خاص الاجتهاد: تحظى عملية استنباط الاحكام الشرعية أهمية بالغة، نظراً لكونها تبحث في نصوص دينية قطعية الصدور وظنيتها أعني القران الكريم والسنة الشريفة. وفي كلا الدليلين اللفظيين هنالك مجموعة من القواعد والاسس التي يعتمدها الفقهاء لفهمها وتوجيه دلالتها. ونظرا لاشتمال السنة الشريفة على المقدار الاوسع من الأحكام _ مؤسسة ومؤكدة ومبينة _ ارتأيت البحث عن تلك المناهج التي يستعين بها الفقهاء للوصول الى دلالة تلك الروايات وفهمها بالشكل الذي تتوجه لاستنباط الاحكام الشرعية .
يقول المؤلف الباحث الشيخ “فارس فضيل عطيوي” في مقدمة الكتاب: إن البحث والدراسة عن فقهاء الأمة الإسلامية من أساسيات نجاح المجتمعات وتعريفها بقيادتها التي أسهمت في حفظ مكانتها وثقافتها وهويتها الإسلامية، بالأخص أولئك الأفذاذ الذين نذروا أرواحهم وحياتهم وكل ما يملكون في سبيل تحقق الأهداف السامية.
منهم المرجع الراحل آية الله السيد محمد الشيرازي الذي تشتمل موسوعته الفقهية الاستدلالية على مختلف الأبواب الفقهية المعروفة وغير المعروفة، القديمة والجديدة، الخارجية والافتراضية، المدروسة وغيرها، المستدل عليها أو لا – إذ شملت ما لم يخطر في ذهن العديد من العلماء فضلا عن غيرهم – خیر شاهد ودليل على مكانة الإمام الراحل الشيرازي.
ومن هنا ارتأيت أن أبحث جانباً واحداً من هذا الفكر الكبير – بحسب المكنة والإمكان – ألا وهو (فقه الحديث ومناهجه البحثية عند الإمام الشيرازي)، إذ من يطالع الموسوعة الفقهية الاستدلالية يجد فيها العديد من النكات العلمية والقواعد المعرفية والمسائل المختلفة التي تشكل بوضعها علومة مهمة في عملية الاستدلال الفقهي.
وقد اخترت (فقه الحديث) دون غيره في هذه الدراسة، لما له الأثر الكبير في صحة تشخيص وفهم الحكم الشرعي الوارد في أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة تبعا لمرتكزات الفهم والعلم الجملي.
ومن جانب أخر فإن موضوع (فهم الحديث) من الموضوعات المهمة التي هي مزلة الأقدام، إذ المتعامل معه هو كلام المعصوم وليس أي كلام، فهو المتحدث والمقنن والموضّح والمبيّن.
واعترف مقدما بالعجز أمام هذه القامة الشامخة في استقصاء آرائه ومناهجه بصورة كاملة وما لا يدرك كله لا يترك جلّه، فتوكلت على رب العزة وأهل بيت الطهارة في إتمام هذه الدراسة المختصرة أملا في بيان ولو جزء بسيط من معارف و علوم هذا الرجل المظلوم على سبيل مانعة الجمع.
وقد انتظمت هذه الدراسة على مقدمة وفصلين وخاتمة لأهم النتائج :
أما المقدمة فقد اشتملت على بيان أهمية الموضوع المعروض للدراسة ومكانته وتوضيح المنهجة العامة للدراسة.
وتضمن الفصل الأول: (فقه الحديث من حيث المفهوم والضوابط وما يرتبط في ذلك بمبحثين.
وبين الفصل الثاني مناهج (فقه الحديث) عند الإمام الشيرازي ونماذج تطبيقية من الموسوعة الفقهية المباركة على تلك المناهج.
وأخيرا كانت الخاتمة موضحة لأهم النتائج التي توصل البحث إليها في مجال دراسة (فقه الحديث عند الإمام الشيرازي).
وقبل ختام المقدمة أود الإشارة إلى ما يأتي :
۱: ما كُتب في هذه الدراسة هي وجهات النظر القاصرة للباحث التي فهمها من كلمات وآراء الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي، إذ قد يكون الواقع مختلفة عن الحال.
۲: تعد هذه الدراسة دراسة وصفية استظهاريّة تطبيقيّة لما كتبه الإمام الشيرازي في مجال فهم الحديث الشريف ومناهجه البحثية.
۳: تعد هذه الدراسة الكتاب الأول في سلسلة تبحث عن (فقه الحديث) في فكر الإمام الشيرازي والتي من المفترض تسلسلها في كتب قادمة بإذن الله تعالی عن (المباني الحديثية عند الإمام الشيرازي) وما أشبه.
غلاف الکتاب
الکتاب: فقه الحديث ومناهجه البحثية _ دراسة في الاسس والتطبيق عند السيد محمد الشيرازي
المؤلف: الشيخ “فارس فضيل عطيوي”
منشورات: مكتبة الامام الحسن المجتبى النجف الأشرف
الطيعة: الأولى
سنة الإصدار: 1439هـ/ 2018م
عدد الصفحات: 144
محتويات الكتاب
تحميل الكتاب
2.86mb