المواد المحرَّمة في الأغذية

لائحة بمواد محرمة تستعمل في صناعة الأغذية

الاجتهاد: قد نجد في المنتوجات الأمريكية مثلاً تعبير: (Vegetable shortening) والذي يقابله بالعربية: سمن نباتي، أو دهن نباتي. هذا التعبير يجب أن لا يوحي بالثقة، لأنه حسب القانون الأمريكي يكفي للشركات المنتجة أن تستخدم نسبة 85 – 90% من السمن النباتي (والباقي حيواني) حتى يُسمح لها أن تسمّي مثل هذا الدهن «سمناً نباتياً».

حرّمت الشريعة الإسلامية على المسلم تناول العديد من المواد في أكله وشربه، وحيث أن الشركات والمؤسسات غيرالإسلامية المعنيّة بصناعة الأغذية لا تلتزم – بطبيعة الحال – بتجنّب إدخال تلك المواد في منتوجاتها، لذلك يجدر بالمسلم التوقي والحذر – ضمن الحدود المطلوبة شرعاً – لدى استعماله للمنتوجات والمعلبات المصنوعة من قِبَل غير المسلمين.

فيما يلي نقدّم بعض المعلومات التي توفَّرت لنا، والمتعلقة بالمواد المحرَّمة في الأغذية، وقد آثرنا عدم التوسّع فيها، تحاشياً لإرباك المسلم المبتلى بالعيش في بلاد الكفر ما أمكن ذلك شرعاً، فالشريعة الإسلامية على دقتها وتشددها تبقى الشريعة السهلة السمحاء، ولذا فمن المفيد أن نذكِّر- في البداية – بنقطتين مهمَّتين:

* أولاً: إن بعض المواد الأولية الداخلة في تركيب الأطعمة والأشربة، قد تخضع لتحوّلات كيمياوية معينة تغيّر من خصائصها الأولى جذرياً، بحيث تغدو مواد جديدة مختلفة بحسب العرف.

وهذا التحوّل قد يخرجها عن الحرمة فيما لو كانت في الأصل محرّمة، وهذا ما تسميه الرسائل الفقهية العمليّة بالاستحالة التي هي إحدى المطهّرات في الشريعة.

مثلاً : مادة من أصل حيواني محرّم تناولها، إذا تحوّلت الى مادة أخرى مختلفة ، فإن المادة الأخيرة تصبح محلّلة.

* ثانياً: ثمة مواد أولية تدخل في صناعة الأغذية، يُحتمل في حقها أن تكون من مصادر متعددة بعضها حلال، وبعضها حرام، هنا مع عدم العلم اليقيني بالمصدر، لا يجب الفحص، ويجوز تناول تلك المادة المشتبه بها، (لا يشمل ذلك طبعاً اللحم فيما لو شك في كونه مذكى أو لا؟)، مثلاً لو لاحظ في تركيب إحدى المعلبات وجود: «Mono et diglycerides»، التي يمكن أن تستخرج إما من الدهن الحيواني، أو من الزيوت النباتية.. هنا ما لم يعلم يقيناً بمصدرها الحيواني.. لا يجب عليه البحث، ويحكم بالحليّة.

ونأتي الآن،الى ذكر بعض المعلومات المتعلقة بالمواد المحرّمة التي سنشير الى معناها بالانجليزية. . وكذلك بالفرنسية أحياناً:

أ) بالنسبة للدهون والزيوت:

إن كلمتا (Shortening) و (Fat) الانكليزيتان، و matiéres grasses الفرنسية تعني الدهن أو السمن، وحسب المعتاد تجارياً، فهي تعني خليطاً من الدهون الحيوانية، وقد يُضاف اليه (أي الى الخليط) نسبة معينة من الدهون أو الزيوت النباتية أحياناً.

هذا وإن التعبير الصريح والمباشر عن دهن الخنزير هو : بالانجليزية: (Lard) ، وبالفرنسية: (Saindoux).

وقد نجد في المنتوجات الأمريكية مثلاً تعبير: (Vegetable shortening) والذي يقابله بالعربية: سمن نباتي، أو دهن نباتي. (1)

هذا التعبير يجب أن لا يوحي بالثقة، لأنه حسب القانون الأمريكي يكفي للشركات المنتجة أن تستخدم نسبة85 – 90% من السمن النباتي (والباقي حيواني) حتى يُسمح لها أن تسمّي مثل هذا الدهن «سمناً نباتياً»

أما التعبير الذي يوحي بالثقة فهو:(Pure Vegetable Ghee) أو (Pure Végétable Shortening) هو يعني: السمن النباتي الصافي.

هذا، ويُعبّر عن الزيت النباقي الصافي بـ (pure Vegetable Oil) ومن المفيد أن نشير الى أن الدهن النباتي ، هو – بالأصل – عبارة عن زيت نباتي سائل ، ولكن من خلال إشباع ذراته بالهيدروجين يتحوّل السائل الى سمن نباتي جامد.

وأما عن الزبدة، أو السمن المأخوذ من الحليب، فتعني في الانجليزية: (Butter) وفى الفرنسية : (Beurre). والزبدة التي تُباع في الأسواق هي زبدة الحليب فقط ، فلا إشكال فيها ، وليس هناك أي نوع اَخر.

ب: بالنسبة للأجبان: فلا يدخل في تركيبها دهن الخنزير،كما يتوهم البعض، ولكن في عملية التجبين يمكن أن تُستعمل الأنفحة، وهي عبارة عن مستحضر يستخرج من معدة الحيوانات (البقر، والعجل، والخنزير) ، ويعبّر عن الأنفحة في اللغة الانجليزية بـ: (Rennet) ‚(Pepsin)‚(Renin) وفي الفرنسية بـ: (Presure).

فأما أنفحة الخنزير فهي محرّمة. وأما أنفحة البقر أو العجل غير المذكى أو الميتة، فهي بذاتها طاهرة، ويمكن استعمالها، ولكن الظرف (الكرش) تتنجس بملاقاتها لرطوبة سائر أعضاء الحيوان، فإن لم يعلم المكلف بأن الظرف المتنجس استعمل في التجبين، فلا مانع من تناوله للجبن.

ولكن من الضروري الإلتفات الى وجود أنواع أخرى من المستحضرات تُستعمل عادة في التجبين، ومنها ما هو من أصل نباتي، ومنها الكيمياوي (أنزيم ميكروبي) ، ولا شك في حليّة وطهارة هذين النوعين.

وإذا شك في المادة المستعملة في تجبين هذا النوع من الجبن- بين الأنفحة الطبيعية المحرّمة أو غير الطاهرة وبين المستحضرات – يبني في ذلك على الحليّة (أي أنها حلال).

بالنسبة للجلو(Gello)، فتستعمل في صناعة مادة الجيلاتين عادة، وهي مادة هلامية ذات مصدر حيواني. ولكن يمكن السؤال عن نوع خاص من الجلو تُستعمل في صناعته مادة مستخرجة من النباتات والأعشاب البحرية.

بالنسبة للمشروبات الغازية غير الكحولية، مثل: الكوكا كولا، والبيبسي كولا، والسفن اَب، وكندا دراي، فليس بها أي عصارة حيوانية أو كحولية.

ملاحظة 1:

اعتمدنا في إعداد هذه اللائحة – بشكل أساسي – على تقرير للدكتور أحمد حسين صقر، رئيس جامعة المشرق والمغرب بشيكاغو / أمريكا.

ملاحظة 2:

إعتمدنا في إعداد هذه القائمة على المصادر التالية:

1. الموسوعة في علوم الطبيعة / أدوار غالب (الجزءان 1 – 2) بيروت 1965 – 1966.

2. Le Guide marabout de la pe’che en mer Michel van Havre – 1982 – FRANCE

3. 1976 Les Poissons D’eau Douce – Jiri Cihar FRANCE

4. Guide des Poissons D’eau Douce et Pe’che Bent J Muvs et Preben Dahistrom 1981 – SUISSE

5. Encyclope’die Illustre’e des Poissons Stanislav Frank PARIS

6. Encyclope’die du Monde Animal Tome 4 (Les Poissons 1 et Les reptiles)Maurice Burton. Bibliothe’gue Marabout PARIS

 

(1) الحرمة تختص بالسمن الحيواني المأخوذ من شحم الحيوان غير المذكىّ ، دون المأخوذ من الزبدة.

 

المصدر: كتاب “الفقه للمغتربين” قسم الملحقات. وفقاً لفتاوي سماحة المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني.

 

تحميل الكتاب

الفقه للمغتربين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky