الاجتهاد: صدر بحمد الله تعالى كتاب (غاية الإيجاز) للفقيه المحقِّق آية الله السيِّد محمَّد الموسويِّ الهنديِّ (طاب ثراه) المتوفَّى سنة ١٣٢٣هـ، أحد كبار الفقهاء في عصره.
والكتاب متنٌ موجزٌ يأتي على تمام الأبواب الفقهيَّة، وهو الآن في طور الطباعة للمرَّة الأولى، مُحقَّقاً على ثلاث نسخٍ خطيَّة كُتِبَتْ جميعها في حياة المصنِّف (طاب ثراه)، وأحدها بيد نجله آية الله السيِّد رضا الهنديِّ (طاب ثراه).
وحريٌّ بالذكر أنَّه أوَّلُ أثرٍ فقهيٍّ يُنشر لهذا الفقيه الجليل من بين مصنَّفاته الفقهيَّة البالغة ثلاثين عنواناً، فضلاً عن سائر مصنَّفاته البالغة خمسين عنواناً وستِّين مجلَّداً في مختلف العلوم، وقد ضاع أكثرها بحوادث مؤسفة.
تعريفٌ مختصر بالمؤلِّف:
ولد (طاب ثراه) بالنجف الأشرف سنة ١٢٤٢هـ، وكان والده عالماً فاضلاً.
اشتغل (طاب ثراه) بالعلم منذ صباه، ونبغ مبكِّراً، حتى صار من أفاضل تلامذة زعيم الفقهاء الشيخ صاحب الجواهر (طاب ثراه) في أوَّل شبابه، وقد شهد له الشيخ (طاب ثراه) بالاجتهاد وزوَّجه بكريمته وهو شابٌّ يافع لم تنبت لحيته بعد، ولم يتجاوز عمره العشرين، وصار بعد ذلك من أبرز تلامذة الشيخ الأعظم الأنصاري (طاب ثراه) وأخصِّهم به، وكانت عمدة تلمذته على الفقيه الأكبر الشيخ محسن خنفر (طاب ثراه) الذي أجازه بالاجتهاد أيضاً.
له ما يربو على الستين مُصنَّفاً في الفقه والأصول والرِّجال ومختلف العلوم، حتَّى الغريبة منها كالجفر ونحوه، وقد ضاع أكثرها بحوادثَ مؤلمة، وبقي بعضٌ قليل منها، وهو في طور التحقيق والإخراج.
وكانت له مرجعية في الثلث الأخير من عمره المبارك في النجف الأشرف، وكان من أئمَّة الجماعة في الصحن العلوي الشريف.
توفي (طاب ثراه) في آخر شعبان من سنة ١٣٢٣ للهجرة، ودُفِنَ مجاوراً لأمير المؤمنين (عليه السلام) في داره الواقعة في الحويش، ودُفِنَ معه فيها ولداه العالمان والشاعران المشهوران السيِّد باقر الهندي والسيِّد رضا الهندي (طاب ثراهما) وغيرهما من أعلام الأسرة، وهي الآن مقبرة شاخصة ومدرسة عامرة يُتذَاكر فيها العلم.