خاص الاجتهاد: طلاب العلوم الدينية في مدينة مشهد يتطوعون لغسل ضحايا وباء كورونا وتكفينهم وذلك في مقبرة مدينة مشهد العامة (مقبرة الإمام الرضا ع) مبرهنين بذلك أنّ طلاب العلوم الدينية كانوا على الدوام سباقين وروادا في ساحات التضحية والإيثار.
حين خافوا الجميع حتى الأقارب والأرحام، سارع طلبة العلوم الدينية الى اداء الواجب حتى مع المخاطرة بحياتهم. هذه هي العمامة المثابرة نحو الجهاد بالروح مهما كلّف الثمن وفي أصعب الظروف وأحلكها.
مستشار المدير العام لإدارة التبليغ الإسلامي في محافظة خراسان الرضوية: طلاب العلوم الدينية في مشهد في الخطوط الأول لمواجهة كورونا/ غسل المتوفين وتكفينهم.
تحدث مستشار مدير الإدارة العامة للتبليغ الإسلامي في محافظة خراسان الرضوية فضيلة الشيخ مرتضى همتي فر في حوار مع وكالة رسا (الفارسية) حول تعبئة طلبة العلوم الدينية في مدينة مشهد ومبادرتهم لغسل ضحايا كورونا وتكفينهم تطوعا ووفقا للأحكام الشرعية، وقال: في هذا الشأن:
لقد بادرت مجموعة من هؤلاء الطلاب بالتوجه إلى المقبرة العامة لمدنية مشهد، وهناك يقومون بغسل وتكفين المتوفين بسبب كورونا والمحتمل إصابتهم بهذا الفيروس.
وتابع قائلا: مسألة غسل الميت للمتوفين بوباء كورونا كانت من الأمور التي أكدّ عليها سماحة قائد الثورة، وقد أكدّ سماحته على ضرورة إجراء هذا الغسل ولو استلزم تكلفة مالية كبيرة، وفي حالة لم يكن هناك إمكانية للغسل فلا بدّ من التيمم، كما أكدّ جميع مراجع التقليد على ضرورة غسل ضحايا كورونا،
ونحن بدورنا بادرنا إلى المساهمة في هذا العمل، وقد عقدنا اجتماعات مع المسؤولين في المحافظة وفي وزارة الصحة والحوزة العلمية لدراسة مدى إمكانية غسل المتوفين بهذا المرض، وقد وصلنا إلى نتيجة تفيد بأنّه يمكن إجراء غسل الميّت مع مراعاة الأصول والتوصيات الصحية الوقائية.
وأشار فضيلة الشيخ همتي فر إلى مشاركة حوالي 110 من طلبة العلوم الدينية المتطوعين في غسل المتوفين بكورونا والمحتمل إصابتهم به في مقبرة مشهد العامة (مقبرة الإمام الرضا(ع)) وقال موضحا:
في غسل الميت هناك تماس مباشر بين المغسِّل والجثمان والمشاركون في هذا العمل يجب عليهم كما هو الحال لدى الكوادر الطبية، أن يلمسوا بشكل مباشر جسم المتوفى وعليه فإنّ هذا العمل يحمل مخاطر كبيرة بانتقال العدوى، وكما أنّ عددا من أفراد الكوادر الطبية كانوا يصابون بالمرض رغم جميع الاحترازات الطبية فكذلك مثل هذا الخطر موجود بالنسبة للمشاركين في الغسل والتكفين، ورغم ذلك وجدنا استجابة كبيرة من الطلبة عندما دعونا للعمل التطوعي في هذا المجال.
وأضاف: لقد تمّ تعليم المتطوعين الأحكام الشرعية في غسل الموتى وتكفينهم، كما قام خبراء من مديرية الصحة بتعليمهم أصول الوقاية من العدوى، ومن ثمّ جرى تزويدهم بالأدوات والمعدات اللازمة من قبيل اللباس المانع لنفوذ الماء، والكمامات، وأدوات العزل الشخصية ليتمكنوا من القيام بهذا العمل الجهادي مع المحافظة على سلامتهم.
كما لفت إلى المشاركة الواسعة لطلبة العلوم الدينية وأساتذة الحوزة العلمية في مبادرة غسل المتوفين بمرض كورونا، وقال: يساهم حاليا 70 طالبا و40 طالبة في أداء هذا العمل الشرعي والإنساني السامي في مقبرة مشهد العامة، وقد كان هناك إقبال كبير من طلبة العلوم الدينية على المشاركة تطوعا في هذا العمل، ونظرا لكثرة من تقدموا بطلبات المشاركة ارتأينا اختيار من يملكون معلومات جيدة في هذا المجال فقط.
وتوجه فضيلة الشيخ همتي فر بالشكر والتقدير للعاملين في مقبرة مشهد العامة، وقال: بالنظر إلى حساسية مكان غسل الموتى والتماس المباشر مع جثامين المتوفين بالكورونا أخذ طلاب العلوم الدينية على عاتقهم مهمة غسل الموتى وتكفينهم، وتمّ تخيير العاملين في المغسَل بين الاستمرار الاختياري في العمل وبين العمل في مكان آخر إلى حين انتهاء هذه الأزمة، ولكنّهم اختاروا الاستمرار في العمل تطوعا إلى جانب طلبة العلوم الدينية.
وأشار همتي فر إلى معاملة جثامين ضحايا كورونا بمنتهى الاحترام والإنسانية في مغسَل الموتى، وتابع قائلا: يجري غسل جثامين المتوفين وتكفينها بمنتهى الاحترام، وقد جرت العادة أن يطاف بالمتوفين من أهالي مشهد في الحرم الرضوي الشريف قبل الدفن ولكن للأسف هذا الأمر لم يعد ممكنا حاليا، وللتعويض عن ذلك يقوم طلاب العلوم الدينية بقراءة الصلوات الخاصة بالإمام الرضا(ع) عند الموتى، ونحن نطلب منهم قراءة الأدعية والتوسل عند كلّ ميّت.
وختم كلامه بالقول: نحن نعتقد أنّ المؤمن المتوفّى كالمؤمن الحي وانّه يجب التعامل مع جثمانه بمنتهى الاحترام، وهذا الأمر كان نصب أعيننا أثناء غسل المتوفين المصابين بكورونا.