الاجتهاد: أصدر مجلس علماء الشيعة في أفغانستان بياناً خلال مؤتمر صحفي بشأن القضايا الأمنية في غرب كابول وخاصة الهجوم الارهابي على مكتب سيد الشهداء عليه السلام، انتقد فيه وجود قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان والذي من منذ ذلك الحين (عام 2001) تشهد أفغانستان حوادث أكثر مرارة و انعدام الأمن في كل أنحاء البلاد.
وجاء في بيان صحفي صدر يوم أمس عن مجلس علماء الشيعة في أفغانستان، أن الحروب المدمرة بالوكالة تمشيّاً مع أهداف الاجانب، تضغط على حناجر المدنيين والشعب الافغاني الاعزل لسنوات.
ففي عام 2001، وبوجود قوات منظمة حلف شمال الاطلسي في افغانستان، كان من المتوقع ان يمحوا الارهاب الدولي، وأن يستبدل السلام والاستقرار والأمن، ولكن منذ ذلك الحين شهدنا حوادث اكثر مرارة وانعدام الامن في كل أنحاء البلاد.
كما انتقد مجلس علماء الشيعة في أفغانستان التقصير، والمماطلة وعدم توفير الأمن في المناطق ذات الكثافة السكانية الشيعية في غرب كابول، من قبل الحكومة ولاسيما الجهات الأمنية.
و جاء في بيان صحفي صدر اليوم عن مجلس علماء الشيعة، إن الحكومة فشلت تأمين الأمن و حماية المواطنين، كما فشلت في تحديد هوية مرتكبي الهجوم في غرب كابول وتحديد مصير المفقودين في العمليات الارهابية. “وحتى انها لم توفر العلاج اللازم لمعالجة الجرحى”.
وأضاف بيان المجلس أنه في السنوات الأخيرة، تم شن العديد من عمليات الإبادة الجماعية استهدفت الهزارة والشيعة في غرب كابول و على طرق المواصلات، لكن الحكومة فشلت في منع عمليات القتل الممنهج و عمليات الخطف.
و أكد بيان مجلس العلماء الشيعة على أنه “في ظل التهديدات الأمنية ، كان على المؤسسات الأمنية أن تضع وتنفذ خطة لحماية أرواح المواطنين. لكنها لم تفعل ذلك، ؛ كما أنها لم تهتم بآراء لجنة التنسيق الأمني و تراوغ و تماطل في تنفيذ الوعود.
واضاف البيان، بالرغم من أن بيانات الحكومة و وعودها بتحمل كامل مسؤوليتها بعد الهجوم الإرهابي على مدرسة سيد الشهداء، والذي أودى إلى استشهاد 91 طالبة و طالب و إصابة 150 ؛ لم نلاحظ اي تغيير أساسي و لم نلمس اي خطوة جادة و عملية في مجال تأمين الأمن و توفير الأمان في غرب كابول.
وكان مجلس العلماء الشيعة قد دعى الحكومة إلى اتخاذ خطوات جادة لتوضيح الاعتداء على مدرسة الشهداء وإزالة الغموض عن مصير عدد من الطالبات اللواتي فقدن في العملية الإرهابية و لاسيما الطالبة “شكرية” التي فقدت او خطفت من داخل احد المشافي.
و دعى بيان مجلس علماء الشيعة، الحكومة و الجهات الأمنية المعنية إلى اعتماد و دعم الخطة الأمنية التي تم وضعها بالتنسيق بين نائب رئيس الجمهورية الاستاذ سرور دانش، و اللجان الشعبية في مختلف مناطق غرب كابل و ممثلي مجلس علماء الشيعة، و توفير جميع الامكانات اللازمة لضمان تأمين غرب كابول و جميع المؤسسات التعليمية و الرياضية و أماكن العبادة و الأسواق.
و ختم مجلس علماء الشيعة بيانه، لن نسمح باستمرار عمليات الابادة الجماعية بحق أبناء الشيعة و في حال استمرار الحكومة في التقاعس و التقصير، فإننا سنتخذ خطوات عملية لحماية ابنائنا و مناطقنا من الإرهاب المنفلت.
ومجلس علماء الشيعة في أفغانستان الذي يتخذ من كابل مقرا له ، هو هيئة مستقلة عن الحكومة والأحزاب السياسية. يمكن لجميع علماء الشيعة في أفانستان المؤهلين الانضمام فيه.
يضم المجلس 65 وكالة وحوالي 2000 عضو في جميع أنحاء أفغانستان. ومن الأنشطة التي قام بها مجلس علماء الشيعة في أفغانستان هي: محاولة الاعتراف بقانون الفقه الجعفري في دستور أفغانستان ، إدخال الأحكام والمعتقدات الشيعية في نظام التعليم الأفغاني، وإقرار قانون الأحوال الشخصية القائم على الفقه الشيعي عام 2009. وإنشاء مجلس الإخوان الإسلامي بين الشيعة والسنة.
مجلس علماء الشيعة في أفغانستان هو منظمة متشكل من رجال الدين الشيعة الأفغانيين تأسس في كابول في خريف عام 2003 بهدف الاعتراف بالمذهب الشيعي في الدستور الأفغاني.
تم تشكيل المجلس بجهود كل من آية الله محمد آصف محسني”ره” وغربان علي عرفاني ومحمد كرمي ومحمد حسين محقق. وكان آية الله الشيخ محمد آصف محسني “ره ” أول رئيس للمجلس الذي ترأسه حتى وفاته في أغسطس 2009.