الاجتهاد: تبدلت الوجوه والدور واحد؛ من أفخاي أدرعي إلى محمد علي الحسيني، يتغير الشكل وتبقى المهمة هي ذاتها: الترويج للاحتلال ومحاولة تبييض جرائمه أمام العالم. في كل مرة يظهرون بوجه جديد وأسلوب مختلف، لكن الخيانة واحدة، والهدف ثابت: طمس الحقائق والتلاعب بالعقول. مهما تغيرت الأسماء وتلونت.
محمد علي الحسيني الذي يشترك مع الصهاينة في دعم رواية الاحتلال وتعزيزها، يطل على شاشة العربية لينتقد المقاومين في فلسطين ولبنان بشكل صريح. في تصريحاته الإعلامية، وصف الحسيني المقاومة بأنها “سبب الحروب” في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن “إسرائيل تسعى للسلام بينما تواجه تهديدات إرهابية”، ما يتماشى مع خطاب الحكومة الإسرائيلية في تبريرها للعمليات العسكرية ضد #غزة ولبنان.
كما أبدى رأيه بأن ما يحدث في غزة ولبنان هو شأن داخلي لا ينبغي للدول العربية التدخل فيه، مجددًا بذلك تبريراته للإجراءات الإسرائيلية.
على منصاته الرسمية، أشار إلى أن الاحتلال يمتلك حماية دولية، وعلى نتنياهو استغلالها للرد على التهديدات التي تطال شعبه. كما أنه هدد المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، مشيرًا إلى أن العدو يعرف مكانه، وأن استهدافه أصبح وشيكًا.
تجاهل الحسيني في تحليلاته المعاناة الإنسانية للفلسطينيين تحت الاحتلال، وركّز على الانتقادات السياسية التي تسهم في تبرير القمع، ما جعل تصريحاته متماشية مع الخطاب الإسرائيلي الرسمي، كأنه صوتٌ مؤيدٌ للصهيونية، ووجهٌ داعم لوجود الاحتلال في الشرق الأوسط.
نعم، نحن نتحدث عن الحسيني لا عن أفيخاي، تتبدل الوجوه، والدور واحد، اختراق مجتمعاتنا برواية المحتل وتعزيز التطبيع معه.
ظهور مفاجئ على شاشة قناة “العربية” السعودية
أثار رجل الدين الشيعي اللبناني محمد علي الحسيني جدلا واسعا خلال الأيام الماضية، بعد تنبؤه باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وظهر الحسيني عدة مرات على شاشة قناة “العربية” السعودية، وحذر نصر الله قبل اغتياله من أن “إيران باعته” للاحتلال الإسرائيلي، داعيا إياه إلى كتابة وصيته.
وبعد اغتيال نصر الله، حظي الحسيني بتفاعل واسع، ما دفعه إلى ترديد مزاعم حول علاقته السابقة بنصر الله.
ونشر الحسيني صورا تجمعه بالأمين العام لحزب الله، قائلا إنه ساهم معه في تأسيس حزب الله، و”حررا الجنوب معا” عام 2000.
ويظهر في أحد الصور أن نصر الله هو من قام بتعميم الحسيني بالعمّة السوداء، معلقا بأنه “عندما يعمم السيد حسن شخصا فإن لهذا دلالات كثيرة، إحداها أنه موثوق به وبعلمه وموضع اطمئنان وأهلية”.
وبالتوازي مع نشره تغريدات عن نصر الله، واصل الحسيني هجومه على حزب الله وإيران، وترديد عبارات عن السلام في المنطقة.
وصباح الثلاثاء، نشر الحسيني فيديو سابقا من احتفاء أقاربه به في مناسبة سابقة، معلقا عليه بـ”إلى إخواني وأهلي وشعبي في لبنان، أبشركم عودتنا إليكم قريبة، وبإذن الله سأكون معكم وبينكم كما عودتكم ووعدتكم. أليس الصبح بقريب؟”.
فمن هو محمد الحسيني؟
محمد علي الحسيني يُعرّف نفسه بأنه “كاتب ومحاضر ومفكر إسلامي له وزنه وثقله وتأثيره على الساحة الإسلامية والأوروبية والأفريقية”، ويرأس حاليا ما يُسمى بـ”المجلس الإسلامي العربي”.
نشأ الحسيني وترعرع في لبنان، والتحق بحزب الله في بداية تأسيسه، إلا أنه انشق عنه لاحقا وأسس “المجلس الإسلامي العربي”، وشكل جناحا مسلحا له بعد العام 2000.
يقول الحسيني إن خلافه مع حزب الله جاء بسبب رفضه عداء المرجعيات الشيعية في إيران لسب الصحابة، وقال إنه يدعو إلى نبذ الفرقة بين السنة والشيعة، وبقية الأديان.
وأفتى الحسيني مؤخرا بحرمة ما قامت به المقاومة في غزة، وفي لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: “كل الفقهاء يقولون بأن المشروع هو الدفاع، الجهاد الدفاعي. وما حصل في الآونة الأخيرة في موضوع غزة أو في موضوع لبنان -تحديدا-، يعني في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، هو لم يكن دفاعيا. هو كان ابتداء فتح معركة من جنوب لبنان”.
العمالة للموساد
اعتقلت السلطات اللبنانية الحسيني في أيار/ مايو 2011، وفي شباط/ فبراير 2012 قضت المحكمة العسكرية بالسجن ضده 5 سنوات، بتهمة التخابر مع الاحتلال الإسرائيلي والموساد.
وفي آذار/ مارس 2014، أخلت السلطات اللبنانية سبيل الحسيني بقرار من محكمة التمييز العسكرية، ليغادر بعدها لبنان.
وخلال محاكمته، نفى الحسيني التهم الموجهة إليه بالتخابر مع الاحتلال، إلا أنه اعترف بوجود روابط تجمعه بمنظمة “مجاهدي خلق” المعارضة في إيران، والمدعومة من دول الغرب.
وظهرت مشاهد للحسيني وهو يقود مجموعة من المقاتلين في جبال لبنان قبل اعتقاله، إلا أنه لم يحدد الهدف من وجود تنظيم مسلح لـ”المجلس الإسلامي العربي”.
ورغم نفيه العلاقة مع الاحتلال، إلا أن الحسيني ومنذ الإفراج عنه نشط بالإضافة إلى دعاة من دول أخرى في مشاريع تدعو إلى السلام، وتروج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتقد الحسيني من خلال مقابلات وتغريدات له، أن العدو الأول للمنطقة هو النظام الإيراني، وحزب الله، ومن ثم يجب خلق حالة سلام مع بقية الدول لمحاربة المشروع الإيراني.
وقال في تصريحات سابقة: “إننا ندعو الحاخامات والكهنة ورجال الدين المسلمين – من السنة والشيعة على حد سواء – للتنديد بالتقاليد والنصوص الدينية التي تدعو إلى العنف، إذ إنها أكثر خطورة من الأسلحة النووية”.
“علاقة مستمرة”
يقول ناشطون إن علاقة محمد علي الحسيني بـ”إسرائيل” لا تزال مستمرة، بدليل تحدثه بمعلومات عسكرية عن مخططات جيش الاحتلال.
وقبل يومين قال الحسيني إن جيش الاحتلال ينوي التوغل بمسافة 5 إلى 7 كيلومترات في داخل لبنان لإنشاء منطقة أمنية.
وذكر قبل يومين من إعلان جيش الاحتلال التوغل بريا، أنه “يقسم” بوجود اجتياح بري، وبعملية محدودة، وهو ما حدث بالفعل.
ووجه الحسيني تحذيرا لاثنين من قادة حزب الله في سوريا، وهما “أبو علي الطبطبائي”، و”يوسف هاشم” بأن عليهما الفرار، لأنهما هدفان قادمان للاحتلال الإسرائيلي.
الاحتضان السعودي
بعدما تنقل بين عدة دول، احتضنت السعودية محمد علي الحسيني رسميا عام 2021، ومنحته جنسيتها ضمن سياستها في تجنيس النخب والعلماء.
ومنذ تجنيسه، بات محمد علي الحسيني ضيفا دائما على وسائل الإعلام السعودية، ومروجا للتطبيع مع الاحتلال.
وبات الحسيني أحد الحضور الدائمين في جولات “رابطة العالم الإسلامي” التي يقودها محمد العيسى، وكان معه في زيارة نصب “الهولوكوست” في بولندا عام 2020.
ويقوم الحسيني بشكل مستمر بالتغزل بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ونجله محمد بن سلمان.
وقال بعد منحه الجنسية إنه سجد لله شكرا فور سماعه خبر منحه الجنسية، وإنه يدين بالولاء التام للملك سلمان وللسعودية.
وغرّد الحسيني سابقا: “سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. عرفته أميرا للبلاغة وسيدا للكلمة، وعالما بثقافة وتاريخ المملكة منذ ريعان شبابه”.
وبات الحسيني مروجا لرؤية السعودية 2030، بما فيها ملف استضافة مونديال كأس العالم 2034، وكافة مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان.
يقول المفكر والكاتب المصري سامح عسكر:
بالنسبة للشيخ محمد علي الحسيني أذكر لحضراتكم موقفا مع صديقي الراحل الجميل الفنان “خالد حمزة” الذي بكيته يوم وفاته..
كنا في منزله حيث كان يعقد صالونا ثقافيا آخر خميس كل شهر، وحدثني بأنه كان يصور مسلسلا في قطر، وهناك عرضوا عليه الحديث عن نظام مبارك بطريقة سيئة، أو انتقاده في إحدى المجلات، فكان جوابه (الرفض المطلق)
الأستاذ خالد هو فنان مصري عظيم من الجيل الكلاسيكي، وأعماله مشهورة، فوق ذلك هو كان معارضا سياسيا أيضا مشهورا، ومن أحد مؤسسي حركة كفاية ضد نظام مبارك، وبرغم ذلك رفض انتقاد مبارك من قطر، وحجته في ذلك أن هذا الفعل (خسيس ودنئ للغاية) ويتعارض مع كل القيم الإنسانية التي قدمت الأوطان والمصلحة العامة على المصلحة الشخصية..
ربما الشيخ محمد علي الحسيني بحاجة لنموذج الأستاذ خالد للتعلم والإللهام..
أن معارضة بلده لبنان من الخارج، والاصطفاف العسكري مع أعداءها لا يسمى حكمة ولا مشروع، بل خيانة وجاسوسية تستدعي النقمة والغضب والزجر، فإذا قيل أنه لا يعارض لبنان ولكنه يعارض حزب الله فقط، قلت: ياأخي ومنذ متى تفرق إسرائيل بين اللبنانيين؟..وهل الذين سقطوا 1500 شهيد لبناني كانوا جميعا من حزب الله أم معظمهم مدنيين أبرياء،؟..هل دفعته حادثة البيجر التي أصابت وقتلت العديد من منتسبي الخدمة الطبية اللبنانية للغضب؟
أشير إلى جانب آخر من قصة ظهور الحسيني وليلى عبداللطيف، وهو (الظهور المفاجئ) على طريقة (الدخول المفاجئ) لأبطال المصارعة لحسم المباريات، فالظهور المفاجئ المصحوب بهذا الكم الكبير من التلميع له غرض دعائي، فإذا كان في المصارعة غرضه التسخين وإشعال حماسة الجماهير، فبنموذج ليلى والحسيني له نفس الغرض الدعائي، بتسخين الجماهير وإشعال حماسها وفقا لرغبة الممول..
ونهاية هذا النموذج في التاريخ غالبا تكون واحدة، وهي نهاية بشعة، اللهم إلا حدث طارئا يغير مجرى الأحداث.
سألت نفسي ما الذي يجمع بين الشيخة “ليلى عبداللطيف” والشيخ “محمد علي الحسيني” ؟
الأولى: مُتنبأة لبنانية ظهرت فجأة بصورة الحكيم العاقل الذي تصدق تنبؤاته
الثاني: مُتنبئ لبناني (برضه) ظهر فجأة بصورة الحكيم العاقل الذي تصدق تنبؤاته
في علم الاجتماع عندما تظهر شخصية بهذه الصفات، يجري البحث فورا عن بعض الأشياء مثل (الممول + الأهلية العقلية + الاتزان النفسي + الهدف + الرؤية ..إلخ)
في الواقع الشيخ محمد علي الحسيني لا يقدم فكر أو فلسفة أو تحليل سياسي من أي نوع، بل خطاب شعبوي تهييجي يقفز فجأة للتنبؤ دون المرور على مقدماته العلمية مثل الاستقراء والبرهان وجمع المعلومات الموثقة ..إلخ
الشيخة ليلى عبداللطيف تفعل نفس الشئ، لا تقدم فكر أو فلسفة أو تحليل اجتماعي من أي نوع، بل مجرد تنبؤ يُرضي ويداعب العاطفة الشعبية، أي هي تخاطب وتفهم جيدا الرأي العام، وهذا نوع من الذكاء الاجتماعي، لكن مُجمل ما تفعله ليلى لا علاقة له بالعلم بل هو نوع من (الدجل والنصب) الذي يقدم الفرضيات والأمنيات بصورة مقدسة تعيد المجد لأساليب المشعوذين في القرون الوسطى..
كذلك الشيخ محمد علي الحسيني يقدم فرضياته وأمنياته بصورة تحليل سياسي
مثلا عندما يقول أن إيران باعت نصر الله..واحذر يانصر الله، واكتب وصيتك يانصر الله، هو في الواقع يتحدث عن رغبته الشخصية في قتل الرجل، مصحوبة بفرضية من اختراعه أن محور المقاومة باع الشيخ حسن..
طب ما الذي يريد الوصول إليه هذا الشيخ؟
باختصار: هو يريد خدمة إسرائيل بتفكيك المحور وزرع الشك بين عناصره، وإشاعة تهم الخيانة والتملص والحقد ، وإحياء نزعات العرق (الفرس × العرب) كبديل عن انهيار أو ضعف نزعات المذهب (السنة × الشيعة) التي قضى عليها إسناد الحزب والأنصار والحشد لجبهة فصائل المقاومة في #غزة
بالنسبة لجانب التمويل، فالذي يدعم نموذج ليلى عبداللطيف يهمه إشغال الشعب بعيدا عن مشكلاته اليومية، وإعادة الحديث مرة أخرى عن دور الأشباح والأجرام والكائنات المخفية على التأثير في الحياة العامة، وذلك كوسيلة مشهورة لتبرئة المسؤولين والأمراء عن تلك الأزمات الكبرى التي يعانيها الشعب، وأشهر من فعل ذلك هم المماليك في القرون الوسطى، حيث كانوا يدعمون المشعوذين لتحميل مسؤولية أزمات المجتمع لكائنات غيبية.
والذي يدعم نموذج محمد علي الحسيني يهمه إضعاف محور المقاومة ضد إسرائيل، وإشاعة الأحقاد العرقية والقومية بإعادة الحديث مرة أخرى عن المجد العشائري، وسبق الحديث عن أن التعصب بكل أشكاله (القومية والدينية) بين العرب لم يخدم سوى إسرائيل في الماضي، والذي يعمل على إحياء ذلك التعصب أو تلميعه أو تمجيده بأي شكل في هذا الظرف، هو عميل لإسرائيل (وش)
ولا يُفهم من كلامي تآمر الحسيني مع الصهيونية مباشرة..ليست لدي معلومات لذلك، لكن العمالة تتحقق بوحدة الهدف، في أجواء زمانية ومكانية واحدة، والذي يجمع بين إسرائيل والحسيني الآن، هو (الاصطفاف العسكري) ضد شعوب فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن، وسيمتد هذا الاصطفاف في حال رغبت إسرائيل في توسيع المعركة..
وكما قلت لحضراتكم أن هذه النماذج على مستوى العقل (صفر)
لكن الرأي العام لا يلزمه العقل والعلم والتحليل لينشط ويقتنع، بل يلزمه أسلوب شعبوي يخاطب فئة كبيرة وقناعاتها، فالعرب معظمهم سنة، إذن اعطهم خطاب سني عربي ضد الخطاب الشيعي الفارسي الإيراني للتأثير عليهم ودفعهم بعيدا عن دعم المقاومة، وتفهم إسرائيل وقبول الصهيونية والاستيطان اليهودي..
فإذا كان هذا الشخص (معمم شيعي) فستكون الحُجة أقوى، لأنه يعمل وفق الحجاج المنطقي (من فمك أدينك) هذا شيعي يشهد عليهم، هذا كان مع حزب الله يفضحهم ويهتك أسرارهم، وهو نفس وطبيعة عمل الجواسيس في التاريخ، فالجاسوس لا يلزمه مجرد النفع المادي، إنه مجرد حاقد أو كاره لبلده ومجتمعه، فيثور على ذلك البلد والمجتمع بالاصطفاف مع أعداءه..
ورسالة لمن يستضيفون هذا الجاسوس – أقصد الدجال – في قنواتهم، أعداء بلدكم أيضا يستضيفون سعوديين معارضين في الخارج بنفس المنطق، من فمك أدينك، هذا سعودي يشهد عليهم، هذا كان معهم وصار يفضحهم، فإذا كان نموذج الحسيني يصلح كدليل، فبالتأكيد..أعداء بلدكم والجواسيس على مجتمعكم يملكون نفس الحجة..
تناقض في السلوك و الأقوال
انضم السيد محمد علي الحسيني في بداية شبابه، شأنه شأن غالبية شيعة جنوب لبنان، إلى حزب الله. ولكن سرعان ما انفصل عنه وأسس منظمة جديدة أطلق عليها اسم “المقاومة الإسلامية العربية”، وهي منظمة لا تتفق مع خط حزب الله بل تسعى، انطلاقًا من مبادئ القومية العربية، إلى انتقاد أدائه وأعماله بشدة. يرى بعض المراقبين للشأن اللبناني أن تبني موقف معادٍ للمقاومة من قبل رجل دين شيعي، في ظل التهديدات التي تواجه المجتمع اللبناني وخاصة الشيعة، أمر غير متوقع، مما أثار شكوكًا حول ارتباط هذا الرجل الجديد بالخدمات الاستخباراتية الأجنبية.
لم يدم ولاء محمد الحسيني لحزب الله طويلاً، وتحول في وقت قصير إلى أحد أشد أعداء المقاومة ونظرية ولاية الفقيه.
زاد اعتقال الحسيني عام 2011 من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، واتهامه بالتجسس لصالح الكيان الصهيوني، من الشكوك حول دوافعه في اتخاذ مواقف معادية للمقاومة.
فقد حكم عليه في العام 2012 ب (5) سنوات أشغال شاقة، ثم (13) سنة حبس مشدد من قبل القضاء اللبناني؛ لثبوت تخابره مع المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، وفي الوقت نفسه كان يتعامل مع المخابرات السعودية لإرباك الأوضاع الشيعية في لبنان وبث الإشاعات وزرع الفتن، بالتعاون مع تيار لبناني سني معروف.
وبعد صدور الحكم القضائي عليه؛ لجأ محمد علي الحسيني إلى السفارة السعودية في بيروت، والتي هربته بدورها الى السعودية في العام 2013، ولا يزال يعيش في كنف مخابراتها، وفي العاصمة الرياض تحديداً، ولديه مؤسسة ومكتب وتمويل كبير، ويمثل من خلاله الشيعة في المؤتمرات الدينية السعودية.
ورغم ذلك، أسس مجموعة عسكرية يدعي أنها تضم 1500 عضو، زاعمًا أنها بديل لحزب الله في مواجهة الكيان الصهيوني. إلا أن هذا الادعاء يفتقر إلى المصداقية، فالصور المنشورة له تظهر عددًا محدودًا جدًا من الأنصار.
يدعم محمد علي الحسيني مريم رجوي، ويطلق أتباعه عليه لقب “العلامة” و”المرجع”. وقد تبنى مواقف شديدة المعارضة لولاية الفقيه والقيادة الدينية في إيران. يسعى الحسيني جاهدًا لتقويض نفوذ المقاومة في لبنان من خلال تأجيج الخلافات الطائفية والقومية، وحث الشيعة اللبنانيين على قطع علاقاتهم بإيران.
يصف الحسيني ولاية الفقيه بأنها نظام زائف يخدع الناس، ويقول: “إن الذين لا يعرفون حقيقة نظام ولاية الفقيه قد يظنون أنه مبني على الشورى والديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان، ولكن الحقيقة خلاف ذلك، فالصورة التي يقدمها النظام عن نفسه هي صورة زائفة بهدف خداع الرأي العام”.
يتناقض سلوك الحسيني مع أقواله، فهو يدعي الدفاع عن الإسلام والوحدة، ولكنه في الوقت نفسه يسيء إلى الخلفاء الراشدين. وعندما حصل على دعم مادي من دول خليجية، حذف هذه الإساءات من كتبه. يزعم أنه زعيم ديني يهتم بأمر دينه ووطنه، ولكنه في الوقت نفسه أسس منظمة عسكرية يمكنها بسهولة أن تتجسس لصالح إسرائيل.
يشبه الحسيني معمر القذافي في استخدامه للنساء كحراسات شخصية. ويعتقد أن أحد أهدافه من جذب النساء إلى مجموعته الصغيرة هو استغلالهن. وهذا يشبه إلى حد كبير ما يفعله مسعود رجوي زعيم منظمة مجاهدي خلق.
ویقول الناشط البحريني يوسف الجمري عبر حسابه الشخصي على إكس / تويتر
هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي
أسوأ نماذج إعلامية قدمتها حرب الإبادة على غزة والعدوان على لبنان، كانت قد برزت في العدوان على شعب البحرين خلال الانتفاضة الشعبية العام 2011 والتي دعت لوضع حد لاستحواذ عائلة آل خليفة على السلطة.
نماذج إعلامية لما توفّر أي دور قذر خلال هذه الحرب الصهيونية، من التهليل لحرب الإبادة إلى تخوين المقاومة، حتى انتهى بها الأمر للطعن في الأعراض، ليس ابتداءً بمحمد علي الحسيني وليس انتهاءً بمشعل النامي، اللذان كانا ضيفين دائمين في وسائل الإعلام البحرينية.
لقد لعب الحسيني، الذي يشغل منصب عضو أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، دورا بارزا في تخوين المعارضة البحرينية ومحاولة تشويه صورتها وربطها بأجندات خارجية، والدعوة لضربها بقسوة، وهو ذات الدور الذي لعبه عبر برنامج خاص على قناة العربية.
ظهر الرجل عبر القناة السعودية مهللا للعدوان تارة، ومنجما باستهداف قيادات المقاومة تارة أخرى، وكان يؤدي دور العميل الصهيوني الذي يروج للأهداف والضربات قبل وقووعها، فضلا عن التشنيع على المقاومة الإسلامية في لبنان ومحاولة تجريدها من العباءة اللبنانية.
دور قذر بالعمالة للإسرائيلي امتد لأكثر من 10 سنوات، كشفته الأجهزة الأمنية اللبنانية 2011 من خلال اتصالاته بالعدو الإسرائيلي قبل أن تقضي محكمة عسكرية العام 2012 بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة لمدة 5 سنوات على الحسيني بتهمة التعاون مع العدو الصهيوني.
وبينما كانت محكمة لبنانية تصدر حكمها هذا، كانت الصحف الحكومية والأجهزة الإعلامية الرسمية في البحرين تستغل الرجل المعمم للطعن في المعارضة البحرينية وتشويه صورتها وشيطنتها وربط مطالبها المشروعة بالإصلاح بأجندات خارجية.
كما لعب دورا مماثلا الإيراني أمجد طه، الذي تم تقديمه في الشاشات العربية مدافعا عن النظام البحريني، حتى انتهت به الأمور إلى الحد الذي يستشهد بأحد مقالاته بنيامين نتنياهو خلال إحدى جلسات الكنيست الإسرائيلي.
وكذلك الحال بالنسبة للكويتي مشعل النامي الذي ظهر عبر قناة صفا المتطرفة لتخوين الطائفة الشيعية في البحرين، ولم تسلم منه في هذه اللقاءات حتى الطائفة الشيعية في الكويت.
النامي لم يدع اتهاما إلا وألصقه بالطائفة الشيعية في البحرين وقام بالتحريض على ضربها وتصفية وتبرير تدمير مساجدها خلال الحملة الأمنية التي شنتها السلطات البحرينية على المعارضة العام 2011.
لقد أفردت له الصحف البحرينية اليومية مساحة رأي يومية للتهجم على المعارضة وتلميع صورة العائلة الحاكمة في البحرين، وكان ضيف رأي في تقارير أخرى، وكانت تلك الفترة التي تم فيها تقديم النامي كصاحب رأي في الخليج.
أما اليوم فعاد النامي ليمارس أقذر دور شهدته هذه الحرب باتهام زوجات المقاتلين الفلسطينيين ببيع شرفهم مقابل الحصول على الغذاء لأطفالهن، وهي الخسة التي أدت إلى حملة استنكار عربية واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم بلاغات قضائية ضده في الكويت.
إذن هذه النماذج التي يعينها الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مركزه للتسامح والتعايش ويقدمها للعالم العربي. شخصيات عميلة للكيان الصهيوني وأخرى مرتزقة مستعدة للعمل من أجل أي حرب أو مشروع قذر في المنطقة من أجل الأموال والنفوذ.
لقد استعان الملك حمد بن عيسى بهؤلاء ليعينوه على شيطنة المعارضة البحرينية، وهم الأشخاص الذين يلعبون اليوم الدور القذر في العمالة للكيان الإسرائيلي والضرب في المقاومة في من دون أي وازع ديني أو أخلاقي أو قومي