على القرآن الكريم المنبع الوثيق عند المسلمين جميعا، في كثير من آياته التي تعد مساحة مشتركة عريضة بين فقهاء المدرستين: الشيعية والستية، عند التعرض لموضوعات هذا البحث.

3. الاجابة الوافية عن هذا السؤال الأساسي: هل تعد المقاومة والدفاع أساسا جهاد أم لا؟ لأن من الفقهاء من ذكر تعريفة للجهاد وشرائطه، ولم ير صدقه على المقاومة، فإذا تم إثبات هذه المسألة فيلزم منه عدم صدق أحكام الجهاد علی المقاومة، مما يرتبط بميدان الحرب وكيفية توزيع الغنائم، والاحكام المتعلقة بتغسیل القتيل و تکفینه.

4. الاشارة إلى الأشكالات والشبهات المطروحة من قبل المخالفين من غير المسلمين حول مناهج المقاومة التي ستبحث عنها، من أبعادها المختلفة: كرميهم العمليات الاستشهادية بأنها عملية انتحارية، أو أن المسلمين اليوم بصدد صنع اسلحة الدمار الشامل، أو أن الاسلام دين السيف والدم… وما اليها من الشبهات التي یوردونها علينا، بحيث كانت الأضواء المسلطة شديدة على هذا الجانب في البحث.

5. الاستفادة من بعض البحوث الأصولية؛ كمقاصد الشريعة في المقام، وهو بحث يتمتع بمكانة خاصة بين علماء أهل السنة في الوقت الحاضر، من أجل اثبات شرعية المقاومة والواقع أن مقاصد الشريعة تعد إحدى المباحث الأصولية الأساسية التي أوجدها العلامة الشاطبي أحد أبرز أصولي أهل السنة، وجدير بأن تقارن برأي الفقه الشيعي؛ لتبين المشتركات والمفترقات بين المدرستين: الشيعية والستية.

6. التركيز على بحث الفروقات بين الجهاد الابتدائي والمقاومة، و من وجهة نظر المدرستين، وبهذا تتضح أهمية وعظمة هذه الظاهرة الحياتية (المقاومة) وبصورة شفافة.

7. المزيد من البحث والتقصي في نوعية العمليات الاستشهادية التي تقع في العالم الإسلامي، وما تحمل معها من مظالم واستهانة لأشياء عديدة أوجب الاسلام احترامها، ليس على مستوى العمليات التي تنقذ في وسط المخالفين الدينيين أو المذهبيين فحسب، بل أيضا التي تنقذ في بعض البلاد الاسلامية المحتلة على مستوى واسع ومفرط، والتي هي السبيل الوحيد لإنقاذها من سيطرة المحتلين.

8. والأهم من كل ذلك تناول مسألة هي اليوم من أخطر المسائل في المحافل الدولية، وهي مسألة صناعة وحيازة واستخدام الأسلحة ذات الدمار الشامل. ولعل خطورتها تكمن – إضافة إلى الدمار الواسع الذي تخلفه في الإنسانية – في كونها تشكل حربة مانعة لكل نمو علمي واقتصادي في العالم. ففي هذا الجانب جهدنا في إبراز الأدلة الشرعية من جهتين: الأولى: جهة امتلاك وحيازة هذه الأسلحة. الثانية: جهة استخدامها في المواجهات.

9. التعرض إلى بحث جدید هو: (المقاومة المدنية)، والمراد منها جملة البحوث التي تتصدى لمسائل الجهاد والمقاومة غير العسكرية، سواء على صعيد الثقافة أو السياسة أو الاقتصاد أو التربية أو الاعلام.. وما إلى ذلك من بحوث متناولة تمش واقع المسلمين المدني، ابتداء من البيت والمدرسة والشارع و… وانتهاء إلى المواجهة السلمية إعلامية أو فكرية، من خلال حماية كل القيم والشعارات والرموز الإسلامية من أي تجاوز قد يمارسه الكقار، من الغربيين والشرقيين، وعلى جميع الأصعدة.

10. في ضوء إثبات أن المقاومة هي واجب عام على كل المكلفين الذين تتوفر فيهم الشرائط، وأنها مستقاة من أدلة العموم، سعينا إلى التأكيد على أن المقاومة يمكن أن تكون أفضل العوامل لايجاد الوحدة الاسلامية ونهضة المسلمين في العالم.

11. تبيين وظيفة المسلمين الشرعية تجاه المقاومة، مع إظهار الأدلة الشرعية، ونظر فقهاء المدرستين، من أجل إبراز السبيل الصحيح لإنقاذ المقاومة من براثن المغفلين والسطحيين من المسلمين، وتوضيح صورتها المشرقة عند جميع المسلمين بصورة علمية وسالمة عن التشويه، على أمل أن تهب جميع المحافل الاسلامية، سواء على مستوى الجماهير الاسلامية أو القيادات والنخب، إلى تصحيح إهمالهم أو ممانعتهم للمقاومة، ودفقها بالحياة والنشاط لخدمة ديننا الحنيف، وصيانتها من كل عوامل التحريف والتهميش.

فهرس الموضوعات:

  • الكتاب: فقه المقاومة؛ دراسة مقارنة.
  • المؤلف: أحمد شفيعي‌ نيا .
  • الطبعة الاولي: 1432 هـ ق/ 2011 م.
  • عدد الصفحات: 387.
  • الناشر: المجمع‌ العا‌لمي للتقریب‌ بین‌ المذاهب‌الاسلامیة، المرکز العا‌لي للدراسا‌ت‌ التقریبیة .

 

تحميل الكتاب

http://ijtihadnet.net/wp-content/uploads/2020/01/فقه-المقاومة،-دراسة-مقارنة-ـ-أحمد-شفيعي-نيا.pdf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky