خرید فالوور اینستاگرام خرید لایک اینستاگرام قالب صحیفه
خانه / خاص بالموقع / 22 تقرير خبري خاص / مكانة التبليغ والمبلّغ في الإسلام وأهميته في الواقع الراهن
Lavc58.54.100

مكانة التبليغ والمبلّغ في الإسلام وأهميته في الواقع الراهن

خاص الاجتهاد: برعاية مؤسسة روّاد للتنمية والإعلام بالنجف الأشرف، وبحضور نخبة من خطباء المدينة ألقى سماحة آية الله الشيخ جعفر السبحاني محاضرة فيهم ركّزت المحاضرة على موضوع “مكانة التبليغ والمبلّغ في الإسلام وأهميته في الواقع الراهن”.

وأكد المرجع السبحاني على ضرورة أن يستند الخطاب الديني إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن يتحلى المبلّغ بصفات الخشية من الله وحده دون خشية من أي أحد آخر

مشروع “رواد التبليغ”: رؤية عصرية للخطاب الديني
قدم الوفد عرضًا تفصيليًا لمشروعهم، موضحين أنه انطلق بناءً على توصيات المرجع الديني السيد علي السيستاني بضرورة أن يكون الخطيب مواكبًا لثقافة عصره. وأكدوا على أن الاستعانة بالعلوم المعاصرة مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، والتقنية، والذكاء الاصطناعي، ليس مجرد إضافة، بل هو ضرورة لنقل المنبر الحسيني من حالة الركود إلى حالة القيادة والريادة.

ويهدف المشروع إلى إعداد جيل جديد من الخطباء قادر على التواصل بفعالية مع “جيل الألفية” بلغة خاصة وأدوات متجددة. ويشمل هذا البرنامج، الذي يمتد لثلاث سنوات، تأهيل ثلاثين خطيبًا من الكفاءات الحوزوية المتميزة في البحث الخارج والسطوح العليا. ويركز البرنامج على بناء شخصية الخطيب من جوانبها المتكاملة: الفكري، والأخلاقي، والاجتماعي، والقيادي، ليكون له تأثير إيجابي وريادة في المجتمع.

المبلغ: شروط إلهية ومعايير إنسانية

ألقى المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر السبحاني كلمة مفصلة وضع فيها أسس التبليغ الديني وفقًا للرؤية القرآنية. واستشهد بالآية الكريمة من سورة الأحزاب: “الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا”. وفسر هذه الآية على أنها خارطة طريق للمبلّغ، مؤكدًا على ثلاثة أسس:

تبليغ رسالات الله: شدد آية الله السبحاني على أن مهمة الخطيب الأساسية هي بيان ما أنزل الله تعالى في القرآن الكريم، وما ورد في السنن والأحاديث النبوية، بالإضافة إلى روايات أئمة أهل البيت. واعتبر أن هذا هو المنبع الأصيل للخطاب الديني، وليس آراء “الحكيم” أو “الدكتور” أو أي شخص آخر. كما أكد على أن المبلّغ يجب أن يحفظ جزءًا كبيرًا من القرآن والأحاديث ليتمكن من الاستشهاد بها بكثرة.

الخشية من الله وحدها: أوضح آية الله السبحاني أن “الخشية” أعلى درجة من “الخوف”، وأنها يجب أن تسيطر على وجود المبلّغ بالكامل، خاصة على لسانه. وأكد أن الخطيب يجب أن يقول الحق ويرضي الله، دون أن يخشى أحدًا سواه. وانتقد بشدة “الخطباء المأجورين” الذين يبيعون كلامهم لرضا الناس أو الحكام، معتبرًا أن هذا هو “الخسران الكبير” الذي خسره المسلمون بعد رحيل النبي.

حساب الله: ذكّر آية الله السبحاني المبلّغين بأن الله تعالى “حسيب” لكل كلمة وحركة تصدر منهم. هذا الوعي يضمن أن كل ما يصدر عن الخطيب يكون خالصًا لوجه الله، وليس لرضا الناس أو تحقيق مكاسب شخصية.

الخطابة كـ”علم” ومدرسة مستقلة

لم يقتصر حديث المرجع السبحاني على الجانب الروحي، بل تطرق إلى المعايير العملية للمبلّغ. وأكد على أن الخطابة يجب أن تُعامل كـ”علم” مستقل له أصوله، تمامًا مثل “الفقاهة”.

وشبه الخطيب بـ”الركن” الآخر للفقيه، فالفقيه يبحث ويُحقق، بينما الخطيب يبلّغ ويُربي. واعتبر أن دور الخطيب ليس أقل أهمية من الفقيه، لأنه هو الذي يربي المؤمنين ويوجههم.

