محمد صنقور

غضب شعبي في البحرين بعد توقيف الشيخ محمد صنقور

الاجتهاد: غضب شعبي في البحرين بعد توقيف السلطات خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، الشيخ محمد صنقور.

أحالت السلطات البحرينية خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، الشيخ محمد صنقور، إلى النيابة العامة، بعد استدعائه إلى التحقيقات الجنائية اليوم الاثنين.

وذكرت جمعية الوفاق البحرينية، في حسابها عبر “تويتر”، أنَّ أعداداً كبيرة من قوات النظام أحاطت بمنزل الشيخ صنقور وسلَّمته استدعاءً للتحقيق معه.

من جهته، قال القيادي في جمعية الوفاق البحرينية مجيد ميلاد إنّ “الشيخ صنقور شخصية علمائية لها وزنها الاجتماعي الثقيل، معلناً تضامنه الكامله معه”.

بدوره، اعتبر رئيس شورى الوفاق السيد جميل كاظم أنّ “الشيخ صنقور من مفاخر المحققين والباحثين في الفكر الإسلامي وذو خطاب اصلاحي سياسي معتدل لا يروم منه إلا مصلحة البلاد والعباد والأمن والسلام”، مطالباً بإطلاق سراحه فهو “ضمانة أمن وداعية صلاح”.

أمّا القيادي في جمعية الوفاق عبد الجليل خليل أكد أنّه يستمع لخطب الجمعة للشيخ صنقور، وأنّه “لا يجد في خطبه إلا التاكيد على التقوى والخوف من الله والنصح و الحاجة للاصلاح بكلمات منتقاة فيها الإخلاص والحكمة والحرص على الوطن”.

واستنكر مواطنون استدعاء السلطات الأمنية للشيخ صنقور، وأنشأوا وسم #أوقفوا_الاضطهاد_الطائفي على “تويتر”، في إشارة إلى أنَّ الاستدعاء تمّ على خلفيَّة طائفية.

وشهدت عدة مناطق بحرينية مظاهرات شعبية استنكاراً لتوقيف الشيخ صنقور، وطالب المتظاهرون باطلاق سراحه ووقف الاضطهاد الطائفي الذي يتعرض له الشعب البحريني.
وزعمت “الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية” أنَّ سبب توقيف الشيخ صنقور هو قيامه بتكرار ما سمَّته الإدارة “الخطابات التحريضية”، أي خطب الجمعة للشيخ صنقور، التي ادَّعت أنَّها “تتضمَّن مخالفات قانونية، ومن بينها إهانة السلطات والتحريض علانية على بغض طائفة من الناس والازدراء بها”.

وأكدت الإدارة، في بيان، أنهَّ “تمّ اتخاذ الإجراءات القانونية المُقرَّرة وإحالة القضية إلى النيابة العامة”.

وتقول جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، إنّ “السلطة البحرينية تتعمد سياسة الاضطهاد الديني في البلاد، والتي ازدادات وتيرتها بعد ثورة 14 فبراير عام 2011”.

وعمدت السلطات البحرينية إلى اعتقال العديد من رموز الدين والعلماء وعلى رأسهم الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان والمحكوم عليه بالمؤبد لأسباب سياسية كما تؤكد الوفاق والعديد من المنظمات الحقوقية.

ولجأت المنامة إلى سحب الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم، وهو ما عدّ مثالاً واضحاً للاضطهاد الديني في البلاد. ووصفت منظمة هيومن رايتش ووتش حينها الحكم بالتعسفي.

 

دعوة إلى إطلاق سراح جميع السجناء

هذا ودعا خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز العلامة الشيخ محمد صنقور، في خطبة الجمعة يوم 19 مايو/أيار 2023، الجهات المعنيَّة إلى تطمينِ الناس وذوي السجناء على أبنائهم وذلك بالتواصل مع أبنائهم من طريق المكالمات الهاتفية وتيسير الترتيب للزيارات وليس من خلال التصريحات وحسب”،

قائلاً: “قد نما إلى علمهم (ذوي السجناء) أنَّ عدداً من السجناء تعرَّضوا للإساءة والتعنيف وتعرَّض بعضهم للعزل والسجن الانفرادي والحرمان من الرعاية الصحيَّة الكافية”.

وفيما اعتبر أنَّ “بعض التصريحات (الرسمية) جاءت مُقتَضَبة وتبعث على القلق”، دعا الشيخ صنقور إلى “إغلاق هذا الملف الإنساني وذلك بإطلاقِ سراحِ جميعِ السجناء”، مشدداً على أنَّ “لإغلاقِ هذا الملف أثره البليغ في إشاعة أجواء التفاؤل والتنفيسِ لحالة الاحتقان”.

المساس بالمناهج التعليمية خدمة للكيان الصهيوني الغاصب

من جهة ثانية، نبَّه الشيخ صنقور إلى أنَّ “اليهود لم يكونوا ليقبلوا بما وقع من التهذيب والتشذيب والتهذيب والحذف من مناهج التعليم لو قُدِّر له الإمضاء”، موضحاً أنَّ “اليهود لن يقبلوا بأقلَّ من أنْ تتعقَّبَ هذه الخطوة خطوات في طريق الإعادة لصياغة مجملِ مناهجنا وبرامجِنا التعليميَّة وفقَ الأجندة المرسومة عندهم في دوائرِ القرار، ولن يُقنعهم حينذاك سوى الوثوقِ بأنَّ ما انتهينا إليه منتج في المآل المنظورِ للانسلاخِ الكامل من ديننا وهويتنا”.

وقال: “بعدها، لن نكون برغم ذلك أنداداً بنظرهم (اليهود) بل أتباع وأعضاد يُمرِّرون من طريقنا مشاريعهم التوسُّعية والعنصرية، فتاريخهم الطويل الملطَّخ بدماء الأبرياء واغتصاب الحقوق ونقض العهود واحتقارِ الأمم خير شاهد على ذلك”.

وأكد الشيخ محمد صنقور أنَّ “ما وقع (محاولة تغيير مناهج التعليم) يفرض على المعنيين المساءلة التفصيليَّة للوزارة والرقابة الدقيقة والواعية ذات الطابعِ المؤسَّسي، وأنْ يُناط بفريق يُمثل التنوُّع الإسلامي في البلد على أنْ يكونوا ممن يشغل اهتمامهم دين البلد وقيمه وثوابتُه، كما يفرض ما وقع على الجميعِ اليقظة والتوجُّس والمحاذرة”.

ولفت الانتباه إلى أنَّ “إسرائيلُ لا ينتابها اليأس لمجرَّد إخفاقِ مسعاها في المرَّة الأولى أو الثانية أو العاشرة، فمثلُها يضع لكلِّ عقبة ما يُذلِّلها وتستعيض عن كلِّ وسيلة بأخرى كانت قد أعدَّت لها، فشأنُها المكر والمراوغة”.

وأضاف “ما وقع قَبْلُ من قيامِ وزارة التربية والتعليم بالتشذيب والتهذيب والحذف من مناهج التعليم لكلّ ما فيه مساس باليهود والكيانِ الصهيوني والعملِ على التغيير لكلِّ ما يستثير حفيظةَ هذا الكيان الغاصب، وإنْ كان من صُلْب العقيدة أو كان من حقائق التأريخ أو كان من مقتضيات التضامن الإسلامي والعربي كقضية القدس الشريف والقضية الفلسطينية، إنَّ ما وقع لو قُدِّر له أنْ يمضي بالوتيرة التي بدأ بها لكان في ذلك تهديد جدِّيٍّ لهويَّة هذا البلد ودينه وقيمه وثوابته، ولم تكن من ذريعة سوَّغت لهذا العمل المناقض للثوابت المُجْمَع عليهاً إسلامياً وعربياً سوى السعي إلى نيل الرضا والحَظوة لدى إسرائيل وحاضنتها (الولايات المتحدة)”.

ونبَّه الشيخ محمد صنقور إلى أنَّ “الذي يُسهم في تهديد الهوية ليس هو العبث في مناهج التعليم وحسب، فثمَّة الإعلام بمختلف وسائله وبرامجِه، وثمَّة السياحة غير النظيفة والتي أصبحت سوقاً رائجة يستثمر بها ومِن طريقها سماسرة الليلِ والشراب وتستقطب هُواة الرذيلة وبائعات الهوى”، مردفاً بقوله: “ثمَّة أجانب ينتشرون في الأحياء والأسواقِ والمرافقِ العامَّة ولم تُفرَض عليهم فيما يلبسون وفيما يمارسون ضوابط صارمة تحفظ هوية البلد وأعرافه وقيمه”.

 

المصدر: الميادين + أبناء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Slider by webdesign

Clicky