الاجتهاد: بحث مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي تستضيفه وتنظمه دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي في دورته الرابعة والعشرين، في يومه الثاني مسألة الجينوم البشري والهندسة الحيوية المستقبلية نظراً للأهمية البالغة لهذا الموضوع .
فرغم أن الجينوم البشري يحمل آمالاً عريضة في تخليص الإنسان من آلامه إلا أنه أثار جملة من المشاكل الأخلاقية والقانونية والاجتماعية لذا حرص المجمع على مناقشة هذه المسألة والنظر في استعمالات علم الجينوم وما يترتب عليها من مصالح ومفاسد خلال جلسة خاصة استعرض خلالها قراراته السابقة حول هذا الموضوع ونظر في أبرز المستجدات والتحديات العلمية التي تطرحها هذه المسألة بميزان المقاصد والأحكام الشرعية.
وناقشت الجلسة أحد عشر بحثا ركزت بمجملها على دور الذكاء الاصطناعي في مشروع الجينوم البشري في ضوء الفقه الإسلامي والهندسة الوراثية المستقبلية وعلاقتها بالثورة الصناعية الرابعة والتحديات المستقبلية التي تطرحها هذه الثورة من منظور إسلامي وكيفية الاستفادة من العلاجات الجينية لتحقيق إنجازات طبية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية.
وتطرقت الجلسة إلى مختلف الدراسات العلمية المتخصصة في مجالات الهندسة الحيوية والجينية وتطبيقاتها الطبية الحالية والمستقبلية كإيجاد علاجات لبعض الأمراض الوراثية والوقاية من بعضها الآخر.
كما نظرت الجلسة في التحديات التي يمكن أن يطرحها مشروع الجينوم البشري في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية السمحاء التي حرصت على الحفاظ على النفس والنسل حيث أكدت النقاشات على ضرورة تقديم توصيات تضع ضوابط وسياسات واضحة تتعلق بالبحوث الطبية والوراثية بما يتفق مع ضوابط الفقه والشرع.
قرار المجمع بشأن الجنيوم البشري والهندسة الحيوية المستقبلية
مجمع الفقه الإسلامي الدولي 2019م: قرار رقم: 235 (6/24) بشأن الجنيوم البشري والهندسة الحيوية المستقبلية، (استعراض قرارات المجمع، وبيان مردودها الفاعل والمستجدات والتحديات)
د. بشر محمد موفق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين
قرار رقم : 235 (6/24) بشأن:
الجنيوم البشري والهندسة الحيوية المستقبلية، ( استعراض قرارات المجمع، وبيان مردودها الفاعل والمستجدات والتحديات)
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في دورته الرابعة والعشرين بدبي، خلال الفترة من: 07- 09 ربيع أول 1441هـ ، الموافق : 04 – 06 نوفمبر 2019م.
وبعد اطلاعه على البحوث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع الجنيوم البشري والهندسة الحيوية المستقبلية، استعراض قرارات المجمع، وبيان مردودها الفاعل والمستجدات والتحديات ، وبعد استماعه إلى المناقشات الموسعة التي دارت حوله،
قرر مايلي:
أولاً: التأكيد على ما جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم 203(9/21) بشأن الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري(المجين) والمنعقد في دورته الحادي والعشرين بمدينة الرياض (المملكة العربية السعودية) من 15-19 /1/1435هـ الموافق 18-22/11/2013م.
ثانياً: تقنيات التحرير الجيني مثل (كريسبر كاس9) وغيرها: تقنيات حديثة للتعديل الجيني وتحرير الجينات بوظيفة الاستبدال أو التصحيح التي تُستخدم في معالجة الأخطاء الإملائية على الحاسوب، وبدلاً من تحرير الكلمات تعيد تقنيات تحرير الجين كتابة الحمض النووي، وهذه التقنيات أكثر دقة وسهولة من التقنيات السابقة للعلاج الوراثي.
وتستهدف علاج العديد من الأمراض المستعصية، ولا تزال هذه التقنيات بحاجة لمزيد من الأبحاث للتأكد من سلامتها وفعاليتها، ويكون التحرير الجيني بهذه التقنيات مباحاً إذا تحققت الشروط التالية:
1. أن تصادق على سلامتها وفعاليتها المرجعيات الطبية ذات العلاقة.
2. أن تستخدم لأغراض طبية في الوقاية من حدوث الأمراض الوراثية وعلاجها، ويمنع مطلقاً استخدامها في الأمور التجميلية (التحسينية).
3. أن تكون هناك إجراءات تنظيمية صارمة للتأكد من أحترام الأشخاص المشمولين بالمعالجة وتمنع أي إساءة في استخدام هذه التقنيات.
ثالثاً: تقنية نقل الميتوكوندريا ( المتقدرات) تقنية نقل الميتوكوندريا (وهي: مولد الطاقة في الخلية) من بيضة امرأة سليمة مع الحامض النووي إلى امرأة تعاني من عطب في الحامض النووي للميتوكوندريا مستعصية على العلاج، من أجل إنجاب طفل سليم لا يجوز شرعاً لاختلاط الأنساب.
والله أعلم