كما دعا إلى إيجاد مدرسة للخطابة على غرار مدرسة المرحوم الوائلي، مؤكدًا على ضرورة أن يمتلك المبلّغ صوتًا مناسبًا وأن يكون ملمًا باحتياجات جمهوره. واختتم اللقاء بالدعاء للوفد بالتوفيق في مشروعهم، مؤكدًا على أهمية إخراج جيل من الخطباء المؤثرين في المجتمع الإسلامي.

و اليكم نص المحاضرة:

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

من دواع التوفيق والسعادة أن نتلقي بسماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ السبحاني ونشكر على كرمه بوقته الثمين والعظيم والمحدود لمهام كبيرة ومسؤوليات عظيمة.

سماحة الشيخ، هذا المشروع مشروع رواد التبليغ الديني هو من مشاريع مؤسسة رواد للتنمية والإعلام وهذه المؤسسة تابعة للعتبة الحسينية المقدسة وانطلقت من توصيات سماحة السيد السيستاني أن يكون الخطيب مواكباً لثقافة عصره فإن مواكبة ما يستجد من فكر وثقافة وسلوك تجعل الاتفاق حول منبر سيد الشهداء ذا تأثير وفاعلية كبيرة، وأن يستعين الخطيب والمبلغ بالعلوم المعاصرة كعلم النفس وعلم الاجتماع والثقافة العامة فإن ذلك سينتقل المنبر من حالة الركود إلى حالة القيادة والريادة والتفاعل، وهذا الجيل الجديد الجيل الألفية يحتاج إلى لغة خاصة للخطاب ويحتاج إلى تجديد بأدوات التبليغ الديني لكي يكون الخطيب مؤثر وفعال ونافع في المجتمع ويوصل رسالة أهل البيت عليهم السلام.

والمؤسسة لديها عشرة مشاريع استراتيجية في خدمة المؤسسات الدينية ورفتها بلجديد في علم الإدارة وأسست منظومة للتمييز المؤسسي للمؤسسات الدينية وكذلك بنت برنامج حوكمة فعال في خدمة هذه المؤسسات.

إضافة إلى ذلك خطباء ومبلغين تخرجوا من المؤسسة سماحة الشيخ بالعدد الكثير وكانت هناك دورات في الأسرة ودورات في الإعلام ودورات في الذكاء الاصطناعي والتقنية ودورات في علم الكلام الجديد ودورات في التاريخ ودورات كل ما هو جديد في التبليغ الديني، وهذا المشروع، مشروع رواد التبليغ الديني يمتد لثلاث سنوات لثلاثين خطيب واعد من الطاقات الحوزوية من البحث الخارج والسطوح العليا ولديهم استعدادات عالية في خدمة الشريعة إن شاء الله تعالى والبرنامج سماحة الشيخ يهتم ببناء الجوانب المتكاملة لشخصية الخطيب، الجانب الفكري والجانب الأخلاقي والجانب الاجتماعي والجانب القيادي لكي يكون الخطيب مؤثر في المجتمع وصاحب ريادة في خطابه وتبليغه ونشكر مجدداً وسماحتكم على إتاحة هذه الفرصة ولكم الكلمة لسماحة الشيخ بعد الصلاة على محمد وآل محمد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهبراً

قال الحكيم في محكم كتابه الكريم الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً ،

أتقدم لكل الشكر والإمتنان في هذا اللقاء

الموضوع عبارة عن مقام التبليغ والمبلغ في القرآن الكريم والأحاديث

أما القرآن الكريم، فهذه الآية المذكورة في سورة الأحزاب يحدد لنا مقام المبلغ وكيفية التبليغ

أولاً يقول: الذين يبلغون رسالات الله، التبليغ عبارة عن بيان ما أنزل الله تبارك وتعالى على أنبيائه وما أودعه في خلفائه الخطيب يجب أن يعتمد على ذلك، يعني هذا هو الأساس الأساس التبليغ يعتمد على بيان ما بيّنه الله سبحانه، لا على ذلك الحكيم لا على ذلك الدكتور لا على ذلك الشخص الآخر، الأساس يبلغ رسالات الله تبارك وتعالى، ورسالاته عبارة عن القرآن الكريم.

يجب على المبلغ أن يحفظ القرآن الكريم أو قسماً كبيراً من القرآن الكريم يعتمد على الآيات كثيراً وكثيراً وكثيراً، ثم يعتمد على السنن وعلى الأحاديث النبوية الواردة في السنن والصحاح والكتب الأربعة، هذا هو المنبع الثاني،
ثم يعتمد على روايات أئمة أهل البيت وأخيراً يعتمد على السنن، سنن النبي وسنن آله، هذا هو الأساس.

