عملية “الوعد الصادق 3” مهدت لوحدة العالم الإسلامي

خاص الاجتهاد: قال أستاذ متفرغ بجامعة الأديان والمذاهب إن الرؤية العالمية تجاه الشيعة لم تكن موجودة قبل عملية ‘الوعد الصادق 3’، وذلك منذ قيام الثورة الإسلامية، وهذه الأجواء باتت مهيأة لخلق الوحدة والتضامن، وعلينا أن نستفيد منها.

وفي الجلسة الأولى من “سلسلة الندوات التخصصية: العالم وحرب إيران والكيان الصهيوني” تحت عنوان “العالم العربي في مواجهة حرب إيران والكيان الصهيوني”، والتي عُقدت قبل يومين في جامعة قم، أوضح حجة الإسلام والمسلمین مهدي فرمانیان، الأستاذ المتفرغ في الأديان والمذاهب، بخصوص “موقف الشخصيات العربية البارزة في الحرب الأخيرة”، أن الزعيم الروحي لداعش كان يلقي سلسلة محاضرات بعنوان ‘هل أتاك الرافضة’ نُشرت ككتاب إلكتروني، وقد وصف فيها الشيعة بأنهم يهود تظاهروا بالإسلام، وعملوا على مدى 1400 عام مع الكفار لتدمير الإسلام، وللأسف كان هذا الفكر موجودًا بين شخصيات مسلمة بارزة أخرى في العالم.

وأضاف فرمانیان: تتضمن أمثلة الفكر الوهابي المناهض للصهيونية إمام المسجد الحرام الذي يدافع عن الهجوم الإيراني بتغريداته، أو إمام المسجد النبوي الذي يدعو ست دقائق لانتصار إيران على إسرائيل. يبدو أن هذه النظرة العالمية تجاه الشيعة لم تكن موجودة منذ الثورة الإسلامية وحتى قبل هذه العملية، وهذه الأجواء باتت مهيأة لخلق الوحدة والتضامن، وعلينا أن نستفيد منها.

وأكد الأستاذ فرمانيان: أعتقد أن العديد من مسؤولي الدول العربية يقفون في الحقيقة إلى جانب إيران. لقد أصدر مفتي سلطنة عمان بيانات في عمليات ‘الوعد الصادق’ الثلاث، كما أصدرت جماعة الإخوان المسلمين العالمية، التي تُعد أهم تنظيم سياسي لأهل السنة في العالم العربي، بيانًا دعمًا لعملية ‘الوعد الصادق 3’. يجب ألا نغفل أيضًا عن المظاهرات الشعبية في مختلف البلدان مثل تونس وأفغانستان وباكستان ودول جنوب إفريقيا.

وأشار إلى أن شعوب العالم والعرب تفاعلوا مع العمل الإيراني، قائلاً: يجب ألا نضيع هذه الفرصة، ويجب على المؤسسات الدولية للبلاد أن تغير عقلية الشعوب العربية وفق مبادئ صحيحة وبمرور الوقت، وفي هذا الصدد يجب تقوية إعلامنا العربي وتحويل الأجواء من مجرد مشاعر إلى تغيير في الأفكار العالمية.

عملية “الوعد الصادق 3” مهدت لوحدة العالم الإسلامي

وفي السياق نفسه، قال مدير مؤسسة حوار الأديان من أجل الوحدة، الشيخ حميدرضا غريب رضا، بخصوص موقف العالم العربي تجاه الحرب مع النظام الصهيوني: كما تعلمون، يقوم الفكر الغربي على فصل الدين عن جميع المجالات الاجتماعية والسياسية. لقد أجرى المفكرون الغربيون أبحاثًا حول نقاط التحدي في الأديان واستغلوا ذلك سلبًا، وكان أحد نتائج ذلك اتفاقية ‘سايكس بيكو’ في الحرب العالمية الأولى، التي أدت إلى تفكك الإمبراطورية العثمانية وظهور العراق وسوريا.

وتابع: بناءً على هذه الاتفاقية، تشكلت الحدود على أساس الصدوع العرقية، حيث وُجِد الأكراد في إيران وتركيا والعراق، وعرب إيران وخوزستان، وبلوشستان إيران وباكستان. لكن هذه السياسة تغيرت بعد قيام الثورة الإسلامية التي كان شعارها وحدة الأمة الإسلامية. قبل الثورة، كانوا يستفيدون من التفرقة بين المذاهب.

وأشار غريب رضا إلى أن سياسة الغرب السابقة تحولت إلى تشكيل شرق أوسط جديد، قائلاً: في الحرب التي شُنت على حزب الله في لبنان، بشرت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك بولادة شرق أوسط جديد، وقد منع سيد المقاومة تشكيل هذا الشرق الأوسط الجديد، وكانت النتيجة نمو تيار المقاومة والصراع مع الكيان الصهيوني. أحد نتائج ‘عملية الوعد الصادق 3’ كان ظهور العقد المكبوتة للأمة الإسلامية تجاه العالم الغربي، وشعوب العالم الإسلامي تحلم بإعادة تشكيل العصر الذهبي للإسلام.

وأضاف: مع قيام الثورة الإسلامية، حدث حدثان مهمان، أولهما هو تحول كبار علماء أهل السنة في الدول الإسلامية إلى المذهب الشيعي، وتشكيل موجة ثانية تُعرف باسم التشيع السياسي، وهذا يعني أنهم اقتدوا بالثورة الإسلامية وعاشوراء في توجهاتهم السياسية. كل هذه الإجراءات أدت إلى تشكيل موجة ” إيران فوبيا’ و’شيعة فوبيا’، وتم استثمار مبالغ طائلة من قبل الحضارة الغربية والدول العربية الأخرى لخلق هذا الخوف من إيران بين عامة الناس.

وأردف غريب رضا: كان المفكرون الغربيون يسعون لتطبيق حرب غزة ولبنان وسوريا بشكل متكامل على إيران، لكن إيران كانت مستعدة، ومع انطلاق عملية ‘الوعد الصادق 3’ أصيبت شعوب العالم العربي والإسلامي بالدهشة. مُشيرًا إلى أنه بعد عملية “الوعد الصادق 3” حدث تحول روحي وفكري تجاه إيران والشيعة لم يسبق له مثيل، قال: في الوقت الحالي، صار صاروخ إيراني واحد أكثر تأثيرًا بمائة مرة من المؤتمرات التي تُعقد من أجل الوحدة الإسلامية. لقد تغير العالم العربي لأنهم رأوا صدق إيران في الحرب مع النظام الصهيوني، وفي النهاية يجب القول إن العالم الإسلامي بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص لديهما استعداد للتفاعل في العلاقات التقريبية.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *

Clicky