الشهيد الصدر

الإمام الخامنئي: الشهيد الصدر مفخرة لنا جميعاً ونابغة نادرة وعموداً حقيقياً للمجتمع الإسلامي

الاجتهاد: وصف قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي، المفكر الاسلامي الكبير المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر بأنه “مفخرة لنا جميعاً” و “نابغة نادرة حيث ان فكره كان يتحرك أبعد مما يقوم به الآخرون”، مؤكدا خلال استقبال سماحته لأسرة الامام الشهيد الصدر بتاريخ 9/6/2004 ، أن “استشهاده كان فاجعة و وجّه ضربةً مؤلمةً لنا” ، لأنه كان “عموداً فكرياً حقيقياً للنظام و المجتمع الإسلامي” .

و تحدث الإمام الخامنئي خلال اللقاء عن الابعاد المضيئة لحياة المرجع الشهيد والدور الريادي الكبير الذي لعبه في يقظة الامة و العالم الاسلامي لاسيما في العراق ، وقال في بداية اللقاء : “بدايةً نرحب بكم و ببقية السيدات ، لاسيما بناتكم و أبنائكم المحترمين . نحن أيضاً نفخر بالمرحوم الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر ، باعتباره شخصية علمية و جهادية و فكرية لامعة . لقد كان مبعث فخر لنا جميعاً.

ونحن أيضاً نفخر بكم ، لأنكم صبرتم تحملتم مشاقاً جسيمة و معاناة أليمة و كبير طوال العشرين عاما الماضية وأكثر . فأنتم من عائلة كبيرة ، و الصبر و الكرم و المروءة من سجايا هذه العائلة الكريمة . و قد عشتم ظروفا عصيبة في النجف الاشرف بعد استشهاد المرحوم آية الله الصدر ، وقد استشهد أزواج هؤلاء البنات ، كما ابتلي كل واحد منكم بشكل من الأشكال .. بيد أنكم صبرتم على كل هذا .

و الحق يقال أن صبركم ثمين و قيّم جداً في أعيننا” . و اضاف الامام الخامنئي : “أعلموا أنني أدعو لكم و انا بعيد عنكم ، و أعلم ما الذي تجرعتموه من محن ومعاناة .

كما اسال الله ان يمن بعلو الدرجات على الشهيد العزيز السيد محمد الصدر ، وكذلك على أصهاركم وأبناء الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليهم)” . وأردف قائلا : “ان هؤلاء السيدات اللاتي صبرن في ذلك الجو القمعي المرعب ، واستشهد أزواجهن و هن شابات و بقي أطفالهن ، لهن عند الله تعالى مكانة عالية جداً . فالصبر الذي أبديتموه ، له قيمة كبيرة جداً عند الله تعالى . و أسأل الله أن يقر أعينكم بأجره و ثوابه في الدنيا و الآخرة” .

و اضاف السید الخامنئي : “لقد قصدت العراق عام 1959 ، و التقيت آنذاك السيد محمد باقر الصدر ، و قد كان في ريعان شبابه ، في حدود الخامسة و العشرين من عمره . و منذ ذلك الحين كان معروفاً بالعلم و الفضل في الاوساط العلمية . وقد كنت أصغر سناً منه في حينها ، في حدود الثامنة عشرة من عمري . و الحمد لله فإن باقي أفراد عائلتكم أيضاً هم أصحاب مواهب راقية وجيدة ، امثال المرحوم السيد رضا ، والسيد موسى” .

و تابع القول : “في بدايات الثورة ، و حينما بلغنا نبأ استشهاد آية الله الصدر ، وجّه لنا هذا الخبر ضربةً مؤلمةً ، فقد كان سماحته يشكّل عموداً فكرياً و حقيقياً للنظام و المجتمع الإسلامي . و قد كنا على علمٍ بكتبه و أنشطته البالغة القيمة والأهمية ، حتى قبل الثورة الاسلامية .

و بعد ذلك وحينما انتصرت الثورة وجه الشهيد نداءات هامة جداً . و لقد كانت الامال كبيرة تنعقد على السيد الصدر . ولعنة الله على صدام ، و الحمد لله فأن جذور الصداميين قد استؤصلت ايضا” . واكد الامام الخامنئي ان المرحوم السيد الصدر كان نابغةً بالمعنى الحقيقي للكلمة ، و لدينا الكثير من الشخصيات اللامعة في المجالات الفكرية و الإسلامية و الفقه و الأصول و باقي الحقول العلمية ، بيد أن النوابغ قليلون جداً ، و ان السيد الصدر كان من النوادر الذين نبغوا نبوغاً حقيقياً ، و كان ذهنه و فكره الوقاد يتحرك أبعد مما يقوم به الآخرون .

يذكر أن المرجع الشهيد و المفكر الاسلامي الكبير الامام محمد باقر الصدر كان قد اعدم و شقيقته العلوية الفاضلة و المربية الفاضلة الشهيد بنت الهدى بقرار جائر اصدره طاغية العراق المقبور صدام في 9 نيسان عام 1980 في محاولة منه لوأد الثورة الاسلامية المتصاعدة في العراق و التي استمدت زخما كبيرا و دفعا جديدا اثر انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني الراحل .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky