الاجتهاد: رد مفتي عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، على الرسالة التي بعثها إليه المرجع السبحاني في شهر تموز، مبينا في جوابه أن تبادل الزيارات بين السلطنة وبين الكيان الصهيوني كان من أجل “تخفيف الوطأة عن الشعب الفلسطيني”، مؤكدا بأن موقفه من القضية الفلسطينية هو دعم النضال وتعزيز الإصرار على “استرداد الحق المغصوب كاملا غير منقوص”.
نقلا عن شفقنا: وفي الرسالة التي بعثها المفتي العام لسلطنة عمان عبر الشيخ أحمد الخليلي عن سروره بتلقي رسالة المرجع السبحاني، وفيما أشاد باهتمامه بأمر الأمة واجتماع شملها ورأب صدعها وإطفاء نار الفتنة التي أضرمها الأعداء، قال أننا كلنا نشترك في هذه الأحاسيس ويتألم واقع الأمة المرير، متمنيا أن يأتي يوم تأتلف فيه قلوب المسلمين ويجتمع شمل الأمة.
وفيما يتعلق بتنبيه المرجع السبحاني حول موضوع إقامة العلاقة بين سلطنة عمان والكيان الصهيوني الغاصب، أكد مفتي السلطنة أنه ضد هذه العلاقات وقد عرض رسالة المرجع إلى أحد المسؤولين في السلطنة وقد ذكر له بأنه لن تقوم علاقة بين السلطنة وبين الكيان الصهيوني، وقال بأن الحال اقتضى تبادل زيارات من أجل تخفيف الوطأة عن الشعب الفلسطيني العزيز.
وتابع الشيخ الخليلي في رسالته بالقول: ومهما يكن فإننا نعرب دائما عن موقفنا من هذه القضية بما يدعم النضال فيها، ويعزز الإصرار على استرداد الحق المغصوب كاملا غير منقوص.
وختم مفتي عمان رسالته بالدعاء وكتب: نسأل الله تعالى التوفيق والنصر العزيز لجميع الأمة وأن يرفع راية الحق ويكبت الظلم في كل مكان
نص رسالة مفتي عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
سماحة الشيخ العلامة آية الله / جعفر السبحاني حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فبغاية الغبطة ومنتهى السرور تلقيت رسالتكم الكريمة المنوهة برسالتي التي وجهّها إلى الأمة الإسلامية، بعنوان: أمة الإسلام إلى أين مسيراً ومصيرا .
وما كان تنويهكم بها إلا تعبيراً عما يجيش في نفوسكم من اهتمام بأمر الأمة واجتماع شملها ورأب صدعها ، واطفاء ما يشب بينها من ضرام قتنة يؤججها أعداؤها لأجل تمزيقها كل ممزق، حتى لا تبقى أمة يحسب لها أي حساب بين الأمم، وهذه المشاعر والأحاسيس نشترك فيها جميعاً، فكلنا يتألم الواقع الأمة المرير، وكم نتمنى أن يأتي اليوم التي تأتلف فيه قلوبها، وتنتزع سخائمها وأحقادها، ويجمع فيه شملها، وتصبح الأمة في مكانها الذي رفعها الله إليه بارسال خير رسول إليها ، وإنزال خیر کتاب عليها، ولكن هذه الأماني يبددها واقع الأمة المرير، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
وقد اطلعت على تنبيهكم الكريم على وضع حديث: “لأعطين الراية … إلخ” موضع حديث: ” أمرت أن أقاتل الناس … إلخ”، وإني أشكركم عظيم الشكر على هذا التنبيه، ولكن نظرا إلى أن الرسالة انتشرت في أصقاع شتى من الأرض على ما هي عليه أول مرة، وغاية الحديثين واحدة، فينبغي أن تبقى على ما هي عليه، وإنما ندخر تنبيهكم لما نكتبه في الموضوع مستقبلاً إن شاء الله.
هذا؛ أما تنبيهكم الآخر فيما يتعلق باقامة العلاقة مع الكيان الصهيوني الغاصب، فإني أشارككم الموقف، وقد تعرضت لهذا في أكثر من موقف، وإنما حرصت على أن أفضي بنصحكم إلى أحد المسئولين الذين أرجو منهم قبول النصيحة وتقديرها، والحرص على الأخذ بها، غير أنه لم يكن حاضرا لتردده في الأسفار فانتظرت حتى واتتني الفرصة للقائه بالأمس؛ فأفضيت إليه بنصيحتكم الغالية، وعرضت عليه رسالتكم الكريمة، فذكر لي بأنني سبق لي أن كتبت إليه بهذا الخصوص، وأكد لي بأنه لن تقوم علاقة بين السلطنة وبين ذلك الكيان، ولكن اقتضى الحال أن يكون تبادل زيارات من أجل تخفیف الوطأة عن الشعب الفلسطيني العزيز، وأرجو أن يكون الأمر كذلك.
ومهما يكن فإننا نعرب دائماً عن موقفنا من هذه القضية بما يدعم النضال فيها، ويعزز الإصرار على استرداد الحق المغصوب کاملا غير منقوص، وتسأل الله تعالى التوفيق والنصر العزيز لجميع الأمة وأن يرفع راية الحق ويكبت الظلم في كل مكان.
وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه الخير وجمع شمل الأمة على ما يحبه ويرضاه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
http://ijtihadnet.net/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%af%db%8c%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%db%8c%d8%ae-%d8%ac%d8%b9%d9%81%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a8%d8%ad%d8%a7/