خاص الاجتهاد: تضم كتاب ” المباحث الفقهية ” للمقرر “عادل هاشم” جميع ما ورد من تعليقات الاستاذ آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض علی المسائل کما ورد في تعاليقه المبسوطة علی العروة الوثقی، وذلك من اجل: اتمام الفائدة العلمية ومعرفة موارد عدوله من جهة ان التعاليق المبسوطة سابقة زماناً لمجلس درسه بعدة سنوات. كما تضم الكتاب ما انتهی اليه سمحاته في کل مسألة منها في منهاج الصالحين علی مستوی الفتوی لمقلديه. واخيرا تسليط الضوء علی النکات الرجالية للاستاذ.
لا اشکال ولا شبهة في امتياز مذهب الشيعة الاثنی عشرية (أيدهم الله) بالوسطية والاعتدال مقارنة بباقي المذاهب الاسلامية الاخری ولم يکن هذا الاعتدال وليد الصدفة بل کانه نتيجة طبيعية لوجود الحوزات العلمية التي تعتمد الکتاب الکريم والسنة المطهرة منهجاً لها في الاستدلال والاستنباط للأحکام الشرعية.
وکان لابد لهذه الحوزات العلمية من أم تولد منها باقي الحوزات الاخری ومما لاشك فيه ان حوزة النجف الاشرف هي أم الحوزات في عالم التشيع.
ومن البديهي ان يکون لهذه الحوزة رجالات لهم قدم السبق في البحث والتحقيق والتدريس وطرح النظريات والافکار الجديدة، ومن هولاء شيخنا الاستاذ آية الله العظمی الشيخ محمد اسحاق الفياض(مدظله) فقد کان لبحثه الخارج في علم الاصول والفقه ـ خلال الاربعة عقود السابقة ـ الاثر الکبير في تربية جيل جديد من طلبة الحوزة العلمية الذين يعول عليهم في حمل مشعل العلم و تسليم رايته للأجيال القادمة الی ان تسلم بيد صاحب العصر والزمان مولانا الامام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشريف.
وقد تشرفت مع المئات من طلبة علم الفقه والاصول بالحضور عند شيخنا الاستاذ (مدظله) وقمت بتحرير دروسه (مدظله) في عدة مباحث منها تمام کتاب الصلاة وما يقارب من العشرين بحثاً في الطهارة وغيرها ونالت هذه الابحاث استحسان شيخنا الاستاذ (مدظله) وطالعها واجاز لنا طبعها ونشرها لتعميم الفائدة للدارسين، وسميتها (المباحث الفقهية) مجاراة لما کتبه (مدظله) في الاصول من (المباحث الاصولية).
يقول المؤلف في مقدمة كتاب المباحث الفقهيّة :
فمن نعم الله سبحانه وتعالى ان وفقني بالشروع في حضور دروس البحث الخارج لشيخنا الأستاذ سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض (مد ظله) فقها وأصولا في الحوزة العلمية في عاصمة العلم النجف الأشرف منذ أكثر من عقد من الزمان، والتزمت من أول يوم من حضوري بتدوين المطالب العالية والافكار الشامخة التي كان يلقيها علينا (مد ظله) وكنت أعرض عليه ما أكتب منذ عام 1430 هجري قمري،
و کان دامت برکاته محیطني بالعنایة والاهتمام ویشجعني علی الاستمرار فی الکتابة شأني في ذلك شأن المئات من طلبته لما يتمتع به مد ظله من عطف أبوي شمل الجميع بلا استثناء، وشاء الله سبحانه وتعالى – بفضله ومنه- أن تنال هذه الابحاث رضا واستحسان سماحته (دامات افاضاته)، وسميتها المباحث الفقهية مجاراة لما كتبه شيخنا الاستاذ (مد ظله) في الأصول من المباحث الاصولية فصارت هذه الابحاث محلا لتطبيق مبانيه الاصولية ونظرياته المبتكرة الدقيقة خصوصا مع تنوع الابحاث الفقهية التي حوتها فهي تشتمل – بفضل الله و توفیقه – علی تمام کتاب الصلاة و خوث آخری”.
ثم أني راعيت في ضبطها التحفظ على عبارة شيخنا الاستاذ (مد ظله) بقدر الامكان لما تتمتع به من سلالة في التعبير ووضوح في البيان مما يسهل على القارين فهمها و استیضاحها بشکل جلي من دون آدنی حیرة و استفهام لا امتاز به شیخنا الاستاذ من عمق وشمول في البحث مع وضوح في العبارة،
ولا غرو في ذلك فانه معلم لصناعة الاستنباط في المسائل الفقهية من الطراز الاول واستاذ للبحث الخارج فقهاً واصولا لأربعة عقود وتتلمذ على يد السيد الاستاذ الخوئي (قدس الله نفسه) وتربى في مدرسته وشرب من رحيق افكاره العالية، كماتحفظت على ما بينه من الافكار بالوان التعبير المتعددة عن نفس المطالب، التماساً منه لتوضيح المقصود و التي صارت سمة لازمت کتاباته و مجلس درسه.
و کذلك راعیت ادراج ما ذکره شیخنا الاستاذ (مد ظله) ق تعالیقه المبسوطة في هذه الابحاث لبيان موارد الوفاق واختلاف مع مجلس درسه لتعميم الفائدة، مضافاً إلى تسليط الضوء في كل مسالة على ما إنتهى اليه في منهاج الصالحين على مستوی الفتوی لقلدیه، و کذا ادراج ما استفدته منه شفاهة خلال سنين ملازمتي له (حفظه الله) كل ذلك من أجل أن تتضح صورة المسألة على مستوى البحث الخارج والفتوی.
وقد ابتدأ سماحته بإلقاء مبحث صلاة المسافر في اليوم التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة الف وأربعمائة وواحد وثلاثين للهجرة النبوية المباركة، وأنتهى منها في اليوم العاشر من شهر جمادى الآخرة من سنة ألف وأربعمائة وإثنان وثلاثين للهجرة النبوية المباركة على مهاجرها وآله أفضل الصلاة واتم
مميزات هذه التقريرات.
أولاً: انها تضم جميع ما ورد من تعليقات شيخنا الاستاذ(مدظله) علی المسائل کما ورد في تعاليقه المبسوطة علی العروة الوثقی، وذلك من اجل أمور:
الامر الاول: اتمام الفائدة العلمية.
الامر الثاني: معرفة موارد عدوله (مدظله) من جهة ان التعاليق المبسوطة سابقة زماناً لمجلس درسه بعدة سنوات.
ثانياً: انها تضم ما انتهی اليه (مدظله) في کل مسألة منها في منهاج الصالحين علی مستوی الفتوی لمقلديه.
ثالثاً: تسليط الضوء علی النکات الرجالية لشيخنا الاستاذ (مدظله) من خلال هوامش أثبتناها في التقريرات، مضافاً الی بحث رجالي مستقل سيصدر قريباً (ان شاء الله تعالی).
وکذلك توجد نکات أخری سنتعرض لها حال صدور الاجزاء القادمة (ان شاء الله تعالی) بعد هذا الجزءـ الجزء الاول من صلاة المسافرـ .
وفي الختام نسأل المولی جل وعلی ان يحفظه ويمد في عمره خدمة للاسلام والمسلمين والله ولي التوفيق.
المقرر :عادل هاشم
27 ـ رمضان المبارك ـ 1428هـ
النجف الاشرف
الكتاب: المباحث الفقهيّة – كتاب الصلاة – صلاة المسافر – الجزء الأول
تقريراً لابحاث سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض ( مدظله)
بقلم : عادل هاشم
عدد النسخ : 1000 نسخة
عدد الصفحات النسخة الالكترونية :596 صفحة
الطبعة : الاولى 1438 هـ 2017 م
المطبعة : دار الكفيل
لتحميل الكتاب أضغط على الصورة