الاجتهاد: ختم مؤتمر ساوباولو توصياته بضرورة التوسع في المنح الدراسية إلى الدول العربية والإسلامية، وإنشاء المدارس الإسلامية والمعاهد الشرعية والجامعات مع تفعيل دور مؤسسات الإفتاء والمجاميع الفقهية في مجتمع الأقليات المسلمة وربطها بالمجامع الفقهية مع وضع خطة استراتيجية للعمل الإسلامي وفق المعايير العالمية المعتبرة.
أوصى المشاركون في أعمال المؤتمر الـ29 لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي, الذي نظّمه مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف السعودية بمدينة ساوباولو البرازيلية, تحت عنوان «واقع الجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي وسبل تحصينها من الغلو والتطرف وتوعيتها بمخاطر الإرهاب» بضرورة وضع خارطة طريق لمواجهة الغلو والتطرف والإرهاب, ودرء التهم والشبهات التي تحاول بعض وسائل الإعلام إلصاقها بالإسلام والمسلمين.
وأكد المشاركون في بيانهم الختامي الذي صدر في حفل اختتام أعمال المؤتمر أمس, على جميع ما صدر من المؤتمرات التي عقدتها المؤسسات الدينية والعلمية والمجامع الفقهية بشأن تعريف وتحريم التطرف والغلو والتعصب, وتجريم الإرهاب بجميع أشكاله وممارساته.
ولفتوا إلى أن كل من شارك في أي عمل إرهابي مباشرةً أو غير مباشرة, من أفراد أو جماعات أو حكومات, يعد مجرماً يجب أن ينال جزاءه.
وتضمن البيان الختامي توصيةً بأهمية زيادة التواصل بين المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي, والبلدان العربية والإسلامية, إضافةً إلى ضرورة إجراء الدراسات العلمية الموثّقة عن الأقليات المسلمة, واحتياجاتها, وتوفير إرشيف متكامل بهذا الشأن, والاهتمام بالترجمة, في لغات متعددة كالبرتغالية والاسبانية والإنجليزية.
وشدد البيان على ضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية والمعاهد الشرعية والجامعات, والاهتمام والتوسع في المنح الدراسية, إلى جانب زيادة الاهتمام بالجوانب الإعلامية لنقل المفهوم الصحيح للإسلام وإيضاح واقع المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي, والاهتمام بتعليم القرآن الكريم للناشئة, وإنشاء مدارس لتحفيظ القرآن الكريم.
ودعا المشاركون لتأسيس هيئة للمحامين المسلمين في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي, لتتولى مهام الدفاع عن المسلمين وقضاياهم, وتفعيل دور مؤسسات الإفتاء والمجامع الفقهية في مجتمع الأقليات المسلمة, وربطها بالمجامع الفقهية, ووضع الخطط الإستراتيجية للعمل الإسلامي وفق المعايير المعتبرة, إضافةً إلى التأكيد على ضرورة عقد لقاءات بين المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية لتنسيق العمل الإسلامي فيما بينها.
وقد أفتتح المؤتمر بحضور ممثلى الكنائس فى أمريكا اللاتينية والعديد من رؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلى المؤسسات الإسلامية بدول أمريكا اللاتينية .
يذكر ان المؤتمر التاسع والعشرين لمسلمي امريكا اللاتينية يقام من قبل مركز الدعوة الإسلامية لدول أمريكا اللاتينية ومقره البرازيل بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، حيث يهدف المؤتمر إلى بيان واقع الجاليات المسلمة فى أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، وإبراز دور الجمعيات والمراكز الإسلامية فى حماية وتحصين الجاليات من التطرف والغلو، وأيضاً تحديد مكامن الخطر التي تحرك وتمول بؤر الإرهاب فى الخفاء والعمل على التحذير منها وكشف خلفياتها، إضافة إلى التقاء أئمة ودعاة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي لتبادل الخبرات والمعارف ونقل واقع الجاليات المسلمة إلى العالم العربي والإسلامي.