خاص الاجتهاد: أقيمت مراسم التعريف ب”موسوعة معارف أهل البيت (ع) في الكتب الأربعة” بكلمة آية الله جوادي الآملي وحضور علماء وأساتذة الحوزة العلمية.
وفقًا للاجتهاد قال حجة الإسلام والمسلمين محمد صادق كاملان في كلمته في حفل التعريف بالموسوعة الذي أقيم في قاعة مؤتمرات مؤسسة الأسراء للعلوم الوحيانية: “استغرقت جلسات تحضير مقدمات إعداد موسوعة معارف أهل البيت (ع) حوالي عام واحد”.
وأشار كاملان إلى أن الفريق بدأوا عملهم من الكتب الأربعة وفق تنظيم المرحوم الفيض، وقال: “هناك عشرات المشاكل في نقل محتوى الرواية دون تحريف”. مضيفا: “أشار المرحوم الفيض إلى هذه النقطة في المقدمة الثالثة للوافي”.
وتابع كاملان: “تم استكمال الكتب الأربعة على أساس الوافي خلال أكثر من 20 عامًا”. وأشار إلى أن أكثر من 20 مجلدًا من كتاب بحار الأنوار قد تم دراسته، مشيرًا إلى أن كتاب بحار الأنوار قد شهد تقطيعًا غريبًا.
وأكد كاملان أن الاختلافات بين روايات بحار الأنوار أدت إلى رجوعنا إلى المصادر، موضحًا أن بعض هذه الاختلافات كانت اختلافات تغير المعنى، والتي تمت الإشارة إليها في هذه الموسوعة.
وأوضح كاملان أن هذه الموسوعة تتكون من 12 مجلدًا من الكتب الأربعة و 10 مجلدات من الروايات و مجلدين من المقالات المتعلقة بالروايات، مشيرًا إلى أننا سنتناول بعد إكمال هذه الموسوعة شرح آيات القرآن الكريم.
وقال مدير مؤسسة ثقلين للمعارف الوحيانية، حجةالاسلام و المسلمين كاملان: “هناك نقاط فريدة من نوعها وبدون أي نموذج في روايات أهل البيت (ع) “. وأضاف: “بالطبع، يجب استخراج هذه النقاط من قبل متخصصين”.
وقال حجة الإسلام والمسلمين محمد صادق كاملان: “قام باحثو “مؤسسة معارف وحياني ثقلين” منذ عام ١٩٩٩م، بهدف تبيين الآيات والروايات المعارفية التي تشمل الموضوعات الأخلاقية والعقائدية للسيرة المعصومين، وكذلك فلسفة الأحكام، بجمع وتنظيم “موسوعة معارف أهل البيت” (عليهم السلام)”.
وأضاف كاملان: “في الخطوة الأولى، تم تنظيم جميع الروايات المعارفية للكتب الأربعة موضوعيًا ومفهوميًا ونشرها، وفي المرحلة التالية بدأ العمل على كتاب بحار الأنوار وتم الانتهاء من 20 مجلدًا منه”.
وأشار إلى ميزات هذه الموسوعة، وقال:
“1- تقطيع الآيات والروايات بشكل هادف لفهم محتواها المعارفي
2- ترتيب الفهرسة الموضوعية لهذه الآيات والروايات على شكل شجرة المعرفة
3- الوصول إلى الروايات الموجودة في كل موضوع معرفي من جهة، والوصول السريع إلى الموضوعات المعارفية الموجودة في كل رواية من جهة أخرى
4- نشر سلسلة من 12 مجلدًا مع تطبيق الموسوعة على قرص مضغوط
5- إدراج مجموعة من المقالات لفهم كلام المعصومين (ع) مثل المعارف القرآنية والمعارف العقلية، التقية، النقل بالمعنى، ولاية الأئمة المعصومين التشريعية، مجال الدين … في المجلد الأول من الموسوعة، وكذلك الفهارس مع جدول تطبيقي، وعنوان كتاب الوافي مع الكتب الأربعة في المجلد الثاني عشر من موسوعة المعارف لأهل البيت (عليهم السلام)”.
آية الله أستادي: الحوزة العلمية بحاجة إلى عاملين وباحثين اليوم
وقال آية الله رضا أستادي في كلمته في حفل التعريف بموسوعة معارف أهل البيت عليهم السلام في الكتب الأربعة” : إن خدمة الحديث والأئمة “عليهم السلام” عمل قيم يتطلّب دعم الجميع.
وأشار إلى أنه لو اختار المسلمون إمامهم بشكل صحيح بعد رحيل الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ، لما واجهوا أي مشاكل، وقال: لقد تم تعيين الإمام وولي المؤمنين في آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الكريم (ص) ، لكن لم يستند أحد إلى هذه الآيات والأحاديث.
وقال عضو جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم: إن الشيعة لم يعرفوا العديد من الأحكام حتى عصر الإمام الباقر (عليهالسلام) ، وذلك لأنهم لم يختاروا إمامهم بشكل صحيح في بداية الطريق.
وأشار إلى أن الناس في ذلك الوقت لم يستفيدوا من سعة معارف أهل البيت (ع) ، وأنه على الرغم من وجود أهل البيت (عليه السلام) في ذلك الوقت ، إلا أن الناس لم يسألوا أهل البيت (عليه السلام) عن مشاكلهم ومسائلهم.
وأكد أن الإمام الصادق (عليهالسلام) قام بإحياء أمر أهل البيت (علیهمالسلام) ، وقال: إن علينا أيضًا مسؤولية مواصلة هذا المسار لإحياء أمر أهل البيت (ع) من خلال بيان الأحاديث والأحاديث
وأشار إلى أن الإنسان معرض للخطأ، مذكراً بأن الأساتذة والعلماء وكبار الحوزة في عصرهم بذلوا قصارى جهدهم لجمع الأحاديث مع جميع القيود ، وربما ارتكبوا أخطاء في هذه العملية ، لكن لا ينبغي لنا أن نبرز هذه الأخطاء.
وقال عضو جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم: لولا جهود هؤلاء العلماء العظام، لضاعت جميع معارف أهل البيت (ع) اليوم ، وقال: إننا كطلاب وحوزويين مكلفون بالتقدير والتكريم دائمًا لأولئك الذين خدموا الأحاديث والأحاديث عبر التاريخ.
وأضاف: إن كثرة وجود الطلاب في الحوزة أمر جيد، لكن الثبات والاستقامة يحافظ على الدين والمذهب
على المؤسسات الحوزوية التوجه إلى فهرسة الروايات
وقال حجّة الإسلام والمسلمين السيّد كاظم الطباطبائيّ، إلى أنّ قراءة الحديث قد ضعفت تدريجيًا للأسف، وقال: “إنّ وضع النصوص الروائية وآيات القرآن الكريم جنبًا إلى جنب يُتيح للإنسان فهمًا أدقّ”، مبيناً أن تعدّد المعاني المترادفة في الروايات يتطلّب مراجعة جميع هذه المعاني جنبًا إلى جنب لفهمها بدقة.
وأوضح رئيس كلية علوم ومعارف الحديث في قم أنّه قد تمّ بذل جهود جيّدة في مجال القرآن الكريم حتى الآن، لكنّه شدّد على أنّ “الحقل الروائيّ بحاجة إلى الفهرسة وإجراءات موضوعية” مشيرا إلى جهود العلامة المجلسيّ رحمه الله في هذا المجال، وقال: “لقد قام العلامة المجلسي بالفهرسة قبل تأليف كتابه “بحار الأنوار”.
وقال السيد الطباطبائيّ: أنّ “بحار الأنوار” هو معجم قرآنيّ، لكنّنا للأسف ما زلنا نفتقر إلى مثل هذا العمل بالنسبة إلى الكتب الأربعة وكتاب الكافي.
وبين الطباطبائي إنّ “موسوعة معارف أهل البيت (ع) في الكتب الأربعة” هي خطوة كبيرة تمّ اتّخاذها، لكنّها ما زالت في بدايتها، وأضاف: يجب علينا التوجّه إلى المجالات البرمجية لتحسين الوصول إلى المعلومات والاستفادة منها بشكل أفضل.
وأوضح السيد الطباطبائيّ أنّ الفهرسة ستُظهر تفكير الأساتذة وكيفية استخدامهم للروايات، وأضاف: الأرضية التي وفرتها لنا الثورة الإسلامية تقتضي من المؤسسات الدينية التوجه إلى الفهرسة.
وختم السيد الطباطبائيّ كلمته بالتأكيد على أنّه يجب تعزيز المسار الذي بدأ بتأليف “موسوعة معارف أهل البيت (ع) في الكتب الأربعة” من خلال التقدير والدعم.
موسوعة معارف أهل البيت (ع) خطوة هائلة للحوزة والتشيّع
كما أكد حجّة الإسلام والمسلمين انتظام أنّ تنظيم المحتوى القرآنيّ والأحاديث الشريفة الموجودة في كتابي “الكافي” و”بحار الأنوار” يُشكّل فهما إجماليا من هذه الموسوعة.
وأشار انتظام إلى أنّ أحد أهداف هذه الموسوعة هو تسهيل الوصول إلى الأحاديث الشريفة للباحثين وقال: يُطلق مصطلح “المعارف” على كلّ ما يتعلّق بمعتقدات الإنسان ويُساهم في هدايته.
وأشار هذا الأستاذ الحوزوي إلى أن هذه الموسوعة تضم الروايات من منظور معرفي، موضحًا أن الموسوعة اعتمدت اتجاهين أساسيين وهما نطاق الروايات من حيث المحتوى ونطاقها من حيث السند، والذي تم أخذهما بعين الاعتبار في هذه الموسوعة.
وأشار إلى اختلاف معايير تقييم قوّة الأحاديث وضعفها، وقال: كان الهدف من هذه الموسوعة هو الاستفادة من مختلف الروايات.
وأوضح انتظام أنّ: جميع الأحاديث الموجودة في كتابي “الكافي” و”بحار الأنوار” قد تمّت دراستها بشكل فرديّ وقال: إنّ هذا الإنجاز تمّ تقديمه لخدمة الحوزة العلمية والمجتمع الشيعيّ.
وأشار إلى أنه لا يخلو أيّ عمل من النقائص، وقال: إن الاستفادة من هذه النقائص والسعي لمعالجتها يُساهم في تقوية العمل.
وأضاف أنّ أحد أهداف هذه الموسوعة هو جمع الأحاديث المتعلّقة بموضوع واحد لتسهيل الوصول إليها بدقّة ويسر، وقال: لتسهيل وصول القراء إلى المحتوى والمعلومات المتوفرة، تم استخدام أسلوب التفرّع.
وأشار إلى أن هذا الأسلوب يساعدة الباحث كثيرا، لكنه أوضح أن هذه الطريقة غير مُطبقة في الكتاب والموسوعة، بل موجودة فقط في البرامج.
وأوضح انتظام أنّه تمّ اتّباع نظام مناسب في الموسوعة لتسهيل عملية البحث، مُشيرًا إلى أنّ المُحدّثين سعوا منذ القدم إلى استخدام أفضل نظام للوصول إلى الروايات.
وأشار إلى أنّ البرنامج والكتاب يمكن أن يكونا فعّالين للغاية معًا، مبيناً أنّ لكلّ منهما نقاط قوّة وضعف، ولكن دمج الاثنين معًا هو خطوة فعّالة.