أما مناطقهم مسائل جانبية من حيث الموضوع الاجتماعية والأخلاقية والانتقادية مسألة أخرى، ولكن الأساس هو، الذين يبلغون رسالات الله هو الأمر الأول، ويخشونه. الخشية فوق الخوف، الخوف درجة نازلة والخشية درجة عالية. يخشونه، يعني الخشية يكون مسلطاً على قامة وجوده وبالأخص لسانه ولا يقول إلا فيما كان فيه رضا الله تبارك وتعالى، وبعد أن يتكلم فيه غضب الله تبارك وتعالى، و رضا الناس ويخشونه.
وبعد يضيف كلمة أخرى: ولا يخشون أحداً، يخشونه، أما بالنسبة إلى غير الله تبارك وتعالى على الخشية، هذا هو الأصل الثاني .

المبلّغ إنما يكون نافذاً في الحال المستمع إذا أحس الناس المستمع بأنه لا يقول إلا ما قاله سبحانه وتبارك وتعالى لا برضى الناس، وأما الخطباء الأخرين الذين يبلغون ما يقوله الملك، وما يقوله الرئيس ويقوله فلان، لا أصل له إلا الله تبارك وتعالى ولا يخشون أحداً إلا الله، أحداً نكرة أنه إذا قرأ بعد النفي يفيد العموم، ولا يخشون أحداً إلا الله

آخر الكلام: وكفى بالله حسيباً. الله فوقه، يحاسب كل كلمة وحركة في يده ولسانه وعينه هل هو لله تبارك وتعالى أو لرضى الناس ؟
الخسران الكبير الذي خسر المسلمون بعد رحيل النبي الأكرم هو الخطباء المأجورون الذين يصعدون المنبر كلها لرضى الناس لا لله تبارك وتعالى

ولذلك نرى أن الإمام زين العابدين سلام الله عليه خاطب الخطيب في مجلس يزيد هل تقول ذلك رضا الله تبارك وتعالى أو لا؟ استجاز أن يقول كلمة فيه رضا الله تبارك وتعالى.

الذين يبلغون رسالات الله واحد، ويخشونه ثاني، ولا يخشون أحداً إلا الله، والآخر؛ وكفى بالله حسيباً، يحاسب كل كلمة يصدر من الخطيب في المجال الإسلامي.

وأما ما هو شروط المبلغ:
أولاً المبلّغ يجب أن يكون له صوت مناسب للمجلس، يلاحظ والمستمع هل هم الدكاترة، هناك بيان آخر، هل هناك عامة الناس بيان آخر، أن المرحوم الوائلي كان له كلاماً ضابطاً صحيحاً مطابقاً للمجتمع، كان يحفظ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأشعار المناسبة وغير ذلك، حتى أنه في قراءته المرثية ما يناسب الموضع هل هناك مستمع خاص أو لا.
إن ذلك يجب أن يكون في النجف الأشرف.

وفي الكربلا المعلى، هناك مدرسة الوائلي، الخطابة يقول هناك أصلا كالفقاهة، كما أن الفقاهة وتربية المجتهد الذين يعرفون الحلال والحرام أصل أساسي في التشيع، هكذا تربية المبلغ.

يجب أن تكون الخطابة أصلاً خاص، يعني أن يكون أفراد مختصون بالتبليغ والعلوم التبليغ، هناك إجتهاد يبحث عن العلم الإجمالي، يبحث عن الاستصحاب، يبحث عن الأصل المثبت، هذا مسألة، وأما الخطيب لا يجب عليه أن يبحث في هذا المواقع، بل يجب حفظ القرآن الكريم والأحاديث والروايات والتاريخ، خصوصاً تاريخ أئمة أهل البيت، الآن هناك كتاباً في إيران “سيرة معصومين” و هو كتاباً خاصاً بسيرتهم، لا بأقوالهم بل بسيرتهم، كيف قالوا يمشون وكيف يكون يتعارفون مع الناس.

فالفقيه ركن والخطيب ركن آخر، الفقيه يكتب ويبيّن، والخطيب يبلّغه للناس، الأول يبين ويحقق، والثاني يبلغ الناس، والثاني ليس بأقل أهمية من الأول، لأنه هو الذي يربّي المسلم ويربّي المؤمن ويجاهد الفاسد ويبين الحلال والحلال للناس.

أسأل الله تعالى أن يبلغكم المقام المحمود وأن يكونوا إن شاء الله خطباء مؤثرين في المجتمع الإسلامي بشرطها وشروطها ويبلغوا السلام إلى علماء النجف والكربلاء ونحن إن شاء الله ندعوهم بالخير والعافية وأنتم الضيوف لنا

اللهم صل على محمد وآل محمد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *