خاص الاجتهاد: ولد آية الله الميرزا حسنعلي مرواريد“ره” في الثامن من شهر شوال سنة ١٣٢٩هـ في مدينة مشهد المقدسة. وهو ينحدر من أسرة كريمة أنتجت طائفة من العلماء، منهم والده المرحوم الشيخ محمد رضا (١٢٩٩ـ١٣٣٨هـ) المعروف بالتقى والصلاح. وعمّه الشيخ علي أكبر الذي كان من تلاميذ آية الله محمّد كاظم الخراسانيّ.
ومن أجداده الخواجة شهاب الدين عبد الله مرواريد الكرمانيّ (٨٦٥ ـ ٩٩٢هـ) الذي كان من أدباء عصره ومشاهير الكتّاب فيه. وأمّا جدّه لأمّه فهو آية الله الشيخ حسنعلي الطهرانيّ ـ المتوفّى سنة ١٣٢٥هـ ـ الذي كان من أبرز تلاميذ الميرزا محمّد حسن الشيرازيّ الكبير.
توفي والده (المرحوم الشيخ محمد رضا) وهو في التاسعة من عمره فتكفلت تربيته كما وصّى والده،الشيخ حسنعلي الأصفهانيّ (المعروف بنخودكي).
بعد تعلم القراءة والكتابة دخل آية الله حسنعلي مرواريد الحوزة العلمية في الثالثة عشر من عمره. قرأ المقدمات على حجة الاسلام الشيخ أحمد كافي (جد الخطيب الشهير في ايران في عهد محمد رضا البهلوي الشيخ احمد الكافي) وحجة الإسلام الشيخ شمس من تلامذة الشيخ محمد تقي اديب النيسابوري الأول، وحجة الإسلام حاجي محقق.
كما تلمذ جزء من الروضة البهية على الشيخ نخودكي الإصفهاني، والقوانين على آية الله الشيخ كاظم الدامغاني والمكاسب على آية الله الشيخ هاشم القزويني (1339 شمسي) .
ومن أشهر أساتذته والذي كان جل تتلمذه عليه هو آية الله الميرزا مهدي الإصفهاني (1303- 1365هـ والذي كان من تلامذة الميرزا النائيني “ره”.) إذ لازمه حتى وفاة الميرزا .
وابتدأ بتدريس خارج الفقه بعد سنتين أو ثلاث سنين من وفاة الأستاذ إلى زهاء أربعين سنة، وألقى خلال هذه السنين دروسا في المعارف، وتخرّج عليه العديد من العلماء والفضلاء.
من مؤلفاته:
1 – تنبيهات حول المبدأ والمعاد ؛ وهو خلاصة من دروس ألقاها المؤلّف في دورات متعدّدة، ثمّ جعلها في كتاب مستقلّ استجابة لرغبة ثلّة من تلاميذه ، ليكون في متناول أيدي الطلبة والدارسين.
وقد عني كتاب” تنبيهات حول المبدأ والمعاد ” ـ كما يدلّ عنوانه ـ بقضايا المعتقد الإسلاميّ في التوحيد والصفات، وفي خلق الروح الإنسانيّة، وفي أفعال الإنسان، وفي المصير والعودة إلى الله تعالى، وفيما يتّصل بهذه القضايا الاعتقاديّة من فروع وتفصيلات.
2- تقریرات درس خارج الفقه لآية الله الميرزا مهدي الإصفهاني
3- تقریرات درس خارج الأصول لآية الله الميرزا مهدي الإصفهاني
4 -تقريرات درس المعارف لآية الله الميرزا مهدي الإصفهاني
تربية الطلاب وتوعيتهم
قام آية الله حسنعلي مرواريد لسنوات في حوزة خراسان العلمية بتربية الطلاب والباحثين. كما كان يُعتبر في فترة الثورة من بين الشخصيات المناضلة حيث كان يقوم إلى جانب الشخصيات الأخرى بالنضال وتوعية الناس حول الطاغوت، وخلال فترة حياته كان يحظى باحترام الناس على كافة مشاربهم بسب صفاته الأخلاقية مثل بساطة العيش.
كان لقاءه الناس وتردد الشخصيات العلمية وكبار المسؤولين عليه يتم في غرفة بسيطة من منزله المتواضع والقديم. والشىء الذي كان يظهره أيضاً هو الورع والخوف من الله، ولم يتعلق بالدنيا أبداً ولم يكن لديه بهارجها، وكان يسعى أن يتزوّد بمتاع الآخرة والجهود العلمية لهذا المجاهد في الله خير شاهد على هذتا الإدّعاء. اهتمامه بالفقراء والمحتاجين وإقامة مجالس العزاء الأسبوعية أصبحت حديث كل الناس، ولهذا السبب كان يحظى بشعبية خاصة بين الناس.
جهاد العالم الرباني في مجال العلم والمعرفة
قام هذا العالم المشهور والمهذب طوال فترة تدريسه دروس الخارج، بتربية الكثير من العلماء والمفكرين في مجال العلوم والمعارف الإسلامية. كما كان يختص يوما في الأسبوع من أيام درسه الخارج في الفقه بشرح الأحاديث الأخلاقية.
قام آية الله حسنعلي مرواريد بتأسيس مدرسة بعثت العلمية في عام 1971من و مدرسة سعادت العلمية في عام 1976م وقام بوقفها، وفي هذا السياق قام بتربية و تعليم طلاب العلوم الدينية؛
زهد آية الله حسنعلي مرواريد و ورعه الذي يضرب به المثل
الشخصية العلمية لهذا الإنسان الرفيع الشأن، و الأسوة بالأخلاق و المعرفة، كانت بحيث لم يسعَ أبدا لأي منصب أو مقام، والآن ومع مرور ما يقارب العقدين على رحلته، إلا أن ورعه و خوفه من الله و زهده والتقوى التي كانت في وجود هذا الرجل الرفيع الشأن، جعل من ذكره خالداً لا ينساه أحدا ممن كان له ذكرى معه، وذكره بالخير لايزال يملأ الأوساط العلمية المختلفة ويتناقل على الألسنة ومن صدر لآخر. كما أن ابناءه لازالوا في حوزة خراسان العلمية يعملون في الدرس و البحث الذي هو منشأ أثر و تجلي تلك الشخصية العلمية الخالدة عبر التاريخ.
العبد الصالح خالد في ذاكرة من عرفوه
رحل آية الله الميرزا حسنعلي مرواريد عن هذه الدار يوم الثلاثاء 19 شعبان 1425هـ بمدينة مشهد المقدّسة بعد 93 عام من حياة مليئة بالبركة، وصلّى على جثمانه آية الله الشيخ علي الفلسفي (رحمه الله) وتم دفنه في رواق دار السرور في حرم الإمام الرضا (عليه السلام).
وقد وصف سماحة قائد الثورة (حفظه الله تعالى) في نص بيان رحلة هذا العالم الرباني بالعبد الصالح، الذي أمضى عمره المبارك بالتقوى والصلاح والسداد، وطوال سنوات عمره المبارك بسلوكه وذاته العلمية والعملية، أصبحت شخصيته العلمية والنورانية التي لا تنسى، محفورة في أذهان كل من كان يعرفه.
الاجتهاد على شبكات التواصل الاجتماعي:
عبر التويتر: twitter.com/IjtihadnetNet
صفحة المدير على الفيسبوك: bit.ly/2WJwoMn