خاص الاجتهاد: بحضور المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر السبحاني أزيح الستار عن كتاب فلسفة علم أصول الفقه في ثمانية مجلدات باللغة الفارسية من تأليف الأستاذ الفاضل الشيخ مهدي هادوي الطهراني.
صدرت مؤخراً عن المعهد العالي للعلوم والثقافية الإسلامية، مجموعة مؤلفة من ثمانية مجلدات بعنوان “فلسفة علم أصول الفقه” باللغة الفارسية من تأليف الأستاذ الفاضل الشيخ مهدي هادوي الطهراني. تمثل هذه المجموعة ثمرة جهود حثيثة امتدت لعقود من الزمن في التدريس والبحث على أعلى المستويات العلمية في الحوزة العلمية.
وفقا للاجتهاد، إن علم أصول الفقه هو علم له جذور تاريخية عميقة في الإسلام. وعلى الرغم من أن تطوره المنهجي بدأ في القرن الثاني الهجري، إلا أن مبادئه الأساسية مستمدة من مصادر الإسلام الأصيلة وهي أقوال النبي وأئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ويسعى علم اصول الفقه إلى توفير الأدوات اللازمة للفقيه في استنباط الأحكام الشرعية. أما فلسفة علم الأصول فتعنى بدراسة هذا العلم من منظور خارجي، وتنقسم إلى أربعة أقسام رئيسية: الأول، تاريخ علم الأصول، الذي يتناول نشأة هذا العلم وتطوره حتى يومنا هذا. والثاني، مباني علم الأصول، الذي يبحث في التصورات والتصديقات التي يقوم عليها هذا العلم. والثالث، منهجية علم أصول الفقه، التي تهتم بتقييم الطرق والأساليب المستخدمة في هذا العلم. والرابع، علاقة علم الأصول بالعلوم الأخرى، والتي تبين التفاعل بين علم الأصول والعلوم الأخرى.
ورغم وجود بعض الأفكار المتعلقة بفلسفة علم الأصول في كتب العلماء القدماء والمتأخرين، فضلاً عن المقالات والكتب الحديثة التي تناولت جوانب محددة منه، إلا أن هذا العلم لم يحظ بالاهتمام الكافي عبر التاريخ. ولهذا السبب، لم يسبق لأي كتاب أن تناول جوانب فلسفة علم الأصول بشكل شامل وكامل.
تُوّجت جهود الباحث الأستاذ مهدی هادوی الطهراني، أستاذ البحث الخارج في الفقه والأصول في حوزة قم العلمية، بإصدار مجموعة مؤلفات ضخمة في ثمانية مجلدات بعنوان “فلسفة علم الأصول”. وقد قام بإعداد هذه المجموعة القيّمة معهد البحوث في الفقه والقانون بالمعهد العالي للعلوم والثقافية الإسلامية، وتم نشرها لتكون في متناول الباحثين والمهتمين.
وتضم هذه المجموعة الضخمة، المكونة من ثمانية مجلدات، دراسة شاملة لفلسفة علم الأصول، وهي على التوالي: “علم الأصول من بداياته إلى يومنا هذا”، “المبادئ التصورية”، “المبادئ التصديقية المشتركة”، “المبادئ الصدورية للقرآن الكريم”، “المبادئ الصدورية للسنة”، “المبادئ الدلالية”، “المبادئ التصديقية الخاصة بالحجة غير اللفظية”، “منهجية علم أصول الفقه وعلاقته بالعلوم الأخرى”.
يروي الأستاذ هادوي تهراني في مقدمة هذا العمل: أنه عندما بلغت الدورة الأولى للبحث الخارج في علم الأصول إلى نهايتها في صيف عام 1380 هجري شمسي / 2002م، شرعت في إعداد قائمة شاملة وحديثة لموضوعات هذا العلم استعدادًا لبدء الدورة الثانية في البحث الخارج، لكن رغم تخصيص كامل وقتي في فصل الصيف للبحث في جميع المصادر المتاحة في علم الأصول، لم أتمكن من العثور على قائمة تلبي احتياجاتي. لذلك، قررت وضع قائمة جديدة اعتمد فيها على الحجة كأساس لعلم الأصول، وشملت هذه القائمة جميع المباحث التقليدية مع إضافة مباحث جديدة لم تكن موجودة في القوائم السابقة. كما تميزت هذه القائمة بترتيب منطقي لمباحث أصول الفقه، على عكس الترتيب التقليدي للمباحث الأصولية الذي يعتمد على الجانب التاريخي أكثر من الجانب المنطقي.
وبعد انتهاء الدورة الثانية للبحث الخارج في علم الأصول، وإعادة قراءة ومراجعة محتوياتها وتطويرها، تم تقديم هذه المحتويات بشكل مكتوب في الدورة الثالثة على شكل مجموعة بعنوان “تأملات في علم أصول الفقه.
ويُقسم هذا العمل إلى قسمين رئيسيين: “فلسفة علم أصول الفقه” و”علم أصول الفقه”، ويتم تقديم شرح مفصل لهذين القسمين في الكتاب. ونأمل أن يجد هذا العمل، الذي يعد ثمرة ثلاثين عامًا من التدريس في أعلى المستويات العلمية في الحوزة العلمية بقم، اهتمام الباحثين في العلوم الإسلامية، وخاصة المتخصصين في علم أصول الفقه. ونسعى من خلال هذا العمل إلى تطوير وتعميق هذا العلم، وتوفير أداة مناسبة للإبداع المنضبط في الفقه وما يتجاوزه، سائلين الله أن يكون هذا العمل زادًا لنا في الآخرة.