فاطمة في نهج البلاغة

صدور كتاب ” فاطمة في نهج البلاغة ” في خمسة مجلدات + تحميل pdf

خاص الاجتهاد: دراسة “فاطمة في نهج البلاغة” تكونت من خمسة مجلدات شملت استقصاء كلام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نهج البلاغة حول الصديقة الزهراء فاطمة عليها السلام، بقلم السيد نبيل الحسني الكربلائي، معتمدة في دراسة النص الشريف على المنهج التداولي والتحليلي، وهو منهج علمي حديث يرتكز على ما اكتنزته المفردات من قوةٍ إنجازية سواء أكانت في بيان القصدية أم التفاعلية لدى المستمع أو القارئ للنص.

قدمت مؤسسة علوم نهج البلاغة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة دراسة علمية جديدة حول شخصية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وما واكب حياتها من أحداث متلازمة مع مسيرة الإسلام، لمؤلفها السيد نبيل بن السيد القدوري بن السيد الحسن الحسني الكربلائي.

وقال مسؤول مؤسسة علوم نهج البلاغة السيد نبيل الحسني، ان” الدراسة اعتمدت على المنهج التداولي، ضمن معياري القصدية والمقبولية في حقل اللغة وفلسفتها، لتضع بين يدي المفكرين والباحثين حقائق علمية جديدة ومثيرة”.

وأضاف” اقتضت الدراسة الرجوع إلى حقول معرفية عديدة في اللغة والتاريخ والعقيدة والتفسير والفلسفة والاجتماع وغيرها من المعارف، فضلا عن دلالات المعنى وقصديته في الأفعال الكلامية والمضمرات القولية، ليكتشف الباحث أن الإمام علي عليه السلام قد ضمّنَ المفردة الواحدة بما تحمله من قوة إنجازية حقائق ومعارف تذهل الباحث معرفياً وتؤنسه في آن واحد”.

وأشار الحسني الى، ان” الدراسة تكونت من خمسة مجلدات شملت استقصاء كلام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نهج البلاغة حول الصديقة الزهراء فاطمة عليها السلام، معتمدة في دراسة النص الشريف على المنهج التداولي والتحليلي، وهو منهج علمي حديث يرتكز على ما اكتنزته المفردات من قوةٍ إنجازية سواء أكانت في بيان القصدية أم التفاعلية لدى المستمع أو القارئ للنص “.

وقد خاطب المؤلف القارئ بقوله:
يا سائلاً عن فاطمٍ وما جرى          هاكَ حديث بعلها مزلزلا
لا تسألنَّ عن مسندٍ أو مرسلٍ       إن الوصيّ صوته مجلجلا

 وجاء في مقدمة الكتاب :

خير ما نبتدأ به في مقدمة كتابنا هذا هو ذكر الله عز وجل کما ذكرته سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام فقالت مفتتحة خطبتها الاحتجاجية في مسجد أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جمع من المهاجرين والأنصار، فقالت:
الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بها قدم من عموم نعم ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها و تمام منن أولاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أحدها، وتفاوت عن الادراك ابدها، والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
فقد احتوی کتاب نهج البلاغة (1) على علوم جليلة ومعارف عديدة كانت منهلاً للباحث و مورداً للعالم ومقصداً للدارس وما ورد فيه من هذه المعارف ما اختص بسيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام.

ولأجل إعمام الفائدة وإيصال مادة البحث إلى مرحلة من البيان والتوضيح تكون عوناً لطلاب العلم والمعرفة بها أفصح به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن هذه الشخصية الرسالية المرتبطة بالسماء ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبه عليه السلام حيث كانت عرسه وسکنه وأم سبطي النبوة الحسن والحسين عليهما السلام فضلاً عما ارتبط بها من شؤون الدين والدنيا خلال فترة حياتها القصيرة التي عاشتها مع الإمام علي عليه السلام، حيث لم تبق بعد أبيها إلا خمسة وسبعين يوماً کما ورد عن ابنها الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

وقد مضت إلى ربها شهيدة أثر جملة من الاعتداءات التي جرت عليها بعد حادثة السقيفة التي تمت فيها البيعة لأبي بكر وما اقتضته سياسة الحكم الجديد الذي ظهر في مجموعة من الأفعال التي كان من أبرزها أحداث بيت فاطمة عليها السلام التي تدرجت بين جمع الحطب على بابها وحرقه واقتحامه وعصرها بين الباب والحائط وقتل ولدها المحسن عليه السلام.
ولذا فقد قصدنا في هذه الدراسة ميدان فقه اللغة وفلسفتها التي انبثقت منها التداولية والتي كانت نتاج أبحاث الفلسفة التحليلية التي اتخذت على عاتقها دراسة وظائف المنطوقات وخصائصها.

فهذا الكتاب الصادر عن الامام علي امير المؤمنين (عليه السلام) في فاطمة (عليها السلام) لمليء بالمعارف والمفاهيم المكنونة في قصديات الخطاب والتي اكتنزت القيم النفسية والمؤثرات التواصلية جيلا بعد جيل منذ صدور النص والى يومنا هذا.

فما زالت الافعال الكلامية ومتضمنات القول والمضمرات منهلاً خصباً ومعياً نضبا للمعارف والحقائق التي ارتبطت بفاطمة (عليها السلام).
ولعل إيرادنا بشاهدين في هذه المقدمة تكفي اللبيب والمنصف في فهم ما جرى على بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ماتت وهي غاضبة على من ظلمها؛ وتمهد للولوج إلى ميدان هذه الدراسة في مقاربة مقاصدية منتج النص (عليه السلام) وما كشفته الافعال الكلامية وتفاعل المتلقي من حقائق تغني الباحث والدارس عن الرجوع إلى المصادر التاريخية و الحديثية في اثبات هذه الحقيقة المرة والفاجعة العظيمة والرزية الكبرى التي احلت بالإسلام وما تمخض عنها من آثار سلبية وارتدادات قوية تضعضعت لها أعمدة الملة؛

فمن ترك الصحابة جثمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو لم يبرد بعد يتسابقون الوصول إلى الخلافة إلى حرق بيت النبوة ونكث بيعة الوصي إلى دفن فاطمة في الليل وقد عُفّيَ ثراها حقائق کشفتها مقاصدية النص ومقبوليته ودلالته وإن عمد الرواة والحفاظ على تجنيب مصنفاتهم من ذكرها وكتمها وتضييعها إلا أن تجدد العلوم وتنوع المعارف وتغيير سبل البحث والدراسة كانت لهم بالمرصاد و منها هذا الحقل المعرفي.

أما الشواهد التي تمهد للولوج إلى هذه الدراسة فهي:

الشاهد الأول: أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة الكوفي وابن عبد البر، وابن أبي عاصم، وأحمد بن حنبل، والذي تضمن إقرارة من عمر بن الخطاب بحرق دار بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخرجه ابن أبي شيبة الكوفي وغيره باللفظ الآتي:
عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال:
یا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما من أحد أحب إلينا من أبيكِ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذلك بمانعي أن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يُحرق عليهم البيت!!!

قال: فلما خرج عمر جاؤوها فقالت:
تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقنّ عليكم البيت !!!

وأيم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدین، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلىّ». فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر (2).

والشاهد الثاني: تضمن إقرارة من أبي بكر في اقتحامه لبيت فاطمة سيدة نساء أهل الجنة(3)، وذلك الإقرار كان حينها حضرته الوفاة فتمثل أمامه ما وقع منه إزاء بيت النبوة كما يروي الطبري والطبراني والذهبي وغيرهم عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف:
(إن عبد الرحمن بن عوف دخل على أبي بكر في مرضه الذي قبض فيه فرآه مفيقا، فقال عبد الرحمن: أصبحت والحمد لله بارئا)؛ ثم يسوق الحديث إلى أن يصل إلى قوله مقراً ومعترفاً بهذه الجريمة: أما اللاتي وددت أني تركتهنّ، فوددت أني لم أكن کشفت بیت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد أغلقوا على الحرب)(4)..

وهذان الشاهدان أوردناهما لغرض إيصال القارئ إلى طبيعة الأحداث والمجريات التي مرت بها سيدة النساء عليها السلام ومن ثم فإن هذه الأحداث العصبية بدون ريب قد تركت آثارها وآلامها على قلب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتركت في نفسه جروح عميقة وهو ما تجلى في مقاصد النص ومقبوليته لدى المتلقي وتفاعله وتأثره به مما اعطى صورة جلية عن تلك المرحلة المهمة في تاريخ الاسلام فضلا عن بيانه لحقائق ومعارف عديدة ارتبطت بسيدة نساء العالمين وبه (عليهما السلام) و برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و بالحياة الاسلامية في جوانبها الاجتماعية والعقدية والثقافية وغيرها كما سيمر في الكتاب.

وبناء عليه:
فقد شغل النص الأول من نصوص نہج البلاغة في فاطمة (عليها السلام) الحيز الأكبر من الدراسة وذلك لاختصاصه بتلك الأحداث التي وقعت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأدت إلى تلك الرزية العظيمة في استشهاد فاطمة عليها السلام.

الهوامش

(1) قام الشريف الرضي المتوفي سنة (406 ه) بجمع بعض من خطب الإمام علي عليه السلام وأسماه ب (نهج البلاغة).
(2) المصنف لابن أبي شيبة: ج ۸ ص ۵۷۲؛ المذكر والتذكير لابن أبي عاصم : ص۹۱؛ الاستیعاب لابن عبد البر: ج ۳ ص ۹۷۵؛ فضائل الصحابة لابن حنبل: ج1 ص 364 طبعة مؤسسة الرسالة: الوافي بالوفيات للصفدي: ج ۱۷ ص ۱۹۷.
(3) فضائل سيدة النساء لأبن شاهين: ص۲۵؛ الاستیعاب لأبن عبد البر: ج 4 ص ۱۸۹۵؛ تاريخ ابن عباس: ج42 ص۱۳4.
(4) الأموال لابن زنجويه: ج ۱ ص ۳۸۷ حديث 364؛ المعجم الكبير للطبراني: ج ۱ ص 6۲؛ تاریخ الطبري: ج۲، ص ۳۵۳؛ تاريخ الإسلام للذهبي: ج۳ ص۱۱۸؛ تاريخ ابن عساكر: ج۳۰ ص4۱۸، مروج الذهب للمسعودي: ج ۱ ص۲۹۰ ، طبعة دار القلم وغيرهم.

فهرس محتويات الجزء الأول

فاطمة في نهج البلاغة

فاطمة في نهج البلاغة

فاطمة في نهج البلاغة

فاطمة في نهج البلاغة

فاطمة في نهج البلاغة

 

تحميل المجلدات

الجزء الأول

mb 2.6

الجزء الثاني

mb 2.4

الجزء الثالث

mb 2.4

الجزء الرابع

mb 2.3

الجزء الخامس

mb 2.4

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky