رحل قبل يومين الأستاذ المفكر الإسلامي والعلامة الفقهي والقانوني الدكتور جمال الدين عطيه ، مؤسس أول مشروع فكري إسلامي تجديدي هو مجلة “المسلم المعاصر” المحكمة (١٩٧٤) التي كانت زادًا فكريًا وفقهيًا لنا في رحلة البحث عن المعرفة. كتب في افتتاحية العدد الأول أنها “مجلة الاجتهاد، تنطلق من ضرورة الاجتهاد، وتتخذه طريقًا فكريًّا، ولا تكتفي بالبحث في ضرورة فتح باب الاجتهاد في فروع الفقه، بل تتعداه إلى بحوث الاجتهاد في أصول الفقه”.
موقع الاجتهاد: من أهم مؤلفاته : تراث الفقه الإسلامي ومنهج الإفادة منه على الصعيدين الإسلامي والعالمي، التنظير الفقهي، النظرية العامة للشريعة الإسلامية، نحو تفعيل مقاصد الشريعة، علم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية، الاستفادة من مناهج العلوم الشرعية في العلوم الإنسانية، الأولويات الشرعية- نظامها وتطبيقاتها، العلاقة بين الشريعة والقانون، نحو فلسفة إسلامية للعلوم، سنن الله في الآفاق والأنفس.
ومن كتبه القانونية : الدفاع الشرعي في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مجموعات الضغط الدولية- ترجمة من الفرنسية لكتاب مينو، نحو منظور إسلامي معاصر للعلاقات الدولية، على هامش الدولة المسلمة والشريعة الإسلامية والقانون، أسس الحكم في الإسلام، النظرية العامة لحقوق الإنسان في الإسلام، الصعوبات التي تواجه البنوك الإسلامية، مظاهر التعاون بين البنوك الإسلامية في أوروبا والبنوك الغربية، الأعمال المصرفية في إطار إسلامي، تطوير الأدوات المصرفية والاستثمارية الإسلامية، والأوراق التجارية المنشأة، أساليب التمويل الصناعي المتاحة للبنوك الإسلامية، حاجة البنوك الإسلامية إلى أساليب إضافية للتمويل الصناعي، المشاكل القانونية في عقود البنوك الإسلامية، الاقتصاد الإسلامي بين النظرية والتطبيق، البنوك الإسلامية– سلسلة كتاب الأمة، الجوانب القانونية لتطبيق عقد المرابحة، مقاصد علم الاقتصاد الإسلامي.
وفي مجال تصنيف العلوم : تصنيف العلوم الإسلامية، ودليل الباحث في الشريعة الإسلامية باللغات الأجنبية، ومصطلحات أصول الفقه، ودليل لتكشيف القرآن الكريم وعمل مكانز لأغراض التكشيف (بالاشتراك)، ونحو مكنز إسلامي للمرأة، وأصول العلوم الإنسانية من القرآن الكريم: كشاف موضوعي (بالاشتراك)، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الأبحاث الحيوية والنافعة في مجلة المسلم المعاصر وغيرها من الدوريات والمجلات المحكمة.
ولد جمال الدين عطية محمد في قرية “كوم النور” إحدى قرى مركز “ميت غمر” التابع لمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية في 22-11-1346هـ الموافق 12-5-1928م تعلم الدكتور جمال عطية حتى درس القانون في كلية الحقوق بجامعة “فؤاد الأول” (القاهرة حاليا)، وتخرج فيها عام 1367هـ/ 1948م، وحاول أن يتخصص تخصصا شرعيا فحصل على دبلوم الشريعة من كلية الحقوق عام 1369هـ/ 1950م، ثم سافر إلى الكويت بعد تخرجه، ثم إلى سويسرا ليحصل على الدكتوراة من جامعة جنيف عام 1379هـ/ 1960م، ثم عاد إلى الكويت ليعمل بالمحاماة، إلى أن جاء عصر الانفتاح، وبدأ يفكر في مشروعات تحتاج إلى ذلك الانفتاح، فساهم مع آخرين في إنشاء بعض الشركات، وعادوا إلى القاهرة ثم إلى لوكسمبورج، وبدأ نشاطه في مجال البنوك؛ حيث قضى هناك إحدى عشرة سنة.
انضم الدكتور جمال الدين عطية لجماعة الإخوان المسلمين مبكرًا ، وله عدة مؤلفات وبحوث مهمة تنبئ عن روح علمية تجديدية، ونظرة شاملة عميقة، وتناول فكري رصين، من أبرزها: تراث الفقه الإسلامي ومنهج الإفادة منه على الصعيدين الإسلامي والعالمي، والتنظير الفقهي، والنظرية العامة للشريعة الإسلامية، ونحو تفعيل مقاصد الشريعة، وعلم أصول الفقه والعلوم الاجتماعية، والاستفادة من مناهج العلوم الشرعية في العلوم الإنسانية، والأولويات الشرعية- نظامها وتطبيقاتها، والعلاقة بين الشريعة والقانون، ونحو فلسفة إسلامية للعلوم، وسنن الله في الآفاق والأنفس.
وعمل الدكتور عطية أستاذا زائرًا بالجامعة الليبية سنة 1393هـ/1973م، وزائرًا بكلية الشريعة جامعة قطر في الفترة من 1406–1408هـ/1986-1988، ثم عمل مستقرا فيها
من عام1408-1413/1988-1993بالإضافة لعضويته في جمعيات ونقابات ومراكز عالمية مثل: الجمعيات العلمية والمهنية، ونقابة المحامين القاهرة، والجمعية الدولية للقانونيين الديمقراطيين بروكسل، ونقابة المحامين الدولية لندن، والجمعية الدولية للمحامين الشبان ببروكسل، ومركز السلام العالمي من خلال القانون بواشنطن، وعضوية مجلس أمناء معهد تاريخ العلوم العربية الإسلامية بفرانكفورت، وعضوية مجلس إدارة المجلس العالمي للبحوث الإسلامية بفادوتس- لختنشتاين، وعضوية المعهد العالمي للفكر الإسلامي.