المؤتمر الفكري الاول لدراسة ظاهرة التطرف

البيان الختامي للمؤتمر الفكري الأول لدراسة ظاهرة التطرف

خاص الاجتهاد: خرج البيان الختامي للمؤتمر الفكري الأول لدراسة ظاهرة التطرف الذي نظّمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في العراق بعدد من التوصيات أبرزها انشاء هيئات اجتماعية تعنى بأسر المتطرفين واعادة تأهيلهم فكريًا واجتماعيًا وكذلك الدعوة لمراجعة المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، والتأكيد في المناهج الدراسية على خطر ظاهرة التطرف.

اختتمت فعاليات المؤتمر الفكري الأول لدراسة ظاهرة التطرف، الذي أقيم يوم الإثنين في جامعة كركوك بالعراق، بعدد من التوصيات التي قدمها المشاركين في المؤتمر:

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر:

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المخلصين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
انطلاقا من قوله تعالى ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ ) وتقديرا للمرحلة الراهنة وظروفها وما تقتضيه من تكاتف ومن تعزيز لقيم الأمن والسلم الاجتماعي، وبعد التوكل على الله تعالى وبجهود مباركة تم عقد المؤتمر الفكري الأول في مدينة كركوك عاصمة التآخي والسلام وعلى أرض جامعتها التي كان لها دور كبير في حفظ السلم الأهلي والأمن المجتمعي وذلك يوم الأثنين 13 جمادي الآخرة / 1440 والموافق لـ 18/ 2/ 2019.

إن عقد هذا المؤتمر يأتي من التقدير للأهمية الكبرى للجانب الفكري الذي تستغله قوى التطرف والتكفير للتغطية على شناعة أفعالها، وللتغرير ببعض الشباب من خلال محاولة طرح أفكارهم المدمرة وصياغتها بشكل ينطوي على مغالطات كثيرة من خلال توظيف النصوص الشريفة وأقوال بعض السلف بشكل خاطئ وغير منهجي.

هذا، وبعد الاستماع للكلمات التي تفضل بها السادة الحضور، وبعد عقد جلسات لمناقشة البحوث المشاركة، فقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات، وهي:

اولًا: انشاء مراكز بحثية تقوم بمهمة مناقشة الفكر المتطرف وتفكيكه، وبيان مكامن الخلل فيه

ثانياً: انشاء هيئات اجتماعية تعنى بأسر المتطرفين واعادة تأهيلهم فكريًا واجتماعيًا، لاعادة دمجهم في المجتمع.

ثالثًا: دعوة الجامعات على أن تقوم بدورها بشكل متميز ينسجم مع مكانتها في المجتمع، وكذلك المؤسسات الاسلامية لا سيما الوقفين السني والشيعي.

رابعًا: الدعوة الى بذل اهتمام اكبر بشريحة الشباب، وتوفير فرص اكبر لهم للعمل، وتفعيل عمل المؤسسات الشبابية والرياضة، وتطوير فكرة العمل المجتمعي والتطوعي بما يساهم في رفع شعورهم بالمجتمع

خامسًا: الاهتمام بشكل أكبر باوضاع اللاجئين، والعمل بأسرع ما يمكن على تجاوز هذه المرحلة الصعبة

سادسًا: الدعوة للاسراع باعمار المناطق المحررة، بما يساهم في رفع المعاناة الانسانية، وإزالة أسباب التطرف وحجج الجماعات التكفيرية.

سابعا: الدعوة لمراجعة المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، والتأكيد في المناهج الدراسية على خطر ظاهرة التطرف وبعدها عن حقيقة الإسلام الحنيف الذي أكد على قيم التسامح والإنصاف.

ثامنًا: اقامة ورش عمل وندوات ومؤتمرات في المناطق المحررة وبالتنسيق مع الجامعات ومديريات التربية.

تاسعًا: تفعيل العمل ضمن شبكات التواصل الاجتماعي لملاحقة الأفكار التكفيرية لاسيما وأن هذه الشبكات صارت تمثل مصدرًا هامًا لتصدير هذه الأفكار الهدامة

عاشرًا: تشكيل لجنة من المؤتمر لمتابعة لتنفيذ توصيات المؤتمر.

إننا نأمل أن يكون هذا المؤتمر خطوة في مسيرة العمل لثبيت قيم العدل والتسامح، فهما القيمتان اللتان نحتاج اليهما، ويحتاج إليهما أي مجتمع حتى يكون قويا في وجه أي اختراق.

نكرر شكرنا وتقديرنا لكل السادة من العلماء والمفكرين الذين شاركوا في هذا المؤتمر، وكل من تجشّم عناء السفر للحضور إلى هذا المؤتمر، وإلى رئاسة جامعة کرکوك الموقرة، وإلى كل من ساهم في انجاحه بهذه الصورة من الاداريين والاعلاميين واخواتنا وأبنائنا من منتسبي القوى الأمنية البطلة.. ونرجو ونأمل أن تتكرر مثل هذه اللقاءات بما يسهم في بناء وطن يسع الجميع دون تمييز على أساس دیني أو عرقي.

( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللجنة التحضيرية
جامعة كركوك – 13/ جمادي الآخرة 1440 الموافق 18/ شباط (فبراير)/ 2019م.

تقرير عن فعاليات المؤتمر الذي قدمته الأمانة العامة للمؤتمر

من أجل ترسيخ قيم الأمن والسلام عقد صباح يوم الاثنين 18-2-2019 المصادف 13 جمادي الآخرة 1440 على قاعة رئاسة جامعة كركوك المؤتمر الفكري الاول لدراسة ظاهرة التطرف وسبل معالجتها .
افتتح المؤتمر بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء وبعدها عزف السلام الجمهوري .

كانت الكلمة الاولى للدكتور عباس حسن تقي رئيس جامعة كركوك تحدث فيها عن الجامعة وجهودها في تدعيم السلم المجتمعي.

ثم القى الدكتور محسن الفريجي كلمة نيابة عن السيد وزير التعليم العالي استعرض فيها برامج الوزارة في التصدي لظاهرة التطرف ونشر ثقافة الاعتدال وشكر جامعة كركوك على استضافتها لهذا المؤتمر ناقلا تحيات الوزير لكل من ساهم في إقامته. بعده قُرأ بيان المرجع الديني سماحة اية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي للمؤتمر من قبل الدكتور محمد رضا خوش خو .

كما وألقى سماحة الشيخ محمد حسن زماني رئيس الأمانة العامة للمؤتمر العالمي لمواجهة التيارات المتطرفة كلمة شرح فيها برامج وجهود الامانة في مواجهة ظاهرة التطرف مؤكدا على وجوب تظافر الجهود للقضاء عليها.

تلاه سماحة الشيخ محمد سعيد النعماني المستشار الخاص للأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بكلمة اكد فيها على دور الجامع والجامعة في معالجة هذه الظاهرة.

وبعد أن استمع الحضور إلى قصيدة شعبية رائعة الهبت مشاعر الحاضرين ألقى سماحة السيد عبد القادر الالوسي كلمة قيمة تناول بها جذور وأسباب ظاهرة التطرف قائلا إن العلاج هو في الشعار الذي رفعه المؤتمر(وجادلهم بالتي هي أحسن).

وهكذا تواصلت الكلمات حتى أذان الظهر حيث أقيمت صلاة جماعة موحدة بامامة الشيخ محمد فاتح الطالباني.

لقد تميز المؤتمر بحضور بارز لمكونات الشعب العراقي الأساسية من السنة والشيعة والعرب والاكراد والتركمان كما وكان له الأثر الكبير والواضح في نفوس الحاضرين .

وكان البرنامج بعد الظهر مخصصا لعمل اللجان التي تناقش البحوث المقدمة للمؤتمر والتي بلغ عددها ٢٥ بحثا رغم الفترة القصيرة التي أعلن فيها عن طلب الاستكتاب من الباحثين وهي ثلاثة أسابيع هذا وقد ناقش الباحثون محاور الموضوعات التي اكد عليها المؤتمر ومنها لماذا اجتاحت مجتمعاتنا موجة التطرف وكيف نحصن شبابنا من الانجراف معها ومواضيع اخرى منها مسؤولية الاستاذ الجامعي في التصدي للفكر التكفيري المتطرف وموضوع اخر حول اثر وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

ومن المحاور المهمة التي اكد عليها المؤتمر وضع الآليات الصحيحة لاستيعاب المتطرفين وعوائلهم وإعادة دمجهم بالمجتمع.
وبعد الانتهاء من مناقشة البحوث أعدت اللجنة التحضيرية بيانا ختاميا تضمن أهم النقاط والتوصيات التي اكد عليها المؤتمرون قرأه السيد كاظم الجابري ممثل المجمع العالمي للتقريب ورئيس اللجنة التحضيرية.

هذا وتم على هامش المؤتمر توقيع ورقة للتعاون الثقافي المشترك بين جامعة كركوك والأمانة العامة للمؤتمر العالمي لمواجهة التيارات المتطرفة والتكفيرية وهي بادرة وخطوة جيدة لترسيخ التعاون ومد جسور التواصل وتبادل الخبرات في الاختصاصات العلمية .

ومن الجدير بالذكر ان الجهات المنظمة للمؤتمر هي:
* المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب.
* الامانة العامة للمؤتمر العالمي لمواجهة التيارات المتطرفة والتكفيرية .
* ديوان الوقف السني .
* جامعة كركوك .
* الحشد الشعبي محورالشمال .
كما قدمت المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الاسلامية جهودا كبيرة في المساعدة على إقامة المؤتمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky