أصدر المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي بياناً إلى شباب المقاومة، يقدم لهم نصائح في خمس نقاط، ونص البيان على ما يلي:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ
(سورة الممتحنة: 13)
أبنائي أیها المقاومون والداعمین لنهج المقاومة في العالم
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته؛
أعزائي، لطالما كنتم الذین تحملون علی عاتقكم مسؤولية مقارعة الطغیان ولطالما أسقطتم المؤامرات السابقة بفضل الله وبفضل صمودكم وجهودكم حیث كان الشباب المقاوم من أبناء الأمة یمثل الثقل الأكبر والسواد الأعظم في جبهات الجهاد ضد أعداء الإمة الإسلامية لاسیما العدو الصهیوني والإستكبار الأمریكي وأذنابه وعملائه.
لكن الیوم الأمة الإسلامية بدأت تواجه تحدیات أكبر ومؤامرات أصعب، فسابقا كان أبطال الأمة الإسلامية المقاومون یقدمون أرقی صور ونماذج التضحية في الجبهات فیرتقون شهداء للدفاع عن الإسلام وأمته ومقدساته لكن الیوم المواجهة هي سیاسية بامتیاز أكثر منها عسكرية حیث بدأ النهج المطبّع والمنافق صفقاته الذلیلة لبیع فلسطین والقبلة الاولی وهذا ما یجب علینا التصدي له بقوة أكبر وحزم أشمل.
فعلی هذا، أبنائي وأحبائي أذكر عدة نقاط كالتالي:
أولا: إن التودد إلی أعداء الأمة الإسلامية هو مخالف لصریح آیات القرآن الكریم حیث قال سبحانه إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ. ومن الناحية الشرعية الدینية نؤكد مرة أخری علی حرمة أي نوع من التعاون مع الصهاینة ونكرّر بأنه لن یستطیع أحد أن یبیع القبلة الاولی لابصفقات القرون ولا غیرها .
ثانیا: إن الإدارة الأمریكية وبعد هزائم الصهاینة في الحروب العسكرية في غزة ولبنان تحاول طمس القضية الفلسطینية وتشریع إحتلال القدس والمسجد الأقصی عبر عملائها من ملوك وأمراء العرب في المنطقة ولكن بما أن النصر هو للمستضعفین فإن المقاومة والمقاومون سیسقطون هذه المؤامرة كما أسقطوا التي قبلها قال الله عزوجل وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ .
ثالثا: نؤكد بأن حق عودة الشعب الفلسطیني “ألَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ” إلی وطنه هو حق مشروع تكفله كل القوانین الإنسانية فضلا عن الدولية ولایمكن لأي قوة في العالم ولا عملائها أن یقوموا بإلغاء هذا الحق وموافقة العملاء علی إسقاط حق عودة للشعب الفلسطیني هو لیس مخالف للحقوق الإنسانية فحسب بل هو مخالف لتعالیم الإسلام .
رابعا: نحیي كل الشعوب الإسلامية والعربية المؤمنة والمقاوِمة لاسیما أبناءها وشبابها الذین یتصدون للإعتداءات الصهیو- أمریكية وبهذا التصدي یسقطونها؛ شعب فلسطین الذي لازال یدافع عن قضیته منذ أكثر من سبعة عقود، شعوب لبنان والبحرین وسوریا والیمن، وغیرها ونسأل الله تعالی أن یفرج عن باقي الشعوب الإسلامية لاسیما أبناء الجزیرة العربية وأن ینجیهم من أیدي الطغاة.
خامسا: ننصح هؤلاء الملوك والأمراء بالخصوص أمراء البحرین الذین تحولوا إلی واجهة العمالة الصهیونية في العالم الإسلامي أن یتخذوا الدروس والعبر ممن سبقهم كما ننصحهم بالكف عن العمالة للصهاینة والأمریكان والرجوع عن نهجهم الذلیل والعودة إلی أحضان الأمة الإسلامية ومقاومتها وإلا فإن مصیرهم سوف لن یكون أفضل من مصیر العملاء الذین سبقوهم.
و في الختام أتقدم بالشكر لجمیع أبنائي وأعزائي الذین قاموا بهذا المؤتمر وأدعوا الله لجمیعكم بالتوفیق واعلموا أن هذا النهج سینتهي بالنّصر يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.