موسوعة فتوى الدفاع الكفائي

موسوعة فتوى الدفاع الكفائي .. أكبر موسوعة توثّق فتوى المرجعيّة الدينية

الاجتهاد: بالتزامن مع الذكرى السنويّة السابعة لفتوى الدفاع الكفائي، التي حمت وصانت أرض العراق ومقدّساته، أعلنت العتبةُ العبّاسية المقدّسة عصر يوم الأحد (14 شعبان 1442هـ) الموافق لـ(28 آذار 2021م)، وبحضور متولّيها الشرعيّ سماحة السيّد أحمد الصافي، وأمينُها العامّ ونائبُه وعددٌ من أعضاء مجلس إدارتها، عن إزاحة الستار عن النسخة النهائيّة من موسوعة فتوى الدفاع الكفائي بـ(62) مجلّداً.

المديرُ التنفيذيّ لموسوعة فتوى الدفاع الكفائي أحمد صادق: إنّ الموسوعة التي أُزِيح عنها الستار هذا اليوم، تكوّنت من (62) مجلّداً ودام العملُ عليها ثلاث سنوات تقريباً، من قِبل الفريق المشرِف على إعدادها”، وأضاف إنها “تضمّنت مجموعةً من الأبواب المتنوّعة بدءاً من المراحل التاريخيّة للإرهاب ونشأة الإرهاب، ثمّ انتقلت إلى الأحداث الأخيرة من سنة (2014م) منذ سقوط مدينة الموصل بيد عصابات داعش، حيث ترصد القضيّة الإعلاميّة والقضيّة على الصعيد العسكريّ وعلى الصعيد الإنسانيّ”.

وفيما بين إن محاور الموسوعة تشبعت وأخذت أجزاءً كثيرة منها، مثل الرصد الإعلاميّ والتحليل الإعلاميّ من جهة، وسير المعارك العسكريّة التي كانت على أرض الواقع من جهةٍ أخرى”، أضاف إنها “تحتوي على مجلّداتٍ تختصّ بما أصدره الإعلامُ المضادّ والتغطيات الخاصّة عن كلّ الجهد الإغاثي والإنسانيّ، الذي قُدِّم سواءً من معتمدي المرجعيّة المباركة أو من المواكب الحسينيّة أو من الجامعات والمدارس، كما تضمّ فصولاً مختصّة بأسماء الشهداء الذين سقطوا من متطوّعي فتوى الدّفاع المقدّسة، بالإضافة إلى قوافل الشهداء الأحياء وهم الجرحى، إذ أُدرجت أسماؤهم جميعاً”.

وبيّن صادق إن “موسوعة فتوى الدّفاع تحتوي على كتبٍ تختصّ بقصص السيرة والقصص الأدبيّة التي حدثت أثناء المعارك، بالإضافة إلى ما رصدته الكاميرا من معلوماتٍ وتصنيفاتٍ عسكريّة، وهناك مجلّدٌ خاصّ بالدراسات الإنسانيّة التي كُتِبت عن الفتوى المباركة، بالإضافة إلى دراساتٍ عسكريّة خاصّة بسير المعارك، فضلاً عن مجلّدٍ يحتوي على الانفوكرافيك بمعلوماتٍ شافية ووافية لكلّ باحثٍ يستطيع من خلاله أخذ المعلومة بشكلٍ سريع من دون عناء”.

مشيراً إلى أنّ: “هناك فصولاً مخصّصة لجهود العتبات المقدّسة، منها الجهد الإعلاميّ والعسكريّ واللوجستيّ، وقد أُدرِجت معها الدورُ والمؤسّساتُ المدنيّة التي قدّمت خدماتٍ كبيرة مثل مؤسّسة العين ومؤسّسة اليتيم وغيرها من المؤسّسات، وكذلك تحتوي الموسوعة على مجلّدٍ خاصّ بشهداء الحوزة العلميّة، وهناك جزءٌ جدّاً مهمّ وهو الخاصّ بالشهادات الحيّة الخاصّة بالشهداء من قادة النصر، ومنهم مَنْ ما يزال حيّاً يُرزق”.

عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية الدكتور عباس رشيد الموسوي:

إنّ فكرة موسوعة فتوى الدفاع الكفائي، جاءت لضمان وصول تضحيات الشهداء والجرحى ممّن لبّوا نداء المرجعيّة الدينيّة العُليا وفتواها العظيمة للأجيال اللّاحقة”، وأضاف إنها تؤرّخ للحظةٍ تاريخيّة فارقة في تاريخ البلاد، حيث سجّلت الفتوى نقطةَ تحوّلٍ في عمر التاريخ استطاعت أن تحافظ على البلاد والعباد”.

وبيّن الموسويّ إن “فكرة توثيق بطولات وتضحيات ملبّي الفتوى كانت من سماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة السيد أحمد الصافي لضمان وصولها للأجيال اللّاحقة كما هي، فهذه الموسوعة هي شهادةٌ حيّة واقعيّة على ما حصل، لا سيّما أنّها وُثِّقت من ألسن صانعيها”.

وذكر الموسوي: “من يستعرض مفردات الموسوعة سيجدها متنوّعةً لا تقتصر على طائفةٍ دون أخرى، لأنّ من لبّى الفتوى كانوا أبناء مختلف مدن العراق وشعبه، إضافةً إلى ذلك فإنّ الموسوعة تناولت بطولات أبناء القوّات المسلّحة بكلّ صنوفها، من الجيش والشرطة الاتّحادية وجهاز مكافحة الإرهاب”.

سبعةُ أعوامٍ على إنقاذ العراق بفتوى النجف

هذا ويستذكر العراقيّون في مثل هذا اليوم الرابع عشر من شهر شعبان المعظّم من سنة (1435هـ)، انطلاق نداء المرجعيّة الدينيّة العُليا لإنقاذ العراق والعالم من خطر عصابات داعش الإجراميّة، وذلك من الرحاب الطاهرة لصحن سيّد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، ومن منبر صلاة الجمعة.

هذه الفتوى التي وجّهها المرجعُ الدينيّ الأعلى سماحة آية الله السيد علي الحسينيّ السيستاني(دام ظلّه الوارف)، وأوجب فيها الدّفاع عن العراق وأرضه وشعبه ومقدّساته بالوجوب الكفائيّ ضدّ عصابات داعش الإرهابيّة، واعتبرتْ مَنْ يُقتَل دون ذلك فهو شهيد.

وعلى أثر هذا الإعلان هبّ رجالُ العراق الأبطال -كما هو عهدهم- شيباً وشبّاناً بكلّ بسالةٍ إلى ساحات النزال، ليسطّروا ملاحم إنسانيّة قبل أن تكون لوحات انتصار، لصدّ العدوان الداعشي بحماسٍ وهمّةٍ قلّ نظيرهما.

فكانت الاستجابةُ سريعةً ومدوّية إذ بلغت التقديراتُ الرسميّة الحكوميّة للمسجّلين منهم نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون متطوّع، خاضوا غمار حربٍ استمرّت ثلاث سنوات وستّة أشهر، تجلّت فيها البطولة والإنسانيّة بأروع صورها وأسمى معانيها، مقدّمين في هذا الطريق عشرات الآلاف من الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى، إنقاذاً للوطن وفداءً للحُرُمات والمقدّسات حتّى منّ اللهُ عزّ وجلّ عليهم بالنصر المؤزّر، وتمكّنوا من دحر عصابات داعش الإرهابيّة وتحرير ما اغتُصِب من الأراضي وتطهيرها من رجسهم والقضاء على دولتهم الخرافيّة المزعومة، فزُلزلت الأرضُ تحت أقدام الظلاميّين والمعتدين الذين يريدون بأهل هذا البلد ووجوده وحضارته ودولته شرّاً، وأرعبت أصحاب المخطّطات الظلاميّة التكفيريّة، حتّى صاروا يحسبون لها حساباتٍ كثيرة لم تكن في توقّعاتهم.

ولو تمعّنّا لوجدنا أنّ ذلك النصر المؤزّر لم يتحقّق إلّا بسببَيْن رئيسَيْن، هما الفتوى المباركة واستجابة العراقيّين السريعة لها وبذلهم للغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافها.

يُذكر أنّ الشرارة الأولى لهذه الفتوى المباركة كانت قد انطلقت من صحن الإمام الحسين(عليه السلام)، ومن على منبر صلاة الجمعة على لسان ممثّل المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزّه)، الذي أكّد في نقطتها الرابعة قائلاً: (…في الوقت الذي تؤكّد فيه المرجعيّة الدينيّة العُليا دعمها وإسنادها لكم تحثّكم على التحلّي بالشجاعة والبسالة والثبات والصبر، وإنّ من يضحّي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم فإنّه يكون شهيداً -إن شاء الله تعالى-… والمطلوب أن يحثّ الأبُ ابنه والأمُّ ابنها والزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه).

 

يُشار إلى أنّ هذه الموسوعة هي أوّل وأكبر موسوعةٍ توثّق فتوى المرجعيّة الدينيّة العُليا، المتمثّلة بسماحة المرجع الدينيّ الأعلى سماحة آية الله السيد علي الحسيني السيستانيّ(دام ظلّه الوارف)، التي استجاب لها أبناءُ الشعب العراقيّ ملتحقين بجبهات القتال، مدافعين عن الأرض والعِرض ملبّين نداءَ مرجعهم؛ لدحر الإرهاب الداعشيّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky