الاجتهاد: حصد مجمع الإمام الحسين (عليه السلام) لتحقيق تراث أهل البيت (عليهم السلام) التابع للعتبة الحسينية المقدسة، فوزاً مستحقاً في جائزة “كتاب السنة” الدولية بنسختها ال (39) من خلال موسوعة ابن فهد الحلي ضمن كتب الفقه والاصول، والتي عُقدت قبل شهر في العاصمة الايرانية طهران من قبل وزارة الارشاد الايرانية.
وخلال السنوات السابقة كانت المسابقة تقام فقط على مستوى المؤسسات الثقافية والمراكز في إيران، وقبل ما يقارب الخمس سنوات او اكثر اصبحت المسابقة دولية بمشاركة عدد من الدول منها (المانيا، والصين، واندونيسيا، وسوريا، والمجمع من العراق، فضلا عن المشاركات من الجمهورية الاسلامية الايرانية).
الفوز بالمسابقة
وفي هذا السياق تحدث مدير مجمع الإمام الحسين (عليه السلام) مشتاق صالح المظفر قائلا: شارك مجمع الامام الحسين (عليه السلام) لتحقيق تراث أهل البيت (عليهم السلام) بمسابقة “کتاب السنة” الدولية بنسختها التاسعة والثلاثين التي عقدت قبل ايام (15 من شهر مارس 2022م) في العاصمة الايرانية طهران من قبل وزارة الارشاد الايرانية وقد حققنا المركز الأول في المسابقة من خلال موسوعة ابن فهد الحلي ضمن كتب الفقه والاصول»، مضيفا أن الموسوعة الفائزة هي من تحقيق المجمع التابع للعتبة الحسينية المقدسة، وقد استمرت المسابقة يوما واحدا فقط».
موسوعتان محققتان
وأوضح المظفر أن المشاركة هي الأولى للمجمع وللعتبة الحسينية المقدسة بشكل عام في تلك المسابقة، وقد تمت من خلال علاقاتنا بالمسؤولين في بعض المراكز الثقافية وطرحنا عليهم موسوعتين أخرييين وهما موسوعة ابي طالب التي تتألف من عشرين جزءا وكذلك موسوعة الدرر الفوائد في شرح القواعد للشيخ محمد حسن المظفر حُقّقت من قبل فرع المجمع في مدينة مشهد المقدسة، وقد شارك في المسابقة الدولية عدد من الدول من حول العالم .
موسوعة الحلي الفائزة بالمسابقة
وأشار المظفر إلى أنه «منذ أن اقترحنا على اللجنة العلمية للمجمع بأن نحقق تراث العلامة ابن فهد الحلى (رضوان الله تعالى عليه) بكونه من سكنة كربلاء المقدسة وتوفي فيها، فبدأنا بجمع النسخ الخطية من كل المكتبات المختصة في العراق وخارجه وكذلك من الجمهورية الاسلامية الايرانية وغيرها، وبدأنا بجمعها وتصنيفها ثم توزيعها على المحققين وقد تم اختيار المحققين الجيدين، ومن بعد ما اتممنا التحقيق بدأت لجنة خاصة بمراجعة التحقيق والتدقيق ثم بدأنا بإخراجها الفني وتصميم الغلاف الذي نال اعجاب الكثير من المحققين والقراء، وقد استمر تحقيق الموسوعة مع المراجعة بحدود الثلاث سنوات».
وتابع بأن «موسوعة ابن فهد الحلي تتضمن عدة مواضيع بدءا بالفقه في “المهذب البارع والمختصر النافع” ثم في الدعاء “عدة الداعي” ثم في رسائل قصيرة منها فقهية ومنها عقائدية ومنها في تاریخ اهل البيت (عليهم السلام) و منها في علم الهيأة، حيث تتضمن الموسوعة (14) مجلداً، وثلاثة أجزاء خصصت لنشر بحوث المؤتمر الذي انعقد عام ۲۰۱۷ في الصحن الحسيني الشريف».
وأوضح المظفر بأن «المحققين الذين شاركوا في تحقيق هذه الموسوعة الضخمة هم مجموعة من محققي المجمع في فرع مشهد المقدسة ومجموعة من محققي المجمع في فرع قم المقدسة وكذلك من محققي المجمع في كربلاء المقدسة، حيث تمت مراجعة التحقيق بشكل كبير،
وعملنا جاهدا لتوحيد منهجية التحقيق وكتابة الهوامش بصورة صحيحة كما متفق عليه في منهج تحقيق المجمع، حيث أن للمجمع منهجا خاصا بالتحقيق انفرد به عن بقية الأعمال التحقيقية المشابهة، وكذلك الاخراج النهائي والمراجعة النهائية بعهدة محققينا في كربلاء المقدسة للوصول الى طباعة المجموعة بهذه الهيكلية الجميلة التي لفتت انتباه الجميع، وقد عثرنا على نسخ اصلية لابن فهد الحلي لم تكن مطبوعة سابقاً وتم تحقيقها ونشرها في هذه الموسوعة ايضًا».
انبهار الجميع بالعتبة الحسينية
ويتوسّع المظفر للحديث عن أنشطة أخرى للمجمع، مبيناً أن «هناك زيارات سابقة إلى بعض المكتبات في إيران ولعدد من مراجع الدين الكرام، أوصلنا خلالها اصدارات المجمع والذين انبهروا وأبدوا إعجابهم بذلك متسائلين هل ان العراق والعتبات المقدسة وصلت إلى هذه المرحلة من التحقيق من حيث جودة التحقيق ودقة التحقيق وجودة الطباعة؟
وهذه رسالة مهمة إلى كل العالم أجمع بأن العراق وبالخصوص العتبات المقدسة (المهتمة حاليا بإحياء التراث) بأننا استعدنا كل نشاطاتنا الثقافية التي دمرها النظام البائد وحُرمت المخطوطات من الظهور إلى المجتمع وكذلك نشر علوم اهل البيت (عليهم السلام).
فترة ذهبية يجب استثمارها
ويلفت المظفر إلى أن هذه الفترة التي نعيشها تعد فترة ذهبية لابد من العتبات المقدسة والمحققين أن يستثمرونها الاستثمار الأحسن في إحياء التراث،
ولذلك اسسنا هذا المجمع عام ۲۰۱4 وخصصناه لإحياء تراث اهل البيت (علیهم السلام)، ومنذ التأسيس ولغاية اليوم تم طباعة (۱۵۹) اصدار تحت (۹۲) عنوانا، ولدينا الان من الطباعة الجاهزة (۲۸) عنوانا، ارسلنا منها (۱۰) الى المطبعة فضلا عن (۱۸) عنوانا جاهزاً،
وكذلك لدينا (۸۲) عنوانا من المخطوطات قيد التحقيق بين أيدي المحققين، وهم محققون بارعون منهم من يعمل في المجمع بمركزه الرئيس في مدينة كربلاء المقدسة، وكذلك في فرعنا بمدينة قم المقدسة وفرع مشهد المقدسة اختصاصهم في الفقه والأصول والعقائد، وكذلك لدينا مجاميع اخرى تعمل في البحرين سعياً لإحياء تراث علماء البحرين».
المصدر: مجلة أحرار الأسبوعية
تقرير: قاسم عبد الهادي