خاص الاجتهاد: يقام مؤتمر “دور علم الأصول في التفسير بمحورية تفسير الميزان” برعاية جمعية أصول الفقه ودار العلامة الطباطبائي(ره) للقرآن الكريم، ويبدأ هذا المؤتمر الكبير بكلمة لآية الله السبحاني، وسوف يكون هناك برنامج مميز وجديد في المؤتمر لم يوجد له نظير من قبل في الحوزة العلمية، وهو الإعلان عن يوم “علم الأصول” العالمي السنوي.
أعلن سماحة حجة الإسلام السيد صادق محمدي عن إقامة مؤتمر “دور علم الأصول في التفسير بمحورية تفسير الميزان”، وعن تسمية يوم من أيام العام باسم “يوم أصول الفقه” مع دعم ستة من مراجع التقليد لهذه المبادرة.
وفقا للاجتهاد أقيم مؤتمر صحفي “لجمعية أصول الفقه في الحوزة” تحت عنوان “إمكانيات علم الأصول” وذلك في مبنى وكالة أنباء الحوزة، وبحضور مجموعة من الصحفيين ومراسلي مختلف وسائل الإعلام.
وقد تحدث سماحة السيد صادق محمدي رئيس جمعية أصول الفقه في الحوزة في هذا المؤتمر الصحفي موضحاً أنّ الحوزة العلمية تضمّ عددا من الجمعيات العلمية المختلفة، والتي تمثّل في الواقع جمعيات مجتمع مدني عالمية قد تمّ توطينها وتأصيلها في الحوزة العلمية، وقال: لقد كان لهذه الجمعيات نشاطات جيدة حتى اليوم.
وأضاف: من هذه الجمعيات جمعية أصول الفقه، وتنبع أهمية هذه الجمعية من أهمية علم أصول الفقه والذي يعدّ من أسس العمل العلمي في الحوزة العلمية؛ فهو الأساس لاستنباط الأحكام الشرعية والمفاهيم الدينية، وعليه تعتبر جمعية أصول الفقه الجمعية الأهم من بين الجمعيات العلمية والتخصصية المنضوية تحت لواء الحوزة العلمية.
وفي جزء آخر من كلمته للصحفيين قال سماحة السيد صادق محمدي موضحاً: تقيم جمعية أصول الفقه حلقات علمية في مختلف المجالات ذات الشأن والعلاقة بموضوع علم أصول الفقه، وقد تمّ تشكيل خمس حلقات علمية بعناوين مختلفة، ولهذه الحلقات نشاطاتها وبرامجها منذ التأسيس وإلى اليوم.
وبيّن سماحته أنّ الحلقات العلمية لجمعية علم الأصول هي “نقد علم الأصول ودراسته”، و “تاريخ علم الأصول”، و”علم الأصول المقارن”، و”فلسفة علم الأصول”، و”التطبيقات”، وأضاف: على سبيل المثال تقوم حلقة “علم الأصول المقارن” بدراسات مقارنة بين علم الأصول عند الشيعة وعلم الأصول عند السنّة، وتبيّن غنى علم الأصول عند الشيعة، أمّا في “التطبيقات” فنبحث في أصول الفقه التطبيقية والعملية، أي أننا نخطو خطوة للأمام وراء الأبحاث النظرية والتعامل المجرد مع المسائل.
وقال رئيس جمعية أصول الفقه في الحوزة العلمية: من الجدير ذكره هنا أنّ تدوين علم أصول الفقه جاء وفق النهج التقليدي المتعارف، أي أنّه بدأ بكتاب الطهارة وانتهى بكتاب الديات، ولكنّ وظيفة علم الأصول وتطبيقاته تتجاوز الفقه التقليدي الخاص.
وتابع قائلاً: أصول الفقه هو منهج استنباط الفقه التقليدي، ولكن يمكن لمنهج الاستنباط هذا أن يخطو خطوة للأمام؛ فنحن في الحقيقة نسعى إلى علم أصول فقه بالمعنى الأعم، أي أصول الفقه التطبيقية والعملية التي تتعدى المجال ما بين كتابي الطهارة والديات، بل وينبغي أن تدخل مجالات العلوم الحوزوية الأخرى، فعلى سبيل المثال يمكن لأسلوب الاستنباط في أصول الفقه أن يستخدم في علم الكلام وفي التفسير أيضاً.
وأكدّ سماحة السيد صادق محمدي أنّ علم أصول الفقه الحالي لا يغطي العلوم الحوزوية الحالية فحسب بل إنّه يشمل كذلك منطق فهم النصوص، وهذا الاستخدام في فهم النصوص يشمل النصوص الفقهية المقدسة؛ بل وغيرها من النصوص، أي حتى ما هو أكثر من الفقه بالمعنى الأعم.
وقال أستاذ البحث الخارج في حوزة قم العلمية: يمكن لأصول الفقه أن تؤدي دورا فاعلا في عدد من الموضوعات والبحوث ومنها الهرمنوطيقيا أو “التحليل اللغوي” وهي أبحاث غير حوزوية بالمعنى التقليدي، وعليه يستوعب علم الأصول عالم التشيع وكذلك عالم أهل السنة، وكذلك يمكن أن يغطي المراكز الأكاديمية في العالم.
وأضاف: منذ سنة أو سنتين وجمعية أصول الفقه تخطط لأن تقدم علم الأصول كعلم يشمل ما هو أعم من الفقه بالمعنى الأخص، ومن هذه المجالات تفسير القرآن الكريم، ونحن على يقين راسخ أنّ أصول الفقه يمكنها أن توجد تحولا كبيرا في “علم التفسير” أي أن نقدم للمراكز والمجتمعات العلمية تفسيرا مبنيا على أصول الفقه ومصطبغ بصبغته، وهو تفسير مختلف عن التفاسير الموجودة.
وبيّن رئيس جمعية أصول الفقه أنّ المؤتمر المقرر إقامته يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري يقام برعاية جمعية أصول الفقه ودار العلامة الطباطبائي(ره) للقرآن الكريم، وقال: سوف يبدأ هذا المؤتمر الكبير المقام تحت عنوان “دور أصول الفقه في تفسير القرآن الكريم” بكلمة لآية الله السبحاني، وسوف يكون هناك برنامج مميز وجديدفي المؤتمر لم يوجد له نظير من قبل في الحوزة العلمية، وهو الإعلان عن يوم “علم الأصول” العالمي السنوي.
واعتبر فضيلته أنّ علم الأصول هو عبارة عن منطق فهم الدين، وأشار إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد لتطوير هذا العلم ونشره، وأضاف: نرى أنّه يوجد أيام خاصة في العام لكل واحدة من العلوم المشهورة، وعلم أصول الفقه هو أحد العلوم التي يمكن أن يشعّ نورها على الصعيد الدولي، وبناء عليه سوف نقوم بالإعلان عن اليوم الخاص بعلم الأصول، وذلك بتأييد وموافقة ستة من مراجع التقليد.
وفي ختام تصريحاته في المؤتمر الصحفي قال سماحة السيد صادق محمدي: سوف يكون عنوان المؤتمر “دور علم الأصول في تفسير القرآن الكريم بمحورية تفسير الميزان”، وسوف نقوم ضمن فعاليات المؤتمر بمناقشة المقالات الثلاث الأفضل المقدمة للمؤتمر، كما أنّه سوف يتم في المستقبل طباعة ونشر كتاب شرح مباني حاشية العلامة الطباطبائي على كفاية الأصول للآخوند الخراساني، وذلك بالتعاون مع دار العلامة الطباطبائي(ره) للقرآن الكريم.